إسرائيل في حالة حرب - اليوم 374

بحث

الجيش الإسرائيلي يحقق في غارة قاتلة على ملجأ للأمم المتحدة ويقول إن حماس هي التي قد تكون تسببت بها

الجيش يقول إنه يستبعد وقوع غارة جوية أو قصف مدفعي من قبل القوات، لكنه لا يزال يحقق في احتمالات أخرى؛ أمريكا تصف الحادثة التي أسفرت عن مقتل 9 وإصابة 75 بـ”المؤسفة”

فلسطينيون يحملون جثة شخص قُتل في قصف على مركز للتدريب المهني تابع للأونروا، والذي يستخدمه النازحون كمأوى في خان يونس، جنوب قطاع غزة، الأربعاء، 24 يناير، 2024. (AP Photo/Ramez Habboub)
فلسطينيون يحملون جثة شخص قُتل في قصف على مركز للتدريب المهني تابع للأونروا، والذي يستخدمه النازحون كمأوى في خان يونس، جنوب قطاع غزة، الأربعاء، 24 يناير، 2024. (AP Photo/Ramez Habboub)

قال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في غارة قاتلة يوم الأربعاء على ملجأ للأمم المتحدة في جنوب غزة، لكنه قال إنها ربما تكون ناجمة عن صاروخ أطلقته حماس عن طريق الخطأ.

وقال توماس وايت، مدير الأونروا في غزة، في تغريدة على منصة “اكس”: “أصابت  قذيفتي دبابة مبنى يأوي 800 فلسطيني – التقارير الآن تشير إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة 75 آخرين”، ملقيا اللوم على إسرائيل في الهجوم على خانيونس حيث يعمل الجيش الإسرائيلي بشكل مكثف، مع وجود معلومات استخباراتية تشير إلى أن كبار القادة العسكريين في حماس يختبئون في الأنفاق تحت المدينة.

وأصدر الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق بيانا قال فيه أنه “بعد فحص أنظمة العمليات، استبعد جيش الدفاع الآن احتمال أن يكون الحادث ناجما عن غارة جوية أو نيران مدفعية من قبل قوات جيش الدفاع”.

وتابع البيان أنه “في الوقت نفسه، يجري الجيش الإسرائيلي فحصا متعمقا لنشاط القوات البرية في منطقة المنشأة”، تاركا الباب مفتوحا ظاهريا لاحتمال أن تكون قواته وراء الهجوم.

وأضاف الجيش أنه “يحقق في احتمال أن تكون الغارة ناجمة عن نيران حماس”.

وفي بيان سابق يوم الأربعاء، قال الجيش الإسرائيلي إن المنطقة الأوسع المحيطة بمركز الأمم المتحدة كانت قاعدة مهمة لمسلحي حماس.

فلسطينيون يحاولون إطفاء حريق في مبنى مركز التدريب المهني التابع للأونروا في خان يونس، جنوب قطاع غزة، والذي كان النازحون يستخدمونه كمأوى، بعد تعرضه للقصف في 24 يناير، 2024. (AP Photo/Ramez Habboub)

وأضاف البيان أن “تفكيك الإطار العسكري لحماس في غرب خان يونس هو جوهر المنطق الكامن وراء العملية”.

وندد البيت الأبيض بالضربة مع تجنب وضع اللوم على طرف معين.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون: “نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير اليوم عن غارات ضربت منشأة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) – مع تقارير لاحقة عن حرائق في المبنى – في حي في جنوب غزة حيث ورد أن أكثر من 30 ألف نازح فلسطيني كانوا يحتمون هناك”.

وقالت واتسون: “على الرغم من أننا لا نملك حتى الآن كل التفاصيل حول ما حدث وسنواصل البحث عن مزيد من المعلومات فيما يتعلق بأحداث اليوم، إلا أن خسارة كل روح بريئة هي مأساة”.

وردا على سؤال حول الحادث خلال مؤتمر صحفي قبل إعلان الجيش الإسرائيلي عن تحقيقه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل إن إدارة بايدن “تأسف” للهجوم.

