الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء منطقة رفح بأكملها في أكبر عملية إخلاء منذ استئناف القتال
الهلال الأحمر يعلن انتشال جثامين 15 مسعفا بعد أسبوع من مقتلهم في غارة إسرائيلية بالقطاع

أصدر الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين تحذيراً بإخلاء الفلسطينيين في منطقة رفح جنوب قطاع غزة بالكامل، قائلاً إن الجيش “يستأنف القتال بقوة كبيرة للقضاء على قدرات المنظمات الإرهابية في هذه المناطق”.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية العقيد أفيخاي أدرعي في منشور على موقع “إكس” خريطة للمنطقة التي سيتم إخلاؤها، وطلب من سكان غزة الانتقال إلى منطقة المواصي الساحلية في جنوب القطاع.
وكان هذا أكبر أمر إخلاء يصدره الجيش الإسرائيلي منذ استئناف الهجوم ضد حماس في وقت سابق من هذا الشهر، والذي أنهى وقف إطلاق النار الذي دام شهرين.
وتغطي منطقة الإخلاء رقعة واسعة من الأراضي بين رفح وخان يونس، حيث لم ينشر الجيش الإسرائيلي قوات برية حتى الآن.
وجاءت هذه الأوامر خلال عيد الفطر.
ويوم السبت، قال الجيش إنه وسع نطاق عملياته في جنوب قطاع غزة، حيث توغلت قواته في رفح كجزء من جهود توسيع المنطقة العازلة على طول حدود القطاع وتدمير البنية التحتية العسكرية.
#عاجل ‼️ إلى جميع سكان قطاع غزة المتواجدين في مناطق رفح، بلديات النصر والشوكة والمناطق الاقليمية الشرقية والغربية وأحياء السلام، المنارة وقيزان النجار
⭕️يعود جيش الدفاع الإسرائيلي للقتال بقوة شديدة للقضاء على قدرات المنظمات الإرهابية في هذه المناطق.
⭕️من أجل سلامتكم عليكم… pic.twitter.com/Ps1JvDoJRY
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) March 31, 2025
وفي سياق منفصل، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني الأحد انتشال جثامين 15 مسعفا قتلوا في إطلاق نار للجيش الإسرائيلي على سيارات إسعاف في قطاع غزة قبل أسبوع.
واعترف الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة بإطلاق النار بالخطأ على سيارات إسعاف وإطفاء في جنوب قطاع غزة قبل أسبوع، قائلاً إنه اعتبرها “سيارات مشبوهة” عن طريق الخطأ.
ووفقا للجيش، أطلقت القوات النار ”باتجاه سيارات حماس وقضت على عدد من إرهابيي حماس” في منطقة تل السلطان جنوب غزة.
وأضاف الجيش: “بعد بضع دقائق، تقدمت مركبات إضافية بشكل مشبوه نحو القوات… وردت القوات بإطلاق النار باتجاه المركبات المشبوهة، وقضت على عدد من إرهابيي حماس والجهاد الإسلامي“.
وأضاف الجيش أنه ”بعد إجراء تحقيق أولي، تبين أن بعض السيارات المشبوهة… كانت سيارات إسعاف وشاحنات إطفاء“، وأدان ”الاستخدام المتكرر“ من قبل ”المنظمات الإرهابية في قطاع غزة لسيارات الإسعاف لأغراض إرهابية“.

وقال الهلال الأحمر في بيان إنه تم انتشال جثامين ثمانية من مسعفيه وستة من عناصر الدفاع المدني في غزة وموظف في وكالة تابعة الأمم المتحدة.
وأضاف أن أحد مسعفيه واسمه أسعد النصاصرة لا يزال مفقودا.
وكان الهلال الأحمر قد أفاد في بيان سابق بأنه “تم انتشال الجثامين بصعوبة، حيث كانت مطمورة في الرمل، وبعضها بدأ بالتحلل”.
وأكد الدفاع المدني في غزة انتشال 15 جثة، مضيفا أن موظف الأمم المتحدة القتيل كان يعمل في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وفي بيان منفصل صدر في جنيف، أعرب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر عن “غضبه” إزاء مقتل المسعفين.
وقال الأمين العام للاتحاد جاغان تشاباغين في بيان “أنا مفطور القلب. هؤلاء المسعفون المتفانون كانوا يستجيبون لنداءات الجرحى. كانوا يقومون بعملهم الإنساني. كانوا يرتدون شارات كان يجب أن تحميهم، وكانت سيارات الإسعاف الخاصة تحمل شارة الهلال بوضوح. كان ينبغي أن يعودوا إلى عائلاتهم، لكنهم لم يعودوا”.
وشدّد على أن قواعد القانون الدولي الإنساني تنص على وجوب حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني والخدمات الصحية.
وفق الاتحاد تمثل هذه الواقعة الهجوم الأكثر دموية على العاملين في جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في العالم منذ عام 2017.
The @IFRC condemns the killing of eight @PalestineRCS medics in Gaza.
We are heartbroken. These dedicated humanitarians, killed while responding to the wounded, should have been protected.
We mourn their loss and stand with the Palestine Red Crescent.
Full statement:… pic.twitter.com/ohKLIjaW1O
— IFRC (@ifrc) March 30, 2025
وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن “صدمتها البالغة إثر مقتل ثمانية مسعفين من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في أثناء تأديتهم عملهم، إلى جانب خمسة مستجيبين أوائل”.
ولفتت اللجنة في بيان إلى أنه “جرى التعرف على جثامينهم اليوم وانتشالها لدفنها دفنا كريما”.
وشدّدت على أن “العدد المرتفع من أفراد الطواقم الطبية الذين قُتلوا خلال هذا النزاع لتجزع له القلوب. وتُدين اللجنة الدولية بشدة الهجمات على العاملين في مجال الرعاية الصحية”.
ومنذ استئناف العمليات في قطاع غزة في 18 مارس، قال الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف كبار المسؤولين السياسيين في حماس والقادة العسكريين من المستوى المتوسط، إلى جانب البنية التحتية العسكرية، بما في ذلك مستودعات الأسلحة ومنصات إطلاق الصواريخ. كما تم استهداف أعضاء من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية وفصائل أخرى.
ووفقاً لوزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس، قُتل ما لا يقل عن 921 شخصاً في القطاع منذ أن استأنفت إسرائيل غاراتها المكثفة.
وقُتل ما يزيد عن 50 ألف فلسطيني في الحرب التي أشعلتها حماس في مجزرة 7 أكتوبر، وفقًا للوزارة. ولا يمكن التحقق من هذا الرقم بشكل مستقل ولا يمكن تأكيد هذه الأعداد بشكل مستقل، كما أنها لا تميز بين المدنيين والمقاتلين.