الجيش الإسرائيلي والشاباك يعلنان مقتل العديد من كبار نشطاء حماس مع استمرار العملية في مستشفى الشفاء
رئيس الأركان هليفي يزور القوات ويشيد بالعملية "الناجحة جدا" في المستشفى، مع استمرار المعارك في غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) يوم السبت أن أربعة من كبار نشطاء حماس قُتلوا على يد القوات في مستشفى الشفاء بمدينة غزة في الأيام الأخيرة.
وداهمت القوات المباني في مجمع المستشفى، في أعقاب معلومات استخباراتية تشير إلى أن كبار المسؤولين في الحركة متحصنون هناك. ولقد تم إلقاء القبض على المئات من العناصر المسلحة وقُتل أكثر من 200 آخرين في تبادل إطلاق النار على مدار أيام في المجمع.
في إحدى الحوادث، قال الجيش الإسرائيلي إن قوات من وحدة “شاييطت 13” التابعة لسلاح البحرية، وكتيبة “شاكيد” التابعة للواء “غفعاتي” ووحدة “دوفديفان” واجهت وقتلت مجموعة من نشطاء حماس المسلحين الذين خرجوا من غرفة الطوارئ في مستشفى الشفاء.
وكان من بينهم القيادي الكبير في حماس رائد ثابت – الذي قال الجيش الإسرائيلي يوم الخميس إنه كان قائدا لوحدة التجنيد وشراء الإمدادات في الحركة – ومحمود خليل زقزوق، الذي يقول الجيش الإسرائيلي إنه نائب قائد وحدة الصواريخ التابعة لحماس في مدينة غزة.
في حادثة أخرى، قتلت قوات الاستطلاع التابعة للواء “ناحل” قيادييّن بارزيّن في حماس هما فادي دويك وزكريا نجيب خلال مطاردة في قسم الولادة في الشفاء، وفقا للجيش الإسرائيلي.
ويقول الجيش الإسرائيلي والشاباك إن دويك كان عضوا بارزا في قسم المخابرات في حماس. ولقد نفذ هجوم إطلاق نار في عام 2002 في مستوطنة أدورا بالضفة الغربية، مما أسفر عن مقتل أربعة إسرائيليين، وتم نفيه إلى قطاع غزة في صفقة شاليط عام 2011 مع حماس، والتي أطلقت فيها إسرائيل سراح 1027 أسيرا أمنيا فلسطينيا مقابل الافراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليط.

ويقول مسؤولون دفاعيون إنه في غزة، واصل دويك دعم الهجمات في الضفة الغربية. وكان نجيب، وفقا للجيش الإسرائيلي والشاباك، ناشطا كبيرا في ما يسمى بمقر حماس في الضفة الغربية، ومكلفا بدعم الهجمات ضد إسرائيل من الضفة الغربية.
وهو متهم بالتورط في عملية اختطاف وقتل نحشون فاكسمان عام 1994، وتم إطلاق سراحه أيضا في صفقة شاليط عام 2011.
وقال الجيش الإسرائيلي إن مسلحين آخرين من حماس قُتلوا على يد القوات داخل المستشفى وفي محيطه، مضيفا أن القوات ضبطت أسلحة ووثائق استخباراتية.
وأشاد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي، بالعملية الجارية في مستشفى الشفاء خلال زيارة للمركز الطبي يوم الجمعة.
وقال هليفي للقوات “على مدى أسبوعين تقريبا، كانت [العملية] ناجحة جدا، وهذه عملية … [يكون] التخطيط لها في الحرب، والقيام بها في الحرب، وتنفيذها بشكل صحيح في الحرب، [أمرا] معقد جدا”
وتابع قائلا “حتى الآن [كانت هناك] إنجازات عظيمة جدا … لا يمكن لأحد إلغاء [آثار] هذا العدد الكبير من الإرهابيين المعتقلين، وهذا العدد الكبير من الإرهابيين القتلى، وهذا العدد الكبير من كبار الشخصيات”.
وقال هليفي إن العملية “حققت هدفها”، لكنه أضاف أنها ستستمر “بشكل كامل حتى يتم الإعلان عن الانتهاء منها”.

