إسرائيل في حالة حرب - اليوم 491

بحث

الجيش الإسرائيلي: مقتل أكثر من 170 مسلحا واعتقال 800 آخرين في عملية مستشفى الشفاء المستمرة

القوات تعثر على بنية تحتية للفصائل المسلحة وأسلحة في المركز الطبي؛ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يقول أن المنشأة أصبحت غير قابلة للوصول؛ سلاح الجو الإسرائيلي يقصف 35 موقعا في أنحاء القطاع خلال اليوم الماضي

جنود إسرائيليون يعملون في منطقة مستشفى الشفاء في مدينة غزة، في صورة منشورة في 23 مارس، 2024. (Israel Defense Forces)
جنود إسرائيليون يعملون في منطقة مستشفى الشفاء في مدينة غزة، في صورة منشورة في 23 مارس، 2024. (Israel Defense Forces)

أعلن الجيش الإسرائيلي يوم السبت أنه “قتل أكثر من 170 مسلحا واعتقل 800 مشتبه به خلال عمليته مستمرة ضد حركة حماس في مستشفى الشفاء بمدينة غزة”.

خلال العملية، التي بدأت فجر الإثنين وتقودها وحدة الكوماندوز “شاييطت 13” التابعة لسلاح البحرية واللواء 401 مدرع، قال الجيش إن القوات عثرت على بنى تحتية تابعة للفصائل المسلحة ومخابئ للأسلحة.

بحسب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسسوس، فإن الوصول إلى المركز الطبي أصبح غير ممكن بسبب القتال.

على مواقع التواصل الاجتماعي، شارك تيدروس رواية مروعة لطبيب هناك، الذي قال إن مريضين موضوعين على أجهزة دعم الحياة توفيا بسبب نقص الكهرباء، بينما هناك آخرون في حالة حرجة ممددون على الأرض.

وكتب تيدروس إن “هذه الظروف غير انسانية على الإطلاق. ندعو إلى الإنهاء الفوري للحصار”.

ينص القانون الدولي على أنه في حين أن المنشآت الطبية هي مواقع محمية، فإنها تفقد هذا الوضع إذا تم استخدامها لنشاط عسكري، وهو ما تزعم إسرائيل أن حماس فعلته على نطاق واسع.

في غضون ذلك، قال الجيش أنه خلال اليوم الماضي، قصف سلاح الجو الإسرائيلي 35 موقعا في أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك غرف قيادة وبنى تحتية أخرى تابعة للفصائل المسلحة.

في وسط غزة، قال الجيش إن قوات لواء “ناحل” قتلت حوالي 15 مقاتلا خلال “قتال كثيف”.

وفي القرارة بجنوب غزة، قال الجيش إن اللواء السابع المدرع وجه غارات جوية ضد مقاتليّن ومبنى استخدمته حماس وسط عملياته المستمرة في المنطقة القريبة من خان يونس.

وأفادت وزارة الصحة في غزة في حصيلة أولية فجر السبت عن مقتل 67 فلسطينيا آخرا خلال الليل، من ضمنهم 10 في غارة على منزل شمال مدينة غزة. ولا يمكن التحقق من هذه الأعداد بشكل مستقل.

في جنازة لعائلة بربخ في مدينة خان يونس بجنوب القطاع يوم الجمعة، رثى أقارب العائلة الخسائر في الأرواح التي يبدو وكأن لا نهاية لها.

وقالت تركية بربخ: “في بداية الحرب، فقدت ابن اختي والآن شقيقتي وزوجها وأطفالها. لقد هلكت الأسرة بأكملها تقريبا… إلى متى علينا تحمل هذا؟”

شاب فلسطيني يخرج بطانية من أنقاض شقة قصفتها الطائرات الإسرائيلية في رفح بجنوب قطاع غزة، 22 مارس، 2024. (SAID KHATIB / AFP)

يوم الأحد، وصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى مصر، حيث يعتزم لقاء عاملي مساعدات على الجانب المصري من رفح، على الجانب الآخر من الحدود مباشرة لجأ 1.5 مليون فلسطيني للاحتماء في المدينة.

وأصبحت مسألة الهجوم البري على مدينة رفح موضع خلاف بين إسرائيل وواشنطن.

