إسرائيل في حالة حرب - اليوم 374

بحث

الجيش الإسرائيلي: لدينا ما يكفي من الأسلحة لرفح؛ ونتنياهو يقول “سنقاتل بأظافرنا” إذا لزم الأمر

الوزير في كابينت الحرب غانتس يرد على الانتقادات الموجهة لواشنطن ويشيد بجهودها لدعم إسرائيل خلال الحرب؛ الوفود تغادر القاهرة مع انتهاء المحادثات الأخيرة بشأن صفقة الرهائن

دخان يتصاعد من الغارات الإسرائيلية على رفح في جنوب قطاع غزة، 9 مايو، 2024. (AFP)
دخان يتصاعد من الغارات الإسرائيلية على رفح في جنوب قطاع غزة، 9 مايو، 2024. (AFP)

أكد الجيش الإسرائيلي يوم الخميس أن لديه ما يكفي من الذخائر لمهامه المخطط لها، بعد أن هدد الرئيس الأمريكي جو بايدن بتجميد بعض شحنات الأسلحة إذا شنت إسرائيل هجوما مخططا له في رفح بجنوب غزة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هغاري، ردا على سؤال في مؤتمر صحفي إن “جيش الدفاع لديه أسلحة للمهام التي يخطط لها، بما في ذلك المهام في رفح”.

وفي حين اتفق بعض المعلقين على أن الجيش لديه على الأرجح الذخائر اللازمة لشن هجوم على رفح، فقد يكون من الصعب عليه مواجهة حزب الله إذا تطور الصراع في الشمال إلى حرب شاملة واستمرت واشنطن في تعليق إرسال الذخائر.

في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في أول رد مباشر له يوم الخميس على تحذيرات بايدن، إنه إذا كان على إسرائيل “الوقوف بمفردها، فسنقف وحدنا”.

وقال: “خلال حرب الاستقلال قبل 76 عاما، كنا قلة ضد الكثيرين، ولم تكن لدينا أسلحة، وكان هناك حظر توريد أسلحة على إسرائيل، لكن بقوة الروح والشجاعة والوحدة في داخلنا – انتصرنا”.

“اليوم نحن أقوى بكثير. ونحن مصممون ومتحدون على هزيمة عدونا وأولئك الذين يسعون إلى تدميرنا… إذا اضطررنا لذلك، فسنقاتل بأظافرنا. لكن لدينا ما هو أكثر بكثير من مجرد الأظافر”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، 9 مايو، 2024. (GPO Screenshot)

تقتصر عملية الجيش الإسرائيلي في رفح حتى الآن على الضواحي الشرقية للمدينة والمعبر الحدودي مع مصر. وفي المدينة نفسها، يُعتقد أن أكثر من مليون فلسطيني يحتمون بها. وقد عرضت الولايات المتحدة دعما فاترا للعملية المحدودة الرامية إلى إخراج حماس من منطقة معبر رفح، لكنها حذرت من أن موقفها قد يتغير إذا اتسع نطاق الهجوم أو إذا تمت إعاقة تسليم المساعدات الإنسانية لفترة طويلة.

يوم الأربعاء، أكد البيت الأبيض تعليق تسليم القنابل التي تزن 2000 و500 رطل بسبب مخاوف من أن يستخدمها الجيش الإسرائيلي في رفح ذات الكثافة السكانية العالية، كما فعل في أجزاء أخرى من غزة.

وقال هغاري “لقد قدمت الولايات المتحدة حتى الآن المساعدة الأمنية لدولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي بطريقة غير مسبوقة خلال الحرب”.

وسلط الضوء على التنسيق بين الجيشين، وقال إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي يتحدث بانتظام مع رئيس القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل إريك كوريلا.

الرئيس الأمريكي جو بايدن يتحدث إلى شبكة CNN في 8 مايو، 2024.(CNN screenshot: used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

وقال هغاري: “حتى عندما تكون هناك خلافات بيننا، فإننا نحلها خلف الأبواب المغلقة. لدى إسرائيل مصالح أمنية، لكننا ندرك أيضا مصالح الولايات المتحدة، وهذه هي الطريقة التي سنواصل بها العمل”.

في مقابلة أجرتها معه شبكة CNN مساء الأربعاء، أعلن بايدن أن إدارته ستتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلحة الهجومية إذا شنت اجتياحا بريا شاملا على المناطق المأهولة بالسكان في رفح كجزء من حملتها للإطاحة بحماس.

وقال بايدن: “لقد أوضحت لبيبي (رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو) والمجلس الحربي أنهم لن يحصلوا على دعمنا إذا ذهبوا إلى هذه المراكز السكانية”.

وكانت هذه أشد تعليقات علنية لبايدن حتى الآن بشأن هذه المسألة، مع تزايد القلق في الإدارة من أن إسرائيل لا تخطط للاستجابة للتحذيرات الأمريكية بشأن شن هجوم كبير تخشى أنه لا يأخذ في الاعتبار حوالي 1.5 مليون فلسطيني يحتمون في المدينة.

بالإضافة إلى التحذيرات من واشنطن، ذكرت أخبار القناة 12 يوم الخميس أن قادة الأمن الإسرائيليين يعتقدون أنه يجب على البلاد التخطيط لمن سيحكم غزة بعد الحرب قبل إطلاق عملية موسعة في المدينة. التقرير لم يشر إلى مصدر.

بصرف النظر عن الوثيقة التي تعهد فيها بتعيين “مسؤولين محليين” غير مرتبطين بالإرهاب لإدارة الخدمات في القطاع بدلا من حماس، قام نتنياهو بتأجيل مناقشات المجلس الوزاري الأمني المصغر بشأن ما يسمى “اليوم التالي” للحرب، ربما خوفا من أن يؤدي ذلك إلى إلى انقسامات في ائتلافه اليميني المتشدد.

