إسرائيل في حالة حرب - اليوم 495

بحث

الجيش الإسرائيلي يأمر سكان المزيد من القرى اللبنانية بالإخلاء مع استمرار إطلاق الصواريخ على إسرائيل

لأول مرة، بعض البلدات التي طُلب منها الإخلاء تقع شمال نهر الليطاني؛ الجيش يقول إن قواته قتلت 60 مسلحا من عناصر حزب الله وأصابت 200 هدفا في اليوم الأخير

صورة التقطت من شمال إسرائيل على طول الحدود تظهر تصاعد الدخان فوق جنوب لبنان خلال غارات إسرائيلية في 3 أكتوبر، 2024. (Jalaa Marey/AFP)
صورة التقطت من شمال إسرائيل على طول الحدود تظهر تصاعد الدخان فوق جنوب لبنان خلال غارات إسرائيلية في 3 أكتوبر، 2024. (Jalaa Marey/AFP)

في الوقت الذي واصل فيه غاراته الجوية في لبنان وهجومه البري ضد حزب الله في جنوب البلاد، قال الجيش الإسرائيلي يوم الخميس إن قواته قتلت في اليوم الماضي نحو 60 من عناصر حزب الله، بينما ضرب سلاح الجو أكثر من 200 هدف.

ودعا الجيش أيضا سكان 25 قرية في جنوب لبنان إلى الإخلاء فورا والتوجه شمالا. ومن بين قائمة المدن والبلدات والقرى النبطية، إحدى أكبر المدن في جنوب لبنان. تقع النبطية وعدة قرى أخرى المشمولة في القائمة شمال نهر الليطاني – وهي المرة الأولى التي تأمر فيها إسرائيل بالإخلاء شمال المسطح المائي الذي يُنظر إليه على أنه خط استراتيجي.

في الوقت نفسه، أطلق حزب الله 75 صاروخا صباح الخميس على شمال إسرائيل، مما أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار في مدينتي صفد وطبريا وفي عدد من البلدات الأخرى في الجليل وأجبر السكان على دخول الملاجئ.

وقال الجيش الإسرائيلي إن العديد من الصواريخ تم اعتراضها، بينما سقطت صواريخ أخرى في مناطق مفتوحة. ولم ترد أنباء فورية عن وقوع إصابات.

كما أطلقت عدة مسيرات من لبنان على شمال إسرائيل يوم الخميس. وقال الجيش إن اثنتين منها أسقطتا فوق الجليل الغربي، بينما تم اعتراض أخرى فوق البحر قبالة ساحل نهاريا. وسقطت مسيرة رابعة في منطقة مفتوحة بالقرب من نهاريا، وفقا للجيش، ولم تسفر عن إصابات.

في وقت سابق من الصباح، انفجرت مسيرة مفخخة تم إطلاقها من لبنان في مرتفعات الجولان شمال البلاد. ولم يقدم الجيش الإسرائيلي تفاصيل إضافية حول الحادث.

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام إيرانية إن مستشارا للحرس الثوري الإيراني توفي متأثرا بجراح أصيب بها في هجوم جوي إسرائيلي مزعوم في العاصمة السورية دمشق يوم الإثنين. وورد أن المستشار يدعى ماجد ديواني، دون تقديم المزيد من التفاصيل.

وفي حين أصدر الجيش تعليماته للسكان اللبنانيين بمغادرة القرى والبلدات، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية،العقيد أفيخاي أدرعي، في بيان على منصة “اكس”، “نشاطات حزب الله تجبر جيش الدفاع على العمل ضده. جيش الدفاع الإسرائيلي لا يريد المساس بكم، ومن أجل سلامتكم، عليكم إخلاء بيوتكم فورا. كل من يتواجد بالقرب من عناصر حزب الله ومنشآته ووسائله القتالية، يعرض حياته للخطر”.

مروحية عسكرية إسرائيلية تحلق بالقرب من الحدود الشمالية مع لبنان، 2 أكتوبر، 2024. (Michael Giladi/Flash90)

وحثت القوات الإسرائيلية المدنيين اللبنانيين على الإخلاء والتوجه شمالا. وجاء في البيان “انتبهوا، انتبهوا ممنوع عليكم التوجه جنوبا! أي توجه جنوبا قد يعرض حياتكم للخطر”، وأضاف أنه سيعلم المدنيين بالوقت الآمن للعودة إلى منازلهم.

