إسرائيل في حالة حرب - اليوم 501

بحث

الجيش الإسرائيلي يجمد تعيين ضابط مخابرات متهم بالتورط في الاخفاقات التي سبقت 7 أكتوبر في منصب جديد في فرقة غزة

بعد أن كشف تقرير إذاعي عن التعيين المخطط له، الجيش يعلق "التعيين المؤقت" للفتنانت كولونيل (أ)، الذي سخر بحسب تقارير من التحذيرات التي سبقت هجوم حماس واعتبرها "خيالية تماما"

مسلحون فلسطينيون يسيطرون على دبابة إسرائيلية بعد عبور السياج الحدودي مع إسرائيل من خان يونس في جنوب قطاع غزة، 7 أكتوبر، 2023. (SAID KHATIB / AFP)
مسلحون فلسطينيون يسيطرون على دبابة إسرائيلية بعد عبور السياج الحدودي مع إسرائيل من خان يونس في جنوب قطاع غزة، 7 أكتوبر، 2023. (SAID KHATIB / AFP)

تم تجميد تعيين ضابط استخبارات كبير يُعتقد أنه لعب دورا رئيسيا في الإخفاقات التي أدت إلى هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، بعد أن كشف تقرير إذاعي عن الخطوة المخطط لها المثيرة للجدل. وبحسب ما ورد رفض الضابط تحذيرات مفصلة من ضابطة صف في الجيش الإسرائيلي بشأن الهجوم الوشيك ووصفها بأنها “خيالية تماما”.

المقدم (أ) – الذي تم التعريف عنه بالحرف الأول من اسمه بالعبرية فقط – هو ضابط الاستخبارات المنتهية ولايته في فرقة غزة، وهي فرقة تابعة للجيش الإسرائيلي المسؤولة عن قطاع غزة وحدوده، وكان في المنصب أثناء وقبل هجوم 7 أكتوبر.

وذكرت إذاعة الجيش صباح الخميس إنه تم تعيين ضابط الاستخبارات من فرقة غزة في منصب في وحدة 9000 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية، التي تتخصص في الاستخبارات البصرية، أو VISINT.

وفي أعقاب التقرير، قال الجيش في بيان إن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء شلومي بيندر، جمد “التعيين المؤقت” لضابط الاستخبارات، وسيتم مناقشة الأمر بعد اكتمال التحقيقات العسكرية في السابع من أكتوبر.

في غضون ذلك، نسب وزير الدفاع يسرائيل كاتس لنفسه الفضل في تجميد التعيين، وقال إنه أمر الجيش الإسرائيلي بتعليق تعيين ضابط الاستخبارات “الذي تجاهل تحذيرات جنديات المراقبة عشية السابع من أكتوبر”.

وأضاف مكتب كاتس أن “وزير الدفاع يذكّر أيضا رئيس أركان جيش الدفاع بتوجيهاته بتجنب أي تعيين لمن كانوا منخرطين في أحداث السابع من أكتوبر، والانتهاء من تحقيقات جيش الدفاع حتى نهاية هذا الشهر… حتى يتم اطلاع العائلات والجمهور، ومن أجل استخلاص الاستنتاجات اللازمة، بما في ذلك بشأن قضية التعيينات في جيش الدفاع”.

وزير الدفاع يسرائيل كاتس (وسط الصورة) يلتقي برئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء شلومي بيندر (يمين الصورة) وضباط آخرين في مكتبه لتقديم عرض حول تحقيقين أجراهما الجيش الإسرائيلي في هجوم 7 أكتوبر، 27 ديسمبر، 2024. (Ariel Hermoni/Defense Ministry)

في بيان آخر، قال الجيش الإسرائيلي إنه “ينفذ توجيهات وزير الدفاع بعدم تعيين ضباط في مناصب تتعلق بأحداث السابع من أكتوبر حتى اكتمال التحقيقات”.

وأضاف الجيش “نوضح أنه لم يتم تعيين الضابط في المنصب في أي وقت، بل تم وضعه [فيه] دون تعيين، وبناء على توجيهات وزير الدفاع ورئيس أركان جيش الدفاع، تم إيقاف ذلك”.

كان ضابط الاستخبارات في فرقة غزة قد رفض التحذيرات التي أثارتها ضابطة صف في وحدة استخبارات الإشارات 8200 في الأيام التي سبقت السابع من أكتوبر بأن حماس لديها خطة واضحة لمهاجمة إسرائيل.

ولقد حذرت ضابطة الصف، المعروفة بـ”فاف” – الحرف الأول من اسمها باللغة العبرية – في رسالة إلكترونية أرسلت إلى العديد من ضباط الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك (أ)، في الأيام التي سبقت الهجوم الدامي الذي شنته حماس من أن “السيف قادم”، وحثهتم على “تحذير الناس” بينما لا يزال هناك وقت.

جاء التحذير العاجل في أعقاب إصدار ملف أعدته الوحدة 8200 في 19 سبتمبر – قبل أقل من ثلاثة أسابيع من السابع من أكتوبر – حذرت فيه من أن حماس تتدرب على غزو واسع النطاق لإسرائيل.

