الجيش الإسرائيلي يضرب مفاعل آراك للماء الثقيل وموقع نطنز المستخدم في تطوير البرنامج النووي الإيراني
تقارير: ترامب ينتظر موقف الإيرانيين لمعرفة إذا كانوا سيتخلون عن برنامجهم النووي، وسأل مستشاريه إذا كان بإمكان قنابل خارقة للتحصينات تدمير موقع فوردو، رغم أن إسرائيل قد تدمر الموقع "باستخدام البشر"

قصف سلاح الجو الإسرائيلي مفاعل آراك للماء الثقيل صباح الخميس، إلى جانب ضربة ثانية استهدفت منشأة التخصيب في نطنز وعشرات المواقع العسكرية الأخرى خلال الليل، وفقاً لما أعلنه الجيش كجزء من عملية تهدف إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني والتي دخلت يومها السابع.
وفال الجيش الإسرائيلي إن 40 مقاتلة شاركت في الموجة الليلية من الهجمات، وأسقطت 100 ذخيرة على عشرات المنشآت العسكرية الإيرانية في طهران ومناطق أخرى في إيران.
وأصدر الجيش الإسرائيلي تحذيراً قبل الضربة على مفاعل آراك، وحث السكان في المناطق القريبة على الفرار.
وقال الجيش: “استهدفت الضربة المكون المخصص لإنتاج البلوتونيوم، من أجل منع إعادة تأهيل المفاعل واستخدامه في تطوير الأسلحة النووية”.
وقالت إسرائيل أيضاً إنها ضربت موقعاً آخر بالقرب من نطنز وصفته بأنه مرتبط بالبرنامج النووي الإيراني.
وذكرت القناة التلفزيونية الرسمية الإيرانية أنه “لا يوجد أي خطر إشعاعي على الإطلاق” جراء الهجوم على موقع آراك. وقال مراسل القناة في بث مباشر من مدينة خنداب المجاورة إن المنشأة تم إخلاؤها ولا يوجد أي ضرر في المناطق المدنية المحيطة بالمفاعل.
ولم يكتمل بناء المفاعل البحثي بعد، حيث أبلغت طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها تخطط لبدء تشغيل المنشأة العام المقبل.
وتشكل المفاعلات العاملة بالماء الثقيل خطراً يالانتشار النووي، لأنها يمكن أن تنتج البلوتونيوم بسهولة، والذي يمكن استخدامه، مثل اليورانيوم المخصب، لصنع نواة قنبلة نووية.
תקיפות חיל האוויר הלילה באיראן: 40 מטוסי קרב תקפו עשרות מטרות צבאיות עם יותר מ-100 חימושים
צה״ל תקף כור גרעיני שאינו פעיל במרחב אראכ שבאיראן
40 מטוסי קרב של חיל האוויר תקפו במהלך הלילה, בהכוונה מודיעינית מדויקת של אגף המודיעין, עם יותר מ-100 חימושים, עשרות מטרות צבאיות בטהראן… pic.twitter.com/llhYbkFXIF
— צבא ההגנה לישראל (@idfonline) June 19, 2025
ومن بين الأهداف التي استُهدفت في إيران خلال الليل منشأة في نطنز قال الجيش الإسرائيلي إن إيران تستخدمها لتطوير الأسلحة النووية.
وقال الجيش: “يضم الموقع مكونات ومعدات فريدة تُستخدم في تطوير الأسلحة النووية، ويستضيف مشاريع تُمكن من تسريع البرنامج النووي العسكري”.
وسبق أن استهدفت إسرائيل موقع التخصيب في نطنز، بالإضافة إلى ورش تصنيع أجهزة الطرد المركزي في طهران وموقع نووي في أصفهان. كما شملت ضرباتها قتل جنرالات بارزين وعلماء نوويين.

