إسرائيل في حالة حرب - اليوم 428

بحث

الجيش الإسرائيلي سيغلق تدريجيا مركز احتجاز في جنوب البلاد وسط مزاعم عن تعذيب المحتجزين

ردا على التماس ضد معسكر "سديه تيمان" ، ممثلو الدولة القانونيون يقولون إنه تم نقل 700 معتقل بالفعل إلى سجن "عوفر"، وسيتبعهم 500 آخرون

نشطاء حماس الذين القبض عليهم خلال مذبحة 7 أكتوبر وخلال عملية الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، في باحة أحد السجون في جنوب إسرائيل، 14 فبراير، 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)
نشطاء حماس الذين القبض عليهم خلال مذبحة 7 أكتوبر وخلال عملية الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، في باحة أحد السجون في جنوب إسرائيل، 14 فبراير، 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

قال مسؤولون قضائيون يوم الأربعاء إن الجيش الإسرائيلي يعمل بشكل تدريجي على وقف استخدام معسكر احتجاز يديره الجيش للفلسطينيين الذين يتم اعتقالهم خلال حرب غزة، حيث تقول جماعات حقوقية إنه تتم فيه إساءة معاملة المعتقلين.

وقال محامو الدولة لمحكمة العدل العليا إن الأسرى المحتجزين في معسكر الاحتجاز “سديه تيمان”، الذي تم فتحه بعد هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل والذي أشعل فتيل الحرب في غزة، سيتم نقلهم تدريجيا إلى مرافق احتجاز دائمة.

وأضافوا أن عمليات النقل بدأت وسيتم نقل معظم الأسرى في غضون أسبوعين.

وكانت جمعية حقوق المواطن في إسرائيل، التي قدمت التماسا يطالب بإغلاق سديه تيمان، واحدة من بين عدة منظمات طالبت بإغلاق منشأة الاعتقال في القاعدة العسكرية السابقة.

وقال المدعي العام أنير هيلمان، ردا على التماس جمعية حقوق المواطن، للمحكمة إنه تم بالفعل نقل 700 سجين إلى سجن “عوفر”، وهو مركز احتجاز عسكري في الضفة الغربية. ومن المقرر أن يتم نقل 500 آخرين في الأسابيع المقبلة، مما سيترك 200 معتقل آخر لم يتم تقرير مصيرهم بعد في سديه تيمان.

ولإفساح المجال، تم نقل بعض الأسرى في عوفر إلى منشأة “كتسيعوت” التابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية.

وأشار المحامون إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي قام في الشهر الماضي بتعيين “لجنة استشارية” لفحص ظروف السجناء الفلسطينيين المحتجزين في سديه تيمان.

بداية يتم احتجاز مشتبه بهم بالإرهاب ومعتقلين آخرين في منشآت الاحتجاز “سديه تيمان” و”عناتوت” و”عوفر” التابعة للجيش الإسرائيلي، قبل أن يتم تسليمهم لمصلحة السجون الإسرائيلية.

نشطاء حماس الذين القبض عليهم خلال مذبحة 7 أكتوبر وخلال عملية الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، في باحة أحد السجون في جنوب إسرائيل، 14 فبراير، 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

وقالت جمعية حقوق المواطن في إسرائيل، التي قدمت الالتماس مع منظمات حقوق انسان أخرى، من ضمنها “أطباء من أجل حقوق الانسان”، و”هموكيد”، و”اللجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل” و”جيشاه-مسلك”: “لقد أصبحت هذه المنشأة بمثابة ثقب أسود ينعدم فيه القانون حيث يتم تجريد المعتقلين من حقوقهم الإنسانية الأساسية”.

وجا الالتماس بعد أن بثت شبكة CNN تقريرا تحدث عن انتهاكات مزعومة واسعة النطاق بحق المعتقلين، بما في ذلك الاستخدام المفرط للقيود الجسدية، والضرب، وإهمال المشاكل الطبية، والعقوبات التعسفية، وأكثر من ذلك، نقلا عن كاشفيّ تجاوزات إسرائيلييّن وطبيب فلسطيني كان محتجزا في منشأة سديه تيمان.

وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، قدورة فارس، إن هناك “شهادات مروعة” من معتقلين سابقين تصف الانتهاكات في سديه تيمان ومواقع أخرى، وطالب بإجراء تحقيق دولي.

