إسرائيل في حالة حرب - اليوم 648

بحث

الجيش الإسرائيلي يستعيد جثماني الرهينتين غادي حغاي وجودي فاينشتاين في عملية بقطاع غزة

احتجزت جماعة مسلحة متحالفة مع حماس المواطنين الأمريكيين مزدوجي الجنسية وهي الجماعة ذاتها التي اختطفت وقتلت عائلة بيباس أيضا؛ مسؤول يقول إن استجواب الشاباك لمعتقل غزي قاد الجيش الإسرائيلي إلى رفات الرهينتين

صورة غير مؤرخة لجودي فاينشتاين وغادي حغاي (Courtesy photo)
صورة غير مؤرخة لجودي فاينشتاين وغادي حغاي (Courtesy photo)

أُعلن يوم الخميس أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) استعادا جثماني الرهينتين غادي حغاي وجودي فاينشتاين من جنوب قطاع غزة في عملية ليلية.

الزوجان، اللذان يحملان الجنسية الأمريكية، قُتلا أثناء جولتهما الصباحية بالقرب من كيبوتس نير عوز خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، وأكد الجيش الإسرائيلي مقتلهما في ديسمبر من ذلك العام.

وكانا محتجزين لدى “كتائب المجاهدين”، وهي جماعة مسلحة صغيرة نسبيا في القطاع مسؤولة أيضا عن اختطاف وقتل شيري بيباس وطفليها الصغيرين أريئيل وكفير.

وقال الجيش الإسرائيلي إن العملية نفذت بالاعتماد على “معلومات استخباراتية دقيقة” من وحدة مقر الرهائن التابعة للجيش الإسرائيلي، وشعبة الاستخبارات العسكرية، وجهاز الشاباك.

وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل“ أن العملية الليلية في مدينة خان يونس جنوب غزة تمت بفضل معلومات استخباراتية حصل عليها الشاباك خلال استجواب أحد المعتقلين الفلسطينيين في غزة.

وقال المسؤول: ”المعلومات الاستخباراتية التي يتم الحصول عليها خلال استجوابات الشاباك قيّمة ومهمة، وتساعد في العمليات الميدانية والمهام مثل تلك التي تم تنفيذها الليلة الماضية“.

مؤيد لإسرائيل يحمل صورة للرهينتين الإسرائيليين المختطفين غادي حغاي وجودي فاينشتاين في 26 أكتوبر 2023، في نيويورك. (Bryan R. Smith / AFP)

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عند إعلانه عن العملية يوم الخميس: ”لن نهدأ حتى نعيد جميع مختطفينا إلى الوطن، أحياء وأمواتا“.

ووصف رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ استعادة رفات الرهينتين بأنها ”لحظة ألم عميق، ولكنها أيضا لحظة عزاء وإنهاء حالة من عدم اليقين“، وقال إن إسرائيل ”ستواصل بذل كل ما في وسعها لإعادة أخواتنا وإخواننا من الجحيم – الأحياء للشفاء وإعادة التأهيل، والقتلى ليدفنوا بكرامة. كل واحد منهم!“

سجلات المكالمات الهاتفية التي وثقت طلب فاينشتاين للمساعدة

حغاي (72 عاما) وفاينتشاين (70 عاما)، كانا في نزهتهما الصباحية بالقرب من كيبوتس نير عوز عندما قُتلا واختُطفا إلى غزة على يد مسلحين بقيادة حماس.

وأظهرت لقطات كاميرات المراقبة الأمنية من صباح ذلك اليوم الزوجين وهما يغادران الكيبوتس.

جودي فاينشتاين (إلى اليسار) وغادي حغاي (إلى اليمين) ينطلقان في نزهة من كيبوتس نير عوز صباح 7 أكتوبر 2023، كما التقطتها كاميرا أمنية قبل وقت قصير من اغتيالهما واختطاف جثتيهما على يد مسلحين تابعين لحماس. (Screen capture via N12)

في مكالمة هاتفية مع المسعفين في ذلك الصباح، وصفت فاينشتاين إصابة زوجها في الرأس وحثت عاملة الهاتف على إرسال المساعدة، حيث كان حوالي 5000 من المهاجمين يعيثون فسادا في جنوب إسرائيل.

وقالت لعاملة الهاتف “أجزاء من دماغه خرجت من… كل شيء مغطى بالدماء”، مؤكدة أن المسلحين أطلقوا النار على الزوجين. عندما سُئلت عما إذا كانت في مكان آمن، أجابت: ”لا، [أنا] في الخارج، تحت شجرة، بجانب الطريق“.

وقالت: ”جاءوا على الطريق. كان هناك الكثير من الدراجات النارية والأسلحة. أطلقوا النار علينا. كنا مستلقين وأطلقوا النار علينا“، موضحة أنها أيضا أصيبت في يدها ورأسها.

