إسرائيل في حالة حرب - اليوم 429

بحث

الجيش الإسرائيلي يستولي على “محور فيلادلفيا” ويعثر على 20 نفقا على الأقل

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري يقول إن حماس نشرت منصات إطلاق صواريخ في "محور فيلادلفيا" أملا منها في ثني إسرائيل عن توجيه ضربات على مقربة من الحدود المصرية

قوات من اللواء 401 مدرع تعمل في رفح بجنوب غزة، في صورة تم نشرها في 29 مايو، 2024. (Israel Defense Forces)
قوات من اللواء 401 مدرع تعمل في رفح بجنوب غزة، في صورة تم نشرها في 29 مايو، 2024. (Israel Defense Forces)

أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء أنه فرض “سيطرة عملياتية” على كامل ما يسمى بـ”محور فيلادلفيا” على طول الحدود بين غزة ومصر، واكتشف العشرات من منصات إطلاق الصواريخ وما لا يقل عن 20 نفق تهريب عبر الحدود هناك حتى الآن.

في مؤتمر صحفي مساء الأربعاء، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هغاري إن المنطقة التي تم السيطرة عليها، والتي تمتد لمسافة إجمالية تبلغ 14 كيلومترا على طول الحدود بين غزة ومصر، كانت بمثابة “خط أنابيب أكسجين لحماس” لتهريب الأسلحة.

على طول الممر المتاخم لمدينة رفح الجنوبية، قال الجيش الإسرائيلي أنه حدد حتى الآن حوالي 20 نفقا يعبر إلى مصر. ومن المعروف أن حماس تستخدم مثل هذه الأنفاق لتهريب الأسلحة إلى غزة، وهو أمر يعتقد الجيش الإسرائيلي أنه لم يعد بإمكان الحركة القيام به في ظل سيطرة الجيش على المنطقة.

بعض الأنفاق كانت معروفة بالفعل للجيش الإسرائيلي، والبعض الآخر تم اكتشافه لأول مرة. وقد تم بالفعل هدم بعضها، وتقوم إسرائيل أيضا بإطلاع مصر على التطورات. وتم العثور على 82 فتحة نفق أخرى تؤدي إلى الأنفاق في منطقة محور فيلادلفيا، وفقا للجيش.

وتتمركز قوات الجيش الإسرائيلي الآن فعليا في الجزء الأكبر من الممر. وهناك قسم صغير بالقرب من الساحل لا توجد فيه قوات برية، لكن الجيش الإسرائيلي قال إنه يسيطر على المنطقة من خلال المراقبة والقوة النارية.

كما تم اكتشاف العشرات من منصات إطلاق الصواريخ على طول الممر، على بعد حوالي عشرة أمتار فقط من الحدود المصرية. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يعتقد أن حماس وضعت منصات إطلاق الصواريخ على طول الممر في محاولة لمنع إسرائيل من ضربها، معتقدة أن إسرائيل ستمتنع عن توجيه ضربات للحركة خشية أن تتجاوز النيران الحدود المصرية.

وقال هغاري: “لقد عثرت قواتنا على طول المحور على العشرات من منصات إطلاق الصواريخ الجاهزة للاستخدام، وحفر إطلاق تستخدمها حماس لإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على إسرائيل”.

وأضاف أن حماس “استغلت منطقة فيلادلفيا… وقامت ببناء البنية التحتية الخاصة بها على بعد عشرات الأمتار من الحدود مع مصر، حتى لا نضرب هناك”.

وقال هغاري إن منصات إطلاق الصواريخ كانت تقع على مسافة تتراوح بين 10-40 مترا من الحدود المصرية، “بطريقة تمنع إسرائيل من ضرب السياج مع مصر هناك”، مشيرا إلى أن نحو 70 صاروخا وقذيفة هاون أُطلقت على إسرائيل من منطقة رفح في الأسابيع الأخيرة.

ردا على ذلك، نقلت قناة “القاهرة” الإخبارية التابعة للدولة المصرية عن مصدر “رفيع المستوى” قوله إن “لا صحة” للتقارير عن وجود أنفاق بين مصر وغزة. كما نقلت القناة عن المصدر قوله إن هناك “محاولات إسرائيلية مستمرة لتصدير الأكاذيب حول الوضع الميداني لقواتها في رفح” جنوب قطاع غزة.

إن وجود الأنفاق العابرة للحدود بين مصر وقطاع غزة كان منذ فترة طويلة مسألة معروفة للجميع، بما في ذلك مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” في عام 2013 حول الصناعة المنزلية لتوصيل الوجبات السريعة من خلال “عشرات الأنفاق” التي تسيطر عليها حماس.

وقد عملت مصر نفسها لسنوات على إحباط شبكة الأنفاق العابرة للحدود، وتفجيرها، وإغراقها بالمياه، وضخ الغاز السام داخلها، وحتى هدم المنازل على طول الحدود لإنشاء منطقة عازلة، ولكن لا يزال يُعتقد أن الكثير منها لا يزال قائما.

