الجيش الإسرائيلي يبني عشرات القواعد في وحول محور نتساريم الموسع – نيويورك تايمز
بحسب التقرير فإن صور الأقمار الاصطناعية ومقاطع فيديو تشير إلى أن الجيش هدم نحو 600 مبنى في الأشهر الثلاثة الماضية لإنشاء منطقة عازلة حول المحور المركزي في غزة
عزز الجيش الإسرائيلي وجوده بشكل كبير في وسط قطاع غزة في الأشهر الأخيرة، كما توسعت الأراضي التي يسيطر عليها في وحول ما يسمى بمحور نتساريم، وفقا لتقرير نُشر يوم الاثنين، في إشارة كما يبدو إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد للبقاء داخل القطاع الفلسطيني في المستقبل المنظور على الأقل.
من خلال تحليل صور الأقمار الاصنطاعية ومقاطع الفيديو، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن القوات الإسرائيلية قامت أيضا ببناء عشرات القواعد الجديدة في وحول المحور على مدى الأشهر الثلاثة الماضية.
تم بناء محور نتساريم، الذي بدأ كشريط من الأرض يبلغ طوله حوالي 6 كيلومترات، حول طريق جنوب مدينة غزة، مما مكن الجيش الإسرائيلي من تنفيذ غارات في شمال ووسط غزة مع التحكم في الوصول إلى الشمال للفلسطينيين الساعين إلى العودة بعد الفرار جنوبا. كما مكن إسرائيل من تنسيق عمليات تسليم المساعدات الإنسانية مباشرة إلى شمال غزة.
ولكن في الأشهر الأخيرة، توسع المحور بشكل كبير، حيث وصل إلى مشارف حي الزيتون في مدينة غزة إلى الشمال، ووادي غزة إلى الجنوب، ليشمل حوالي 47 كيلومترا مربعا من الأرض.
وقال التقرير إن الجيش الإسرائيلي حاول إنشاء ما يبدو أنه منطقة عازلة حول مشارف الكتلة الخاضعة لسيطرته العسكرية، ومن خلال القيام بذلك، هدم حوالي 600 مبنى سكني وغير ذلك، على مدى الأشهر الثلاثة الماضية.
وذكرت الصحيفة أن هذا التقدير تم التوصل إليه من خلال تحليل صور الأقمار الاصطناعية ومقاطع الفيديو التقطتها كتيبة الهندسة القتالية التابعة للجيش الإسرائيلي بين 3 سبتمبر و21 نوفمبر.
وأضاف التقرير أن القوات “وسعت بسرعة شبكة من المواقع المجهزة بأبراج الاتصالات والتحصينات الدفاعية”.
وقالت “نيويورك تايمز” أن أعمال التوسع التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي “تشير إلى أنه ربما يستعد لفرض سيطرة طويلة الأمد على المنطقة”.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي للصحيفة إن المباني هُدمت لمنع نشطاء حماس من استخدامها كنقاط مراقبة أو مكان للاختباء قبل شن هجمات على القوات الإسرائيلية.
وفي داخل منطقة محور نتساريم الموسعة، وجدت صور أقمار اصطناعية إضافية حللتها نيويورك تايمز أن الجيش الإسرائيلي كان يبني بوتيرة سريعة، حيث قام إما ببناء أو توسيع البنية التحتية القائمة لـ 12 قاعدة عسكرية منذ أوائل سبتمبر.
وذكر التقرير أن الجيش الإسرائيلي بنى ما لا يقل عن 19 قاعدة عسكرية كبيرة وعشرات القواعد الأصغر في المنطقة المحيطة بمحور نتساريم منذ بدء الحرب ضد حماس في أكتوبر الماضي.
وكشفت صور الأقمار الاصطناعية عن تحصينات واسعة النطاق تحيط بالقواعد، والتي قالت الصحيفة إن العديد منها محاطة بأسوار، مع طرق وصول ومواقف للمركبات المدرعة.
وأضافت أن بعضها يحتوي أيضا على أبراج اتصالات، وأن أكبر هذه القواعد ملحقة بنقطة تفتيش.
ورغم التوسع السريع للبنية التحتية الإسرائيلية، بدا متحدث باسم الجيش الإسرائيلي وكأنه يرفض فكرة أن الجيش يستعد لوجود دائم في الجيب، حيث قال لنيويورك تايمز إن “أي شيء تم بناؤه [في محور نتساريم] يمكن هدمه في غضون يوم واحد”.
ولكن بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية أصبحوا أكثر صراحة في الأسابيع الأخيرة بشأن رغبتهم في إعادة بناء مستوطنات يهودية داخل القطاع لأول مرة منذ ما يقرب من عقدين من الزمان.
انسحبت إسرائيل من قطاع غزة في عام 2005 بموجب “خطة فك الارتباط”، التي تم خلالها إخلاء 9000 شخص وتفكيك 21 مستوطنة.
ولهذه الغاية، أشار التقرير إلى أن موقع مستوطنة نتساريم الإسرائيلية السابقة، والتي سُمي المحور باسمها، يقع الآن بالكامل داخل حدود الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.
في الأسبوع الماضي، ، قام وزير الإسكان والبناء يتسحاق غولدكنوبف بمعاينة القطاع برفقة دانييلا فايس، رئيسة حركة “نحالا” الاستيطانية، لتحديد مواقع لبناء مستوطنات محتملة.
ثم، يوم الأحد، قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي يقود حزب “عوتسما يهوديت” اليميني المتطرف، لإذاعة الجيش أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أظهر “بعض الانفتاح” على فكرة “تشجيع الهجرة” للفلسطينيين من غزة.
وقد تم الترويج لهذه الفكرة طوال الجزء الأكبر من العام المنصرم من قبل بن غفير وزميله وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي قال الشهر الماضي إن إسرائيل يجب أن تحتل غزة وأن “تشجع” نصف الفلسطينيين البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة في القطاع على الهجرة في غضون عامين.
وقال نتنياهو مرارا وتكرارا إن مثل هذه الأفعال ليست هدفا للحرب، ولا هي على جدول الأعمال، لكنه واجه انتقادات من المعارضين الذين اتهموه بالفشل في فرض سيطرته على الحكومة والسماح لنفسه بالتأثر ببعض أعضائها الأكثر تطرفا.
اندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر 2023، عندما شنت الحركة المسيطرة على غزة هجوما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، واحتجزت 251 آخرين كرهائن خلال اقتحام لعشرات البلدات في جنوب إسرائيل.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 44 ألف فلسطيني قُتلوا خلال أكثر من 13 شهرا من الحرب، رغم أنه لا يمكن التحقق من عدد القتلى وهو لا يميز بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت نحو 18 ألف مقاتل في المعركة حتى نوفمبر، وألف مسلح آخر داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر.
كما تقول إسرائيل إنها تسعى إلى تقليل عدد القتلى المدنيين وتؤكد أن حماس تستخدم المدنيين في غزة كدروع بشرية، وتقاتل من مناطق مدنية بما في ذلك من المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد.
أصبح من المستحيل تمييز جزء كبير من القطاع جراء أشهر من الحرب، وحتى شهر يوليو من هذا العام، أشارت تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن نحو 1.9 مليون فلسطيني يقيمون في “المنطقة الإنسانية” التي حددتها إسرائيل.
تقع المنطقة في منطقة المواصي على ساحل جنوب القطاع، والأحياء الغربية من خان يونس، ودير البلح في وسط غزة. وقد تغير حجم المنطقة عدة مرات، وسط عمليات الجيش الإسرائيلي المتغيرة ضد حماس.
ساهم في هذا التقرير إيمانويل فابيان