الجيش الإسرائيلي يداهم مستشفى في خان يونس بحثا عن رفات رهائن
الجيش يشير إلى وجود "أدلة موثوقة" على أنه تم جلب المختطفين إلى المركز الطبي نصر، ويؤكد على جهوده للحفاظ على عمل المنشأة للمرضى
داهمت قوات الجيش الإسرائيلي المستشفى الرئيسي في جنوب غزة يوم الخميس بدعوى أن لديها معلومات معقولة بأرجحية وجود رهائن محتجزين هناك ورفات بعض المختطفين التي قد تكون لا تزال في المجمع.
وجاءت العملية بعد يوم من مغادرة آلاف الأشخاص الذين لجأوا إلى المجمع المنشأة بأوامر إسرائيل، مع احتدام القتال بالقرب من المستشفى في خان يونس، التي كانت الهدف الرئيسي للهجوم الإسرائيلي ضد حماس في الأسابيع الأخيرة.
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري إن الجيش لديه “معلومات موثوقة” بأن حماس تحتجز رهائن في مستشفى نصر بمدينة خان يونس بجنوب القطاع، وأنه قد تكون هناك جثث لرهائن مخبأة حاليا في المكان.
وقال هغاري في بيان مصور باللغة الانجليزيه: “منذ مذبحة حماس في 7 أكتوبر، يعمل الجيش الإسرائيلي لاستكمال مهمته المتمثلة في تفكيك حماس وإعادة الرهائن إلى الوطن”.
وأضاف: “للأسف، نحن نعرف أن بعض الرهائن لم يعودوا على قيد الحياة. نحن ملتزمون بالعثور على جثث هؤلاء الرهائن في غزة وإعادتهم”.
في بيان منفصل، قال الجيش الإسرائيلي إنه اعتقل عددا من المشتبه بهم في مستشفى نصر. وأن القوات تبحث عن عناصر تابعة لحماس في المستشفى، من بينهم أفراد شاركوا في هجوم 7 أكتوبر.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إن إسرائيل شنت “توغلا واسعا” على المستشفى مع إطلاق نار كثيف أسفر عن إصابة عدد كبير من النازحين الذين احتموا هناك.
وأضاف أن الجيش أمر الطواقم الطبية بنقل المرضى إلى مبنى قديم غير مجهز لعلاجهم.
وتنفذ إسرائيل عمليات في غزة للإطاحة بنظام حماس واستعادة الرهائن المحتجزين في غزة منذ 7 أكتوبر، عندما قادت حماس هجوما مدمرا عبر الحدود أدى إلى مقتل 1200 شخص في إسرائيل، واختطاف 253 آخرين. ومن بين النصف تقريبا الذين لم يتم إطلاق سراحهم، يُعتقد أن 29 من الرهائن لم يعودوا على قيد الحياة.
كما تحتجز حماس مواطنيّن إسرائيلييّن دخلا القطاع قبل نحو عشر سنوات، ورفات جندييّن إسرائيلييّن قُتلا في عام 2014.
وقال هغاري في بيان: “إننا نقوم بعمليات إنقاذ دقيقة – كما فعلنا في الماضي – حيث تشير معلوماتنا الاستخبارية إلى احتمال احتجاز جثث الرهائن”.
وقال إن لدى الجيش الإسرائيلي “معلومات استخباراتية موثوقة من عدد من المصادر، بما في ذلك من الرهائن المفرج عنهم، تشير إلى أن حماس احتجزت رهائن في مستشفى ناصر في خان يونس وأنه قد تكون هناك جثث لرهائننا في منشأة مستشفى ناصر”.
وأضاف: “كما ثبت في مستشفى الشفاء ومستشفى الرنتيسي ومستشفى الأمل، والكثير من المستشفيات الأخرى في أنحاء غزة، تستخدم حماس بشكل منهجي المستشفيات كمراكز للإرهاب”.
وقد قدمت إسرائيل أدلة تثبت أن حماس استخدمت هذه المنشآت في عملياتها، وهو ما يجعلها أهدافا مشروعة بموجب القانون الدولي.
وقال هغاري إنه وفقا لتقييمات استخبارات الجيش الإسرائيلي، فإن أكثر من 85٪ من “المرافق الطبية الرئيسية” في غزة قد استُخدمت من قبل حماس في أنشطة عسكرية.
“نظرا لأن إرهابيي حماس يختبئون على الأرجح خلف المدنيين المصابين داخل مستشفى ناصر في الوقت الحالي ويبدو أنهم استخدموا المستشفى لإخفاء رهائننا هناك أيضا، فإن الجيش الإسرائيلي يجري عملية دقيقة ومحدودة داخل مستشفى ناصر”.
وأشار إلى أن”هذه العملية الحساسة تم الإعداد لها بدقة وتنفذها قوات خاصة تابعة لجيش الدفاع خضعت لتدريبات محددة”.
وشدد على أن “الهدف الرئيسي كما حددته مهمتنا العسكرية هو ضمان أن يواصل مستشفى ناصر وظيفته المهمة المتمثلة في علاج مرضى غزة”.