كان حغاي، وهو من مواليد كيبوتس عين هشوفيط، طاهيا متقاعدا وعازف جاز، وقد عزف الموسيقى منذ طفولته، وخدم في أوركسترا الجيش الإسرائيلي خلال خدمته العسكرية، ثم عاش في الولايات المتحدة، حيث بدأ العزف على الساكسفون، وفقا لصحيفة “هآرتس”.

عند عودته إلى إسرائيل بعد عدة سنوات، التقى فاينشتاين، التي كانت قد جاءت من الولايات المتحدة وتطوعت في عين هشوفيط. عزف الاثنان في فرقة جاز في الكيبوتس حتى غادرا الكيبوتس في أواخر السبعينيات. في عام 1994، انتقلا مع أولادهما الأربعة إلى كيبوتس نير عوز.

واصلت فاينشتاين، وهي معلمة من مواليد نيويورك وتحمل الجنسية الكندية، كتابة الشعر حتى تقاعدها، مع حب خاص ل”الهايكو”. كما قامت بتدريس اللغة الإنجليزية، وتحرير الكتابات الأكاديمية، وممارسة علاج “الريكي”، وتدريس دروس في اليقظة الذهنية، بما في ذلك من خلال الدمى.

ابن الزوجين: “أنا مرتاح وقلق في نفس الوقت”

قال ابن الزوجين، عال حغاي، لموقع “واينت” الإخباري يوم الخميس إنه يشعر بمزيج من المشاعر.

وقال: ”هذه لحظة صادمة. أشعر بالارتياح والقلق في آن واحد. الأمر ليس بسيطا، على الرغم من أنه خفف الأعباء وأزال عبئا ثقيلا عن الصدور. لقد انتهت حالة عدم اليقين“.

وأضاف حغاي أن عودة والديه ”تسلط الضوء“ على الرهائن الـ 56 المتبقين في غزة والجهود المبذولة لإعادتهم إلى الديار أيضا.

وتابع ”كان هذا مفاجئا حقا، وأنا أفكر لماذا استحققنا عودة أحبائنا دون غيرهم“.

عال حغاي في منزله في عميكام في 8 ديسمبر 2023. (MARCO LONGARI / AFP)

وقال منتدى عائلات المختطفين والمفقودين إن إعادة الجثمانين ستساعد في تخفيف بعض الألم المحيط بمقتل الزوجين، بينما دعا الحكومة إلى التوصل إلى اتفاق لإعادة جميع الرهائن المتبقين في غزة.

وقال المنتدى في بيان: ”عودة جودي وغادي مؤلمة ومفجعة، لكنها تجلب أيضا الشفاء لقلقنا“ بشأن مقتلهما.

وأضاف ”عودة جثمانيهما تذكرنا جميعا بأن من واجب الدولة إعادة الجميع إلى الوطن، حتى نتمكن نحن، العائلات، مع جميع أبناء الشعب الإسرائيلي، من بدء عملية الشفاء والتعافي“.

وأضاف المنتدى أنه ”لا داعي للانتظار 608 أيام أخرى من العذاب“ للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن لضمان عودة 56 شخصا لا يزالون محتجزين في غزة، بما في ذلك جثث 33 شخصا يُعتقد أنهم ليسوا على قيد الحياة.

كما جاء في بيان منتدى العائلات ”القبر ليس امتيازا. القبر هو حق أساسي من حقوق الإنسان، وبدونه يستحيل التعافي الشخصي والوطني“.

كما أصدر كيبوتس نير عوز بيانا أعلن فيه مقتل عضويه. دخل مسلحو حماس جميع المنازل في هذه الكيبوتس الصغير، باستثناء ستة منازل من أصل أكثر من 200 منزل، وقتلوا أو اختطفوا واحدا من كل أربعة سكان – 117 شخصا من أصل حوالي 400.

ولم يقم نتنياهو بزيارة الكيبوتس منذ الهجوم، على الرغم من الدعوات المتكرر من الكيبوتس.

متظاهرون يحتجون ضد الحكومة الإسرائيلية وللمطالبة بإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى الجماعات المسلحة في قطاع غزة خارج مقر وزارة الدفاع (الكيريا) في تل أبيب، 31 مايو 2025. (Tomer Neuberg/Flash90)

تحتجز الجماعات المسلحة في قطاع غزة 56 رهينة – 55 من أصل 251 اختطفهم مسلحون بقيادة حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، بالإضافة إلى جثة جندي إسرائيلي قُتل في عام 2014.

من بينهم هناك جثث 33 شخصا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم، ويُعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة. وقد أعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم البالغ إزاء سلامة ثلاثة آخرين.

اقرأ المزيد عن