كما قصفت المقاتلات “منشآت تصنيع المواد الخام، ومكونات تُستخدم في تجميع الصواريخ الباليستية، ومواقع لإنتاج أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ الإيرانية”، إلى جانب مواقع دفاع جوي إيرانية، ومخازن صواريخ، ورادارات، بحسب ما أضاف الجيش.
وشهدت مدن أصفهان وشيراز وكرمانشاه انفجارات ضخمة في وقت مبكر من الصباح، بحسب ما نقلته وكالة “إيران إنترناشيونال” التي تتخذ من واشنطن مقراً لها.
شهروندی با ارسال ویدیویی از شیراز به ایراناینترنشنال موشکهای جمهوری اسلامی را در آسمان این شهر نشان میدهد و میگوید اسرائیل همانجایی را زد که موشک پرتاب شد. pic.twitter.com/jC8IwW2VU3
— ايران اينترنشنال (@IranIntl) June 19, 2025
كما أفادت وكالات أنباء إيرانية بإعتقال 18 “عنصراً معادياً” كانوا يبنون طائرات مسيّرة لهجمات إسرائيلية في مدينة مشهد شمال شرقي البلاد.
ترامب يُراجع خياراته
في غضون ذلك، أفاد تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ مساعديه بأنه وافق على خطط لضرب إيران، لكنه ينتظر ليرى ما إذا كانت إيران ستتخلى عن برنامجها النووي قبل إصدار أي أمر بالهجوم.
وقال التقرير، نقلاً عن “أشخاص مطلعين على المداولات”، إن ترامب أبلغ كبار مستشاريه يوم الأربعاء بأنه وافق على الخطط.
وقال ترامب للصحفيين الأربعاء إنه يريد “الاستسلام غير المشروط” من إيران – أي التخلي عن برنامجها النووي – وأنه فات الأوان لأي وقف لإطلاق النار.
ويستعد كبار المسؤولين في الولايات المتحدة لهجوم محتمل في الأيام المقبلة، وفقاً لما نقلته “بلومبرغ” عن “أشخاص مطلعين على الأمر”.
وقال بعض المصادر إن الضربة قد تحدث خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكن الوضع لا يزال قابلاً للتغير.

وذكر موقع “أكسيوس” الإخباري أن ترامب سأل مستشاريه العسكريين إذا كان بإمكان قنابل تزن 30,000 رطل تدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية.
وتُعرف هذه القنابل الخارقة للتحصينات باسم Massive Ordnance Penetrators، وهي ضمن الترسانة الأمريكية، لكن إسرائيل لا تمتلكها ولا تمتلك القاذفات اللازمة لإطلاقها.
ويُعتقد أن موقع فوردو مدفون تحت الأرض بعمق يجعله خارج نطاق الأسلحة الجوية الإسرائيلية.
وقال مسؤولون من البنتاغون لترامب إنهم يعتقدون أن هذه القنابل قد تنجح ضد فوردو، لكن ليس واضحاً بعد إذا كان ترامب مقتنعاً بذلك، بحسب “أكسيوس”.
ولم تُستخدم هذه القنابل قط في القتال، بل فقط في اختبارات.
وقال مسؤول أمريكي إن الإسرائيليين أبلغوا المسؤولين الأمريكيين أنه رغم عدم تمكنهم من تفكيك فوردو بالقنابل، إلا أنهم قد “يفعلون ذلك باستخدام البشر”.

وأفاد مسؤولون إيرانيون بسقوط ما لا يقل عن 224 قتيلاً في الهجمات الإسرائيلية، وقالوا إن معظمهم من المدنيين، رغم عدم تحديث العدد منذ يوم الإثنين. وتقدّر مجموعة “نشطاء حقوق الإنسان” ومقرها واشنطن عدد القتلى بنحو 585 شخصاً، بينهم 239 مدنياً، وتقدّر عدد الجرحى بأكثر من 1300.
وتقول إسرائيل إن هجومها الواسع على كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين، ومواقع تخصيب اليورانيوم، وبرنامج الصواريخ الباليستية الذي بدأ صباح الجمعة الماضي ضروري لمنع الجمهورية الإسلامية من تحقيق خطتها المُعلنة لتدمير الدولة اليهودية.
وقد ردت إيران بإطلاق أكثر من 400 صاروخ ونحو ألف طائرة مسيّرة على إسرائيل. وحتى الآن، قُتل 24 شخصاً في إسرائيل وأصيب أكثر من 500 جراء الصواريخ.
وتصر إيران منذ فترة طويلة على أن برنامجها النووي سلمي، رغم أنها الدولة الوحيدة غير الحائزة على السلاح النووي التي تخصّب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهي خطوة تقنية قصيرة نحو مستوى 90% المستخدم في تصنيع الأسلحة النووية.