إسرائيل في حالة حرب - اليوم 499

بحث

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء جزء من المنطقة الآمنة في غزة ويقول إن حماس مترسخة بعمق في المنطقة

الفلسطينيون يفيدون بقصف كثيف في منطقة خان يونس، وبدء تقدم القوات البرية؛ الأمم المتحدة تقول إن قافلة تعرضت لنيران كثيفة وهي في طريقها إلى مدينة غزة يوم الأحد

مدنيون فلسطينيون يبتعدون عن الأحياء الشرقية في خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي في 22 يوليو، 2024. (Bashar TALEB / AFP)
مدنيون فلسطينيون يبتعدون عن الأحياء الشرقية في خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي في 22 يوليو، 2024. (Bashar TALEB / AFP)

قال الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين إنه قام بتعديل حدود المنطقة الإنسانية التي حددتها إسرائيل في قطاع غزة لاستهداف حركة حماس بشكل أفضل في أعقاب الهجمات الصاروخية العديدة على جنوب إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، وحث المدنيين على إخلاء منطقة خان يونس وسط تقارير عن ضربات مكثفة.

وفي رسالة تم نقلها عبر الرسائل النصية القصيرة والمكالمات الهاتفية ووسائل الإعلام الأخرى، أصدر الجيش تعليماته للمدنيين في الجزء الشرقي من المنطقة الإنسانية بالانتقال إلى مكان آخر، وحذر “أصبح البقاء في تلك المنطقة خطيرا”.

وقال الجيش “سيعمل جيش الدفاع بقوة ضد المنظمات الإرهابية ولذلك ندعو السكان الذين بقوا في الأحياء الشرقية لخانيونس بالإخلاء فورا وبشكل مؤقت نحو المنطقة الإنسانية المستحدثة في المواصي”، مضيفا إن الهدف من الإنذار المبكر هو التخفيف من إلحاق الأذى بالمدنيين.

وأوضح الجيش أن التعديل في المنطقة الإنسانية تم تنفيذه “بناء على معلومات استخبارية دقيقة تفيد بقيام منظمة حماس الإرهابية بوضع بنى إرهابية” داخل المنطقة المدنية.

وقال مصدر عسكري أنه لم يُطلب إخلاء المستشفيات في المنطقة، وأن الجيش الإسرائيلي أبلغ مسؤولي الصحة الفلسطينيين وكذلك مسؤولين في المجتمع الدولي.

وفي أعقاب أوامر الإخلاء، أفادت وسائل إعلام فلسطينية أن القوات البرية الإسرائيلية بدأت بالتقدم نحو منطقة عبسان في خان يونس، وسط موجة من الغارات الجوية.

وقال مسعفون فلسطينيون في وقت سابق من اليوم إن 16 شخصا على الأقل قُتلوا في قصف كثيف للدبابات على بلدة بني سهيلة القريبة، بينما قالت خدمات الصحة التي تديرها حماس في القطاع إنها تلقت تقارير عن عشرات الإصابات على مشارف خان يونس، لكن الطواقم لم تتمكن من الوصول إليها بسبب شدة القتال.

خريطة تظهر منطقة إنسانية معدلة حددتها إسرائيل في قطاع غزة، نُشرت في 22 يوليو، 2024. (Israel Defense Forces)

وحض مستشفى ناصر السكان على التبرع بالدم، وقال إن أعدادا كبير من الإصابات وصلت إلى المستشفى نتيجة قصف الدبابات العنيف.

وسط تقارير عن قتال عنيف حول المنطقة الإنسانية، قال الجيش الإسرائيلي إن طائرات مقاتلة ومسيّرات إسرائيلية قصفت أكثر من 35 هدفا في قطاع غزة خلال اليوم الماضي، بما في ذلك في خان يونس، حيث تم استهداف منصة إطلاق صواريخ، من بين بنى تحتية عسكرية أخرى.

بالإضافة إلى ذلك، قال الجيش إن غارة بطائرة مسيّرة قتلت عنصرا في قوة “النخبة” التابعة لحركة حماس الذي شارك في هجوم 7 أكتوبر وفي قتال القوات الإسرائيلية في غزة.

وإلى الجنوب، قال الجيش الإسرائيلي إن جنودا من اللواء 401 مدرع قتلوا عشرات المسلحين في حي تل السلطان شمال غرب رفح، في قتال عن قرب ومن خلال استدعاء غارات جوية. وقال الجيش أيضا إن قوات تابعة للواء “غفعاتي” قتلت عدة مسلحين آخرين خلال عمليات في رفح.

وفي وسط غزة، قال الجيش إن عددا آخر من المسلحين قُتلوا على يد جنود احتياط من لواء “ألكسندروني”.

