إسرائيل في حالة حرب - اليوم 428

بحث

الجيش الإسرائيلي في “حالة تأهب قصوى”، وبايدن يتعهد بالدفاع عن إسرائيل ضد “كل التهديدات من إيران”

البيت الأبيض يقول إن الرئيس الأمريكي ونتنياهو ناقشا "عمليات النشر الدفاعية الأمريكية الجديدة" خلال مكالمة هاتفية؛ حزب الله يطلق صواريخ على شمال البلاد لأول مرة منذ مقتل القيادي فؤاد شكر

أشخاص يلوحون برايات حزب الله خلال مرافقتهم لنعش القائد العسكري الأعلى للحزب اللبناني فؤاد شكر، خلال موكب جنازته في الضاحية الجنوبية لبيروت، 1 أغسطس، 2024. (Ibrahim Amro/AFP)
أشخاص يلوحون برايات حزب الله خلال مرافقتهم لنعش القائد العسكري الأعلى للحزب اللبناني فؤاد شكر، خلال موكب جنازته في الضاحية الجنوبية لبيروت، 1 أغسطس، 2024. (Ibrahim Amro/AFP)

قال الجيش الإسرائيلي يوم الخميس إنه في “حالة تأهب قصوى” بينما تستعد البلاد لرد على اغتيال القائد العسكرية لمنظمة حزب الله في بيروت ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، لكن المتحدث باسم الجيش تعهد بأن الجيش يعرف كيفية التعامل مع أي تهديد.

في غضون ذلك، تحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي قال البيت الأبيض إنه أكد التزام أمريكا بالدفاع عن أمن إسرائيل “ضد كل التهديدات من إيران”. وناقش الاثنان عمليات انتشار الجيش الأمريكي للتصدي لهجمات محتملة من صواريخ بالستية أو مسيّرات.

وجاءت المكالمة الهاتفية بين الزعيمين الحليفين في الوقت الذي أفادت فيه قناة تلفزيونية إسرائيلية أن إسرائيل تعمل على وضع اللمسات النهائية على تنسيق تحالف إقليمي ودولي لإحباط رد محتمل من إيران وحزب الله على مقتل إسماعيل هنية وفؤاد شكر، كما كانت الحال عندما أطلقت إيران مئات المسيّرات والصواريخ على إسرائيل يومي 13 و14 أبريل.

وتوعد زعماء إيران وحماس بالانتقام من إسرائيل لمقتل هنية خلال موكب جنازته في طهران صباح الخميس. وقال الأمين العام لمنظمة حزب الله حسن نصر الله في وقت لاحق من اليوم إن الحرب ضد إسرائيل دخلت “مرحلة جديدة” ويجب على إسرائيل أن تتوقع “الغضب والانتقام”.

في حين أعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن اغتيال شكر، إلا أن إسرائيل لم تعلق على اغتيال هنية، والذي ألقت حماس وإيران وحلفاؤهما باللائمة فيه عليها.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هغاري مساء الخميس عندما سُئل عن هنية “لقد ضربنا ليلة الثلاثاء في لبنان وقتلنا فؤاد شكر في ضربة جوية دقيقة. أود أن أؤكد أنه لم تكن هناك ضربة جوية أخرى، لا صاروخ ولا مسيّرة إسرائيلية، في الشرق الأوسط بأكمله تلك الليلة، ولن أعلق أكثر من ذلك”.

في وقت سابق، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الانفجار الذي قتل هنية وحارسه الشخصي  فجر الأربعاء كان نتيجة قنبلة متطورة يتم التحكم فيها عن بعد تم تهريبها قبل حوالي شهرين إلى غرفة زعيم حماس في دار الضيافة في طهران حيث كان يقيم.

صورة لم يتم التحقق منها للمبنى الذي قُتل فيه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في 31 يوليو، 2024.(Social media, used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

وقال هغاري في إشارة إلى الصراع المستمر الذي أشعله هجوم حماس في السابع من أكتوبر “منذ بداية الحرب، واجهنا تهديدات مختلفة من بعيد وقريب. لقد أثبتنا مؤخرا أن دولة إسرائيل تعرف كيف تتعامل مع التهديدات دفاعا، وكيف ترد بهجوم قوي”.

وأضاف أن الجيش يجري تقييمات مستمرة للوضع، ولكن في الوقت الحالي، لا يوجد هناك تغيير في توجيهات قيادة الجبهة الداخلية للمواطنين. “إصبعنا على النبض طوال الوقت”.