يوم الأربعاء، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر مماثلة لـ 24 قرية أخرى في جنوب لبنان، وفي اليوم السابق، حذر 28 قرية أخرى. كما حذر الجيش المركبات من عبور نهر الليطاني باتجاه الجنوب.

وصف الجيش العمليات البرية في جنوب لبنان بأنها “عمليات محدودة ومحلية ومستهدفة”، بهدف تدمير البنية التحتية لحزب الله في منطقة الحدود. وقال المسؤولون إن الجيش ينوي إنهاء العمليات في أسرع وقت ممكن.

وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو 15 عنصرا من حزب الله كانوا متحصنين في مبنى بلدية بنت جبيل في جنوب لبنان قُتلوا خلال الليل في غارة جوية إسرائيلية. ووفقا للجيش الإسرائيلي، ضربت طائرات مقاتلة مبنى بلدية بنت جبيل في عملية مشتركة مع الفرقة 36 بعد تحديد هوية العديد من عناصر حزب الله هناك. وقال الجيش إن حزب الله استخدم المبنى لتخزين الأسلحة.

وفي عملية مشتركة أخرى، قصفت مسيرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي خلية من عناصر حزب الله، تم التعرف عليها من قبل قوات الفرقة 36 وكانت تطلق الصواريخ على إسرائيل.

في صباح يوم الخميس، أطلق عنصران من حزب الله النار على جنود من لواء غولاني في جنوب لبنان، وبعد فترة وجيزة، حددت قوات المدفعية هويتهما وأرسلت مسيرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي لضربهما وقتلهما. ولم يصب أي جندي في الحادث، وفقا للجيش الإسرائيلي.

تصاعد الدخان من غارة جوية إسرائيلية في جنوب لبنان، كما يظهر من الجانب الإسرائيلي للحدود، 2 أكتوبر، 2024. (Ayal Margolin/Flash90)

وفي عملية مشتركة منفصلة مع الفرقة 98، قُتل العديد من عناصر حزب الله الذين أطلقوا صواريخ على منطقة سلسلة جبال راميم يوم الأربعاء في غارة نفذتها طائرات مقاتلة إسرائيلية.

وقال الجيش إن طائرات مقاتلة ضربت العديد من الأهداف الأخرى لحزب الله في جنوب لبنان في اليوم الماضي، بما في ذلك مبان تستخدمها الجماعة وعناصر ومستودعات أسلحة ومراكز مراقبة وبنى تحتية أخرى.

في الوقت نفسه، نشرت قناة “فوكس نيوز” تقريرا يظهر فيه الصحفي تري يينغست وهو يرافق الجيش الإسرائيلي بينما دخلت قوات النخبة إلى جنوب لبنان وتسللت إلى موقع لحزب الله في الأيام الأخيرة.

وقال مراسل “فوكس نيوز” أثناء سيره عبر نفق محفور في الصخر في موقع قريب لحزب الله “يقول الإسرائيليون إنهم يجدون في أنفاق وغرف مثل هذه أسلحة إيرانية تم تهريبها أولا إلى سوريا ثم إلى جنوب لبنان”.

وأشار إلى أنه للوصول إلى الموقع، الذي قال إنه يبعد أقل من ميل واحد عن الحدود، كان على القوات عبور حقول ألغام والسير عبر تضاريس صعبة.

وقال مسؤولون صحيون لبنانيون إن ستة أشخاص على الأقل قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية في وسط بيروت في وقت مبكر من صباح الخميس، بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يقوم بتنفيذ هجوم “مستهدف” في العاصمة اللبنانية.

وذكرت التقارير أن الهدف كان مبنى سكنيا في حي الباشورة في بيروت، بالقرب من البرلمان، وهو أقرب هجوم إسرائيلي على مقر الحكومة اللبنانية. كما يمثل الهجوم المرة الثانية التي تضرب فيها إسرائيل وسط بيروت هذا الأسبوع.

أظهرت الصور من مكان الحادث مبنى متضررا بشدة مع اندلاع حريق في أحد الطوابق السفلية.

وبالإضافة إلى القتلى الستة، أصيب سبعة أشخاص في الغارة، وفقا لمسؤولي الصحة اللبنانيين.

