إسرائيل في حالة حرب - اليوم 371

بحث

الجيش الإسرائيلي يأسف لإطلاق النار “غير المباشر وغير المقصود” الذي أدى على الأرجح إلى مقتل ناشطة أمريكية في الضفة الغربية

بحسب تحقيق أولي فإن القوات استهدفت "محرضا رئيسيا" وليس إيسنور إزغي إيغي، التي تحث عائلتها على إجراء تحقيق مستقل؛ بايدن: الرصاصة "ارتدت عن الأرض، لقد أصيبت بالخطأ"

ناشطون فلسطينيون يرفعون لافتة وصور الناشطة التركية الأمريكية القتيلة  في حركة التضامن الدولية، آيسنور إزغي إيغي،  أثناء موكب جنازة في مدينة نابلس بالضفة الغربية، 9 سبتمبر، 2024. (Jaafar Ashtiyeh / AFP)
ناشطون فلسطينيون يرفعون لافتة وصور الناشطة التركية الأمريكية القتيلة في حركة التضامن الدولية، آيسنور إزغي إيغي، أثناء موكب جنازة في مدينة نابلس بالضفة الغربية، 9 سبتمبر، 2024. (Jaafar Ashtiyeh / AFP)

أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء أن ناشطة السلام الأمريكية التي قُتلت بعد تعرضها لإطلاق النار في الضفة الغربية في الأسبوع الماضي كانت قد أصيبت “على الأرجح” بنيران خاطئة، معرباً عن أسفه لمقتلها.

ويقول الجيش إنه أنهى تحقيقا أوليا في مقتل إيسنور إزغي إيغي (26 عاما)، التي تحمل الجنسية التركية أيضا. وخلص التحقيق الذي أجراه قادة إلى أن إيغي قُتلت على الأرجح “بنيران غير مباشرة وغير مقصودة لجيش الدفاع، والتي كانت تستهدف محرضا رئيسيا” خلال احتجاجات عنيفة.

وقال الجيش إن “الحادث وقع خلال تجمع عنيف لعشرات المشتبه بهم الفلسطينيين، الذين قاموا بحرق الإطارات ورشق القوات بالحجارة عند مفرق بيتا”، مضيفا إنه “يعرب عن أسفه العميق على وفاة” الناشطة الأمريكية.

كما فتحت الشرطة العسكرية تحقيقا في مقتل الناشطة وسوف تقدم نتائجه للمدعية العامة العسكرية لمراجعتها. وقال الجيش الإسرائيلي إن مسؤولين إسرائيليين قدموا طلبا لإجراء تشريح للجثة.

كانت إيغي، وهي مواطنة أمريكية من أصول تركية، ناشطة في حركة التضامن الدولية (ISM)، “حركة يقودها فلسطينيون ملتزمة بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي” بأساليب سلمية. تنظم حركة التضامن الدولية مظاهرات منتظمة عند مفرق بيتا، بالقرب من نابلس في شمال الضفة الغربية.

متحدثا في لندن يوم الثلاثاء، انتقد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حادثة القتل باعتبارها “غير مبررة”، ودعا الجيش الإسرائيلي إلى إجراء “تغييرات جوهرية على الطريقة التي يعمل بها في الضفة الغربية، بما في ذلك تغييرات على قواعد الاشتباك”.

تظهر هذه الصورة العائلية غير المؤرخة التي قدمتها حركة التضامن الدولية في 6 سبتمبر، 2024، أيسينور إزغي إيغي من سياتل. (Courtesy of the Eygi family/International Solidarity Movement via AP)

وقال إن قوات الجيش الإسرائيلي غضت الطرف عندما هاجم المستوطنون المتطرفون الفلسطينيين، مستخدمين القوة المفرطة بأنفسهم، و”الآن قُتلت مواطنة أمريكية ثانية على أيدي قوات الأمن الإسرائيلية”.

وأضاف “هذا غير مقبول، ويجب أن يتغير. وسنوضح ذلك لأرفع أعضاء الحكومة الإسرائيلية”.

وأضاف “من الواضح أن هناك مشاكل خطيرة يجب التعامل معها، وسنحرص على التعامل معها”.

متحدثا في وقت لاحق للصحافيين في واشنطن، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن مقتل إيغي يبدو أنه كان حادثا.

وقال بايدن “يبدو أنه كان حادثا – لقد ارتدت [الرصاصة] عن الأرض، وأصيبت [الناشطة] بالصدفة”.

وقالت عائلة إيغي إنها ترفض تحقيقا تقوده إسرائيل ودعت البيت الأبيض في بيان صدر خلال نهاية الأسبوع “إلى الأمر بإجراء تحقيق مستقل في القتل غير القانوني لمواطنة أمريكية وضمان المساءلة الكاملة للأطراف المذنبة”.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين (على اليسار) يستمع إلى وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي خلال مؤتمر صحفي مشترك في غرفة لوكارنو بوزارة الخارجية والكومنولث والتنمية في لندن، الثلاثاء 10 سبتمبر، 2024. (AP Photo/Alberto Pezzali, Pool)

وجاءت حادثة القتل قبل يوم واحد من اختتام الجيش الإسرائيلي لعملية عسكرية استمرت عشرة أيام في شمال الضفة الغربية، والتي قال الجيش إنها أسفرت عن مقتل أكثر من 30 مسلحا. واستأنف الجيش الإسرائيلي عملياته في طولكرم يوم الثلاثاء.

في غضون ذلك، شهدت المنطقة تصعيدا في عنف المستوطنين. يوم الجمعة – وهو اليوم الذي قُتلت فيه ايغي – قُتلت فتاة تبلغ من العمر 13 عاما بعد إصابتها بطلق ناري بينما تواجدت في غرفتها، في قرية قريوت بمنطقة نابلس، عندما اقتحم مستوطنون مسلحون المنطقة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.

وذكرت القناة 12 أن رؤساء أجهزة الأمن الإسرائيلية حذروا مجلس الوزراء يوم الأحد من أن “ما يحدث في الضفة الغربية قد ينفجر في وجوهنا جميعا” ويحول انتباه القوات عن الحرب في غزة، التي اندلعت عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر وقتلوا نحو 1200 شخص واحتجزوا 251 آخرين كرهائن.

منذ السابع من أكتوبر، اعتقلت القوات الإسرائيلية نحو 5000 فلسطيني في أرجاء الضفة الغربية، بما في ذلك أكثر من 2000 من المنتمين إلى حماس.

قوات إسرائيلية تعمل في مدينة جنين بالضفة الغربية، 2 سبتمبر، 2024. (Emanuel Fabian/Times of Israel)

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، قُتل أكثر من 670 فلسطينيا في الضفة الغربية خلال تلك الفترة. ويقول الجيش الإسرائيلي إن الغالبية العظمى منهم كانوا مسلحين قُتلوا في تبادل لإطلاق النار، أو محتجين قُتلوا في اشتباكات مع القوات أو منفذي هجمات.

خلال نفس الفترة، قُتل 32 شخصا، بما في ذلك أفراد من القوات الإسرائيلية، في هجمات وقعت في إسرائيل والضفة الغربية. كما قُتل ستة أفراد آخرين من القوات الإسرائيلية في اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين في الضفة الغربية.

ساهمت في هذا التقرير وكالات.

اقرأ المزيد عن