الجيش الإسرائيلي يطلق النار على اللبنانيين العائدين إلى القرى الجنوبية التي لا تزال القوات منتشرة فيها
رغم استمرار الهدوء، أمر كاتس باتخاذ إجراءات "قوية"، مدعيا أن أعضاء حزب الله من بين الأشخاص الذين تحدوا التعليمات؛ قصف موقع للصواريخ الموجهة بدقة لساعات في ضربات الجيش الإسرائيلي الأخيرة
أطلقت قوات الجيش الإسرائيلي الثلاثاء طلقات تحذيرية على أشخاص حاولوا الاقتراب من عدة قرى في جنوب لبنان، بعد أن أمر وزير الدفاع يسرائيل كاتس “باتخاذ إجراءات قوية” لمنع أعضاء حزب الله من العودة أثناء سريان اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي إن عددا من المشتبه بهم أصيبوا بنيران القوات في قرية ميس الجبل، وأضاف أنه انتقل من القتال النشط في لبنان إلى التركيز على تطبيق الاتفاق.
وقال الجيش أنه يعمل على منع الناس من الوصول إلى المناطق التي لا تزال القوات متمركزة فيها في جنوب لبنان، كما تم إغلاق العديد من الطرق المؤدية إلى القرى.
ولا تزال طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تحلق في أجواء المنطقة، ولا تزال القوات متمركزة في مواقعها بجنوب لبنان. وبدا الهدوء صامدا في المجمل، حيث توقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل منذ الساعات الأولى من الصباح.
وفي وقت سابق، قال الجيش أنه أطلق طلقات تحذيرية على عدة مركبات في لبنان اقتربت من منطقة قريبة من الحدود حيث كان لا يزال يحظر الحركة.
ووقعت الحادثة في قرية كفر كلا، الواقعة على الحدود مع بلدة المطلة الإسرائيلية، بحسب السلطات المحلية.
وأفاد الجيش أن السيارات انسحبت بعد إطلاق الطلقات التحذيرية.
مصادر لبنانية: نازحون يصلون إلى بوابة فاطمة في بلدة كفركلا بعد انسحاب جيش الاحتلال. pic.twitter.com/Kw2dg6qWN9
— الجرمق الإخباري (@aljarmaqnet) November 27, 2024
على الجيش الإسرائيلي الانسحاب خلال 60 يوما بموجب الاتفاق الذي أنهى 14 شهراً من القتال الذي بدأه حزب الله. وخلال هذه الفترة، سيتولى الجيش اللبناني تدريجياً المسؤولية عن جنوب لبنان، وسيتم تشكيل لجنة بقيادة الولايات المتحدة للنظر في الشكاوى المتعلقة بانتهاكات وقف إطلاق النار المحتملة، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وسوف تنسحب قوات حزب الله من جنوب لبنان، وسيتم تفكيك البنية التحتية العسكرية للحزب. كما ورد أن الولايات المتحدة قدمت رسالة جانبية تحدد حقوق إسرائيل في الرد على أي انتهاكات لوقف إطلاق النار.
ولم يتم نشر نسخة من اتفاق وقف إطلاق النار قبل دخوله حيز التنفيذ.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي إن القوات الإسرائيلية بقيت في مواقعها بعد ساعات من بدء وقف إطلاق النار، ولن تنسحب إلا تدريجيا.
وقال إن وتيرة الانسحاب والعودة المقررة للمدنيين اللبنانيين إلى منازلهم ستعتمد على تنفيذ الاتفاق من قبل جميع الأطراف. وتحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بمناقشة الاتفاق وتنفيذه مع وسائل الإعلام.
وطلبت إسرائيل والجيش اللبناني من سكان القرى الجنوبية الانتظار حتى انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي قبل العودة.
وقال كاتس أنه يجب منع أعضاء حزب الله من الوصول إلى المناطق في جنوب لبنان حيث لا يزال الجيش الإسرائيلي يحظر الحركة، “وإذا يعرضون قوات الجيش للخطر فيجب إصابتهم”.
ورغم الخطر، انتشرت العديد من مقاطع الفيديو خلال ساعات الصباح بدت وكأنها تظهر الناس يعودون إلى تلك المناطق.
العائدون يدخلون الى كفركلا فجر اليوم ✌???? pic.twitter.com/oeyPN5x8Kh
— مصدر مسؤول (@fouadkhreiss) November 27, 2024
وظهر دمار واسع في مقطع فيديو قصير، التقطه على ما يبدو رجل لبناني يدعي أنه عاد إلى كفر كلا، رغم أنه لم يكن يمكن رؤية أي وجود عسكري إسرائيلي.
وأظهر مقطع فيديو آخر تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي وصول حشد من اللبنانيين إلى الجدار الحدودي بين كفر كلا وبلدة المطلة الإسرائيلية.