ومضى قائلا: “لدينا أنظمة دفاعية جيدة للغاية، ولدينا حلفاء دوليين عززوا قواتهم في المنطقة لمساعدتنا ضد هذه التهديدات”.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هغاري يدلي ببيان باللغة الإنجليزية، 16 يونيو، 2024.(Screenshot)

إلا أنه أكد أن دفاعات إسرائيل “ليست محكمة الإغلاق”.

وقال هغاري للجمهور الإسرائيلي: “كونوا يقظين واستمروا في اتباع تعليمات قيادة الجبهة الداخلية”، مضيفا أنه في حالة حدوث أي تغييرات، فإن الجيش سيحدّث الجمهور على الفور.

وأضاف أن “جيش الدفاع في حالة تأهب قصوى، سواء في الدفاع أو الهجوم. قوات جيش الدفاع منتشرة في الجو والبحر وعلى الأرض، وهي مستعدة لأي سيناريو، وخاصة مع وجود خطط لتنفيذ هجمات في الإطار الزمني الفوري”.

وبالإضافة إلى زيادة الدوريات الجوية، تنتظر العشرات من الطائرات المقاتلة التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي على المدرجات، جاهزة لشن هجوم أو الدفاع ضد هجوم، حسبما ذكر تقرير للقناة 12.

طائرات مقاتلة من طراز F-35i في قاعدة نيفاتيم الجوية في جنوب إسرائيل، في صورة غير مؤرخة.(Israel Defense Forces)

كما يقوم الجيش الإسرائيلي بمراقبة وتقييد نقل المواد الخطرة إلى عدة مصانع في شمال إسرائيل كإجراء احترازي. ووفقا لمصدر عسكري، لم تأمر قيادة الجبهة الداخلية أيا من المصانع ذات الصلة بوقف عملياته.

وذكر موقع “واينت” الإخباري أن مصنع”شتراوس” للبوظة في مدينة عكا اضطر لوقف عملياته بعد أن طُلب منه التخلص من غاز الأمونيا الذي يستخدمه عادة، والذي قد يكون ضارا بالجمهور في حالة وقوع هجوم صاروخي.

وقال الجيش الإسرائيلي في رد على استفسار إن “قيادة الجبهة الداخلية تحافظ على اتصال متواصل مع جميع المصانع… بما في ذلك عمليات التدقيق اليومية وتقييمات الوضع الجارية بالاشتراك مع السلطات المحلية ووزارة حماية البيئة، وهذا للحفاظ على الجاهزية وصورة شاملة لكمية المواد الخطرة”.

إسرائيل تحذر من أن جميع القيود ستُزال إذا تعرض مدنيون للأذى – تقرير

بعد هدوء دام أكثر من 48 ساعة، هاجم حزب الله إسرائيل للمرة الأولى منذ مقتل شكر، وأعلن مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ على الجليل الغربي مساء الخميس.

في بيان، ادعى حزب الله أنه أطلق عشرات الصواريخ على كيبوتس ميتسوفا على الحدود الشمالية ردا على هجوم إسرائيلي على قرية شمع اللبنانية في وقت سابق من اليوم، والذي أسفر بحسب تقارير عن مقتل أربعة سوريين وإصابة عدد من المواطنين اللبنانيين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق أنه قصف منصة إطلاق صواريخ لحزب الله في قرية ياطر في جنوب لبنان والتي استُخدمت لإطلاق الصواريخ.

وبحسب الجيش الإسرائيلي، اعترضت الدفاعات الجوية عدة صواريخ أخرى تم إطلاقها في الهجوم، بينما سقطت صواريخ أخرى في مناطق مفتوحة. ولم تقع إصابات.

في وقت سابق، ذكرت تقرير لم يُنسب إلى مصدر في القناة 12 أن إسرائيل نقلت رسال عبر أطراف عربية وإقليمية ثالثة إلى حزب الله مفادها أنه في حين أن المنظمة اللبنانية قتلت 12 طفلا في مجدل شمس ليل السبت، إلا أن إسرائيل ردت بضرب هدف عسكري، وهو شكر. إذا رد حزب الله، فسوف تكون هذه “حالة جيش ضد جيش. ولكن إذا بدأتم في ضرب أهداف مدنية، ستكون هناك حرب واسعة ضد حزب الله، وسترى إسرائيل نفسها غير مقيدة”، حسبما اقتبست القناة عن الرسالة الإسرائيلية.