كما وردت أنباء عن ضربات متعددة في الضاحية الجنوبية لبيروت – معقل حزب الله – في المناطق التي أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات بإخلائها. ولم تشمل تلك التحذيرات المنطقة التي تعرضت للقصف في وسط بيروت.

يعمل الجيش الإسرائيلي داخل لبنان منذ ليلة الاثنين، عندما عبرت الفرقة 98 الحدود لهدم البنى التحتية لحزب الله بهدف إعادة عشرات الآلاف من النازحين الإسرائيليين إلى منازلهم في شمال البلاد بأمان.

وقال الجيش أنه ينوي إنهاء العمليات في أسرع وقت ممكن، وأكد يوم الأربعاء أن أي منزل يستخدمه حزب الله لأغراض عسكرية سيكون مستهدفا.

مبنى متضرر في موقع غارة جوية إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، لبنان، 1 أكتوبر، 2024. (AP/Hassan Ammar)

أعلنت إسرائيل يوم الأربعاء عن أول قتلى لها في الهجوم البري في لبنان، حيث أعلن عن مقتل ثمانية جنود في معارك مع حزب الله.

وقُتل ستة من عناصر الكوماندوز خلال معركة بالأسلحة النارية مع عناصر حزب الله في قرية بجنوب لبنان. وأصيب العديد من الجنود خلال الحادث وفي خضم الجهود المبذولة لإجلاء الجرحى والقتلى. وقدر الجيش الإسرائيلي أن قواته قتلت أكثر من 20 عنصرا من حزب الله في المنطقة.

كما قُتل جنديان آخران في حادث منفصل، أصيب فيه جندي آخر بجروح خطيرة.

في حادثة ثالثة، أصيب مسعف قتالي من الكتيبة 51 في لواء غولاني بجروح خطيرة.

وبعث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتعازيه لعائلة الجنود القتلى في بيان مصور بعد وقت قصير من إعلان الجيش الإسرائيلي عن وفاتهم.

وقال نتنياهو: “نحن في خضم حرب صعبة ضد محور الشر الإيراني الذي يسعى إلى تدميرنا. هذا لن يحدث، لأننا سنقف معا، وبمساعدة الله سننتصر معا”.

بدأ الهجوم البري الذي يشنه الجيش الإسرائيلي بعد نحو أسبوعين من تكثيف القتال مع حزب الله، وبعد إطلاق عملية “سهام الشمال” في وقت سابق من شهر سبتمبر لتحقيق هدف الحرب المعلن مؤخرا بإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بعد إجلائهم في أكتوبر الماضي تحت نيران الصواريخ الكثيفة من الجماعة اللبنانية.

منذ الثامن من أكتوبر، تهاجم قوات بقيادة حزب الله بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، حيث قالت الجماعة إنها تفعل ذلك إسنادا لغزة وسط الحرب الدائرة هناك.

قوات من الفرقة 36 أثناء عملها في جنوب لبنان، في صورة نشرت في 2 أكتوبر، 2024. (Israel Defense Forces)

حتى الآن، أسفرت المناوشات عن مقتل 26 مدنيا على الجانب الإسرائيلي ومقتل 22 جنديا إسرائيليا. كما وقعت عدة هجمات من سوريا دون وقوع إصابات.

وأعلن حزب الله عن مقتل 516 من عناصره على يد إسرائيل خلال المناوشات الجارية، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم أيضا في سوريا. كما قُتل 92 عنصرا آخر من جماعات مسلحة أخرى وجندي لبناني وعشرات المدنيين. ولم يتم تحديث هذه الأرقام بشكل مستمر منذ بدأت إسرائيل هجومها الجديد ضد حزب الله في سبتمبر.

وتقول وزارة الصحة اللبنانية إن أكثر من ألف لبناني قُتلوا وأصيب ستة آلاف خلال الأسبوعين الماضيين، دون تحديد عدد المدنيين بين القتلى والجرحى. وتقول إسرائيل إن العديد من عناصر حزب الله من بين القتلى. وتقول الحكومة اللبنانية إن مليون شخص – أي خمس سكان البلاد – نزحوا من منازلهم.

ساهم في التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالات

اقرأ المزيد عن