إسرائيل في حالة حرب - اليوم 466

بحث

الجيش الإسرائيلي يسقط صاروخا بالستيا من اليمن وسط إطلاق صفارات الإنذار في مركز البلاد

شظايا كبيرة تسقط على حي سكني في بيت شيمش والحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن الهجوم الليلي السابع في أقل من أسبوعين

جزء من صاروخ تم اعتراضه أُطلق من اليمن في أحد شوارع بيت شيمش، 30 ديسمبر، 2024. (Sam Sokol/Times of Israel)
جزء من صاروخ تم اعتراضه أُطلق من اليمن في أحد شوارع بيت شيمش، 30 ديسمبر، 2024. (Sam Sokol/Times of Israel)

قال الجيش الإسرائيلي إن الدفاعات الجوية اعترضت صاروخا بالستيا أطلق على إسرائيل من اليمن، مما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في وسط إسرائيل في وقت متأخر من ليل الاثنين، في الهجوم الليلي السابع من نوعه في أقل من أسبوعين.

وقال الجيش أنه تم اعتراض الصاروخ قبل أن يعبر المجال الجوي الإسرائيلي، ودوت صفارات الإنذار في وسط البلاد بعد الساعة 11 ليلا بقليل خشية سقوط حطام.

ولم تحدث أضرار جسيمة نتيجة لحطام الصاروخ، على الرغم من سقوط شظية كبيرة في حي “رمات بيت شيمش آليف” في مدينة بيت شيمش بالقرب من القدس.

وفي مكان سقوط الصاروخ في شارع “ناحل هكيشون”، تجمع السكان المحليون، ومعظمهم من اليهود الحريديم، حول بقايا الصاروخ الحوثي.

وظل أحد الرجال يقول لصديقه بينما كانا يقفان في مكان الحادث “هذا جنون، هذا جنون”.

وقال آرون هايدمان، وهو زائر من تينيك بولاية نيوجيرسي الأميركية، لـ”تايمز أوف إسرائيل” بينما كان يقف ويحدق في الجسم المعدني الكبير بجوار شجرة منشقة في منتصف الطريق “كنت في شقتي في المنزل، وركضت إلى الملجأ بمجرد أن سمعت صفارة الإنذار مع زوجتي وحماتي وطفلي”.

وأضاف:

“من الجنون أن أرى بأم عيني أن هذا حقيقي، هذا أمر خطير. لدي دائما إيمان بالله لذلك لست خائفا ولكن الأمر سريالي”.

جزء من صاروخ تم اعتراضه أُطلق من اليمن في أحد شوارع بيت شيمش، 30 ديسمبر، 2024. (Sam Sokol/Times of Israel)

وقالت خدمة الإسعاف “نجمة داوود الحمراء” أنها لم تتلق أي تقارير عن إصابات ناجمة مباشرة عن الصاروخ الذي أطلق من اليمن، على الرغم من أن عددا من الأشخاص يتلقون العلاج جراء الهلع أو من إصابات طفيفة أصيبوا بها أثناء الركض إلى الملاجئ.

وفي بلدة يفنه بوسط البلاد، قالت خدمة الإسعاف إن إحدى المشاة صدمتها سيارة وأصيبت بجروح طفيفة أثناء الركض إلى الملجأ. وتم نقل الفتاة البالغة من العمر 18 عاما إلى مركز “كابلان” الطبي وهي مصابة بجروح في صدرها وأطرافها.

وأفاد موقع “واينت” الإخباري أن إطلاق الصاروخ تسبب أيضا في توقفات قصيرة في مطار بن غوريون، حيث توقفت الرحلات القادمة والمغادرة لفترة وجيزة بسبب مخاوف من سقوط الحطام.

وفي الوقت نفسه، في صالة “مينورا ميفطاحيم أرينا” في تل أبيب حيث كان المغني وكاتب الأغاني موشيه بيرتس يقيم حفلا بمناسبة عيد الحانوكا، وقف آلاف من الجمهور عند سماع صفارات الإنذار مع أيديهم فوق رؤوسهم لحماية أنفسهم من أي شظايا متطايرة.

وواصل بيرتس، الذي لم يبدو متأثرا بتعطيل الحفل، الغناء، فغير لفترة وجيزة كلمات أغنيته من “توتيم” (الفراولة) إلى “حوثيم” (الحوثيون).