يوم الجمعة، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: “ليس لدينا طريقة لهزيمة حماس دون الدخول إلى رفح والقضاء على الكتائب المتبقية هناك”.

وقال نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي سيقوم بإخلاء المدنيين إلى مناطق شمال رفح قبل بدء العملية وقد وافق على خطط الجيش للهجوم.

لكن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال إن غزو رفح “ليس هو السبيل لتحقيق” هذا الهدف، وحذر بشدة من أن دخول المدينة سيخاطر بسقوط المزيد من القتلى في صفوف المدنيين، وتقويض المساعدات الإنسانية، والمخاطرة بمزيد من العزلة لإسرائيل وتعريض أمنها ومكانتها الدولية للخطر.

ويقول المسؤولون الأميركيون إن عدد المساعدات التي يتم تسليمها عبر البر يحتاج إلى زيادة سريعة، كما يجب أن تستمر المساعدات على مدى فترة طويلة. وتقول إسرائيل إنها لا تقيد المساعدات، وألقت باللوم في تدهور الوضع الإنساني على فشل وكالات الإغاثة في توزيع الإمدادات.

وكتب وزير الخارجية الأمريكي على منصة X بعد لقاء نتنياهو يوم الجمعة: “لدينا نفس أهداف إسرائيل: هزيمة حماس. في الأسبوع المقبل سأجتمع مجددا مع مسؤولين إسرائيليين في واشنطن لمناقشة طريقة مختلفة يمكننا من خلالها تحقيق هذا الهدف”.

وكتب السيناتور الديمقراطي جون فيترمان على منصة X، ردا على تصريح بلينكن بأن إسرائيل ستصبح معزولة: “لا أوافقك الرأي على الإطلاق. لا ينبغي لإسرائيل أن تواجه العزلة عندما لا يزال إرهابيو حماس موجودين ويختبئون خلف المدنيين”.

وأضاف فيترمان، الذي يعد من أشد المؤيدين لإسرائيل منذ اندلاع الحرب، “حماس تتحمل مسؤولية هذه الكارثة الانسانية وعليها الاستسلام وإطلاق سراح الرهائن الآن، أو أن يتم القضاء عليها”.

رد فعل السيناتور الديمقراطي جون فيترمان (ديمقراطي من ولاية بنسلفانيا) على سؤال من الحصفيين في 22 مارس 2024 في واشنطن العاصمة. (Nathan Howard / GETTY IMAGES NORTH AMERICA / Getty Images via AFP)

في غضون ذلك، توجه رئيس الموساد دافيد برنياع إلى قطر لإجراء مفاوضات مع رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) ويليام بيرنز ومسؤولين قطريين ومصريين يوم الجمعة.

ويسعى الوسطاء إلى تأمين إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين محتجزين لدى إسرائيل وتسليم المزيد من إمدادات الإغاثة.

اندلعت الحرب في غزة بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر، والتي شهدت اقتحام حوالي 3000 مسلح الحدود إلى إسرائيل عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.

وتعهدت إسرائيل بتدمير حماس، وشنت حملة عسكرية واسعة في غزة، بهدف تدمير الحركة وإعادة الرهائن. وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 32 ألف فلسطيني قُتلوا منذ اندلاع الحرب. العدد الذي لم يتسن التحقق منه لا يفرق بين المقاتلين والمدنيين ويُعتقد أنه يشمل الفلسطينيين الذين قُتلوا بسبب صواريخ طائشة أطلقتها الفصائل الفلسطينية وما لا يقل عن 13 ألف مقاتل تقول إسرائيل إنها قتلتهم في المعارك. كما تقول إسرائيل أيضا إنها قتلت حوالي 1000 مسلح داخل أراضيها في 7 أكتوبر.

وما زال أكثر من نصف الرهائن الذين اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر في غزة، بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر. وتم إطلاق سراح عدد آخر في ظروف أخرى، كما تم استعادة جثث البعض الآخر. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 33 من المختطفين حيث لا تزال جثثهم محتجزة لدى حماس، مستندا إلى معلومات استخباراتية ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة.

اقرأ المزيد عن