وقال باتيل: “يجب حماية المدنيين، ويجب احترام الطبيعة المحمية لمنشآت الأمم المتحدة، ويجب حماية العاملين في المجال الإنساني حتى يتمكنوا من الاستمرار في تقديم المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة التي يحتاج إليها المدنيون”.

وأظهرت لقطات متداولة بين الفلسطينيين دخانا أسود يتصاعد في السماء فوق مركز التدريب المهني، الذي تديره الأونروا، والذي كان يعمل كمأوى خلال الحرب. وقال وايت إنه تم منع فريق الأونروا الذي كان يحاول الوصول إلى المركز من الوصول إلى الموقع.

وفي أكبر عملية لها منذ شهر، توغلت الدبابات الإسرائيلية في خانيونس، التي لجأ إليها العديد من الفلسطينيين بعد النزوح من الشمال، محور التركيز المبكر للحرب. وقد انتقلت الآن أعداد كبيرة من الفلسطينيين جنوبا إلى رفح، بناء على تعليمات إسرائيلية.

ويبدو أن الهدف الرئيسي للجيش الإسرائيلي هو المنطقة المحيطة بمخيم خانيونس القائم منذ فترة طويلة، والذي يضم مستشفيي الناصر والأمل وكذلك مركز تدريب الأونروا.

وأفاد سكان عن وقوع معارك عنيفة بالأسلحة النارية في المنطقة، حيث قال الجيش إنه قتل “العديد” من مجموعات المسلحين “بنيران القناصة والدبابات والنيران الجوية”.

وقالت جمعية الصليب الأحمر الفلسطيني، التي تدير مستشفى الأمل، إن القوات حاصرت موظفيها بالداخل وفرضت حظر تجول في المنطقة، بما في ذلك مقرها المحلي، حيث قُتل ثلاثة نازحين.

وقال مارتن غريفيث، منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ، يوم الثلاثاء، إن 24 شخصا قُتلوا في غارات على مستودع مساعدات ومركز للأمم المتحدة ومنطقة إنسانية في منطقة خان يونس، وإن مركزا لتوزيع المساعدات تعرض لقصف عنيف.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أمر في وقت سابق بإخلاء المنطقة التي قال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إنها تضم نصف مليون شخص، أربعة أخماسهم نزحوا بسبب القتال في أجزاء أخرى من القطاع الساحلي.

أشخاص ينقلون المياه في مخيم مؤقت للفلسطينيين النازحين في رفح بالقرب من الحدود مع مصر في جنوب قطاع غزة، 24 يناير، 2024. (AFP)

ومع ذلك، ذكرت وكالة “رويترز” للأنباء أن الدبابات الإسرائيلية التي تتقدم شرقا على طريق البحر باتجاه مستشفى ناصر أغلقت طريق الهروب من المدينة باتجاه الطريق الساحلي للبحر المتوسط.

ويؤدي الطريق السريع إلى رفح على الحدود المصرية – وهي مكتظة بالفعل بأكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وقال سكان وصحفيون يغادرون المنطقة إن البعض لجأوا إلى طرق ترابية في محاولة للفرار.

وسُئل المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، عن الهجوم على الملجأ في وقت سابق من يوم الأربعاء قبل أن تصوغ وزارة الخارجية بيانها.

ورفض كيربي التعليق على التفاصيل لكنه أكد أن تحول إسرائيل إلى قتال منخفض الكثافة في أجزاء كبيرة من غزة لا يعني أنه لن يكون هناك المزيد من الضحايا المدنيين.

وقال كيربي: “لقد اتخذ الإسرائيليون خطوات لتحويل عملياتهم. لقد أزالوا فرقة [من غزة] – أي آلاف الجنود. إنهم يواصلون عمليات أكثر استهدافا ضد القيادة العسكرية، ويعتمدون بشكل أقل على الضربات الجوية. لكن حادثة الأربعاء وقعت في جنوب غزة، في حين أن انتقال الجيش الإسرائيلي إلى القتال الأقل كثافة كان إلى حد كبير في شمال غزة”.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي وضباط آخرون يقومون بجولة في موقع انفجار دام في وسط قطاع غزة، 23 يناير، 2024. (Israel Defense Forces)

وأضاف: “’العمليات الأقل الكثافة’ لا تعني ’عمليات بلا كثافة’ حتى في بيئة أقل كثافة… ستظل في حالة قتال… وسيظل هناك ضحايا”.

