الجيش الإسرائيلي يستولي على معقل لحماس والقوات تقترب من مقر قيادة الحركة في مستشفى الشفاء
الجيش يعلن مقتل جندي لتصل حصيلة القتلى من الجنود الإسرائيليين إلى 34؛ مساعدات انسانية تصل إلى مستشفى في شمال غزة؛ الجيش يوسع أوقات الممر الآمن للمدنيين
أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته استولت على معقل رئيسي لحركة حماس في غرب جباليا، شمالي مدينة غزة، فجر الخميس بعد عشر ساعات من القتال، في الوقت الذي يواصل فيه الجيش توغله في قلب مدينة غزة حيث يتواجد المقر الرئيسي للحركة تحت الأرض كما يُعتقد.
وقال الجيش إن قوات لواء المشاة “ناحال” اشتبكت مع نشطاء حماس والجهاد الإسلامي في معقل حماس غرب جباليا المعروف باسم “الموقع 17″، الذين كانوا “فوق الأرض وفي طريق تحت الأرض في المنطقة”، وأن العشرات من المسلحين قُتلوا في مسار المعركة.
داخل القاعدة 17، عثر الجيش على خطط قتالية “كبيرة” لحركة حماس، وكذلك على أسلحة ومداخل أنفاق، يقع إحداها بالقرب من روضة أطفال ويؤدي إلى “مسار واسع تحت الأرض”، حسبما قال الجيش الإسرائيلي.
صباح الخميس أيضا، أعلن الجيش أنه قتل قياديا كبيرا في حركة حماس كان مسؤولا عن منظومة الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات التي تنفذها الحركة في وسط غزة.
في بيان مشترك مع جهاز الأمن العام (الشاباك) يوم الخميس، قال الجيش إن إبراهيم أبو مغصيب كان قائد منظومة الصواريخ المضادة للدروع في ما يُسمى بلواء مخيمات الوسطى، وشارك الجيش والشاباك مقطع فيديو من الغارة.
وأضاف البيان أنه “في إطار منصبه، قام بتوجيه وتنفيذ العديد من عمليات إطلاق الصواريخ المضادة للدروع الموجهة نحو المدنيين الإسرائيليين وجنود جيش الدفاع”.
داخل حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، كشفت القوات أيضا عن مصنع لتصنيع الطائرات المسيرة تابع لحماس ومخزن للأسلحة داخل مبنى سكني يقع بجوار مدرسة.
وشارك الجيش مقطع فيديو يظهر القوات خلال عثورها على عدد من الطائرات المسيرة في المبنى، بالإضافة إلى المعدات المستخدمة لتصنيعها، وتعليمات لتصنيع العبوات الناسفة.
Israeli troops operating in the Gaza Strip have located a Hamas drone manufacturing plant and weapons depot within a residential building in Gaza City’s Sheikh Radwan neighborhood, footage released by the IDF shows. pic.twitter.com/dEzu23jsPF
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) November 9, 2023
وقال الجيش إن موقع التصنيع ومستودع الأسلحة تواجدا بجوار غرفة نوم للأطفال، مضيفا أنه تم ضبط عدة قنابل في الموقع.
بيان الجيش الإسرائيلي صباح الخميس لم يقدم أي معلومات جديدة حول الخسائر المحتملة في صفوف القوات خلال المعركة. ليل الأربعاء-الخميس، أعلن الجيش عن وفاة الرقيب (احتياط) إلياهو بنيامين إلمكايس (29 عاما) من القدس.
إلمكايس، وهو جندي من الكتيبة 8219 في سلاح الهندسة القتالي، قُتل خلال معارك في وسط قطاع غزة الأربعاء، لترتفع بذلك حصيلة القتلى في صفوف الجنود منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية في غزة إلى 34، وإلى 352 منذ 7 أكتوبر.
كما أصيب ضابط وجندي من الكتيبة 202 في لواء المظليين، وضابط احتياط من الكتيبة 697 باللواء 551، وجندي من الكتيبة 6551 باللواء 551، بجروح خطيرة في اشتباكات منفصلة وقعت أمس في غزة.
وبينما تواصل القوات البرية الإسرائيلية شق طريقها عبر شمال قطاع غزة، حيث يحتدم القتال، فتح الجيش الإسرائيلي مرة أخرى ممر إخلاء للمدنيين للهروب باتجاه الجنوب.
وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، إن إسرائيل ستفتح شارع صلاح الدين لحركة المرور جنوبا بين الساعة العاشرة صباحا والرابعة مساء. وشهدت الأيام السابقة فتح الممر لمدة أربع ساعات فقط.
وأضاف أدرعي أن حوالي 50 ألف من سكان غزة استفادوا يوم الأربعاء من الممر الآمن وتوجهوا إلى جنوب غزة.
وحذر أدرعي قائلا: “لا تستمعوا الى ما يطلقوه بعض قادة حماس من فنادقهم في الخارج أو من الأماكن التي رتبوها لانفسهم ولأفراد عائلاتهم تحت الأرض. من أجل سلامتكم، انتهزوا الوقت القادم للتحرك جنوبًا إلى ما بعد وادي غزة”.
واستجاب مئات الآلاف من الفلسطينيين للدعوات الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة للفرار جنوبا لتجنب الهجوم البري.
وقالت عبير عقيلة، التي نزحت مع عائلتها جنوبا: “لم يكن لدينا طعام أو ماء للشرب… لقد قصفوا المخابز. لا توجد حياة في غزة”.
وروى ماجد هارون، وهو مدرس بقي في مدينة غزة، إن النساء والأطفال الذين فقدوا عائلاتهم ينتقلون من منزل إلى منزل للتسول للحصول على طعام.
