الجيش الإسرائيلي يدرب قواته على تدابير غير قاتلة لمواجهة منفذي الهجمات
البرنامج الجديد يهدف إلى مساعدة الجنود المقاتلين في الضفة الغربية إلى التعامل مع ’الطبيعة المتغيرة للتهديدات’ التي تواجه قوى الأمن الإسرائيلية
بدأ الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع ببرنامج تدريبات جديد يهدف إلى تزويد الجنود المنتشرين في الضفة الغربية بتدابير غير قاتلة لمواجهة منفذي الهجمات الفلسطينيين.
وقال مدرب القتال المقدم إيتمار كولهلي للقناة الثانية: “ليس كل هجوم تقوم بتنفيذه فتاة صغيرة مع مقص يجب أن يتهي بإطلاق نار قاتل”، مشيرا إلى الشرطي خارج الخدمة الذي قام بإطلاق النار على فتاتين فلسطينيين وقتل إحداهن بعد أن حاولتا تنفيذ هجوم طعن في القدس في العام الماضي.
وقال كولهلي إن برنامج التدريب الجديد تم وضعه ردا على موجة الهجمات الفلسطينية المستمرة منذ أشهر، والتي قُتل خلالها منفذي هجمات فلسطينيين شبان بنيران القوات الإسرائيلية خلال تنفيذهم لهجمات.
وقال كولهلي: “ما نسعى إلى القيام به هو ربط التدريب بما يحدث على الأرض، لملائمة الطبيعة المتغيرة للتهديدات التي تواجه القوات”.
وأظهر مقطع فيديو الجنود وهم يتدربون على عدة تقيات في فنون “كراف ماغا” القتالية لتحييد منفذي الهجمات من دون إستخدام أسلحتهم.
الحادثة المثيرة للجدل التي أشار إليها كولهلي وقعت في نوفمبر الماضي عندما قامت فتاتان فلسطينيتان مسلحتان بواسطة مقصين بطعن رجل مسن وأصابته بجروح طفيفة في سوق محانيه يهودا.
وقام شرطي خارج الخدمة بفتح النار على الفتاتين، ما أسفر عن مقتل فتاة تبلغ من العمر (16 عاما) وإصابة الأخرى البالغة (14 عاما). وتم في وقت لاحق التحقيق مع الشرطي من قبل وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة التابعة لوزارة العدل بشبهة إستخدام القوة المفرطة بعد أن استمر بإطلاق النار على الفتاة بعد أن لم تعد تشكل تهديدا.
في الأشهر الأخيرة، إنتقد مسؤولون أمنيون كبار الإستخدام المفرط في إطلاق النار لإخضاع منفذي الهجمات الفلسطينيين.
رئيس هيئة الأركان العامة غادي أيزنكوت ووزير الدفاع السابق موشيه يعالون حذرا الجنود في وقت سابق من هذا العام من “التسرع في إطلاق النار” عند مواجهة منفذي هجمات.
في شهر فبراير شدد آيزنكوت على أن قواعد الإشتباك في الجيش كافية للتعامل مع التهديدات، وأضاف أنه لا يرغب برؤية وضع يقوم فيه جندي بتفريغ مخزن البندقية “على فتاة تحمل مقصا”.
وأكد رئيس هيئة الأركان أيضا على أن على الجنود إطلاق النار لقتل منفذي هجمات فقط في حال كان هناك تهديد وشيك على الأرواح.
بعد أيام من تصريحات آيزنكوت، حذر وزير الدفاع حينذاك، موشيه يعالون، قوات الأمن من “التسرع في إطلاق النار فقط لأن دمائنا تغلي”، على حد تعبيره، وأضاف أن على إسرائيل “التصرف بهدوء وبحكمة وبتعقل”، حتى في مواجهة الإضطرابات التي اندلعت في العام الماضي.
في موجة العنف التي بدأت في أكتوبر 2015، أسفرت هجمات طعن وإطلاق نار ودهس فلسطينية عن مقتل 35 إسرائيليا وأربعة أجانب. في الوقت نفسه، قُتل 220 فلسطيني على الأقل بينران القوات الإسرائيلية – معظمهم خلال تنفيذهم لهجمات، وفقا لما تقوله إسرائيل، بينما قُتل آخرون خلال إشتباكات مع القوات الإسرائيلية.