الجيش الإسرائيلي يأمر بعمليات إخلاء جديدة للمنطقة الإنسانية، ويقصف مقرا لحركة حماس في مدرسة بوسط غزة
تم تعديل المنطقة التي حددتها إسرائيل مع قيام الجيش بتوسيع هجومه الجديد ضد الحركة في خان يونس؛ الفلسطينيون يتحدثون عن مقتل ما لا يقل عن 31 قتلوا في غارة على دير البلح
أصدر الجيش الإسرائيلي صباح السبت أوامر إخلاء جديدة للفلسطينيين في خان يونس بجنوب قطاع غزة، بما في ذلك أجزاء من المنطقة الإنسانية التي حددتها إسرائيل، استنادا إلى معلومات استخباراتية تفيد بأن مسلحين من حماس ينشطون في المنطقة.
بعد وقت قصير من إصدار أوامر الإخلاء، قال الجيش الإسرائيلي إن طائرة استهدفت مركز قيادة لحركة حماس في مدرسة في دير البلح بوسط غزة، وقالت حماس إن 31 شخصا على الأقل قُتلوا في الغارة.
في بيان بشأن أوامر الإخلاء، أشار الجيش إلى تعديلات على حدود المنطقة الانسانية ودعا الفلسطينيين الذين يحتمون في المنطقة إلى الإخلاء مؤقتا إلى المنطقة المعدلة.
وتمتد المنطقة الانسانية حاليا من منطقة المواصي على الساحل إلى دير البلح بوسط غزة. ولقد تضمنت في السابق أجزاء واسعة من غرب خان يونس.
وقال الجيش الإسرائيلي إن التعديل على المنطقة الانسانية تم تنفيذه ” بناء على معلومات استخبارية دقيقة تفيد بقيام حماس بوضع بنى تحتية إرهابية داخل المنطقة” التي تم تصنيفها منطقة إنسانية. وأضاف الجيش إنه حصلت العديد من الهجمات الصاروخية من المنطقة أيضا.
وحذر الجيش من أنه سوف يعمل “بقوة” ضد مسلحي الحركة وبنيتها التحتية في منطقة جنوب خان يونس.
في رسالة تم إرسالها عبر الرسائل النصية القصيرة والرسائل الصوتية والمكالمات الهاتفية والبث الإعلامي، أصدر الجيش تعليماته للمدنيين في مناطق محددة من المنطقة الإنسانية ومناطق أخرى في جنوب خان يونس للانتقال إلى المنطقة الإنسانية، محذرا “أصبح التواجد في تلك المنطقة خطيرا”.
وقال مصدر عسكري إن المستشفيات في المنطقة ليست مضطرة إلى الإخلاء، وأن الجيش الإسرائيلي أبلغ مسؤولي الصحة الفلسطينيين والمسؤولين في المجتمع الدولي بذلك.
ولقد أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر مماثلة في الأسبوع الماضي، حيث قام بتعديل حدود المنطقة الإنسانية في غرب خان يونس قبل هجوم مكثف وعملية شهدت انتشال جثث خمسة إسرائيليين قُتلوا واختُطفوا على يد مسلحي حماس في 7 أكتوبر.
وقد عمل الجيش لأول مرة في خان يونس في وقت سابق من هذا العام، قبل أن ينسحب قبل نحو ثلاثة أشهر بعد الإعلان عن تفكيك القوات المقاتلة المنظمة التابعة لحماس في المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة.
وشملت المنطقة التي أمر الجيش الإسرائيلي بإخلائها يوم السبت مناطق لم تعمل فيها القوات البرية الإسرائيلية بعد وسط الحرب المستمرة ضد حماس – بين جنوب خان يونس ورفح.
مركز قيادة في مدرسة تابعة للأمم المتحدة
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائرات مقاتلة إسرائيلية قصفت مركز قيادة وتحكم تابع لحركة حماس داخل مدرسة في دير البلح بوسط غزة قبل وقت قصيرة، مضيفا أنه اتخذ إجراءات واسعة النطاق لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
وقال المكتب الإعلامي الذي تديره حركة حماس في غزة إن 31 شخصا قُتلوا في الهجوم. ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام وهي لا تميز بين المدنيين والمسلحين.
بحسب الجيش الإسرائيلي، أسفرت الغارة عن مقتل مسلحين تابعين لحماس اختبأوا داخل المدرسة التابعة للأمم المتحدة والتي استُخدمت كملجأ للفلسطينيين النازحين.
وقال الجيش إن غرفة القيادة كانت تُستخدم من قبل نشطاء حماس للتخطيط وتنفيذ هجمات ضد قوات الجيش الإسرائيلي في غزة وضد إسرائيل.
بالإضافة إلى ذلك، قال الجيش إنه تم استخدام الموقع لتطوير وتخزين الأسلحة.
وللتخفيف من الأضرار التي لحقت بالمدنيين، قال الجيش الإسرائيلي إنه اتخذ “العديد من الخطوات”، بما في ذلك استخدام “ذخيرة تتكيف مع نوع الضربة”، والاستطلاع الجوي، وغيرها من المعلومات الاستخبارية.
وقال الجيش في بيان “هذا مثال آخر على الانتهاك المنهجي الذي تقوم به منظمة حماس الإرهابية للقانون الدولي واستغلال المباني المدنية والسكان كدروع بشرية لهجماتها ضد دولة إسرائيل”.
في الأسابيع الأخيرة، تم تنفيذ أكثر من 50 غارة جوية ضد مواقع تابعة لحماس تم وضعها داخل مدارس ومواقع أخرى استُخدمت كملاجئ للمدنيين، وفقا للجيش الإسرائيلي.
في وقت سابق السبت، قال الجيش إن طائرات مقاتلة إسرائيلية قصفت عشرات الأهداف في أرجاء قطاع غزة خلال اليوم الأخير.
وشملت الأهداف موقعا لإطلاق الصواريخ في حي الزيتون بمدينة غزة، والذي كان مهيأ لهجوم على إسرائيل، بالإضافة إلى مبان تستخدمها الجماعات المسلحة وخلايا المسلحين، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وتأتي الغارات في الوقت الذي تواصل فيه القوات الإسرائيلية عملياتها في رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة.
وفي خان يونس، قال الجيش الإسرائيلي إن قوات من الفرقة 98 داهمت عدة مواقع لحماس، بما في ذلك أنفاق، وعثرت على العديد من الأسلحة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وإلى الجنوب، في رفح، داهمت قوات من الفرقة 162 المزيد من مواقع حماس، وقتلت عدة خلايا من المسلحين في قتال عن قرب، وفقا للجيش الإسرائيلي.
اندلعت الحرب في 7 أكتوبر عندما قادت حماس هجوما مدمرا عبر الحدود على جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل 1200 شخص. كما اختطف ما يقدر بنحو 3000 مسلح، الذين اقتحموا الحدود، 251 شخصا تم احتجازهم كرهائن في غزة.
وردت إسرائيل بشن هجوم عسكري يهدف إلى تدمير حماس، والإطاحة بنظامها في غزة، وتحرير الرهائن.
وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن أكثر من 39 ألف شخص في القطاع قُتلوا أو يُفترض أنهم قُتلوا في القتال حتى الآن، على الرغم من أنه لا يمكن التحقق من هذا العدد وهو لا يفرق بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 15 ألف مقاتل في المعارك وحوالي 1000 مسلح داخل إسرائيل خلال هجوم 7 أكتوبر.
وبلغت حصيلة قتلى إسرائيل في الهجوم البري ضد حماس في غزة وفي العمليات العسكرية على طول الحدود مع القطاع 330 قتيلا. وتشمل هذه الحصيلة ضابط شرطة قُتل في مهمة إنقاذ رهائن ومقاولا مدنيا بوزارة الدفاع.
ساهمت وكالات في هذا التقرير.