إسرائيل في حالة حرب - اليوم 560

بحث

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء منطقة رفح بأكملها في أكبر عملية إخلاء منذ استئناف القتال

الهلال الأحمر يعلن انتشال جثامين 15 مسعفا بعد أسبوع من مقتلهم في غارة إسرائيلية بالقطاع

فلسطينيون نزحوا من رفح في ظل استئناف الحرب، يصلون إلى خان يونس في غزة في 23 مارس 2025. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)
فلسطينيون نزحوا من رفح في ظل استئناف الحرب، يصلون إلى خان يونس في غزة في 23 مارس 2025. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)

أصدر الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين تحذيراً بإخلاء الفلسطينيين في منطقة رفح جنوب قطاع غزة بالكامل، قائلاً إن الجيش “يستأنف القتال بقوة كبيرة للقضاء على قدرات المنظمات الإرهابية في هذه المناطق”.

ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية العقيد أفيخاي أدرعي في منشور على موقع “إكس” خريطة للمنطقة التي سيتم إخلاؤها، وطلب من سكان غزة الانتقال إلى منطقة المواصي الساحلية في جنوب القطاع.

وكان هذا أكبر أمر إخلاء يصدره الجيش الإسرائيلي منذ استئناف الهجوم ضد حماس في وقت سابق من هذا الشهر، والذي أنهى وقف إطلاق النار الذي دام شهرين.

وتغطي منطقة الإخلاء رقعة واسعة من الأراضي بين رفح وخان يونس، حيث لم ينشر الجيش الإسرائيلي قوات برية حتى الآن.

وجاءت هذه الأوامر خلال عيد الفطر.

ويوم السبت، قال الجيش إنه وسع نطاق عملياته في جنوب قطاع غزة، حيث توغلت قواته في رفح كجزء من جهود توسيع المنطقة العازلة على طول حدود القطاع وتدمير البنية التحتية العسكرية.

وفي سياق منفصل، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني الأحد انتشال جثامين 15 مسعفا قتلوا في إطلاق نار للجيش الإسرائيلي على سيارات إسعاف في قطاع غزة قبل أسبوع.

واعترف الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة بإطلاق النار بالخطأ على سيارات إسعاف وإطفاء في جنوب قطاع غزة قبل أسبوع، قائلاً إنه اعتبرها “سيارات مشبوهة” عن طريق الخطأ.

ووفقا للجيش، أطلقت القوات النار ”باتجاه سيارات حماس وقضت على عدد من إرهابيي حماس” في منطقة تل السلطان جنوب غزة.

وأضاف الجيش: “بعد بضع دقائق، تقدمت مركبات إضافية بشكل مشبوه نحو القوات… وردت القوات بإطلاق النار باتجاه المركبات المشبوهة، وقضت على عدد من إرهابيي حماس والجهاد الإسلامي“.

وأضاف الجيش أنه ”بعد إجراء تحقيق أولي، تبين أن بعض السيارات المشبوهة… كانت سيارات إسعاف وشاحنات إطفاء“، وأدان ”الاستخدام المتكرر“ من قبل ”المنظمات الإرهابية في قطاع غزة لسيارات الإسعاف لأغراض إرهابية“.

مسعفون ينقلون جثامين مسعفين فلسطينيين قُتلوا قبل أسبوع في إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على سيارات إسعاف في مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوب قطاع غزة، في 30 مارس 2025. (AFP)

وقال الهلال الأحمر في بيان إنه تم انتشال جثامين ثمانية من مسعفيه وستة من عناصر الدفاع المدني في غزة وموظف في وكالة تابعة الأمم المتحدة.

وأضاف أن أحد مسعفيه واسمه أسعد النصاصرة لا يزال مفقودا.

وكان الهلال الأحمر قد أفاد في بيان سابق بأنه “تم انتشال الجثامين بصعوبة، حيث كانت مطمورة في الرمل، وبعضها بدأ بالتحلل”.

وأكد الدفاع المدني في غزة انتشال 15 جثة، مضيفا أن موظف الأمم المتحدة القتيل كان يعمل في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

مسعفون من الهلال الأحمر الفلسطيني وخدمات الطوارئ الأخرى يحملون جثامين زملائهم الذين قُتلوا قبل أسبوع في غارة إسرائيلية، خلال موكب تشييع جثامينهم في مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة في 31 مارس 2025. (Eyad BABA / AFP)

وفي بيان منفصل صدر في جنيف، أعرب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر عن “غضبه” إزاء مقتل المسعفين.

وقال الأمين العام للاتحاد جاغان تشاباغين في بيان “أنا مفطور القلب. هؤلاء المسعفون المتفانون كانوا يستجيبون لنداءات الجرحى. كانوا يقومون بعملهم الإنساني. كانوا يرتدون شارات كان يجب أن تحميهم، وكانت سيارات الإسعاف الخاصة تحمل شارة الهلال بوضوح. كان ينبغي أن يعودوا إلى عائلاتهم، لكنهم لم يعودوا”.

وشدّد على أن قواعد القانون الدولي الإنساني تنص على وجوب حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني والخدمات الصحية.

وفق الاتحاد تمثل هذه الواقعة الهجوم الأكثر دموية على العاملين في جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في العالم منذ عام 2017.

وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن “صدمتها البالغة إثر مقتل ثمانية مسعفين من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في أثناء تأديتهم عملهم، إلى جانب خمسة مستجيبين أوائل”.

ولفتت اللجنة في بيان إلى أنه “جرى التعرف على جثامينهم اليوم وانتشالها لدفنها دفنا كريما”.

وشدّدت على أن “العدد المرتفع من أفراد الطواقم الطبية الذين قُتلوا خلال هذا النزاع لتجزع له القلوب. وتُدين اللجنة الدولية بشدة الهجمات على العاملين في مجال الرعاية الصحية”.

ومنذ استئناف العمليات في قطاع غزة في 18 مارس، قال الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف كبار المسؤولين السياسيين في حماس والقادة العسكريين من المستوى المتوسط، إلى جانب البنية التحتية العسكرية، بما في ذلك مستودعات الأسلحة ومنصات إطلاق الصواريخ. كما تم استهداف أعضاء من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية وفصائل أخرى.

ووفقاً لوزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس، قُتل ما لا يقل عن 921 شخصاً في القطاع منذ أن استأنفت إسرائيل غاراتها المكثفة.

وقُتل ما يزيد عن 50 ألف فلسطيني في الحرب التي أشعلتها حماس في مجزرة 7 أكتوبر، وفقًا للوزارة. ولا يمكن التحقق من هذا الرقم بشكل مستقل ولا يمكن تأكيد هذه الأعداد بشكل مستقل، كما أنها لا تميز بين المدنيين والمقاتلين.

اقرأ المزيد عن