وأضاف: “لا توجد كلمات يمكن أن تصف ما نعيشه”.
اشتبكت القوات الإسرائيلية التي تتقدم من الشمال الغربي على طول ساحل المتوسط مع مقاتلين داخل حي الشاطئ المزدحم المتاخم لوسط مدينة غزة، حسبما قال اثنان من السكان لوكالة “أسوشيتد برس” يوم الخميس.
وشهدت الليالي الماضية ضربات عنيفة على مخيم الشاطئ.
وتشكل أشجار النخيل المكسورة ولافتات الطرق المشوهة وأعمدة الإنارة الملتوية علامات على أنقاض ما كان في السابق الطريق الرئيسي في شمال غزة، كما شاهده صحافي في وكالة “فرانس برس” خلال مرافقته لجنود إسرائيليين.
ورفرفت الأعلام الإسرائيلية فوق المباني في المنتجعات الشاطئية في شمال غزة ولم تكن هناك دلائل على أي وجود بشري وسط الدمار.
حتى مع اقتراب الجيش الإسرائيلي من البؤر الساخنة لحركة حماس في شمال غزة، وصلت شحنة نادرة من الإمدادات الطبية الطارئة إلى مستشفى الشفاء، حسبما أكدت الأمم المتحدة ليلا.
وكانت إسرائيل قد قدمت في الأسابيع الأخيرة أدلة على أن مركز القيادة الرئيسي لحماس يقع تحت مستشفى الشفاء واتهمت الحركة باستخدام المستشفى وشاغليه – الذي يضم 1500 سرير وحوالي 4000 موظف – كدروع بشرية.
روى شهود عيان من داخل مدينة غزة أنهم رأوا وسمعوا القوات البرية الإسرائيلية وهي تواصل الاقتراب من اتجاهات متعددة. وذكرت تقارير أخرى أن القتال وقع على بعد كيلومتر واحد فقط من محيط المستشفى.
وقال مدير عام الشفاء محمد أبو سلمية: “سقطت قذيفة عند الفجر على مقربة شديدة من المستشفى، لكن الحمد لله لم يصب سوى عدد قليل من الأشخاص بجروح طفيفة. الظروف هنا كارثية بكل معنى الكلمة”.
وأضاف: “نحن نفتقر إلى الأدوية والمعدات، والأطباء والممرضون منهكون… ليس بمقدورنا فعل الكثير للمرضى”.
وفي بيان مشترك، أكدت الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية أن الإمدادات وصلت إلى أكبر مستشفى في غزة، لكنهما قالتا إن “الكميات التي سلمناها بعيدة عن أن تكون كافية للاستجابة للاحتياجات الهائلة في قطاع غزة”.
ووصفت الهيئتان الدوليتان الأوضاع في المستشفى بـ”الكارثية”، حيث “يوجد مريضان تقريبا لكل سرير” فيما “يتزايد عدد الجرحى كل ساعة”.
وأضافتا أن الأطباء يضطرون إلى تقديم العلاج للمصابين والمرضى في أروقة المستشفى، على الأرض وفي الهواء الطلق، “بينما يعاني المرضى من آلام شديدة لا داعي لها مع نفاد الأدوية وأدوية التخدير”.
وفي الوقت نفسه، لجأ عشرات الآلاف من النازحين إلى مواقف السيارات وساحات المستشفى منذ 7 أكتوبر.
ويحذر مسؤولو الإغاثة الفلسطينيون والدوليون منذ بداية الحرب من أن الغذاء والدواء والوقود على وشك النفاد.
يوم الخميس، نفى مسؤول عسكري إسرائيلي وجود أزمة انسانية في قطاع غزة، حتى مع اقراره بأن القطاع يواجه العديد من التحديات وسط الحرب المستمرة.
وقال العقيد موشيه تيترو، رئيس التنسيق والاتصال في وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (كوغات)، وهي الهيئة التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية التي تتولى الشؤون المدنية في غزة، للصحفيين : “نحن نعلم أن الوضع المدني في قطاع غزة ليس بالأمر السهل، لكنني أستطيع أن أقول إنه لا توجد أزمة إنسانية في قطاع غزة”.
وتزعم إسرائيل أيضا أن حماس قامت بتخزين آلاف اللترات من الوقود وغيره من الإمدادات التي تحجبها عن المدنيين.
شنت حركة حماس هجوما مباغتا في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1400 شخص في إسرائيل – معظمهم من المدنيين – واحتجاز ما لا يقل عن 240 رهينة واقتيادهم إلى غزة كرهائن. وتعهدت إسرائيل بتدمير حماس وإزاحتها من السلطة في القطاع، لكنها تضطر أيضا إلى مواجهة إطلاق الصواريخ من لبنان وهجمات قاتلة على طول حدودها مع ذلك البلد.
وجاء هجوم حماس في 7 أكتوبر مصحوبا بسيل من آلاف الصواريخ التي تم إطلاقها على المراكز السكانية الإسرائيلية. وواصلت حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى إطلاق الصواريخ على إسرائيل، مما تسبب بسقوط المزيد من القتلى والأضرار. وتسببت الهجمات في نزوح أكثر من 200 ألف إسرائيلي.
وتقول وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 10,500 من سكان غزة ُقتلوا منذ بداية الحرب، وهو عدد لا يمكن التحقق منه بشكل مستقل، ويشمل الذين قُتلوا بسبب فشل في إطلاق صواريخ فلسطينية على إسرائيل. وقد اتُهمت حماس بتضخيم عدد القتلى، كما أن هذه الأرقام لا تميز بين المدنيين والمسلحين.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل