الجيش الإسرائيلي: لا يوجد حصار على مستشفى الشفاء وسنساعد في نقل الأطفال إلى بر الأمان
المتحدث يؤكد أن حماس تفقد السيطرة مع إخلاء حوالي 200 ألف شخص لشمال القطاع؛ مقتل أربعة جنود إسرائيليين في انفجار فتحة نفق مفخخ
مع استمرار القتال بين إسرائيل وحركة حماس يوم السبت في شمال غزة، بما في ذلك بالقرب من أكبر مستشفى في القطاع، نفى الجيش الإسرائيلي مزاعم الفلسطينيين بأن المستشفى كان تحت الحصار أو أن من بداخله محاصرون، بينما أكد أن القوات تواصل تحقيق إنجازات ضد حماس على الأرض.
وقال الجيش أيضا إن العاملين في مستشفى الشفاء طلبوا منه المساعدة في نقل الأطفال في قسم الأطفال إلى مستشفى أكثر أمانا، وسيفعل ذلك يوم الأحد.
وأعلن الجيش أن خمسة جنود آخرين قُتلوا في القتال، ليصل عدد القتلى في العملية البرية الإسرائيلية في القطاع إلى 42.
وقال الناطق بلسان الجيش دانيئل هغاري في مؤتمر صحفي مساء السبت أن القوات البرية، بدعم جوي وبحري، تعمل على “تعميق” العمليات في حي الشاطئ بمدينة غزة.
وقال إن حماس تفقد السيطرة على شمال غزة، حيث يقوم المدنيون بإخلاء المنطقة “ضد تعليمات” الحركة، وأشار إلى أن حوالي 200 ألف شخص غادروا شمال القطاع في الأيام الثلاثة الماضية وحدها.
ونفى التقارير التي تفيد بأن الجيش الإسرائيلي قصف مستشفى الشفاء وكان يحاصر ويضرب مستشفيات غزة، قائلا إن الجيش لا يضرب المستشفيات. بل قال: “نحن نقاتل الإرهابيين الذين اختاروا القتال من مكان قريب من مستشفى الشفاء”.
وقال هغاري: “لقد كان هناك الكثير من المعلومات الخاطئة من غزة اليوم. لذلك أريد توضيح الحقائق. لا يوجد حصار، وأكرر لا يوجد حصار، على مستشفى الشفاء. إن الجانب الشرقي من المستشفى مفتوح للمرور الآمن لسكان غزة الذين يرغبون في مغادرة المستشفى” مضيفا أن الجيش سيواصل السماح للمرضى والعاملين في مستشفيات غزة، وجميع غير المقاتلين في شمال غزة، بالإخلاء إلى الجنوب.
وتابع قائلا: “نحن نتحدث بشكل مباشر ومنتظم مع موظفي المستشفى”، مضيفا أن “طاقم مستشفى الشفاء طلب أن نساعد الأطفال في قسم الأطفال غدا للوصول إلى مستشفى أكثر أمانا. وسنقدم المساعدة اللازمة”.
وقالت إسرائيل إن حماس تستخدم المنشأة الطبية كقاعدة مركزية للعمليات، مع وجود بعض المرافق الموجودة فوق الأرض وشبكة من الأنفاق ومراكز القيادة تحتها.
"There is no shooting at the hospital and there is no siege.
The East Side of the hospital remains open."Head of the #GazaCLA Col. Moshe Tetro explains the situation at the Al-Shifa Hospital in Gaza. pic.twitter.com/mFtKbc7Tde
— COGAT (@cogatonline) November 11, 2023
في وقت سابق من اليوم، ، قالت منظمة أطباء لحقوق الإنسان-إسرائيل إن طفلين خدّجين توفيا في مستشفى الشفاء بسبب انقطاع التيار الكهربائي، نقلا عن أطباء هناك.
وقال مدير مستشفى الشفاء إن المستشفى انقطعت عنه الكهرباء تماما بسبب نفاد الوقود من المولد الأخير.
وقال محمد أبو سلمية، مدير مستشفى الشفاء، لوكالة “أسوشييتد برس”، متحدثا عبر الهاتف وسط أصوات إطلاق النار والانفجارات، “لا توجد كهرباء. توقفت الأجهزة الطبية. بدأ المرضى، وخاصة أولئك الذين في العناية المركزة، بالموت”.