وقال: “لا ينبغي لإسرائيل أن تحقق في نفسها. يجب أن تتولى هيئة دولية محايدة التحقيق، وأن يقوم بإجرائه خبراء وقضاة ومتخصصون”.

وتتعرض إسرائيل لضغوط دولية متزايدة بسبب معاملتها لآلاف الفلسطينيين المحتجزين في غزة والضفة الغربية منذ بداية الحرب.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في تقرير من شهر نوفمبر إنها تلقت بلاغات عدة من معتقلين عن سوء معاملة، بما في ذلك الضرب والترهيب والمضايقة.

وقد فتح الجيش الإسرائيلي تحقيقات في مزاعم الانتهاكات وفي التقارير التي تفيد بوفاة ما يصل إلى 27 أسيرا أثناء الاحتجاز.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأربعاء إن “التحقيقات لا تزال جارية، وبالتالي لن نعلق أكثر في هذه المرحلة”.

وقالت المدعية العامة العسكرية للجيش الإسرائيلي، الميجر جنرال يفعات تومر يروشالمي، إن التحقيقات في السلوك في سديه تيمان كانت من بين عشرات التحقيقات التي فتحتها الشرطة العسكرية “في حوادث أثارت شبهات بشأن ارتكاب جرائم جنائية”.

رجال فلسطينيون يقال إنهم استسلموا للجيش الإسرائيلي في منطقة جباليا شمال غزة في 7 ديسمبر، 2023. (Social media: used in accordance with clause 27a of the copyright law)

وقال المصدران الإسرائيليان إن السجناء أجبروا على الجلوس بشكل مستقيم لساعات طويلة، معصوبي الأعين معظم الوقت، ولم يُسمح لهم بالكلام. كان أحد أشكال العقاب الشائعة لأولئك الذين تحدثوا أو أزعجوا بطريقة أخرى هو إجبارهم على وضع أذرعهم فوق رؤوسهم لمدة ساعة. وكانت أذرع بعضهم مقيدة بأربطة بلاستيكية فوق رؤوسهم.

ونفى الجيش وقوع انتهاكات واسعة النطاق، وقال لشبكة CNN: “يضمن جيش الدفاع السلوك المناسب تجاه المعتقلين المحتجزين. ويتم فحص أي ادعاء بسوء سلوك جنود جيش الدفاع والتعامل معه على هذا الأساس. في الحالات الملائمة، يتم فتح تحقيقات لدى الشرطة العسكرية عندما يكون هناك اشتباه في سوء سلوك يبرر مثل هذا الإجراء”.

وأضاف “يتم تكبيل أيدي المعتقلين بناء على مستوى الخطورة والحالة الصحية. وحوادث التكبيل غير القانوني ليست معروفة للسلطات”.

وفي بيان صدر في أبريل، قالت جمعية حقوق المواطن في إسرائيل إن المعتقلين المفرج عنهم من موقع سديه تيمان وصفوا احتجازهم على ركبهم في أقفاص مزدحمة، وأنهم كانوا مقيدي الأيدي طوال ساعات اليوم، ومعصوبي الأعين، وتعرضوا لمجموعة متنوعة من المعاملة المهينة في انتهاك صارخ للالتزامات القانونية تجاه المعتقلين.

معظم المعتقلين في المنشأة هم من نشطاء الفصائل المسلحة المشتبه بهم الذين تم اعتقالهم خلال حرب غزة المستمرة منذ عدة أشهر، بما في ذلك خلال وبعد الفظائع التي وقعت في 7 أكتوبر مباشرة، عندما قادت حماس هجوما واسعا عبر الحدود على إسرائيل أسفر عن مقتل 1200 شخص. ومع ذلك، ذكرت شبكة CNN إنه تم إطلاق سراح معظم الأشخاص الذين تم اعتقالهم في النهاية وإعادتهم إلى غزة بعد تبرئتهم من أي نشاط الإرهابي.

يُسمح قانونا باحتجاز النشطاء المشتبه بهم بالإرهاب لمدة 45 يوما قبل أن يتم إطلاق سراحهم أو نقلهم إلى رعاية مصلحة السجون الإسرائيلية.

اقرأ المزيد عن