قوات الجيش الإسرائيلي العاملة في قطاع غزة، في صور تم نشرها في 22 يوليو، 2024. (Israel Defense Forces)

متحدثا لوكالة “فرانس برس” بعد صدور أوامر الإخلاء، قال يوسف أبو طعيمة، من بلدة القرارة في خان يونس، إن هذه ستكون المرة الرابعة التي سينزح بها وسط حرب إسرائيل مع حماس.

وقال الشاب البالغ من العمر 27 عاما، الذي شاهد جرحى وقتلى يتم نقلهم على توك توك (دراجة نارية ذات ثلاث عجلات) وعربة يجرها حمار إلى مستشفى ناصر: “غادرنا وسط قصف جوي وقصف متواصل بالدبابات ومسيّرات تطلق النار”.

وأضاف أنه وصل إلى المنطقة الانسانية المحدثة في المواصي مع عائلته ليكتشف أنه لا يوجد مكان لهم في المخيم المؤقت المزدحم.

وقال: “سنبقى في الشارع وحتى الأرصفة عليها ناس وخيم. مللنا. يكفي تشريد وهجرة”.

تفاقمت الظروف الإنسانية الخطيرة بالفعل داخل غزة في الأيام الأخيرة مع اكتشاف فيروس شلل الأطفال مع تدهور خدمات المياه والصرف الصحي لسكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، الذين أصبح معظمهم من النازحين.

نازحون فلسطينيون يركبون في الجزء الخلفي من عربة يجرها حمار في دير البلح وسط قطاع غزة، 22 يوليو، 2024. (Eyad BABA / AFP)

تم العثور على آثار الفيروس في عينات الصرف الصحي في غزة، على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية قالت إنه لم يتم علاج أي من الأعراض الناجمة عن المرض.

وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، كوغات، يوم الاثنين، إن 236 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية دخلت غزة يوم الأحد، لكن محتويات أكثر من 550 لا تزال في انتظار جمعها من قبل وكالات الإغاثة في غزة.

وقالت إنه تم نقل الشاحنات الإنسانية من مصر إلى الجانب الغزي من معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم) الحدودي، بالإضافة إلى سبع صهاريج وقود وست صهاريج غاز طهي.

وأضافت كوغات “هذا بفضل منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة التي تبذل جهدا جماعيا لجمع المساعدات المنتظرة على الجانب الغزي من معبر كيرم شالوم”، مقرة بجهود الهيئة الدولية، التي تبادلت معها الاتهامات المتكررة بعدم بذل ما يكفي من الجهود لمساعدة المدنيين وسط الحرب مع حماس.

وفي هذا السياق، قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن إحدى قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة تعرضت لنيران كثيفة من الجيش الإسرائيلي يوم الأحد أثناء توجهها إلى مدينة غزة.

وقال لازاريني إن القافلة كانت مكونة من سيارات مدرعة تحمل علامات الأمم المتحدة بوضوح، وأضاف أنه على الرغم من أن الحادث لم يسفر عن سقوط ضحايا، إلا أن أعضاء فريق الأمم المتحدة، الذين ارتدوا سترات حملت شعار الأمم المتحدة، اضطروا إلى “الانحناء والاحتماء”.

وكتب لازاريني على منصة “اكس”، “تلقت إحدى المركبات ما لا يقل عن خمس رصاصات أثناء انتظارها أمام حاجز القوات الإسرائيلية جنوب وادي غزة. تعرضت السيارة لأضرار بالغة، وغادرت القافلة. اجتمعت الفرق من جديد ووصلت أخيرا إلى مدينة غزة”.

وأشار المفوض العام للأونروا كذلك إلى أن رحلة القافلة تم تنسيقها والموافقة عليها من قبل السلطات الإسرائيلية، وأنه “يجب محاسبة المسؤولين”.

ولم يرد الجيش الإسرائيلي على الفور على طلب للتعليق.

اندلعت الحرب يوم 7 أكتوبر عندما تسلل مسلحو حماس إلى إسرائيل، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واختطاف 251 آخرين.

وقالت وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس يوم الاثنين إن ما لا يقل عن 39,006 فلسطيني قُتلوا وأصيب 89,818 آخرين منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي في القطاع. ولا يمكن التحقق من هذه الحصيلة وهي لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 15 ألف مقاتل في المعارك وحوالي 1000 مسلح داخل إسرائيل خلال هجوم 7 أكتوبر.

وبلغت حصيلة قتلى إسرائيل في الهجوم البري ضد حماس في غزة وفي العمليات العسكرية على طول الحدود 327 قتيلا.

ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل

اقرأ المزيد عن