الجيش الإسرائيلي يستعد لهدم منازل 3 فلسطينيين متهمين بتنفيذ هجوم اطلاق نار وقع في شهر يونيو
القوات تجري مسحا للمباني في قرية عوريف بالضفة الغربية تمهيدا لهدمها؛ ساعد الثلاثة في "تخطيط وتنفيذ" هجوم إطلاق النار في محطة وقود "عيلي"، والذي أدى إلى مقتل 4 إسرائيليين
هيأت القوات الإسرائيلية في وقت مبكر من صباح الثلاثاء لهدم منازل ثلاثة فلسطينيين متهمين بمساعدة نشطاء حماس على قتل أربعة إسرائيليين في هجوم إطلاق نار في شهر يونيو.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن القوات قامت بقياس المنازل في قرية عوريف بالضفة الغربية استعدادا لهدم المبنى المحتمل.
وكان الفلسطينيين – باسل شحادة، حامد صباح، وفلسطيني ثالث لم يذكر اسمه – الذين تم توجيه لائحة اتهام إليهم في شهر أغسطس، “شركاء في تخطيط وتنفيذ هجوم إطلاق النار”، قال الجيش يوم الثلاثاء.
واتهم المدّعون العسكريون الثلاثة بالتسبب عمدا في الوفاة – وهو ما يعادل جريمة القتل في المحاكم العسكرية في الضفة الغربية – والعديد من الجرائم الأمنية الأخرى.
وتنتهج إسرائيل سياسة هدم منازل الفلسطينيين المتهمين بتنفيذ هجمات مميتة. وتثير فعالية هذه السياسة جدلا حادا حتى داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، في حين يدين نشطاء حقوق الإنسان هذه الممارسة باعتبارها عقابا جماعيا غير عادل.
وتستغرق عملية الهدم عموما عدة أشهر، حيث يجب رسم خريطة للمنزل، ويجب على المحكمة العليا النظر في الطعون المحتملة من قبل العائلة، وغالبا ما تنتظر القوات الإسرائيلية الوقت الأمثل لدخول المدن أو الأحياء الفلسطينية لإجراء العملية.
وفي هجوم 20 يونيو، أطلق مسلحي حماس مهند فالح شحادة وخالد مصطفى صباح النار على مدنيين في محطة وقود ومطعم حمص مجاور بالقرب من مستوطنة “عيلي”.
وقُتل شحادة برصاص مدني مسلح في مكان الحادث، بينما فر صباح بسيارة مسروقة من محطة الوقود، وقُتل بعد حوالي ساعتين على يد القوات الخاصة.
وأعلنت حركة حماس، التي تحكم قطاع غزة، في وقت لاحق مسؤوليتها عن الهجوم.
ومنفذا الهجوم – بالإضافة إلى شركائهما – هم من سكان عوريف، الواقعة في شمال الضفة الغربية، بالقرب من نابلس.
وهناك أوامر هدم معلقة ضد منازل منفذي الهجوم.
وفقا للائحة الاتهام التي تم تقديمها في شهر أغسطس، يُزعم أن باسل شحادة وحامد صباح قاما بتزويد مسلحي حماس الذين نفذوا الهجوم بالأسلحة، وخططوا بأنفسهم لهجوم إضافي. وتم اتهام الفلسطيني الثالث الذي لم يتم الكشف عن اسمه، والذي وجهت له اتهامات منفصلة، أيضا بالتورط في التخطيط لهجوم “عيلي”.
واتهم باسل شحادة وحامد صباح بالتدرب على إطلاق النار عدة مرات على مدار عدة أشهر، والاتصال بعناصر مسلحة في قطاع غزة من أجل تمويل أنشطتهم وتحسين التخطيط للعملية.
وجاء في لائحة الاتهام أن الرجلين قاما بتزويد أسلحة نارية وذخائر لمسلحي حماس اللذين نفذا إطلاق النار في “عيلي” وقاما بتنسيق الهجوم معهم.
وقال الجيش في ذلك الوقت إن القوات الإسرائيلية اعتقلت باسل شحادة وحامد صباح في 21 يونيو، قبل أن يتمكنا من تنفيذ هجوم إضافي.
والقتلى الأربعة هم هارئيل مسعود (21 عاما) من بلدة “ياد بنيامين” بوسط البلاد، وإليشاع أنتيمان (17 عاما) من “عيلي”، وعوفر فايرمان (64 عاما) من “عيلي” أيضا، وشموئيل موردوف (17 عاما) من مستوطنة “أهيا”.
وبعد الهجوم، اجتاح مئات المستوطنين البلدات والقرى الفلسطينية لمدة خمسة أيام، وأضرموا النار في المنازل والسيارات، بل وأطلقوا النار في بعض الحالات. وقتل فلسطيني في ظروف غامضة في الهجوم.
وتم توجيه اتهامات إلى إسرائيليين إثنين بارتكاب جرائم إرهابية بعد أعمال الشغب.
تصاعدت أعمال العنف في جميع أنحاء الضفة الغربية خلال العام ونصف العام الماضيين، مع زيادة هجمات إطلاق النار الفلسطينية، ومداهمات الاعتقال شبه الليلية التي يشنها الجيش، وتصعيد في الهجمات الانتقامية التي يشنها المستوطنون اليهود المتطرفون ضد الفلسطينيين.
وأسفرت الهجمات الفلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية منذ بداية العام عن مقتل 27 مدنيا وثلاثة جنود وإصابة عدد آخر بجروح خطيرة.
وفقا لحصيلة جمعها “تايمز أوف إسرائيل”، قُتل 181 فلسطينيا من الضفة الغربية خلال تلك الفترة، معظمهم أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، لكن بعضهم كان من المدنيين غير المتورطين في القتال والبعض الآخر قُتل في ظروف غامضة، بما في ذلك على أيدي مستوطنين مسلحين.
ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في إعداد هذا التقرير