الجيش الإسرائيلي يدمر نفقا لحزب الله امتد إلى داخل إسرائيل، ويكثف غاراته الجوية
إطلاق وابل من 25 صاروخا على كريات شمونة، وتدمير منصات إطلاق صواريخ تم استخدامها في وقت سابق لمهاجمة حيفا؛ الجيش يقول إن غارة قتلت رئيس المقر اللوجستي لحزب الله
أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء أن القوات الإسرائيلية هدمت نفقا لحزب الله امتد إلى داخل الأراضي الإسرائيلية من لبنان، في الوقت الذي استمرت فيه عمليته البرية شمال الحدود لاستهداف البنية التحتية للجماعة.
وبحسب الجيش، فإن النفق الذي يبلغ طوله 20 مترا ليس له مخرج في الأراضي الإسرائيلية، ويتجاوز مساره الخط الأزرق المعترف به من قبل الأمم المتحدة بحوالي 10 أمتار، في القطاع الغربي من الحدود، بالقرب من قرية مروحين اللبنانية، على الجانب الآخر من بلدة زرعيت الإسرائيلية.
وقال الجيش إن النفق لم يشكل تهديدا على أي من البلدات على الإطلاق.
بحسب تقييمات الجيش، بدأ حزب الله بناء النفق قبل نحو عامين، وسرعان ما تم تحديده من قبل الجيش. وقال الجيش أنه أراد مراقبة النفق أثناء بنائه، بدلا من أن يكشف لحزب الله عن أن لديه معلومات استخباراتية بشأن الممر تحت الأرض.
تم تحديد موقع النفق من قبل قوات خاصة خلال عمليات نفذتها في جنوب لبنان قبل بضعة أشهر، لكن الجيش أكد على أن النفق كان معروفا له في السابق وأنه كان يسيطر بشكل كامل على المنطقة.
وقال الجيش إن القوات فتشت النفق وعثرت على أسلحة في داخله، بما في ذلك متفجرات وصواريخ مضادة للدبابات.
والآن وبينما يعمل الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان بقوات أكبر، قال إنه اغتنم الفرصة لهدم النفق. وأنه لا توجد أنفاق أخرى معروفة تمتد إلى إسرائيل من لبنان.
في غضون ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن حزب الله أطلق 180 صاروخا من لبنان على شمال إسرائيل يوم الثلاثاء، بما في ذلك وابل من 25 قذيفة أطلقت مساء على كريات شمونة.
وبحسب الجيش، تم اعتراض بعض الصواريخ التي تم إطلاقها على كريات شمونة، بينما سقط البعض الآخر في المنطقة. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو أضرار جسيمة في هذا الهجوم.
وأضاف أن بعض منصات إطلاق الصواريخ التي استخدمها حزب الله لإطلاق 105 صاروخا على حيفا في وقت سابق من اليوم تعرضت لقصف بواسطة مسيرة تابعة لسلاح الجو، مضيفا أنه نفذ عدة ضربات ضد مبان لحزب الله ومواقع إطلاق صواريخ مضادة للدبابات في جنوب لبنان خلال اليوم الماضي.
بعد القصف، أصدرت قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي مبادئ توجيهية أكثر صرامة في عدة مدن بالقرب من حيفا، وحظرت الأنشطة التعليمية في كريات آتا، كريات بياليك، كريات يام، وكريات موتسكين.
وستبقى المدارس مفتوحة في مدينة حيفا نفسها، بشرطة أن تتوفر إمكانية الوصول إلى ملجأ بسرعة كافية، حسبما قال الجيش الإسرائيلي.
غارة جوية تقتل رئيس المركز اللوجستي لحزب الله
خلال الليل، قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف مستودع أسلحة وموقعا آخر لحزب الله في بيروت، وليلة الإثنين، قال الجيش إنه تم تنفيذ غارة بواسطة مسيرة ضد مدرسة في بلدة طير حرفا بجنوب لبنان.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هغاري يوم الثلاثاء إن 50 مقاتلا وستة قادة كبار على الأقل في ما يسمى بالجبهة الجنوبية لحزب الله قُتلوا في سلسلة واسعة من الغارات الجوية في جنوب لبنان في اليوم السابق.
