مقتل 440 من مقاتلي حزب الله في العملية البرية، والجيش الإسرائيلي يتعهد بمواصلة الضغط “دون راحة”
الجيش يقصف غرفة قيادة لحزب الله داخل مسجد في مجمع مستشفى بينما يواصل عملياته في جنوب لبنان؛ 3 إصابات طفيفة جراء سقوط صاروخ أطقه حزب الله
واصل الجيش الإسرائيلي حملته لإضعاف حزب الله في لبنان يوم السبت مستهدفا مراكز قيادة، ومخابئ أسلحة، وأنفاق وأكثر من ذلك، كما قال الجيش إنه يعتقد أنه قتل ما لا يقل عن 440 من عناصر حزب الله منذ بدء العمليات البرية يوم الاثنين.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي في بيان أن إسرائيل “يجب أن تستمر في ممارسة الضغط على حزب الله وخلق أضرار إضافية ودائمة للعدو. دون تخفيف ودون السماح بفترة راحة للمنظمة”.
وقال الجيش يوم السبت أنه استهدف عناصر من حزب الله ليلا في مركز قيادة وُضع في مسجد في بنت جبيل “بجنوب لبنان، ويقع داخل مجمع مستشفى “الشهيد صلاح غندور.
وبحسب الجيش، فإن العناصر كانوا يستخدمون غرفة القيادة “للتخطيط وتنفيذ أعمال إرهابية ضد قوات جيش الدفاع ودولة إسرائيل”.
وقال الجيش إن الغارة التي نفذتها طائرة مسيرة كانت “دقيقة” واستندت إلى معلومات استخباراتية.
قبل تنفيذ الضربة، قال الجيش أنه أرسل رسائل نصية إلى السكان واتصل بمسؤولين في القرى المجاورة “طالبهم فيها بوقف جميع أعمال الإرهاب التي تُرتكب في المستشفى على الفور”.
وفي الوقت نفسه، أصيب ثلاثة أشخاص بجروح طفيفة نتيجة سقوط صاروخ لحزب الله في قرية دير الأسد العربية في شمال البلاد، بحسب الشرطة ومسعفين. وتم نقل المصابين إلى المركز الطبي الجليل في نهاريا.
وقالت خدمات الإسعاف “نجمة داوود الحمراء” إنها قدمت العلاج لعشرة أشخاص جراء إصابتهم بنوبة هلع بعد سقوط الصاروخ في دير الأسد.
وقالت الشرطة إن أفرادها عملوا في عدة مواقع سقوط صواريخ في كرميئل، حيث ألحق صاروخ أضرارا بمبنى سكني، ودير الأسد، حيث أصيب ثلاثة أشخاص بجروح طفيفة.
תיעוד רגע נחיתת הטיל ליד בית בכרמיאל pic.twitter.com/Kk7iNJC4fF
— יוני בן מנחם yoni ben menachem (@yonibmen) October 5, 2024
وفي وقت سابق، أطلق صاروخان من لبنان على منطقة خليج حيفا.
وقال الجيش الإسرائيلي أنه تم اعتراض أحد الصواريخ، بينما سقط الصاروخ الآخر في منطقة مفتوحة. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار في الهجوم.
وفي فترة الظهيرة، قال الجيش أنه أسقط مسيّرة مشتبه بها أطلقت من لبنان فوق بلدة آدميت الشمالية. ودوت صفارات الإنذار في المنطقة وسط الحادث.
كما تم إطلاق وابل من خمسة صواريخ في الصباح من لبنان على شمال إسرائيل، مما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في العديد من البلدات في مرج ابن عامر ومنطقة وادي عارة، بما في ذلك في مدينة الناصرة.
وأضاف الجيش أن بعض الصواريخ اعترضتها الدفاعات الجوية بينما سقطت البقية في مناطق مفتوحة. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
الجيش قصف مخابئ أسلحة لحزب الله ويغلق نفقا
أعلن الجيش الإسرائيلي أن قوات من لواء الكوماندوز ووحدة النخبة “يهالوم” هدمت عدة أنفاق لحزب الله استخدمها عناصر للاقتراب من الحدود الإسرائيلية في جنوب لبنان.