صورة مأخوذة من قناة المنار التابعة لحزب الله في 1 أغسطس 2024، تظهر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وهو يلقي خطابا متلفزا من مكان غير معلوم في لبنان، تم بثه في مراسم جنازة القائد الأعلى في المنظمة فؤاد شك الذي تظهر صورته على الشاشة خلفه. (Al-Manar/AFP)

وأشار التقرير التلفزيوني إلى أن هذا لا يعني أن إسرائيل ستستهدف المدنيين، بل إنها قد تستهدف البنية التحتية اللبنانية، بما في ذلك في بيروت. وقال التقرير إن هدف الرسالة هو تقييد حزب الله.

كما نقلت القناة 12 عن مصدر إسرائيلي كبير لم تذكر اسمه قوله إن حالة التأهب القصوى العسكرية لهجوم محتمل قد تستمر لعدة أيام، وقال المصدر إنه في حين أن حزب الله “قد يحاول الرد بسرعة”، فقد يستغرق الأمر من الإيرانيين وقتا أطول لاتخاذ قرار “كيف ومتى يريدون الرد”.

امرأة إيرانية في موكب جنازة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران تحمل لافتة تحمل صور من اليسار إلى اليمين: الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية فتحي الشقاقي، والفيزيائي والعالم الإيراني محسن فخري زاده، والقائد العراقي أبو مهدي المهندس، وهنية، ورئيس فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، والقيادي في حزب الله عماد مغنية، والمرشد الروحي لحركة حماس الشيخ أحمد ياسين. (AFP)

كما قال التقرير إن بايدن كان من المتوقع أن يضغط في مكالمته مع نتنياهو على رئيس الحكومة للاستفادة من أحدث إنجازات إسرائيل وإظهار المرونة في الجهود الرامية إلى إبرام اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس في غزة. ومع ذلك، قال التقرير إن نتنياهو مقتنع بأن الضغط العسكري فقط هو الذي دفع حماس لإظهار المرونة حتى الآن، وأن الآن ليس هو الوقت المناسب للتراجع.

وأكد الرئيس التزامه بأمن إسرائيل ضد جميع التهديدات من إيران، بما في ذلك الجماعات التابعة لها، حماس وحزب الله والحوثيين، وفقا لبيان البيت الأبيض بشأن المكالمة.

وتابع البيان “ناقش الرئيس الجهود المبذولة لدعم دفاع إسرائيل ضد التهديدات، بما في ذلك ضد الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة، لتشمل عمليات نشر عسكرية دفاعية أمريكية جديدة”، دون الخوض في تفاصيل هذه التدابير.

وإلى جانب هذا الالتزام بالدفاع عن إسرائيل، أكد الرئيس الأمريكي على أهمية الجهود الجارية لتهدئة التوترات الأوسع في المنطقة”.

ولم يصدر بيان فوري عن مكتب رئيس الوزراء بشأن المحادثة، التي قال البيت الأبيض أن نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية المفترضة للرئاسة كامالا هاريس انضمت إليها.

الرئيس الأمريكي جو بايدن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن، 25 يوليو، 2024. (AP Photo/Susan Walsh)

ونقل موقع “أكسيوس” الإخباري عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الولايات المتحدة تعتقد أن تحضير إيران ووكلائها للهجوم سيستغرق عدة أيام، وأنها تتخذ خطوات للاستعداد للمساعدة في مواجهة الهجوم كما فعلت في أكتوبر.

وقال أحد المسؤولين “نتوقع بضعة أيام صعبة”.

وبحسب التقرير، فإن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أنها قد تواجه الآن صعوبة أكبر في تشكيل تحالف إقليمي ودولي للمساعدة في إحباط الهجوم، حيث أن مقتل هنية مرتبط بالحرب المستمرة في غزة والتي بدأت بالمجازر التي ارتكبتها حماس في 7 أكتوبر وواجهت إسرائيل بسببها انتقادات شديدة.

جاءت الضربة الإيرانية في أبريل في أعقاب ضربة إسرائيلية قتلت قائد ونائب رئيس فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني، الذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية، داخل مجمع السفارة الإيرانية في دمشق.

ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في هذا التقرير

اقرأ المزيد عن