الجيش الإسرائيلي يشن عملية ضخمة قد تستمر لأيام في جنين بالضفة الغربية
أطلقت عملية الجدار الحديدي بقصف بطائرات مسيّرة للبنية التحتية العسكرية؛ دخول أعداد كبيرة من القوات إلى المدينة؛ مقتل 10 فلسطينيين وإصابة 40 آخرين
شن الجيش الإسرائيلي بعد ظهر الثلاثاء عملية عسكرية ضخمة في مدينة جنين، شمال الضفة الغربية، وأفادت مصادر عسكرية إن من المتوقع أن تستمر عدة أيام.
وقال مصدر عسكري إن العملية بدأت بسلسلة من الغارات الجوية بطائرات مسيرة على البنية التحتية التي تستخدمها الفصائل المسلحة في جنين.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بوقوع عدة غارات جوية، وبلغ مسؤولون صحيون محليون عن مقتل 10 أشخاص على الأقل وإصابة 40 آخرون.
وأظهرت مشاهد بثتها وسائل إعلام فلسطينية تحليق مروحيات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في أجواء جنين.
وفي بيان مشترك مقتضب، أكد الجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) شن العملية التي أطلق عليها اسم “الجدار الحديدي”، وقالا إنه سيتم تقديم المزيد من التفاصيل في وقت لاحق.
وقالت مصادر في الجيش إن أعدادا كبيرة من القوات، بما في ذلك القوات الخاصة وعملاء الشاباك وضباط من شرطة الحدود، تعمل في المدينة.
إطلاق نار من الطيران المروحي بإتجاه المواطنين في مدينة #جنين pic.twitter.com/rqyS4DhrzW
— Newpress | نيو برس (@NewpressPs) January 21, 2025
وقالت مصادر عسكرية إن أهداف العملية كانت “الحفاظ على حرية عمل الجيش” في الضفة الغربية، وتحييد البنية التحتية العسكرية والقضاء على التهديدات الوشيكة.
وأن العملية ستستمر عدة أيام على الأقل.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن العملية كانت “خطوة أخرى نحو تحقيق الهدف الذي حددناه، وهو تعزيز الأمن في يهودا والسامرة”. وهو الاسم التوراتي للضفة الغربية.
وقال نتنياهو في بيان أصدره مكتبه: “نحن نعمل بشكل منهجي وحاسم ضد المحور الإيراني أينما يرسل أسلحته، في غزة ولبنان وسوريا واليمن والضفة الغربية”.
من اقتحام الاحتلال الواسع لمدينة جنين ومخيمها. pic.twitter.com/WShDKcgty0
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) January 21, 2025
كما قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي يوم الاثنين إن الجيش يستعد لـ”عمليات كبيرة” في الضفة الغربية، وسط وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال نتنياهو خلال تقييم في ملاحظات أصدرها الجيش: “إلى جانب الاستعدادات الدفاعية المكثفة في قطاع غزة، يتعين علينا الاستعداد لعمليات كبيرة في الضفة الغربية في الأيام المقبلة من أجل استباق الإرهابيين والقبض عليهم قبل أن يصلوا إلى مواطنينا”.

وقال مسؤولون عسكريون الأحد إن القيادة المركزية تستعد لتنفيذ عمليات هجومية في الضفة الغربية، لمنع حماس من ترسيخ موطئ قدم لها في الضفة الغربية بعد إطلاق سراح أعضاء من الحركة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال المسؤولون إن الخطط الهجومية تم تنسيقها مع السلطة الفلسطينية، التي تخشى أيضا من سيطرة حركة حماس في الضفة الغربية.
ومن المقرر إطلاق سراح مئات الأسرى الأمنيين الفلسطينيين وإرسالهم إلى الضفة الغربية في إطار صفقة الإفراج عن الرهائن ووقف إطلاق النار مع حماس في قطاع غزة، بما في ذلك العديد من المدانين بتنفيذ هجمات دامية.
وتأتي الغارة الثلاثاء بعد يوم من مقتل جندي احتياطي إسرائيلي وإصابة أربعة آخرين، بينهم ضابط كبير حالته خطيرة، بعد إصابتهم بقنبلة مزروعة على جانب طريق في شمال الضفة الغربية.
كما تأتي في أعقاب اتفاق هدنة هش بين السلطة الفلسطينية والفصائل المسلحة في جنين والذي أنهى مواجهة استمرت ستة أسابيع في المدينة الواقعة في شمال الضفة الغربية ومخيم اللاجئين المجاور لها.

وكانت السلطة الفلسطينية تستهدف ما يسمى كتيبة جنين، التي تتكون من عناصر تابعة لفصائل مثل حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، في محاولة لإظهار للرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب أن رام الله قادرة على الحفاظ على النظام في الضفة الغربية، وسط دفعها لتولي الحكم في غزة من حماس بعد الحرب هناك.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي، الذي شن عمليات مكثفة في شمال الضفة الغربية في الأشهر الأخيرة، أنه يدعم تعزيز قوات السلطة الفلسطينية لمساعدتها في القتال ضد كتيبة جنين. وتوقف الجيش عن شن غاراته الجوية على جنين بينما كانت قوات السلطة الفلسطينية تعمل هناك، لكنه تراجع عن هذه السياسة الأسبوع الماضي بعد شنه غارتين جويتين أسفرتا عن مقتل عشرة أشخاص، بما في ذلك مدنيين.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية الثلاثاء أن قوات السلطة الفلسطينية انسحبت من المنطقة مع دخول القوات الإسرائيلية إلى جنين.

وشهدت الضفة الغربية ارتفاعا حادا في أعمال العنف منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر 2023، عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
ومنذ ذلك الحين، اعتقلت القوات الإسرائيلية نحو 6000 فلسطيني في مختلف أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك أكثر من 2350 من المنتمين إلى حركة حماس.
ووفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، قُتل أكثر من 858 فلسطينيا في الضفة الغربية خلال تلك الفترة. ويقول الجيش الإسرائيلي إن الغالبية العظمى منهم كانوا مسلحين قُتلوا في تبادل لإطلاق النار أو محتجين اشتبكوا مع القوات أو منفذي هجمات.
وخلال الفترة نفسها، قُتل 46 شخصا، من بينهم أفراد أمن إسرائيليين، في هجمات في إسرائيل والضفة الغربية. وقُتل ستة آخرين من القوات الإسرائيلية خلال مواجهات مع مسلحين في الضفة الغربية.