في مؤتمر صحفي مسائي، عرض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هغاري مقطع فيديو لنفق لحزب الله يبلغ طوله 250 مترا اكتشفته القوات على بعد حوالي 300 متر من حدود إسرائيل.
وقال هغاري: “كان من المفترض أن يستخدم إرهابيو حزب الله هذه المجمعات في هجوم [محتمل] على بلدات الجليل… في الأمس دمرنا هذا النفق”.
كما عثر الجنود على مخابئ تحت الأرض للأسلحة ومراكز مراقبة ومواقع إطلاق صواريخ في قرى بجنوب لبنان وقاموا بتدميرها.
وأضاف الجيش أن العشرات من عناصر حزب الله قُتلوا في غارات جوية وجهتها القوات الخاصة.
بشكل منفصل، نشر الجيش الإسرائيلي لقطات لأسلحة لحزب الله عثرت عليها القوات من لواء “غولاني” في جنوب لبنان. ويعمل اللواء، الذي يعمل تحت الفرقة 36، على تطهير قرى جنوب لبنان من البنية التحتية لحزب الله وأسلحته.
وقال الجيش أن قواته عثرت على مخابئ أسلحة وفتحات أنفاق وقتلت عددا من مسلحي حزب الله خلال العمليات.
بعض مخابئ الأسلحة، التي تم تدميرها في وقت لاحق، تم العثور عليها داخل منازل للمدنيين، بحسب الجيش.
وقال حزب الله يوم السبت أنه يخوض اشتباكات مستمرة مع القوات الإسرائيلية في منطقة الحدود بعد أن زعم في وقت سابق أنه أجبر جنودا إسرائيليين على التراجع.
وقال الحزب في بيان إن “جنود العدو الإسرائيلي جددوا محاولة التقدم باتجاه محيط البلدية في قرية العديسة” وتصدى مقاتلو حزب الله للمحاولة “وما زالت الاشتباكات مستمرة”.
كما قال الحزب إنه استهدف قوات إسرائيلية في منطقة يارون وفي نقطتين عبر الحدود بالصواريخ.
ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات إسرائيلية.
مقتل أكثر من 400 مسلح من حزب الله
قدر الجيش الإسرائيلي يوم السبت أنه قتل أكثر من 440 عنصرا من حزب الله خلال العمليات البرية في جنوب لبنان، والتي بدأت يوم الاثنين.
ووفقا للجيش، قُتل العناصر، بما في ذلك نحو 30 قائدا ميدانيا، في غارات جوية وفي معارك مع الجيش الإسرائيلي.
من بين القادة الميدانيين ضباط مسؤولين عن وحدات إقليمية وقرى مختلفة في جنوب لبنان.
وقال هغاري في مؤتمره الصحفي مساء السبت: “نحن ندفع حزب الله شمالا. لقد فر بعض الإرهابيين، وبعضهم يهزمه جنودنا في معارك عن قرب”.
وصف الجيش العمليات البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان بأنها “غارات محدودة ومحلية ومستهدفة”، بهدف تدمير البنية التحتية لحزب الله في منطقة الحدود، وخاصة في القرى المجاورة لإسرائيل، لتمكين سكان الشمال من العودة إلى منازلهم.
وتركز الغارات على “مراكز الثقل” لحزب الله في قرى جنوب لبنان، حيث عثرت القوات حتى الآن على كميات هائلة من الأسلحة. وتقول إسرائيل إن حزب الله كان يخطط لشن هجوم واسع النطاق على غرار هجوم السابع من أكتوبر على البلدات الشمالية لقتل وخطف المدنيين الإسرائيليين.
وقد قال الجيش أن العمليات في جنوب لبنان ستتوسع إذا لزم الأمر، لكنه لا يزال ينوي إنهاء العمليات في أسرع وقت ممكن – في غضون أسابيع قليلة.