أعلنت وزارة الصحة التي تسيطر عليها حماس في غزة يوم السبت أن 32,705 أشخاص على الأقل قُتلوا في القطاع خلال أكثر من خمسة أشهر من الحرب بين إسرائيل والحركة الفلسطينية.
وقال بيان للوزارة إن الحصيلة تشمل ما لا يقل عن 82 قتيلا خلال الـ 24 ساعة الماضية، مضيفا أن 75,190 شخصا أصيبوا في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في أعقاب الهجوم المدمر الذي قادته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.
الأرقام الصادرة عن الوزارة التي تديرها حماس، والتي لم يتم التحقق منها، لا تفرق بين المقاتلين والمدنيين، ويُعتقد أنها تشمل أيضا الفلسطينيين الذين قُتلوا بصواريخ خاطئة أطلقها المسلحون الفلسطينيون، وتقول إسرائيل إن من بين القتلى هناك حوالي 13 ألف مسلح.
في وقت سابق السبت قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن خمسة أشخاص قُتلوا وأصيب العشرات في إطلاق نار وتدافع خلال توزيع مساعدات في شمال غزة.

وقالت وكالة “فرانس برس” إن لديها لقطات فيديو لقافلة من الشاحنات تتحرك بسرعة عبر أنقاض محترقة بالقرب من نقطة التوزيع في ظلام دامس قبل الفجر بينما يصرخ الناس ويتردد صدى إطلاق النار – الذي كان بعضه طلقات تحذيرية، وفقا لما نقلته فرانس برس عن شهود لم تذكر أسمائهم.
وقال الهلال الأحمر إن الحادث وقع بعد أن تجمع آلاف الأشخاص في انتظار وصول حوالي 15 شاحنة من الدقيق والمواد الغذائية الأخرى، والتي كان من المفترض أن يتم تسليمها في دوار الكويت بمدينة غزة، شمال القطاع.
وكان الدوار مسرحا للعديد من حوادث توزيع المساعدات الفوضوية والمميتة، بما في ذلك الحادث المميت الذي وقع في 23 مارس وأثار انتقادات دولية شديدة.
وأفاد شهود عيان وكالة فرانس برس بأن أهالي غزة الذين كانوا يشرفون على توزيع المساعدات أطلقوا النار في الهواء، لكن القوات الإسرائيلية في المنطقة أطلقت النار أيضا فيما صدمت بعض الشاحنات أفرادا كانوا يحاولون الحصول على مواد غذائية.
وأفاد الجيش الإسرائيلي وكالة فرانس برس بأن “ليس لديه بلاغ عن الحادثة المذكورة”.
وفي حي الأمل بخان يونس بجنوب غزة، قال الجيش الإسرائيلي إن قوات من لواء غفعاتي قتلت عددا من المسلحين، من بينهم بعض الذين حاولوا مهاجمتها بعبوات ناسفة.
ونفذ سلاح الجو الإسرائيلي عشرات الضربات في أنحاء غزة خلال اليوم الماضي، معظمها في منطقتي الأمل والقرارة، والتي قال الجيش إنها نُفذت لدعم القوات البرية المناورة.
وقصف سلاح الجو أيضا ثلاثة مداخل أنفاق في منطقة تم منها إطلاق صواريخ على كيبوتس كيسوفيم يوم الجمعة، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي.
في غضون ذلك، في وسط غزة، قال الجيش الإسرائيلي إن قوات من لواء ناحل قتلت عددا من المسلحين خلال اليوم الماضي.
وفي إحدى الحوادث، قال الجيش إن قوات ناحل رصدت خلية قامت بتحريك أسلحة، واستدعت القوات غارة بطائرة مسيرة ضد الخلية. وشوهدت انفجارات ثانوية كبيرة بعد الغارة، وفقا للجيش الإسرائيلي. وفي وقت لاحق قصفت طائرة مقاتلة المبنى الذي شوهدت الخليه وهي تغادره.