قوات من اللواء 401 مدرع تعمل في رفح بجنوب غزة، في صورة منشورة في 29 مايو، 2024. (Israel Defense Forces)

وردا على سؤال حول ما إذا كان هذا التطور سيتجاوز الخط الأحمر الأمريكي فيما يتعلق بهجوم عسكري كبير في رفح، أشار البيت الأبيض يوم الأربعاء إلى أن ذلك لا يشكل تجاوزا لخطه الأحمر.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، للصحفيين خلال مؤتمر صحفي “عندما أطلعتنا [إسرائيل] على خططها بشأن رفح، فقد تضمنت [هذه الخطط] التحرك على طول هذا الممر وخارج المدينة للضغط على حماس في المدينة”.

ورفض التأكيد على أن إسرائيل استولت بالفعل على محور فيلادلفيا بالكامل، قائلا: “هذه ليست عمليتنا”. ومع ذلك، قال إن هذه الخطوة ستكون متسقة مع العملية البرية “المحدودة” التي أطلع المسؤولون الإسرائيليون الولايات المتحدة عليها مسبقا.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد حذر في وقت سابق من هذا الشهر من أنه سيوقف شحنات معينة من الأسلحة الهجومية إلى إسرائيل إذا شن الجيش الإسرائيلي هجوما عسكريا كبيرا على المناطق المأهولة بالسكان في المدينة الواقعة في أقصى جنوب غزة.

أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء أنه هدم مؤخرا نفقا “كبيرا” لحركة حماس بالقرب من معبر رفح الحدودي. وبحسب الجيش، وصلت القوات إلى فتحة نفق، على بعد حوالي 100 متر من المعبر الحدودي مع مصر، بعد معلومات استخباراتية عن موقعها.

الفتحة أدت إلى شبكة تحت الأرض يبلغ طولها حوالي كيلومتر ونصف، قال الجيش الإسرائيلي إن نشطاء حماس استخدموها لمهاجمة القوات العاملة في المنطقة. وداهمت القوات النفق، وعثرت على أسلحة، بما في ذلك صواريخ مضادة للدبابات وبنادق وعبوات ناسفة، بحسب الجيش.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الشبكة ضمت العديد من مسارات المتفرعة في أعماق مختلفة، وبعض المناطق كانت مغلقة بأبواب مضادة للانفجار. كما ضمت الشبكة غرفا أقام فيها نشطاء حماس، بالإضافة إلى حمامات. وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه تم هدم شبكة الأنفاق في وقت لاحق.

دخلت القوات الإسرائيلية مدينة رفح لأول مرة قبل بضعة أسابيع، في أعقاب أشهر من التحذيرات الدولية ضد دخول المنطقة، حيث لجأ أكثر من نصف الغزيين إلى المدينة بعد نزوحهم جراء أشهر من القتال في مناطق أخرى في القطاع. ولقد حض الجيش الإسرائيلي سكان المنطقة على الإخلاء، ووجههم نحو مناطق آمنة محددة، وقال مسؤول أممي يوم الاثنين إن أكثر من مليون فلسطيني تركوا المدينة حتى الآن هذا الشهر.

في زيارة قام بها للقوات في المدينة يوم الأربعاء، قال رئيس الأركان الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي إن تفكيك كتائب حماس هناك يمثل أولوية قصوى بالنسبة للبلاد.

وقال هليفي: “نحن هنا لعدة أسباب. أولا، هذا هو آخر لواء [لحماس] بقي بكامل قدراته، لذلك نريد تفكيك لواء رفح”، مضيفا أن تفكيك كتائب حماس هو “مهمة وطنية لدولة إسرائيل”.

يوم الثلاثاء، قُتل ثلاثة جنود إسرائيليين في انفجار مبنى مفخخ في رفح. الثلاثة خدموا في الكتيبة 50 في لواء “ناحل”، وبمقتلهم يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي في هجومه البري ضد حماس في غزة ووسط العمليات على طول الحدود إلى 291.

على الرغم من موجة الانتقادات الدولية المتزايدة للعملية، أكد الجيش الإسرائيلي أن رفح هي آخر معقل رئيسي متبق لحماس في القطاع، ويعتقد أن العديد من الرهائن المتبقين الذين اختطفتهم الحركة في 7 أكتوبر محتجزين في المدينة. وقال شهود عيان إن الدبابات الإسرائيلية وصلت إلى وسط مدينة رفح للمرة الأولى يوم الثلاثاء.

ومع ذلك، تقاتل القوات أيضا مسلحي حماس في شمال غزة، وخاصة جباليا، حيث عثر الجيش الإسرائيلي مؤخرا على جثث سبعة رهائن.

اندلعت الحرب في 7 أكتوبر عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس بلدات ومواقع للجيش في جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، واحتجاز 252 رهينة، بما في ذلك عدد من الجثث.

وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن أكثر من 36,100 فلسطيني في القطاع قُتلوا أو يفترض أنهم قُتلوا في القتال حتى الآن، على الرغم من أنه تم التعرف على حوالي 24 ألف قتيل فقط في المستشفيات. وتشمل الحصيلة، التي لا يمكن التحقق منها، نحو 15 ألف مقاتل تقول إسرائيل إنها قتلتهم في المعركة.

ساهم في هذا التقرير وكالة رويترز وجيكوب ماغيد وطاقم تايمز أوف إسرائيل

اقرأ المزيد عن