وأعلن الحوثيون في اليمن لاحقا مسؤوليتهم عن إطلاق الصاروخ، وتعهد أحد كبار قادة الجماعة المدعومة من إيران بشن هجمات مماثلة.

وقال محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية العليا للحوثيين، في منشور على منصة “اكس” بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي عن اعتراض الصاروخ “ويستمر الدك للكيان (إسرائيل) وتستمر المساندة لغزة”،

جاء إطلاق الصاروخ بعد وقت قصير من إعلان وسائل الإعلام التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضرب أهدافا في مديرية التحيتا جنوب الحديدة.

أطلق الحوثيون، الجماعة المتمردة التي هي في قلب الحرب الأهلية في اليمن والتي كرست نفسها لتدمير إسرائيل واليهود، أكثر من 200 صاروخ و170 طائرة مسيّرة على إسرائيل في العام الأخير، وفقا للجيش الإسرائيلي.

ولم تصل الغالبية العظمى من هذه الصواريخ إلى إسرائيل أو تم اعتراضها من قبل الجيش أو حلفاء إسرائيل في المنطقة.

الناس يختبؤون بينما تحذر صفارات الإنذار من صاروخ قادم تم إطلاقه من اليمن، بالقرب من رحوفوت، 30 ديسمبر، 2024. (Yossi Aloni/Flash90)

ولقد تسببت صفارات الإنذار من الصواريخ والمسيّرات القادمة التي أطلقتها الهجمات من اليمن في دفع ملايين الإسرائيليين مرارا وتكرارا إلى الجري إلى الملاجئ في منتصف الليل على مدار الأيام الـ 12 الماضية. في الشهر الأخير، أطلقت الجماعة 11 صاروخا بالستيا وتسع مسيّرات على الأقل على إسرائيل.

لقد تعهدت الجماعة المدعومة من إيران، والتي صنفتها العديد من الدول بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا والإمارات العربية المتحدة كمنظمة إرهابية، بمواصلة الهجمات حتى نهاية الحرب في قطاع غزة التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، عندما قادت حركة حماس هجوما كبيرا على إسرائيل أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كرهائن في غزة.

لقد نفذت إسرائيل عدة موجات من الغارات الجوية ضد البنية التحتية للحوثيين في اليمن في الأيام الأخيرة وسط تهديدات عدوانية متزايدة من قادة البلاد.

يوم الإثنين، وجه سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دنون ما أسماه تحذيرا نهائيا للمجموعة، وحذر من أنهم يخاطرون بنفس “المصير البائس” الذي لحق بحلفاء إيران، حماس وحزب الله ونظام بشار الأسد المنهار في سوريا.

وقال دنون للصحفيين: “ستدافع إسرائيل عن شعبها. إذا لم تكن مسافة 2000 كيلومتر كافية لفصل أطفالنا عن الإرهاب، دعني أؤكد لكم أنها لن تكون كافية لحماية إرهابهم من قوتنا”.

داني دانون، السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة، 18 ديسمبر، 2024. (AP Photo/ Seth Wenig)

ومن بين الأهداف التي ضربتها إسرائيل في اليمن في الأيام الأخيرة مطار صنعاء الدولي والبنية التحتية في ثلاثة موانئ يسيطر عليها الحوثيون على الساحل الغربي للبلاد.

وقالت قناة “العربية” الإخبارية السعودية، نقلا عن ثلاثة مصادر، إن موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى أصبحت خارج الخدمة منذ ضربات 18 ديسمبر. ولم تتمكن السفن الراسية في الموانئ الثلاثة من المغادرة نتيجة لذلك، مما أدى إلى قطع شريان حياة أساسي للنظام.

وتستخدم موانئ رأس عيسى والحديدة أيضا لتخزين الوقود، مما يجعلهما مركزين اقتصاديين حيويين.

وبالإضافة إلى مهاجمة إسرائيل، نفذ الحوثيون المدعومون من إيران أيضا هجمات متكررة بالصواريخ والمسيّرات على نحو 100 سفينة تجارية حاولت عبور البحر الأحمر، مما أجبر العديد من السفن على تجنب الممر المائي الرئيسي وعرقل الملاحة العالمية. وقال الحوثيون في البداية إنهم يهاجمون السفن المرتبطة بإسرائيل، لكن القليل من السفن المستهدفة كانت على صلة بإسرائيل.

ساهم في هذا التقرير جانلوكا باكياني ووكالات

اقرأ المزيد عن