وقصفت طائرات مسيرة خليتين أخريين لحماس في شمال غزة بعد أن تم التعرف عليها من قبل فوج المدفعية 215. وفي وقت لاحق قصفت طائرات مقاتلة أيضا مبنى استخدمه هؤلاء المسلحون، بحسب الجيش.
يوم الجمعة، أعلن الجيش مقتل جندي خلال القتال في منطقة خان يونس. القتيل هو الرقيب أول ألون كودرياشوف (21 عاما)، وهو مقاتل في وحدة “إيغور” التابعة للواء الكوماندوز، من مدينة موديعين.

وبمقتله يرتفع عدد الجنود الذين قُتلوا في الهجوم البري الإسرائيلي ضد حماس إلى 254.
قُتل كودرياشوف وأصيب 16 جنديا آخر من وحدة إيغوز، من بينهم ستة في حالة خطيرة، بعد أن أطلق أحد مقاتلي حماس قذيفة آر بي جي على مبنى استُخدم كمعسكر بالقرب من مستشفى ناصر، وفقا لتحقيق الجيش الإسرائيلي.
ونشرت حماس لقطات للحادث صباح الجمعة، تظهر إطلاق مقاتليها قذيفة آر بي جي على المبنى الذي كانت تعمل فيه قوات إيغوز.
وتم نقل جميع الجنود الجرحى إلى المستشفيات.
#شاهد.. استهداف مجموعة من جنود الاحتلال تحصنت داخل منزل بقذيفة "TBG" في محيط مستشفى ناصر غرب مدينة خانيونس #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/Y3f11VA5MR
— Newpress | نيو برس (@NewpressPs) March 29, 2024
اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر عندما تسلل مسلحو حماس إلى إسرائيل، فقتلوا ما يقرب من 1200 شخص، أغلبهم من المدنيين، واختطفوا 253 آخرين. وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس وتأمين إطلاق سراح الرهائن. ويقول الجيش إن هناك 130 شخصا مختطفين من إسرائيل في أسر حماس، بما في ذلك ما يقرب من ثلاثين شخصا قُتلوا في 7 أكتوبر أو أثناء احتجازهم كرهائن ولا يزال المسلحون في غزة يحتجزون رفاتهم.
وبدا أن المحادثات من أجل هدنة مؤقتة وإطلاق سراح الرهائن أحرزت تقدما في وقت سابق من الأسبوع، لكنها انهارت بعد أن رفضت حماس حلا وسطا، قائلة إنها لن توافق إلا على نهاية دائمة للحرب والانسحاب الكامل للقوات من غزة. وبُذلت جهود لاستئناف المحادثات يوم الجمعة.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية لوكالة “رويترز” يوم الجمعة إن الحرب المستمرة خلقت أيضا أزمة إنسانية في غزة لأن المجاعة تشكل خطرا و”من المحتمل جدا” أن تكون موجودة في بعض المناطق على الأقل في شمال غزة.
وأضاف المسؤول أن ندرة الشاحنات تمثل عقبة أمام إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع المكتظ بالسكان والذي تضرر بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس.
واعترضت إسرائيل يوم الجمعة على تقرير صدر مؤخرا عن الأمم المتحدة حول الوضع الإنساني في غزة، ذكر أن المجاعة وشيكة ومن المرجح أن تحدث بحلول شهر مايو في شمال غزة، وبحلول يوليو في أجزاء أخرى من القطاع.
بالإضافة إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن إسرائيل ستواصل البحث عن طرق جديدة لتسهيل دخول المزيد من المساعدات إلى غزة بعد أن أمرتها محكمة العدل الدولية بزيادة توفير السلع الإنسانية الأساسية لقطاع غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ليئور حيات في بيان نشره على منصة X: “ستواصل إسرائيل تعزيز المبادرات الجديدة، وتوسيع المبادرات القائمة، من أجل تمكين وتسهيل تدفق المساعدات إلى قطاع غزة بطريقة مستمرة وواسعة النطاق، عبر البر والجو والبحر، بالتعاون مع هيئات الأمم المتحدة وشركاء آخرين في المجتمع الدولي”.
وأضاف “يشمل ذلك الجهود الجارية لزيادة حجم هذه المساعدات ووسائل الوصول إليها على الرغم من التحديات العملياتية على الأرض وجهود حماس النشطة والبغيضة للاستيلاء على المساعدات وتخزينها وسرقتها”.