وقال مراسل الشؤون العسكرية للقناة 12، نير دفوري، يوم الخميس إن مسؤولين أبلغوه أن موقف إسرائيل هو أنها ستمضي قدما في العملية في رفح حتى بدون دعم أمريكي، وأن ذلك تم توضيحه لواشنطن في الأيام الأخيرة.

فلسطينيون يحملون أثاثهم في شاحنات ويهربون من شرق مدينة رفح، في جنوب قطاع غزة، في 9 مايو، 2024. (Abed Rahim Khatib/Flash90)

وقوبل تحذير بايدن يوم الخميس بإدانات من قبل العديد من السياسيين الإسرائيليين. وذهب وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير إلى أبعد من أي مسؤول آخر عندما كتب على منصة X أن “حماس [تحب] بايدن”، مستخدما إيموجي قلب.

ردا على ردود الفعل السلبية تجاه واشنطن، انتقد الوزير في كابينت الحرب بيني غانتس الهجمات على الولايات المتحدة من قبل وزراء الحكومة.

وقال غانتس في بيان لم يذكر فيه أحد بالاسم إن “الولايات المتحدة وقفت إلى جانب إسرائيل في أصعب أوقاتها، والهجمات عليها من قبل وزراء غير مسؤولين هي جحود مقصود لأغراض داخلية ونابع من اعتبارات سياسية”.

وتعليقا على إنذار بايدن، قال غانتس إنه يعتقد أن شحنات الأسلحة الحيوية ستستمر.

وأضاف: “إسرائيل ملزمة أخلاقيا وأمنيا بمواصلة القتال لإعادة رهائننا وإزالة تهديد حماس من جنوب البلاد، والولايات المتحدة ملزمة أخلاقيا واستراتيجيا بتزويد إسرائيل بالأدوات اللازمة لهذه المهمة”.

أرشيف: الوزير في كابينت الحرب بيني غانتس يعقد مؤتمرا صحفيا في الكنيست بالقدس، 3 أبريل، 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

انتهاء المحادثات بشأن الهدنة والرهائن في القاهرة

وسط الوعود بمواصلة الهجوم في رفح، غادر وفدا إسرائيلي وحماس محادثات غير مباشرة بشأن الهدنة والرهائن في القاهرة في وقت سابق من يوم الخميس، وفقا لتقارير إعلامية. وقبل مغادرتهم، كتب المفاوضون الإسرائيليون اعتراضاتهم المحددة على الوثيقة التي أصدرتها حماس ليلة الاثنين والتي زعمت فيها أنها قبلت الصفقة.

وقالت القناة 12 إن مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز غادر المنطقة أيضا وعاد إلى الولايات المتحدة.

ونقلت قناة “القاهرة” المصرية عن مصدر مصري قوله إن جهود الوسطاء المصريين والقطريين والأمريكيين “مستمرة ة لتقريب وجهات النظر بين الجانبين”.

ومع ذلك، ذكرت القناة 12 أن الجولة الحالية من المحادثات، على الأقل، قد انتهت. وقالت القناة إن الزعماء الإسرائيليين انتقدوا خلال محادثاتهم مع بيرنز يوم الأربعاء رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لمواصلة محادثات القاهرة في أعقاب ما وصفوه بشروط حماس غير المقبولة، قائلين إن وجوده يخاطر بخلق انطباع غير صحيح بأن وثيقة حماس يمكن أن تكون بمثابة أساس من أجل التقدم.

الشروط التي أعلنت حماس يوم الإثنين أنها قبلتها تختلف في جوانب رئيسية عديدة عن الاقتراح الذي وافقت عليه إسرائيل ووصفته الولايات المتحدة بأنه “سخي للغاية”، حيث ادعى مسؤولون في الحركة أن الصفقة ستؤدي إلى إنهاء الحرب. ومع ذلك، قالت إسرائيل مرارا إنها لن تقبل أي صفقة تتضمن إنهاء الحرب، وأنها تعتزم استئناف حملتها لتدمير حماس بمجرد تنفيذ أي اتفاق.

ومن بين الخلافات بين الجانبين: اقتراح حماس ينص على إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية، أحياء أو أموات، في حين أن النص الإسرائيلي يطالب بإطلاق سراح سراح 33 رهينة أحياء؛ اقتراح حماس يزيل حق النقض الذي طالبت به إسرائيل بشأن إطلاق سراح بعض الأسرى الأمنيين الفلسطينيين، ويزيد عدد الأسرى الأمنيين الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم؛ وينص اقتراح حماس على حرية الحركة لسكان غزة للسماح لهم بالعودة إلى شمال القطاع، دون الخضوع لفحوصات أمنية كما تطالب إسرائيل لمنع مسلحي حماس من العودة.

ويغير اقتراح حماس أيضا مواعيد إطلاق سراح الرهائن ضمن المراحل، وبعض التفاصيل المتعلقة بانسحاب القوات الإسرائيلية. كما تطالب الحركة بالإفراج عن جميع الأسرى الأمنيين الذين تم إطلاق سراحهم في صفقة شاليط عام 2011 وتم إعادة اعتقالهم منذ ذلك الحين.

تجدر الإشارة إلى أن حماس قالت ليل الإثنين إنها تعتبر نفسها قبلت شروط إنهاء الحرب، في حين أن النص الذي حظي بدعم إسرائيل ورد حماس يشيران إلى استعادة “الهدوء المستدام”. وفي فقرة تمهيدية، يقول نص حماس إن “الاتفاق الإطاري يهدف إلى … العودة إلى الهدوء المستدام وبما يحقق وقف إطلاق النار الدائم”.

ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد

اقرأ المزيد عن