ومع ذلك، قال كيربي إن الوضع الغذائي في غزة “كارثي” وأن الولايات المتحدة تعمل على إدخال المزيد من المساعدات إلى القطاع.

وفي بيان صدر في وقت سابق من يوم الأربعاء، قال الجيش الإسرائيلي إن الفرقة 98 التابعة له تواصل الهجوم الواسع  ضد حماس في منطقة خان يونس، والذي قال إنه “يزيد الضغط” على حماس، بينما يقضي على “العديد من الخلايا الإرهابية” بنيران القناصة وقصف الدبابات والغارات الجوية.

وقالت وزارة الصحة في غزة في وقت سابق الأربعاء إن 210 فلسطيني قُتلوا في القطاع خلال الـ 24 ساعة الماضية، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه يواصل القتال وقتل مسلحين وعناصر خلايا مسلحة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات من لواء الكوماندوز التابع له نفذت عمليات على مواقع تابعة لحماس في مخيم خان يونس، حيث واجهت العديد من المسلحين، بما في ذلك خلايا تستعد لإطلاق صواريخ مضادة للدبابات.

في اليوم السابق، أعلن الجيش مقتل 24 جنديا إسرائيليا في القطاع، ثلاثة منهم قُتلوا في خانيونس و21 في انهيار مبنى وسط غزة بسبب انفجار.

وفي وسط غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق الأربعاء أنه هدم نفقا لحماس يقع على بعد كيلومتر ونصف من الحدود الإسرائيلية.

وقالت وزارة الصحة في غزة يوم الأربعاء إن ما لا يقل عن 25,700 من سكان غزة قُتلوا حتى الآن في الحرب، وهو رقم لم يتم التحقق منه ويُعتقد أنه يشمل ما يقارب من 10 آلاف من مسلحي حماس الذين قالت إسرائيل إنها قتلتهم خلال القتال في القطاع. وقد قُتل 219 جنديا إسرائيليا في الهجوم البري على غزة.

شنت إسرائيل عمليتها العسكرية على حماس في أعقاب الهجوم الدامي الذي نفذته الحركة في بلدات ومهرجان موسيقي في جنوب إسرائيل، والذي قتلت فيه ما يقارب من 1200 شخص واحتجزت 253 آخرين كرهائن، يُعتقد أن 132 منهم ما زالوا محتجزين في غزة.

القوات الإسرائيلية العاملة في قطاع غزة في صورة غير مؤرخة نشرها الجيش في 24 يناير، 2023. (Israel Defense Forces)

في حين أن القتال في شمال غزة كان أقل كثافة في الأسابيع الأخيرة، إلا أن بعثة الأمم المتحدة المكلفة بتقييم الظروف في شمال غزة لم تبدأ عملها بعد وسط مخاوف إسرائيلية من أن المنطقة ليست آمنة بعد، حسبما قال مسؤولان مطلعان على الأمر لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الثلاثاء.

وتسعى الولايات المتحدة إلى السماح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة بعد أن أمر الجيش الإسرائيلي سكان المنطقة البالغ عددهم مليون نسمة بالإخلاء في بداية الحرب. ويبدو أن المخاوف الأمنية التي أعربت عنها إسرائيل هي أيضا اعتراف ضمني بأنها لا تسيطر بشكل كامل على شمال غزة، حتى بعد إنهاء ما وصفته بالقتال عالي الكثافة في المنطقة في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال مسؤول أمريكي إن إدارة بايدن تثق بالتقييم الإسرائيلي، لكنها تدرك أيضا أن اسرائيل قد تحاول المماطلة في السماح لفريق الأمم المتحدة بإكمال مهمته. وأقر المسؤول بأن إسرائيل ليست في عجلة من أمرها للسماح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة، نظرا لأنها لم تحدد بعد من سيكون مسؤولا عن إدارة الشؤون المدنية في تلك المنطقة، حيث يقال إن حماس فقدت سيطرتها إلى حد كبير.

اقرأ المزيد عن