كاميرا التلفزيون العربي ترصد تمركز دبابة إسرائيلية داخل مدينة الخيام جنوبي لبنان@ramezelkadi pic.twitter.com/BYEtoodBA4
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 27, 2024
وأظهرت لقطات تلفزيونية مباشرة أيضًا أشخاصًا يتجولون في بلدة الخيام على مقربة من دبابة إسرائيلية.
وطالب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إسرائيل اليوم الأربعاء بالالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار “والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلتها”.
وأضاف ميقاتي: “آمل اليوم… أن تكون هناك صفحة جديدة في لبنان، كما آمل بأن تؤدي الأيام المقبلة إلى انتخاب رئيس للجمهورية”.
ودعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي تفاوض على الهدنة نيابة عن حزب الله، النازحين إلى العودة إلى ديارهم، على الرغم من التعليمات الرسمية من الجيشين الإسرائيلي واللبناني.
“عودوا الى ارضكم فمجدها بعودتكم”، قال.
وقال بري إن الأشهر الأخيرة من الحرب كانت “مرحلة تاريخية كانت الأخطر” التي يمر بها لبنان – ويبدو أنها تجاوزت الحرب الأهلية التي استمرت من عام 1975 إلى عام 1990 والتي دمرت البلاد بأكملها تقريبًا – لكنه أشاد بالشعب اللبناني لإظهاره الوحدة ودعا إلى الإسراع لانتخاب رئيس جديد.
الجيش يواصل قصفه حتى الرابعة فجرا
تم تنفيذ عدة ضربات استهدفت أكثر من 300 موقع لحزب الله ابتداء من الساعة الخامسة مساء يوم الثلاثاء وخلال الليل، حتى دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في الساعة الرابعة صباحًا.
وقال الجيش الإسرائيلي إن إحدى الضربات في سهل البقاع بالقرب من الحدود السورية استهدفت موقعا تحت الأرض لتصنيع وتخزين الصواريخ الموجهة بدقة لحزب الله.
وأضاف الجيش أنه قصف لمدة أربع ساعات الموقع، الذي يبلغ طوله كيلومترا واحدا تحت الأرض والذي يحتوي على معدات تستخدم في بناء صواريخ موجهة بدقة بالإضافة إلى مستودعات لتخزينها. كما تم قصف قاعدة مجاورة لقوة الرضوان، وقدر الجيش أن عشرات من عناصر حزب الله قتلوا في القصف.
وشن الجيش غارة أخرى بعد منتصف الليل بقليل على معبر حدودي بين سوريا ولبنان، قال إن حزب الله استخدمه لتهريب الأسلحة. وذكرت وسائل إعلام سورية أن ستة أشخاص قتلوا في الغارة.
ومن بين 300 مواقع حزب الله التي تعرضت للقصف في اليوم الأخير قبل وقف إطلاق النار، 42 موقعا كان في بيروت، و48 في سهل البقاع، و150 في جنوب لبنان، بحسب الجيش.
وقال الجيش إن الأهداف شملت 15 موقعا تستخدمها الحركة لإدارة وتخزين الأموال، و64 مركز قيادة، و65 مبنى يستخدم لأغراض عسكرية، و42 مستودعا للأسلحة.
وأضاف أنه تم قصف نحو 350 موقعا لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت طوال الحرب. وفي حرب لبنان الثانية عام 2006، على سبيل المقارنة، تم قصف نحو 140 موقعا.
كما أعلن ناطق باسم الجيش: “تصفية مسؤول العمليات في الوحدة الجوية (127) الذي تولى قيادة إطلاق المسيّرات وصواريخ الكروز باتجاه إسرائيل”.
وقال الجيش إنه قصف طوال الحرب أكثر من 150 موقعا لإطلاق الطائرات المسيّرة، ونحو 20 مستودعا لتخزين الطائرات المسيّرة وصواريخ الكروز، وأربعة مصانع تصنيع تابعة للوحدة 127.
وقدر الجيش أنه دمر 70% من مخزون حزب الله من الطائرات المسيّرة وصواريخ الكروز.
وفي سبتمبر الماضي، قُتل قائد الوحدة الجوية محمد حسين سرور في بيروت، كما قُتل قادة آخرون في الوحدة.
ووقال الجيش إن القوات الإسرائيلية اعترضت مئات الطائرات المسيرة المفخخة التي أطلقها حزب الله على إسرائيل خلال الحرب. وقد أضابت عدة طائرات مسيرة أهداف في إسرائيل، وتسببت في سقوط ضحايا وأضرار.
وبدأ حزب الله في إطلاق الصواريخ والمسيّرات على إسرائيل في اليوم التالي للهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023 في جنوب إسرائيل، دعما لحماس، مما أثار ردود إسرائيلية إنتقامية وأدى إلى نزوح نحو 60 ألف من سكان شمال إسرائيل.
واشتدت المعارك في أواخر سبتمبر، حيث قتلت إسرائيل الكثير من قيادات حزب الله وأطلقت عملية برية محدودة في الأول من أكتوبر.