الجيش الإسرائيلي يشن أكثر من 300 غارة على حزب الله بعد تحذيرات شديدة للمدنيين اللبنانيين
طُلب من السكان في رسائل نصية واتصالات ووسائل أخرى بالابتعاد فورا عن مستودعات الأسلحة التابعة للمنظمة؛ غالانت: على الجمهور الإسرائيلي التحلي برباطة الجأش والانضباط في الأيام القادمة
أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الإثنين أنه شن سلسلة “واسعة” من الغارات الجوية ضد أهداف لحزب الله في لبنان، وحذر المدنيين بضرورة الابتعاد بسرعة عن المنازل التي تستخدمها المنظمة المدعومة من إيران لتخزين الأسلحة.
وقال الجيش إنه حدد عناصر من حزب الله كانوا يستعدون لتنفيذ هجمات صاروخية على إسرائيل.
في غضون ذلك، حضر وزير الدفاع يوآف غالانت تقييما حول جاهزية الجبهة الداخلية في خضم توسع القتال، وقال: “أمامنا أيام سيكون فيها على الجمهور التحلي برباطة الجأش والانضباط والطاعة الكاملة” للتعليمات الصادرة عن قيادة الجبهة الداخلية.
حتى الساعة 12:30 ظهرا، قصف سلاح الجو الإسرائيلي أكثر من 300 هدف لحزب الله في لبنان، بحسب الجيش الإسرائيلي. وفقا للجيش فإن عشرات الطائرات المقاتلة من جميع أسراب سلاح الجو شاركت في الضربات.
وإلى جانب التحديث، نشر الجيش صورة لرئيس الأركان اللفتنانت جنرال هرتيي هليفي وهو يصادق على سلسلة الغارات الجوية من غرفة القيادة العسكرية تحت الأرض في مقر الجيش الإسرائيلي في تل أبيب.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية إن الغارات في منطقة وادي البقاع الشرقية أسفرت عن مقتل راعي ماشية “مدني” و”وجرح اثنين من أفراد أسرته” وأربعة آخرين.
كما قالت الوكالة إن “طائرات العدو شنت أكثر من 80 غارة جوية خلال نصف ساعة” على منطقة النبطية جنوب لبنان. كما أفادت بوقوع غارات في منطقة صور.
כפר סינאי בלבנון pic.twitter.com/u740rYaGcj
— כל החדשות בזמן אמת (@Saher_News_24_7) September 23, 2024
في الوقت نفسه، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بوقوع “غارات مكثفة في وادي البقاع شرقا، في عمق لبنان قرب الحدود السورية، بما في ذلك في محيط بعلبك وأطراف الهرمل”.
وأفاد مراسلو وكالة “فرانس برس” في الجنوب والشرق بسماع أصوات ضربات عنيفة.
وقال مصدر في حزب الله، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن الغارات في وادي البقاع استهدفت المنطقة من الشرق إلى الغرب.
في وقت سابق، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي إن الهجمات على المنازل في لبنان التي يخفي حزب الله الأسلحة فيها “وشيكة”.
وتم تحذير المدنيين اللبنانيين بضرورة الابتعاد فورا عن المواقع التي تستخدمها الجماعة المدعومة من إيران لتخزين الأسلحة. وقال الجيش أنه أرسل رسائل نصية إلى السكان، كما اتصل بهم هاتفيا من رقم هاتف لبناني.
צפו: טילים ואמל”ח מתפוצצים סמוך לבתי אזרחים בכפר | כך נראה גל התקיפות האחרון בדרום לבנון@sapirlipkin pic.twitter.com/Jgn0jFCAAA
— החדשות – N12 (@N12News) September 23, 2024
وقال أدرعي في رسالة باللغة العربية للمدنيين اللبنانيين: “حزب الله يكذب عليكم ويضحي فيكم. حزب الله يقول إنكم بيئته وأنكم جمهوره لكن يبدو أن صواريخه ومسيراته أغلى وأهم بالنسبة له منكم”.
وأكدت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن سكان جنوب لبنان وسهل البقاع تلقوا رسائل نصية تحتوي على تحذيرات من إسرائيل. وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن الرسائل التحذيرية تم بثها أيضا على محطات الراديو.
إسرائيل تخترق الإذاعات في لبنان: رسائل تحذير pic.twitter.com/51W7ZcXryL
— kataeb.org (@kataeb_Ar) September 23, 2024
ومع اشتداد الضربات، أعلن وزير التربية والتعليم اللبناني عباس حلبي “إغلاق المدارس الرسمية والخاصة” يومي الاثنين والثلاثاء في شرق وجنوب لبنان وكذلك في الضواحي الجنوبي لبيروت بسبب “الأوضاع الأمنية والعسكرية” التي “تشكل خطرا على حركة الطلاب”، حسبما جاء في بيان.