في خضم الغارات على طرق تهريب حزب الله، قامت طائرة إيرانية يشتبه في أنها تنقل أسلحة إلى الجماعة المدعومة من إيران بالعودة في الجو بعد تحذيرات من الجيش الإسرائيلي.
وأظهرت بيانات من مواقع تتبع الرحلات الجوية أن رحلة الخطوط الجوية “قشم فارس” القادمة من طهران والمتجهة إلى لبنان أو سوريا، غيرت مسارها وعادت فوق المجال الجوي العراقي يوم السبت. ويُزعم أن الرحلة كانت تحمل أسلحة لحزب الله.
وقال الجيش الإسرائيلي إن “حصاره العسكري” على نقل الأسلحة إلى لبنان من المرجح أن يستمر لفترة طويلة. وكجزء من الحصار، الذي يهدف إلى منع تسليم الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله، ضرب الجيش الإسرائيلي جميع المعابر “العسكرية” بين لبنان وسوريا – بما في ذلك نفق رئيسي – وقصف أيضا معبرا مدنيا بعد اتهام حزب الله باستخدامه لتهريب الأسلحة.
كما حذر الجيش الإسرائيلي من أنه سيفشل أي محاولات من جانب إيران لنقل الأسلحة إلى حزب الله عبر مطار بيروت المدني.
وبشكل منفصل، قصف الجيش، كما يُزعم، عدة مستودعات في سوريا في الأيام الأخيرة حيث يعتقد الجيش أنها كانت تُستخدم لتخزين أسلحة إيرانية كانت معدة لحزب الله.
وفي الوقت نفسه، قال مصدر أمني لبناني يوم السبت إن الاتصال قُطع مع الخليفة المحتمل لزعيم حزب الله حسن نصر الله منذ يوم الجمعة، بعد غارة جوية إسرائيلية أفادت تقارير بأنها استهدفته.
وفي حملتها ضد الجماعة اللبنانية المدعومة من إيران، نفذت إسرائيل ضربة كبيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت في وقت متأخر من يوم الخميس، والتي استهدفت، وفقا لما نقله موقع “أكسيوس” عن مسؤولين إسرائيليين، هاشم صفي الدين في مخبأ تحت الأرض.
وذكرت القناة 12 مساء الجمعة أن مسؤولين أمنيين أصبحوا على ثقة متزايدة من مقتله. وقال الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة أنه لا يزال يقيّم الغارات الجوية التي شنت ليلة الخميس، والتي قال إنها استهدفت مقر استخبارات حزب الله.
قتلت إسرائيل نصر الله في 28 سبتمبر وسط سلسلة من الضربات التي قضت على القيادة العليا للجماعة.
كما قال الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) في بيان مشترك يوم السبت إن قائدين كبيرين في حركة حماس قُتلا في غارتين جويتين إسرائيليتين في لبنان.
الضربة الأولى، التي وقعت ليلا في مخيم البداوي الفلسطيني بالقرب من مدينة طرابلس شمال لبنان، استهدفت وقتلت سعيد عطا الله علي. ووفقا للجيش الإسرائيلي والشاباك، قام علي بشن هجمات ضد إسرائيل وعمل على تجنيد المزيد من الأعضاء لحماس في لبنان.
وأكدت حماس مقتل علي، ووصفته بأنه قائد ميداني.
في الغارة الثانية، التي وقعت بالقرب من بلدة سعدنايل في وادي البقاع، استهدفت محمد حسين اللويس وقتله. ووصف الجيش والشاباك اللويس بأنه “السلطة التنفيذية [لحماس] في لبنان” وقالا إنه أدار هجمات في الضفة الغربية.
وأضاف البيان أن اللويس كان مسؤولا أيضا عن “تمركز حماس داخل لبنان واستخدامه لتوريد الأسلحة لشن هجمات صاروخية ضد إسرائيل وفي محاولات تصنيع أسلحة متطورة”.
وأكدت حماس أيضا مقتل اللويس في بيان.