الجيش الإسرائيلي يؤكد انسحابه من بلدة الخيام في جنوب لبنان تطبيقا لإتفاق وقف اطلاق النار
الجيش اللبناني يعلن انتشاره في البلدة بالتنسيق مع اليونيفيل بعد انسحاب القوات الإسرائيلية؛ أنباء عن مقتل 5 أشخاص في غارات إسرائيلية بطائرات مسيرة في جنوب البلاد
أكد الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء انسحاب قواته من بلدة الخيام في جنوب لبنان، تطبيقاً لاتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله.
وقال الجيش الإسرائيلي أنه لا يزال منتشرا في مناطق أخرى من جنوب لبنان، وسيواصل العمل ضد أي تهديدات.
بينما قال الجيش اللبناني في وقت سابق من اليوم أنه بدأ في نشر قواته في بلدة الخيام بعد انسحاب القوات الإسرائيلية، بالتنسيق مع قوات اليونيفيل. كما حذر المدنيين اللبنانيين من الاقتراب من المنطقة أثناء قيامه بمسح البلدة تحسبا لوجود ذخائر غير منفجرة.
ولدى الجيش الإسرائيلي مهلة حتى أواخر شهر يناير للانسحاب من جميع المناطق في جنوب لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر. واتهم كل من الجانبين الآخر بارتكاب انتهاكات متكررة له. وبموجب شروط الاتفاق، من المقرر أن ينتشر الجيش اللبناني في الجنوب إلى جانب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بينما ينسحب الجيش الإسرائيلي خلال فترة 60 يوما.
ويتعين على حزب الله سحب قواته شمال نهر الليطاني، على بعد نحو 30 كيلومترا من الحدود، وتفكيك بنيته التحتية العسكرية في الجنوب.
تمركُز وحدات الجيش حول بلدة الخيام
صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي:
تمركزت وحدات الجيش في خمسة مواقع حول بلدة الخيام – مرجعيون بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان- اليونيفيل ضمن إطار المرحلة الأولى من الانتشار في المنطقة، بالتزامن مع انسحاب العدو… pic.twitter.com/1Q0tL85A3J
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) December 11, 2024
وقال الجيش اللبناني “تمركزت وحدات الجيش في خمسة مواقع حول بلدة الخيام” بالتنسيق مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة “ضمن إطار المرحلة الأولى من الانتشار في المنطقة، بالتزامن مع انسحاب العدو الإسرائيلي منها”.
وأضاف “سوف يُستكمل الانتشار في المرحلة المقبلة، فيما ستُجري الوحدات المختصة مسحًا هندسيًّا للبلدة بهدف إزالة الذخائر غير المنفجرة”.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن ضابطا كبيرا بالجيش الأمريكي زار بيروت أمس الأربعاء لمراقبة الانسحاب.
وذكرت القيادة المركزية الأمريكية في منشور على إكس أن قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا زار مقر مراقبة وقف إطلاق النار في بيروت والتقى بقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون.
وأوضحت القيادة المركزية الأمريكية أن زيارة كوريلا جاءت لمراقبة “الانسحاب الأول الجاري لقوات الدفاع الإسرائيلية وانتشار القوات المسلحة اللبنانية في منطقة الخيام بلبنان كجزء من الاتفاق”.
وقال كوريلا: “هذه خطوة أولى مهمة في تنفيذ وقف دائم للأعمال العدائية وتضع الأساس للتقدم المستمر”.
وفي وقت سابق من الأربعاء، ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية أن “فرقة من فوج الهندسة التابع لليونيفيل دخلت الى بلدة الخيام للكشف على الطريق والتأكد من صحة انسحاب جيش العدو الاسرائيلي منها”.
وأضافت الوكالة أنه “عثرت قوة من اليونيفيل على المواطن (ا. خ) جثة هامدة في محيط منزله عند المدخل الشمالي لبلدة الخيام”.
وذكرت وكالة الأنباء أن سفراء الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة السعودية وقطر ومصر عقدوا اجتماعا الأربعاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، حليف حزب الله، الذي حدد جلسة برلمانية في يناير المقبل لانتخاب رئيس للجمهورية.
ويعاني لبنان من أزمة خانقة، إذ ظل بلا رئيس للدولة لأكثر من عامين وسط جمود بين الكتل المؤيدة لحزب الله والمعارضة له في البرلمان.
ويعمل مبعوثون من الدول الخمس الذين التقوا ببري منذ أشهر على تسهيل العملية.
وفي غضون ذلك، أحصت وزارة الصحة الأربعاء مقتل خمسة أشخاص، أحدهم في بلدة عيناتا، وثلاثة في مدينة بنت جبيل وآخر في بلدة بيت ليف جراء غارات اسرائيلية. ولم يصدر أي تعليق من جانب الجيش الإسرائيلي، الذي قال إنه سيرد بقوة على أي انتهاكات من جانب حزب الله للهدنة.
قام رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بزيارة إلى مدريد يوم الأربعاء، حيث التقى نظيره الإسباني وناقش شروط اتفاق وقف إطلاق النار.
وجاء في بيان للحكومة الإسبانية أن الأولوية هي أن يصبح هذا الاتفاق “وقفا دائما لإطلاق النار” و”يمهد الطريق أمام التطبيق الكامل” لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي ينص على ابعاد حزب الله عن جنوب لبنان.
وقد تم اعتماد هذا القرار في أغسطس 2006، وكان له دور رئيسي في إنهاء الحرب التي استمرت شهراً بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006 ومهد الطريق للاستقرار الطويل الأمد على طول الحدود.
وكتب ميقاتي على موقع إكس “نؤكد التزام لبنان” بهذا القرار، مشدداً على ضرورة “التزام اسرائيل قرار وقف اطلاق النار والانسحاب من البلدات الجنوبية”.