تصاعدت أعمال العنف على طول الحدود الشمالية في الأيام الأخيرة، حيث قام حزب الله بتوسيع نطاق إطلاق الصواريخ يوم الأحد، حيث أطلق حوالي 85 صاروخا في عمق شمال إسرائيل ردا على تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي (بيجر ووكي توكي) وغيرها من الأجهزة التي يستخدمها عناصر حزب الله الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف.
ونُسبت العملية، التي لم تعلق عليها إسرائيل، على نطاق واسع إلى الدولة اليهودية.
بالإضافة إلى ذلك، قتلت غارة إسرائيلية يوم الجمعة في بيروت القيادي الكبير في حزب الله ابراهيم عقيل وقياديين آخرين.
منذ الثامن من اكتوبر، تهاجم قوات بقيادة حزب الله بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، حيث تقول المنظمة إنها تفعل ذلك لدعم غزة وسط الحرب الدائرة هناك. في الأسبوع الماضي، قام المجلس الوزاري الأمني المصغر بتحديث أهداف الحرب الجارية مع حماس في غزة لتشمل الهدف المتمثل في السماح لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم بأمان بعد نزوحهم منهما بسبب هجمات حزب الله منذ أكتوبر.
وعرض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هغاري يوم الإثنين صورا لم تُنشر من قبل لعناصر من حزب الله وهم يستعدون لإطلاق صاروخ كروز من داخل منزل مدني في قرية بجنوب لبنان. تم استهداف المبنى بغارة جوية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن صاروخ الكروز من طراز DR-3 روسي الصنع، الذي يبدو أنه نسخة مختلفة من الطائرة المسيّرة Tupolev Tu-143، والتي تسمى أيضا VR-3.
وقال الجيش إن الصاروخ كان محملا بنحو 300 كيلوغرام من المتفجرات ويصل مداه إلى 200 كيلومتر.
وقال هغاري للمدنيين اللبنانيين: “حزب الله يعرضكم ويعرض عائلاتكم للخطر. إن حزب الله يخطط لإطلاق هذه الأسلحة باتجاه إسرائيل، فابتعدوا عنها فورا حفاظا على سلامتكم”.
وأضاف هغاري أن الجيش يجري تقييمات مستمرة فيما يتعلق بالتعليمات للجبهة الداخلية الإسرائيلية، مع تصاعد القتال مع حزب الله.
وأضاف: “إذا لزم الأمر، فسوف نقوم بتحديث أي تغيير على الفور”.
كما حذر هغاري من أن حزب الله سوف “يحاول في الساعات القريبة نشر شائعات وإرهاب نفسي”، وطلب من الجمهور عدم نشر الشائعات والاكتفاء بمتابعة التحديثات الرسمية فقط.
غالانت يقول أن نجاح الحرب يعتمد على التزام الجمهور بالهدوء
قال غالانت: “في هذه المرحلة الجديدة التي دخلنا فيها من الحرب، يعتمد نجاحنا أيضا على حسن سلوك الجبهة الداخلية. أمامنا أيام يتعين فيها على الجمهور الالتزام بالهدوء”.
“إن صمود الجبهة الداخلية هو المفتاح الذي يسمح لجيش الدفاع بالقتال وتحقيق الإنجازات وإيذاء العدو، وهذا مستمر منذ عام تقريبا ويتم تنفيذه بطريقة مثيرة للإعجاب للغاية”.
وتابع قائلا: “نحن نعمل على تعميق هجماتنا في لبنان. إن تسلسل العمليات مستمر وسيستمر حتى نحقق هدفنا بعودة سكان الشمال سالمين إلى منازلهم”.
“الفرق بين النجاح والفشل سيعتمد على دخول المواطنين إلى الغرف الآمنة والمناطق الأخرى وفقا للتعليمات التي نعطيها لهم. وهذا ينقذ الأرواح”.
وتحدث غالانت أيضا مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن وناقشا تطور الوضع في الشمال.
وقال في بيان أنه “زود الوزير بتقييم للموقف بشأن تهديدات حزب الله وأطلعه على عمليات جيش الدفاع لتقليل قدرة حزب الله على شن هجمات ضد المدنيين الإسرائيليين”.
وأضاف: “ناقشنا أيضا الوضع الإقليمي الأوسع والتهديدات التي تشكلها إيران ووكلاؤها”.
ولم يصدر بيان فوري عن الولايات المتحدثة بشأن المحادثة.
ورحب زعيم المعارضة يائير لبيد بالغارات الإسرائيلية المكثفة على حزب الله في لبنان قائلا إن “الوقت قد حان”.
في بيان، أعرب عن دعمه للجيش ودعا القوات الإسرائيلي إلى “التحلي بالقوة والشجاعة دون خوف أو قلق حتى يعود جميع سكان الشمال إلى ديارهم بأمان”.