إسرائيل في حالة حرب - اليوم 587

بحث

الجيش الإسرائيلي يدمر عشرات الجرافات في غزة التي يقول إنها استخدمت في “أنشطة إرهابية”

الجيش يشير إلى أن بعض المعدات التي استهدفها استُخدمت من قبل حماس في هجوم 7 أكتوبر؛ مسؤولون في غزة يتحدثون عن مقتل 26 شخصا في غارات أخرى في القطاع

فلسطينيون يتفحصون بقايا جرافات أصيبت في غارة جوية للجيش الإسرائيلي في جباليا، شمال قطاع غزة، يوم الثلاثاء، 22 أبريل 2025.  (AP Photo/Jehad Alshrafi)
فلسطينيون يتفحصون بقايا جرافات أصيبت في غارة جوية للجيش الإسرائيلي في جباليا، شمال قطاع غزة، يوم الثلاثاء، 22 أبريل 2025. (AP Photo/Jehad Alshrafi)

نفذ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية في أنحاء قطاع غزة خلال ليل الإثنين وصباح يوم الثلاثاء، حيث هاجم بنية تحتية “إرهابية” واستهدف ودمر نحو 40 مركبة بناء في قطاع غزة، والتي قال الجيش إن حماس تستخدمها في “أنشطة إرهابية”.

وجاء هذه الضربات في الوقت الذي قالت فيه وكالة الدفاع المدني التي تديرها حماس في غزة إن غارات جوية إسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 26 شخصا في أنحاء القطاع. ولم يتسن التحقق من هذه الأرقام وهي لا تفرق بين المدنيين والعناصر المسلحة.

ولم تعلق إسرائيل على الضربات الفردية، لكنها تقول إنها تسعى لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، وتؤكد أن حماس تستخدم المدنيين في غزة كدروع بشرية، وتقاتل من مناطق مدنية، بما في ذلك من المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له إن المعدات الثقيلة التي دمرها استُخدمت من قبل حماس خلال هجوم 7 أكتوبر 2023 لاختراق السياج الحدودي الإسرائيلي في عشرات المواقع، ما سمح لآلاف المسلحين بالتسلل إلى إسرائيل.

وأضاف الجيش أن الحفارات استخدمتها حماس أيضا خلال الحرب لزرع القنابل وحفر الأنفاق وإزالة الأنقاض لتحديد مواقع أسلحة مدفونة تحتها.

تظهر هذه الصورة التي نشرها الجيش الإسرائيلي في 22 أبريل/نيسان 2025 مركبات هندسية تدعي إسرائيل أن حماس تستخدمها، قبل استهدافها في غارات جوية. (Israel Defense Forces)

وجاء في البيان أن ”الآليات الهندسية التي تم قصفها تشكل عنصرا رئيسيا في قدرة حماس على تنفيذ هجمات إرهابية على قوات جيش الدفاع ودولة إسرائيل“.

وقال الجيش إن الضربة نُفذت بهدف ”تعطيل“ قدرة حماس على استخدام المعدات الثقيلة.

وقالت بلدية في منطقة جباليا في شمال غزة إن غارة على مرآب سيارات تابع لها دمرت تسع جرافات قدمتها مصر وقطر، اللتين ساعدتا في التوسط في وقف إطلاق النار الذي صمد في يناير، لكنه انهار بعد ذلك بحلول مارس.

ونددت حماس بالضربات، وقالت في بيان لها إن ”تدمير الاحتلال للمعدات المدنية المخصصة لإغاثة وإنقاذ المدنيين والتخفيف من معاناتهم… هو تأكيد على الطبيعة الإجرامية لهذا الكيان المجرد من كل المعايير الأخلاقية“.

وكانت معدات البناء الثقيلة أحد الشروط الرئيسية التي اشترطتها حماس في اتفاق وقف إطلاق النار في يناير وهددت بعرقلة العملية في فبراير، أي قبل شهر من انهيارها في نهاية المطاف على أي حال. وقالت حماس في ذلك الوقت إن هناك حاجة إلى معدات جرف التربة، إلى جانب آلاف المنازل المتنقلة، لتوفير السكن لسكان غزة بعد أن تسبب القتال في دمار واسع النطاق في جميع أنحاء القطاع.

فلسطينيون يتفقدون الأضرار الناجمة عن غارة جوية للجيش الإسرائيلي في خان يونس، قطاع غزة، 22 أبريل، 2025. (Abdel Kareem Hana/AP)

أدى الاجتياح الذي قادته حماس في 7 أكتوبر لجنوب إسرائيل إلى مقتل نحو 1200 شخص واختطاف 251 آخرين واحتجازهم كرهائن في قطاع غزة.