صورة توضيحية: جندية من شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي تعمل على جهاز كمبيوتر. (Israel Defense Forces)

وقد تضمنت الوثيقة مخططا لخطط حماس لشن هجوم على إسرائيل. كما تضمنت تفاصيل سلسلة من التدريبات التي أجرتها قوات وحدة “النخبة” التابعة لحماس والتي تدربت على شن هجمات على البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية. كما جاء في الوثيقة إن مقاتلي الحركة درسوا كيفية احتجاز الجنود والمدنيين رهائن عند عودتهم إلى غزة، وتحت أي ظروف يمكن قتل الرهائن.

وقد تم تقديم الخطط، التي أطلق عليها اسم “جدار أريحا”، لأول مرة إلى مسؤولي الاستخبارات في تقرير من 40 صفحة قبل أكثر من عام من السابع من أكتوبر.

بعد أن بدا أن مسؤولي الاستخبارات لم يبالوا بالتحذيرات المقدمة في 19 سبتمبر، حذرت “فاف” في البريد الإلكتروني من أن “التدريب يظهر لنا أن خطة ’سور أريحا’ هي خطة عملية وتم التدرب عليها، وهذا يعني أن حماس لديها بالفعل قوات تدربت على هذه الخطوط العريضة وتعرف كيف تنفذها عندما يصدر الأمر”.

كما حذرت رسالة البريد الإلكتروني، التي أرسلت إلى ضابط الاستخبارات في فرقة غزة، من بين آخرين، من أنه بسبب اقتراب ما تخطط له حماس على ما يبدو، فمن المرجح ألا يكون لدى الاستخبارات الإسرائيلية الوقت الكافي “لمنع الحادث” تماما. وبدلا من ذلك، اقترحت “فاف” أن تبدأ الأطراف المعنية “بصياغة خطط للتعامل مع الحادث، إذا حدث بالفعل، من أجل تقليل الأضرار”.

ورد (أ) على رسالة البريد الإلكتروني بالكتابة أن “السيناريو الموصوف خيالي تماما”، وفقا لإذاعة الجيش.

فلسطينيون يقتحمون الجانب الإسرائيلي من السياج الحدودي بين إسرائيل وغزة أثناء غزو حماس لجنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. (Reuters/Mohammed Fayq Abu Mostafa)

ولقد تحققت خطة “جدار أريحا” في السابع من أكتوبر 2023، عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس الحدود من غزة ونفذوا هجوما كبيرا في جنوب إسرائيل، قتلوا خلاله نحو 1200 شخص واحتجزوا 251 آخرين كرهائن.

وفي الأشهر التي سبقت الهجوم، ورد أن (أ) تجاهل أيضا علامات تحذيرية أشارت إليها جنديات مراقبة باعتبارها غير مهمة.

وقبل ثلاثة أشهر من الهجوم على الأقل، أبلغت جنديات مراقبة يخدمن في قاعدة في ناحل عوز عن علامات تشير إلى أن شيئا غير عادي كان يجري على حدود غزة المضطربة أصلا، التي تبعد كيلومترا واحدا عنهن.

النشاط الذي أبلغت عنه الجنديات شمل معلومات عن قيام عناصر حماس بإجراء دورات تدريبية عدة مرات في اليوم، وحفر حفر ووضع متفجرات على طول الحدود. وبحسب روايات الجنديات، لم يتخذ أي إجراء من قبل أولئك الذين تلقوا التقارير.

الجيش الإسرائيلي يطلب من الضباط معلومات للمساعدة في التحقيق في أحداث 7 أكتوبر

يوم الأربعاء، دعا الجيش الإسرائيلي الضباط الذين يظنون أن لديهم معلومات قد تساعد في التحقيقات التي يجريها الجيش في هجوم السابع من أكتوبر، إلى الحضور ومشاركتها قبل انتهاء التحقيقات وعرضها على الجمهور.

في رسالة أرسلت إلى القادة في الجيش، قال الجيش الإسرائيلي إنه يستعد لإنهاء التحقيقات، التي بدأت في مارس 2024 في خضم القتال.

وسيتم عرضت التحقيقات على المؤسسة السياسية والعائلات الثكلى والجمهور بمجرد الانتهاء منها.

الدمار الذي أحدثه مسلحو حماس في كيبوتس رعيم في 7 أكتوبر 2023، بالقرب من الحدود الإسرائيلية مع غزة، في جنوب إسرائيل، 26 نوفمبر، 2023. (Yossi Zamir/Flash90)

وجاء في الرسالة: “في هذا النوع من العمليات، ونظرا لحجم الحدث وتعقيد الظروف، ربما لم نتمكن من الحصول على جميع المعلومات المطلوبة لجمع الأحجية بالكامل، بل ومن الممكن في بعض الحالات أن تكون هناك حاجة إلى تصحيحات وإضافات”.

وقال الجيش إنه “من المهم للغاية التوصل إلى تحقيقات صادقة، والتعلم منها وتحسينها، وتعزيز الثقة في جيش الدفاع”.

ولذلك، قال الجيش إنه يدعو “القادة الذين يعتقدون أن بمقدورهم استكمال وتحسين التحقيقات ونتائجها” إلى الاتصال بالضباط المعنيين وتزويدهم بالمعلومات.

ولقد أشار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هليفي إلى أنه ينوي الاستقالة من الجيش الإسرائيلي بمجرد أن يختتم الجيش تحقيقات في هجوم السابع من أكتوبر. وقد أمر كاتس هليفي باستكمال التحقيقات بحلول نهاية يناير، وقال إنه حتى ذلك الحين لن يوافق على تعيين ضباط كبار.

اقرأ المزيد عن