وقال هغاري في مؤتمره الصحفي مساء السبت: “هناك شيء يجب ألا ينساه العالم، ولن ندع العالم ينساه. تحتجز حماس 239 رهينة من الرجال والنساء والأطفال وكبار السن والأطفال – ولا تنسوا الأطفال – لمدة 36 يوما. هذه جريمة ضد الإنسانية”.
احتمى آلاف المدنيين في مجمع الشفاء في الأسابيع الأخيرة، لكن الكثيرين فروا يوم الجمعة مع اقتراب القوات الإسرائيلية منه وتوسيع الجيش الإسرائيلي الوصول إلى طرق الإخلاء الآمنة إلى الجنوب، حيث الغارات الجوية أقل.
يوم السبت، قال الجيش الإسرائيلي أنه قتل قياديا في حماس “احتجز حوالي 1000 من سكان غزة كرهائن في مستشفى الرنتيسي”، ومنعهم من الإخلاء من الجزء الشمالي من القطاع.
وقال الجيش في بيان أنه في أعقاب المعلومات الاستخباراتية التي جمعها جهاز الأمن العام (الشاباك) وشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وجهت قوات لواء “غفعاتي” طائرة مقاتلة لضرب أحمد صيام، قائد سرية ناصر رضوان التابعة لحماس.
وأن صيام قُتل أثناء اختبائه في مدرسة البراق في مدينة غزة، إلى جانب نشطاء آخرين من حماس تحت قيادته.
وذكرت تقارير فلسطينية أن انفجار يوم الجمعة أدى إلى مقتل 50 شخصا، من بينهم حفيدة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. ولم يتسن التحقق من الحصيلة بشكل مستقل. المدارس في غزة غير نشطة حاليا ولم يكن من الواضح من كان في المجمع.
مقتل خمسة جنود
أعلن الجيش يوم السبت مقتل خمسة جنود اليوم السابق، جميعهم كانوا من جنود الاحتياط: الميجور (احتياط) موشيه يديديا لايتر (39 عاما)؛ المساعد (احتياط) يوسي حاييم هرشكوفيتس (44 عاما)؛ المساعد أول (احتياط) متان مئير (38 عاما)؛ المساعد أول (احتياط) سيرغي شميركين (32 عاما)؛ المساعد أول (احتياط) نتانئيل هاروش (34 عاما)
قُتل أربعة منهم من الكتيبة 697 التابعة للواء 551، جراء انفجار نفق مفخخ بجوار مسجد في منطقة بيت حانون. ولم تكن القوات داخل النفق عندما انفجر.
كان هيرشكوفيتش مديرا لمدرسة “بيليخ” للبنين في القدس. وأشاد به المربون والمربيات في القدس في بيان لهم باعتباره شخصية متعددة الصفات والأنشطة وقائدا تربويا، وأشاروا إلى أنه كان “يقاتل في الجنوب منذ اليوم الأول”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات الفرقة 551 لا تزال تقاتل في منطقة بيت حانون، مما أسفر عن مقتل العديد من مقاتلي حماس أثناء قيامهم بوضع الأسلحة داخل المواقع المدنية. وأضافت أن الجنود عثروا على ذخيرة وعبوات ناسفة في روضة أطفال ودمروها، بالإضافة إلى عدة أنفاق داخل مبان سكنية ومجمعات عسكرية. كما عثرت القوات على خرائط ومواد استخباراتية من مواقع عسكرية تابعة لحماس.
IDF troops of its 551st Reserve Brigade are still fighting in the Beit Hanoun area of northern Gaza, while locating weaponry within civilian sites. pic.twitter.com/qxqdj5t53d
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) November 11, 2023
وقال الجيش إن القوات البرية العاملة في غزة وجهت سلاح الجو في تنفيذ حوالي 5000 غارة طوال الحرب “لإحباط التهديدات في الوقت الحقيقي”.
وأضاف أن الطائرات المقاتلة نفذت نحو 3300 ضربة، وتم تنفيذ 860 غارة بطائرات مروحية قتالية، وأكثر من 570 بطائرات مسيرة. وقد تم تنفيذ العديد من الغارات الجوية على بعد بضع مئات من الأمتار من القوات البرية، وبعضها من مسافة أقرب.