وشهدت هدنتان قصيرتا الأمد لوقف إطلاق النار، في نوفمبر 2023 ويناير من هذا العام، إطلاق سراح معظم الرهائن مقابل تعزيز إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة والإفراج عن أكثر من 1000 أسير أمني فلسطيني.

وعندما انهارت هدنة يناير وسط اتهامات متبادلة بارتكاب انتهاكات، أوقفت إسرائيل جميع عمليات تسليم المساعدات واستأنفت هجومها العسكري بهدف تدمير حماس وإبعادها عن السلطة في غزة وإنقاذ الرهائن.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي تدعمها الأمم المتحدة والتي كان من المفترض أن تستهدف أكثر من 600 ألف طفل قد تم تعليقها، مما يعرض القطاع لخطر عودة المرض الذي كان قد تم القضاء عليه في السابق.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس خليل دقران إنه إذا لم تصل لقاحات شلل الأطفال على الفور، ”نتوقع كارثة حقيقية. يجب ألا يتم استخدام الأطفال والمرضى كورقة للابتزاز السياسي”، مضيفا أن 60 ألف طفل تظهر عليهم الآن أعراض سوء التغذية.

وقد تم إعطاء أكثر من 1.5 مليون لقاح ضد شلل الأطفال خلال الحرب بعد اكتشاف المرض الموهن. وقد تم إجراء التطعيمات بالتنسيق مع إسرائيل، مما أتاح حدوث هدوء في القتال في بعض المناطق أثناء تقديم التطعيمات.

رجل فلسطيني يحمل طفلا رضيعا بينما يقوم مسعف بإعطاء لقاح شلل الأطفال في مخيم للنازحين في النصيرات وسط قطاع غزة في 23 فبراير 2025. (Eyad BABA / AFP)

تقول إسرائيل إن الحصار الذي تفرضه يهدف إلى الضغط على حماس التي تدير قطاع غزة للإفراج عن 59 رهينة إسرائيليا متبقيا تم اختطافهم في هجمات أكتوبر 2023 التي أشعلت فتيل بالحرب. وتقول حماس إنها مستعدة لإطلاق سراحهم ولكن فقط كجزء من صفقة تنهي الحرب.

وكتب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على منصة X ردا على السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز، الذي وصف الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ مارس بأنه جريمة حرب، قائلا إن ”إسرائيل تتصرف بما يتوافق تماما مع القانون الدولي”.

وكتب كاتس ”تتم مراقبة الوضع الإنساني في غزة باستمرار، وقد تم إيصال كميات كبيرة من المساعدات. وكلما كان من الضروري السماح بإدخال مساعدات إضافية، يجب التأكد من أنها لا تمر عبر حماس، التي تستغل المساعدات الإنسانية للحفاظ على سيطرتها على السكان المدنيين وتحقيق الربح على حسابهم“.

ووصف المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني الحصار بأنه عقاب جماعي لسكان غزة.

وقال لازاريني يوم الثلاثاء في منشور على منصة X: ”يجب رفع الحصار، ويجب أن تتدفق الإمدادات، ويجب إطلاق سراح الرهائن، ويجب استئناف وقف إطلاق النار“.

وكتب ”أصبحت غزة أرض اليأس“، مضيفا ”الجوع ينتشر ويتعمق، متعمدا ومن صنع الانسان…. تُستخدم المساعدات الإنسانية كورقة مساومة وسلاح حرب“.

وجاءت هذه التصريحات بعد يوم واحد من دعوة السفير الأمريكي الجديد لدى إسرائيل مايك هاكابي حماس إلى قبول صفقة تضمن إطلاق سراح الرهائن مقابل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وقال هاكابي في بيان ”عندما يحدث ذلك، ويتم الإفراج عن الرهائن وهو أمر ملح بالنسبة لنا جميعا، نأمل أن تتدفق المساعدات الإنسانية وأن تتدفق بحرية مع العلم أنها ستتم دون أن تتمكن حماس من مصادرة المساعدات والإساءة إلى شعبها“.

وتتهم إسرائيل حماس بتحويل المساعدات لاستخدامها الخاص، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية. وقد مُنع دخول جميع المساعدات إلى غزة في 2 مارس، أي قبل أيام من بدء الهجوم المتجدد. وتهدف هذه الحملة إلى الضغط على حماس لقبول المطالب الإسرائيلية بصفقة جديدة للإفراج عن الرهائن.

اقرأ المزيد عن