وكانت الجبهة الجنوبية، المسؤولة عن النشاط العسكري للجماعة في جنوب لبنان، بقيادة علي كركي، الذي قُتل إلى جانب زعيم حزب الله حسن نصر الله الشهر الماضي.
وقال هغاري: “إن الإرهابيين الذين قتلناهم بالأمس هم القادة والإرهابيون الذين كان من المفترض – في اليوم الذي سيصدر فيه الأمر – أن يتسللوا إلى داخل إسرائيل، إلى بلدات في الشمال، لقتل واختطاف مدنيين إسرائيليين”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن غارة منفصلة يوم الاثنين في بيروت أسفرت عن مقتل رئيس المقر اللوجستي لحزب الله سهيل حسين الحسيني. الحسيني كان عضوا في مجلس الجهاد التابع لحزب الله، أعلى هيئة عسكرية للجماعة.
وأضاف أن الحسيني “لعب دورا حاسما في عمليات نقل الأسلحة بين إيران وحزب الله وكان مسؤولا عن توزيع الأسلحة المتقدمة بين وحدات حزب الله، والإشراف على نقل وتخصيص هذه الأسلحة”.
وقال الجيش إنه “كان مسؤولا عن الميزانية والإدارة اللوجستية لمشاريع حزب الله الأكثر حساسية، بما في ذلك خطط المنظمة الحربية وغيرها من العمليات الخاصة، مثل تنسيق الهجمات الإرهابية ضد دولة إسرائيل من لبنان وسوريا”.
وأن المقر ضم أيضا قسم البحث والتطوير التابع لحزب الله، المسؤول عن تصنيع الصواريخ الموجهة بدقة.
على الأرض، قال الجيش إن قوات من لواء “غولاني” استولت على موقع قتالي لحزب الله في جنوب لبنان، يقع في كرم زيتون ومنزل مجاور.
كما قال الجيش أنه تم العثور على قذيفة هاون موجهة نحو إسرائيل، وذخيرة، وبنية تحتية للأنفاق، ومناطق استراحة لعناصر حزب الله.
داخل المنزل، عثر الجنود، بحسب الجيش الإسرائيلي، على مخبأ للأسلحة، بما في ذلك أسلحة نارية وصواريخ مضادة للدبابات ومعدات أخرى.
وقال الجيش إن المعدات والموقع كان سيتم استخدامهم لنصب كمين للجنود الإسرائيليين ومهاجمة بلدات في شمال إسرائيل.
مقتل 450 عنصرا من حزب الله خلال أسبوع من العمليات
وفقا لتقييمات جديدة للجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء، قُتل حوالي 450 عنصرا من حزب الله على يد القوات وفي الغارات الجوية خلال الأسبوع الأخير من العمليات البرية. وتعمل حاليا أربع فرق من الجيش الإسرائيلي في القرى اللبنانية على طول الحدود، آخرها تم نشره مساء الاثنين.
ولخصت الفرقة 98 في الجيش أسبوعا من العمليات في جنوب لبنان، وذكرت أن قواتها قتلت أكثر من 200 من عناصر حزب الله في عدة قرى متاخمة للحدود الإسرائيلية.
كان تشكيل النخبة من وحدات المظليين ووحدات الكوماندوز، التي انضم إليها اللواء المدرع السابع ووحدة “يهالوم” للهندسة القتالية، أول قوات إسرائيلية تدخل لبنان عندما بدأت العمليات البرية الرسمية في 30 سبتمبر.
وقال الجيش إن الفرقة هدمت عدة أنفاق وعثرت على مئات الأسلحة في قرى قريبة من الحدود، والتي كانت معدة للاستخدام من قبل حزب الله لمهاجمة شمال إسرائيل.
واستخدمت الفرقة أكثر من 100 طن من المتفجرات لهدم مواقع لحزب الله فوق وتحت الأرض، بحسب مصادر عسكرية.
وقالت الفرقة، التي حاربت حماس في غزة لعدة أشهر، إن حزب الله عدو مختلف عن حماس، لكنه ليس أقوى بالضرورة.
