الجيش الإسرائيلي يؤكد غمر أنفاق حماس في غزة بمياه البحر
يستخدم الإجراء في سعي الجيش لتدمير شبكة الأنفاق الضخمة التي تمتد حوالي 350-400 ميل ضمن العملية البرية في قطاع غزة
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء أنه غمر بعض الأنفاق في قطاع غزة بمياه البحر، مما يؤكد سرا معروفا منذ عدة أسابيع.
وقال الجيش في بيان إن عدة وحدات عسكرية ومسؤولين في وزارة الدفاع طوروا بشكل مشترك “العديد من الأدوات لضخ المياه عالية التدفق في أنفاق حماس في قطاع غزة”، مضيفا أنها “جزء من مجموعة متنوعة من الأدوات لدى الجيش الإسرائيلي للتعامل مع الأنفاق”.
وأوضح الجيش أنه لم يتم غمر جميع الأنفاق، لأن العملية، التي تشمل وضع أنابيب ومضخات في فتحات الأنفاق، ليست مناسبة لجميع الأنفاق ويمكن أن تلحق أضرارا جسيمة ببعض المناطق.
وأضاف الجيش أنه قبل إغراق الأنفاق، يقوم الجيش الإسرائيلي بإجراء فحوصات وقائية “مهنية وشاملة”، بما في ذلك تحليل التربة ونظام المياه في المنطقة، لضمان عدم تلوث المياه الجوفية.
وتشمل الأساليب الأخرى لتدمير أنفاق حماس الغارات الجوية والمناورات تحت الأرض والعمليات الخاصة.
وتم اختبار لطريقة الغمر بنجاح في منتصف ديسمبر عندما حذر الجيش الإسرائيلي من “أساليب قتالية جديدة” للتعامل مع المسلحين المختبئين تحت الأرض.
وسُئل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري عن المخاوف من أن غمر الأنفاق قد يضر بالرهائن الذين تحتجزهم حماس في الأنفاق في ذلك الوقت. ورد بالقول إن الجيش يعمل بناء على معلومات استخبارية عن مكان الرهائن ولن يتخذ أي خطوات متعمدة قد تضر بهم.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قدر كبار مسؤولي الدفاع الإسرائيليين في حديثهم لصحيفة “نيويورك تايمز” أن شبكة أنفاق حماس تمتد 350 إلى 400 ميل، وهو أكثر بكثير مما كان يعتقد في السابق. ويعتقد أنه يمكن الوصول إلى الأنفاق عن طريق حوالي 5700 فتحة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن حماس استخدمت أكثر من 6000 طن من الخرسانة و1800 طن من الفولاذ وعلى الأرجح استثمرت عشرات الملايين من الدولارات في المشروع.
ومنذ انطلاق العملية البرية في أعقاب هجمات 7 أكتوبر، التي قتل فيها مسلحون بقيادة حماس حوالي 1200 شخص واحتجزوا 253 رهينة، عملت القوات الإسرائيلية على تدمير الأنفاق، وكشف المزيد منه شبكة الأنفاق التابعة للحركة الحاكمة في غزة.
وقال مسؤول للصحيفة أنه من المرجح أن تجد قوات الجيش الإسرائيلي أنفاقًا تمتد أسفل المناطق التي بها مدارس أو مستشفيات أو مساجد، وأنه من المحتمل أن يستغرق تفكيك الشبكة سنوات.
وذكر تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” يوم الأحد أن ما يصل إلى 80% من الأنفاق لا تزال سليمة بعد ما يقارب من أربعة أشهر من القتال.
ويُعتقد أن زعيم حماس يحيى السنوار وقادة آخرين في الحركة مختبئون تحت الأرض. ونقل التقرير عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه يُعتقد أن زعيم الحركة في غزة موجود في مركز قيادة في نفق أسفل خان يونس، إلى جانب بعض الرهائن.
ويعتقد أن 132 من الرهائن الذين تم احتجازهم في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة – وليسوا جميعهم على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر. وتم إطلاق سراح أربعة رهائن قبل ذلك، وأنقذت القوات رهينة واحدة. كما تم انتشال جثث ثمانية رهائن وقتل الجيش ثلاثة رهائن عن طريق الخطأ.
وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 25 ممن ما زالوا محتجزين لدى حماس، مستشهدا بمعلومات استخباراتية جديدة ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة.