الجيش الإسرائيلي يحقق في ادعاءات حماس بأن الطفلين من عائلة بيباس وأمهما قُتلوا في غزة
يُعتقد أن حماس سلمت شيري بيباس وابنيها أريئل (4 سنوات) وكفير (10 أشهر) إلى فصيل مسلح أصغر في مدينة خان يونس بجنوب القطاع
أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء أنه أبلغ عائلة سيدة وطفلين تم اختطافهم إلى غزة بأنه يحقق في بيان “قاس وغير إنساني” لحركة حماس زعم فيه أن الثلاثة قُتلوا.
وأكد بيان الجناح العسكري لحركة حماس أن شيري بيباس (32 عاما) وطفليها، أريئل (4 سنوات) وكفير (10 أشهر)، قُتلا في غارة إسرائيلية خلال الحرب في القطاع. ولم يذكر متى حدث ذلك (تم وقف القتال منذ 24 نوفمبر).
وكانت الفصائل المسلحة في غزة قد أطلقت مثل هذه الادعاءات فيما يتعلق بالرهائن في الماضي، وهو ما يُنظر إليه على أنه جزء من حملة حرب نفسية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن “منظمة حماس الإرهابية تواصل التصرف بطريقة قاسية وغير إنسانية”.
وشدد الجيش على أن حماس تتحمل مسؤولية سلامة جميع الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، حتى أولئك الذين تحتجزهم الفصائل الأخرى.
وورد في البيان أن “حماس تعرّض الرهائن للخطر، من ضمنهم تسعة أطفال. حماس ملزمة بإعادتهم فورا إلى إسرائيل”.
وقال الوزير في كابينت الحرب بيني غانتس، الذي صادف أنه كان في لقاء مع أفراد عائلة بيباس عندما أصدرت حماس مزاعمها، مساء الأربعاء إنه لا يعرف ما إذا كانت هذه الادعاءات حقيقية أو أنها حرب نفسية، وقال: “لا يوجد تأكيد” لهذا الادعاء، مضيفا “سنواصل البحث عن معلومات استخباراتية ومؤشرات أخرى” لتحديد مدى صحتها.
تم اختطاف أفراد الأسرة الثلاثة من كيبوتس نير عوز في 7 أكتوبر، مع زوج شيري ووالد الطفلين، ياردن بيباس (34 عاما)، عندما تسلل مسلحو حماس جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص واختطاف حوالي 240 آخرين.
وتعتقد الأسرة أن ياردن، الذي شوهد وهو ينزف من رأسه عند اختطافه، محتجز بشكل منفصل عن زوجته وطفليه.
ولقد أصبحت العائلة واحدة من أكثر مجموعات الرهائن شهرة، ويعتبرها الكثيرون دليلا على مدى قسوة حماس. سرعان ما جذب مقطع الفيديو الذي ظهر لشيري وهي تحمل طفليها أثناء اختطافها من قبل المسلحين الانتباه بسبب الذعر الواضح على وجهها، وشعر الأطفال الأحمر الفاتح (مما أدى إلى إطلاق لقب “ذوا الشعر الأحمر” على الطفلين) وصغر سن كفير. – كونه أصغر إسرائيلي اختطفته حماس.
في المجمل، تم إطلاق سراح 31 طفلا كجزء من الصفقة، ولكن لا يزال تسعة منهم في أيدي مسلحين في غزة حتى بعد ظهر الأربعاء، بما في ذلك آريئل وكفير.
أما السبعة الآخرون فهم: غالي تارشانسكي (13 عاما)؛ عميت شاني (16 عاما)؛ أوفير إنجل (18 عاما)؛ ليام أور (18 عاما)؛ إيتاي ريغيف (18 عاما)؛ وبلال وعائشة زيادنة، (18 و17 عاما).
يوم الثلاثاء، قال المتحدث باسم الجيش باللغة العربية أفيخاي أدرعي عبر منصة “اكس” (توتير سابقا)، إن حماس قامت بنقل الطفلين ووالدتهما إلى فصيل مسلح آخر في قطاع غزة وأنه يُعتقد أنهم محتجزون في مدينة خان يونس بجنوب القطاع.
وورد أن هذه الجماعة هي “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” والتي تعتبر فصيلا صغيرا.
وكتب أدرعي “في سجن حماس يتم احتجاز أطفال رضع يبلغون من العمر أقل من سنة واحدة والذين لم يبصروا الضوء منذ اكثر من 50 يوما. حماس تتصرف بهم وكأنهم غنيمة وفي بعض الأحيان تسلّمهم إلى منظمات إرهابية أخرى موجودة في قطاع غزة”.
منذ أن تم أخذ أفراد الأسرة الشابة كرهائن، قام أقاربهم بحملات في إسرائيل والعالم لزيادة الوعي بمحنتهم.
وبعد ادعاء حماس بشأن وفاة شيري وطفليها، قال ابن عمها جيمي ميلر إن الأسرة تحمّل حماس المسؤولية عن سلامتهم، بغض النظر عما إذا كانوا هم الذين يحتجزونهم كرهائن أم لا.
وقال ميلر للقناة 12 إن “حماس اختطفتهم أحياء. حماس هي المسؤول الوحيدة عن سلامتهم، وعلى حماس إعادتهم إلينا على قيد الحياة”، وأضاف: “لا يهمنا ما إذا كان تم نقلهم إلى أحد آخر أو إلى جماعة أخرى. إن حماس هي المسؤولة الوحيدة عن إعادتهم إلينا على القيد الحياة، بصحة جيدة وسليمة… ليكن ذلك واضحا”.
وقال أيضا إن زعيم حماس في غزة يحيى السنوار هو المسؤول عن سلامتهم، وأن العائلة “تنتظر إعلانا رسميا” من الجيش الإسرائيلي حول ما إذا كان ادعاء الحركة “صحيحا أم لا، أو نوع آخر من الخدع التي تمارسها حماس علينا”.
وكانت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية قد أعلنت في السابق عن وفاة الرهينة حنة كتسير، ليتم بعد ذلك إطلاق سراحها في أول عملية افراج عن الرهائن يوم الجمعة.
وشدد ميلر على أن العائلة شاهدت فيديو اختطاف شيري وطفليها أحياء من كيبوتس نير عوز، “وليس لدينا أي شك على الإطلاق في أنهم وصلوا إلى غزة أحياء. ونريد أن نراهم يعودون إلى هنا أحياء، وكلما كان أسرع كلما كان أفضل”.
وأشار ميلر أيضا إلى أن الأب ياردن تم اختطافه بشكل منفصل إلى غزة، وتم نقله على دراجة نارية، وشوهد في مقطع فيديو وهو يتعرض للضرب على رأسه بواسطة مطارق في الطريق.
وأضاف: “لسنا متأكدين من أنهم وصلوا إلى غزة معا؛ نعتقد أن [المسلحين] قاموا بفصلهم”.
وقال إن الأسرة تستيقظ كل صباح على أمل أن تتم إعادتهم في كل دفعة من دفعات الرهائن الذين يتم الافراج عنهم في إطار صفقة التبادل، وتصاب بخيبة أمل شديدة بعد أن يتضح لها أنهم غير مدرجين في قوائم الرهائن المحررين.
في مقابلة مع شبكة CNN صباح الأربعاء، تحدث إيلون كيشت، من أقارب العائلة، عن الحاجة الملحة لإطلاق سراحهم.
وقال كيشت وهو يحمل صورة الطفل كفير البالغ من العمر 10 أشهر “نحن قلقون حقا بشأنه”، مضيفا “كل يوم يبقى فيه هناك هو خطر حقيقي على حياته”.