ووجدت الفرقة أن حزب الله هو قوة قتالية أكثر تنظيما بكثير من حماس، ولكنه يعمل إلى حد كبير فوق الأرض وليس في الأنفاق مثل الحركة في غزة. وحددت الفرقة أن حزب الله يمتلك أيضا أسلحة أكثر تقدما وتحصينات أفضل.
ومع ذلك، قالت الفرقة إن لها اليد العليا وإنها نجحت في عملياتها.
في الأسبوع الماضي، قُتل ستة أفراد من وحدة الكوماندوز “إيغوز” خلال معركة شرسة مع عناصر حزب الله، كما قُتل ثلاثة مظليين آخرين في حوادث منفصلة في نفس اليوم.
بشكل منفصل، مساء الثلاثاء، في سوريا، استهدفت غارة جوية إسرائيلية مزعومة على دمشق مسؤولا كبيرا في حزب الله في الوحدة 4400 التابعة للجماعة، حسبما أفادت قناة “الحدث” الإخبارية السعودية.
الوحدة 4400 مكلفة بتسليم الأسلحة من إيران ووكلائها إلى حزب الله في لبنان.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” الرسمية نقلا عن مصدر عسكري أن سبعة مدنيين قُتلوا وأصيب 11 آخرين في الغارة التي أصابت مبنى سكنيا وتجاريا في حي المزة بالعاصمة.
وأضافت أنه بالإضافة إلى القتلى، تسببت الغارة في “أضرار مادية كبيرة”، وقالت إن قوات الإنقاذ لا تزال تعمل على انتشال الأشخاص من تحت الأنقاض.
منذ بداية الحرب الأهلية السورية في عام 2011، يُعتقد أن إسرائيل – التي نادرا ما تعلق على ضربات محددة في سوريا – نفذت مئات الغارات، استهدفت بشكل رئيسي مواقع الجيش والمقاتلين المدعومين من إيران بما في ذلك من حزب الله.
وبدأ حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل قبل عام بالضبط دعما لحليفته حماس في أعقاب الهجوم على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي قُتل فيه حوالي 1200 شخص واحتجز 251 آخرين كرهائن.
وقد صرح كبار قادة حزب الله مرارا وتكرارا خلال العام الماضي أن الجماعة لن توقف إطلاق النار حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، ولكن يبدو أن ذلك تغير يوم الثلاثاء بعد أن أعرب نائب زعيم حزب الله نعيم قاسم عن دعمه للجهود الرامية إلى التوصل إلى نهاية للقتال دون ذكر الحرب في القطاع.
وكثفت إسرائيل هجماتها على حزب الله في الأسابيع الأخيرة في إطار سعيها لإبعاد الجماعة المسلحة عن الحدود وفقا لقرار الأمم المتحدة من عام 2006.
وجاء هذا التصعيد بعد القرار الذي اتخذته إسرائيل الشهر الماضي بجعل عودة سكان الشمال إلى منازلهم هدفا رسميا للحرب. وتم إجلاء نحو 60 من سكان البلدات الشمالية على الحدود اللبنانية بعد وقت قصير من الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، خشية قيام حزب الله بتنفيذ هجوم مماثل.
وأدت الهجمات على شمال إسرائيل إلى مقتل 26 مدنيا في إسرائيل. وبالإضافة إلى ذلك، قُتل 33 جنديا إسرائيليا في مناوشات عبر الحدود وفي العملية البرية التي بدأت في جنوب لبنان في أواخر سبتمبر.
وقتل جنديان في شمال إسرائيل في هجوم بطائرة مسيرة أطلقت من العراق، كما وقعت عدة هجمات من سوريا، دون وقوع إصابات.
وقد أعلن حزب الله أسماء 516 من عناصره – من ضمنهم نصر الله – الذين قتلتهم إسرائيل خلال الحرب، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم أيضا في سوريا. كما قُتل 94 مقاتلا من جماعات مسلحة أخرى وجندي لبناني وعشرات المدنيين.
ولم يتم تحديث هذه الأرقام باستمرار منذ أن بدأت إسرائيل هجومها الجديد ضد حزب الله في سبتمبر، بما في ذلك العملية البرية التي يقول الجيش إن ما لا يقل عن 450 من عناصر حزب الله قُتلوا فيها.
ساهمت في هذا التقرير وكالة فرانس برس