وبينما صدرت أوامر للنازحين الغزيين الذين لجأوا إلى المستشفى بالمغادرة، قال هغاري إن الجيش أوضح لعاملي المستشفى خلال الأيام القليلة الماضية أن “المرضى أو الموظفين غير ملزمين بإخلاء المستشفى”.
وأضاف “لدينا أطباء وضباط في جيش الدفاع ناطقين بالعربية على الأرض للتواصل مع العاملين والمرضى داخل مستشفى نصر. إن رسالتنا لهم واضحة: نحن لا نسعى إلى المس بالمدنيين الأبرياء. نحن نسعى للعثور على الرهائن وإعادتهم إلى الوطن، ونسعى لملاحقة إرهابيي حماس أينما اختبأوا”.
بالإضافة إلى ذلك، قام الجيش الإسرائيلي بتسهيل نقل الإمدادات الطبية وخزانات الأكسجين والوقود اللازم لتوليد الكهرباء إلى المستشفى في الأيام الأخيرة، “لضمان استمرار وظائفه الأساسية دون انقطاع”، على حد قوله.
وقال هغاري إن الجيش الإسرائيلي يحث غزيين آخرين، باللغة العربية، عبر الهاتف وعبر مكبرات الصوت، ، “على الابتعاد عن الخطر الذي تضعهم فيه حماس – عبر ممر إنساني فتحناه لهذا الغرض. لغرض حماية المدنيين غير المتورطين [في القتال] في غزة”.
ومع ذلك، زعمت السلطات الصحية في غزة يوم الخميس أن نيران إسرائيلية مزعومة أدت إلى مقتل مريض وإصابة ستة آخرين داخل المركز الطبي.
وأظهر مقطع فيديو لآثار غارة إسرائيلية مزعومة قبل ساعات من مداهمة المستشفى، مسعفين يهرعون لنقل المرضى على نقالات عبر ممر مليء بالدخان أو الغبار. استخدم أحد المسعفين مصباحا يدويا في الهاتف المحمول لإضاءة غرفة مظلمة حيث صرخ رجل جريح من الألم بينما ترددت أصداء إطلاق النار في الخارج. ولم تتمكن وكالة “أسوشيتد برس” من التحقق من صحة مقاطع الفيديو لكنها كانت متسقة مع تقاريرها.
BREAKING: LIVE VIDEO OF MOMENT ORTHOPAEDIC DEPT AT NASSER HOSPITAL IN KHAN YUNIS ATTACKED pic.twitter.com/8U1qad4A17
— Sulaiman Ahmed (@ShaykhSulaiman) February 15, 2024
وقال دكتور خالد السر، أحد الجراحين المتبقين في مستشفى نصر، لأسوشيتد برس إن المرضى السبعة الذين أصيبوا في وقت مبكر من يوم الخميس كانوا يعالجون بالفعل من جروح أصيبوا بها سابقا. وقال إن طبيبا أصيب يوم الأربعاء بجروح طفيفة عندما فتحت طائرة مسيرة النار على الطوابق العليا للمستشفى.
وأضاف “الوضع يتصاعد كل ساعة وكل دقيقة”.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء إنه فتح ممرا آمنا للنازحين لمغادرة المستشفى لكنه سيسمح للأطباء والمرضى بالبقاء هناك. وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة عبر الإنترنت عشرات الأشخاص يخرجون من المنشأة سيرا على الأقدام ويحملون أمتعتهم على أكتافهم.
وكان الجيش قد أمر بإخلاء مستشفى ناصر والمناطق المحيطة به الشهر الماضي. ولكن كما هو الحال مع المرافق الصحية الأخرى، قالت الكوادر الطبية إن المرضى لم يتمكنوا من المغادرة بأمان أو الانتقال إلى مكان آخر، ولا يزال هناك آلاف الأشخاص الذين نزحوا بسبب القتال في أماكن أخرى. ويقول الفلسطينيون إنه لا يوجد مكان آمن في المنطقة المحاصرة، حيث تواصل إسرائيل شن ضربات في جميع أنحاءها.
displaced people continue to leave Nasser hospital in Khan Yunis pic.twitter.com/JJSCLOofiF
— Ph.Gritti (@Philipp27960841) February 14, 2024
وقالت ليزا ماشينر من منظمة “أطباء بلا حدود”، التي لديها موظفون في المستشفى: “لقد أُجبر الناس على العيش في وضع مستحيل”.
وأضافت “يمكنك البقاء في مستشفى ناصر ضد أوامر الجيش الإسرائيلي وتحول إلى هدف محتمل، أو الخروج من المجمع إلى مشهد مروع حيث التفجيرات وأوامر الإخلاء جزء من الحياة اليومية”.
ولم تحقق المفاوضات بشأن إطلاق سراح الرهائن تقدما يذكر في الأيام الأخيرة.
أحدثت الحرب دمارا هائلا في قطاع غزة، حيث قتل أكثر من 28 ألف فلسطيني، وفقا لمسؤولي الصحة في غزة. ولا يمكن التحقق من هذا الرقم بشكل مستقل، ويشمل حوالي 10 آلاف من مقاتلي حماس، الذين تقول إسرائيل إنها قتلتهم في المعركة ونتيجة لفشل في إطلاق الصواريخ من قبل الفصائل المسلحة، وتقول إسرائيل أيضا إنها قتلت حوالي 1000 مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.