إسرائيل عازمة على حماية نفسها
أطلقت صواريخ من غزة عدة مرات على مدار اليوم، مستهدفة التجمعات السكنية الإسرائيلية القريبة من القطاع ومنطقة بئر السبع، دون أن تتسبب في وقوع أضرار أو إصابات. ويبدو أن نظام “القبة الحديدية” للدفاع الجوي اعترض بعض الصواريخ التي تم إطلاقها باتجاه بئر السبع.
وقال الجيش إن القبة الحديدية اعترضت أيضا “هدفا مشبوها” دخل المجال الجوي الإسرائيلي من القطاع. وتم إسقاط الهدف، الذي كان طائرة مسيرة على ما يبدو، فوق سديروت.
في مؤتمر صحفي عُقد مساء السبت، رفض الثلاثي الذي يقود جهود الحرب الإسرائيلية – رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، والوزير بيني غانتس – الانتقاد الدولية المتزايدة بشأن الخسائر في صفوف المدنيين في الحملة العسكرية الطاحنة.
وقال نتنياهو إن إسرائيل “ستقف بحزم ضد العالم إذا لزم الأمر”.
وقال مخاطبا زعماء العالم: “لا تستسلموا للضغوط. حربنا هي حربكم”، مضيفا أن على إسرائيل أن تنتصر من أجل مصلحتها ومن أجل العالم.
وعلى أية حال، “لن يؤثر أي ضغط دولي أو أي ادعاءات كاذبة بشأن جنود جيش الدفاع ودولتنا” على إصرار إسرائيل على حماية نفسها، على حد قوله.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 11 ألف فلسطيني قُتلوا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر مع الهجمات الدامية التي نفذتها حماس على جنوب إسرائيل. ولا يمكن التحقق من الأرقام بشكل مستقل ويُعتقد أنها تشمل مدنيين قُتلوا عن طريق الخطأ بنيران مسلحين فلسطينيين في القطاع وكذلك مسلحين قُتلوا على يد الجيش الإسرائيلي.
وتساءل غالانت “من أين الجرأة [لبعض القادة] حتى يعظونا بالأخلاق في ذروة القتال؟”
وأضاف “أود أن أقول لهؤلاء الزعماء الأوروبيين الذين ينتقدوننا: دولة إسرائيل وشعب إسرائيل في عام 2023 ليسوا في عام 1943. لدينا الوسائل والالتزام بالدفاع عن أنفسنا بأنفسنا، وهذا ما نفعله. لن نرتاح حتى ننفذ مهمتنا، وسننفذها حتى تتم هزيمة حماس”، على حد قوله.
وقال نتنياهو أيضا إن الجيش سيبقى في غزة “طالما كان ذلك ضروريا” لمنع استخدام القطاع لشن هجمات ضد إسرائيل. “سوف تكون حماس منزوعة السلاح. لن يكون هناك أي تهديد آخر من قطاع غزة على إسرائيل، ولضمان أن الجيش الإسرائيلي سيسيطر، طالما كان ذلك ضروريا، على أمن غزة لمنع الإرهاب من هناك”.
وأشار أيضا إلى أن إسرائيل ستعارض عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة بعد الحرب – وهو هدف تسعى إليه واشنطن بحسب تقارير – حيث لا يمكن حكم المنطقة من قبل “سلطة مدنية تعلم أطفالها على كراهية إسرائيل، وقتل الإسرائيليين، والقضاء على إسرائيل… سلطة تدفع لعائلات القتلة [مبالغ] على أساس عدد الذين قتلوا… سلطة لم يدين زعيمها بعد هجوم 7 أكتوبر بعد 30 يوما”.
من المتوقع أن يستمر الجيش في القتال في غزة لمدة عام، حسبما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية يوم الجمعة. وقال التقرير، الذي لم يشر إلى مصدر، إنه تم إبلاغ القادة العسكريين بأنه لا توجد ضغوط للتعجل وأن الجيش الإسرائيلي يستعد لمدة عام من القتال “للوصول إلى المرحلة الرابعة من هذه الحرب: دخول حكومة جديدة في غزة ليست حماس وغير مدعومة من الإيرانيين”.
ساهمت في هذا التقرير وكالات