الجيش الإسرائيلي سيصدر 54 ألف أمر تجنيد لطلاب المعاهد الدينية الحريدية في شهر يوليو
الجيش سيزيد أيضًا من إجراءات تطبيق القانون ضد المتهربين من الخدمة من الحريديم، بما يشمل تسريع الإجراءات وفرض قيود أكبر على السفر
في قرار سيزيد من حدة الأزمة الائتلافية الحالية، أعلن مكتب المستشارة القضائية مساء الخميس أن الجيش الإسرائيلي سيصدر في يوليو نحو 54 ألف أمر تجنيد لطلاب المعاهد الدينية الحريدية، بالإضافة إلى إرسال أوامر تجنيد لشباب حريديم يقتربون من سن التجنيد.
ورغم إصدار الأوامر في يوليو، فسيُطلب من متلقي الأوامر المثول في مكاتب التجنيد بمواعيد موزعة على مدار سنة التجنيد القادمة التي تبدأ في 1 يوليو 2025.
إضافة إلى ذلك، سيزيد الجيش أيضًا من إجراءات تطبيق القانون ضد آلاف الحريديم الذين تلقوا أوامر تجنيد خلال العام الماضي ولم يمثلوا أمام مكاتب التجنيد.
يأتي هذا الإعلان في ظل تهديدات شديدة من الأحزاب السياسية الحريدية وقياداتهم الدينية بالتصويت لصالح انتخابات مبكرة، ما لم يتقدم الائتلاف بتشريع يعيد إعفاء طلاب المعاهد الدينية الحريدية من الخدمة العسكرية، والذي تمتعوا به حتى يوليو 2023 عندما انتهت صلاحيته.
وقد أثارت المحاولات القائمة لتجنيد الشبان الحريديم احتجاجات أيضا.
فقد قام مئات المتظاهرين الحريديم من فصيل القدس المتشدد بقطع شارع 4 في بني براك يوم الخميس، احتجاجًا على اعتقال طالب معهد ديني تهرب من الخدمة العسكرية.
واشتبك عناصر الشرطة في المكان مع المتظاهرين أثناء محاولتهم إعادة فتح الطريق السريع الرئيسي.
ووفقًا لتقارير عبرية، فقد تم الحكم على مئير بوروخوف (20 عاما) بالسجن العسكري لمدة 20 يوما بعد اعتقاله في مطار بن غوريون لتجنبه الخدمة العسكرية عشية عيد الشفوعوت.
وجاء البيان الأخير حول التجنيد عقب اجتماع يوم الخميس بين المستشارة القضائية للحكومة غالي باهاراف-ميارا، ورئيس مديرية القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي، ومسؤولين عسكريين وقانونيين آخرين، لمناقشة الامتثال لقرار المحكمة العليا بخصوص إلزام طلاب المعاهد الدينية الحريدية بأداء الخدمة العسكرية في يونيو 2024، وكجزء من رد الدولة على التماسات المحكمة العليا المطالبة بتطبيق هذا القرار.
وفي الاجتماع، قال رئيس مديرية القوى البشرية في الجيش اللواء دادو بار خليفة إن الجيش سيرسل أوامر تجنيد إلى 54 ألف من طلاب المعاهد الدينية الحريدي الذيم كانوا في سن 18 أو أكثر في فبراير 2024.
وكانت المحكمة العليا قد قررت في ذلك الوقت أن البند القانوني الذي ينص على إعفاء الفرد من التجنيد إذا لم يتم تجنيده خلال عامين من بلوغه سن 18 لن ينطبق على طلاب المعاهد الدينية الذين تأخر تجنيدهم بعد انتهاء صلاحية القانون في يوليو 2023.
وسيتم الآن تجنيد هؤلاء الطلاب في يوليو المقبل.

وأضاف بار خليفة أن الجيش سيرسل أيضًا إشعارات استدعاء للشباب الحريديم ممن يبلغون 16 عاما ونصف، تمامًا كما تُرسل مثل هذه الإشعارات لجميع الإسرائيليين المؤهلين في هذا السن.
وسيقدم الجيش قريبا “برنامجًا للتجنيد الطوعي” لمن يتلقون أوامر التجنيد، قبل يوليو.
وسيطرح هذا البرنامج إلى جانب “خطوات ملموسة لزيادة تطبيق القانون ضد المتهربين من التجنيد”، بما يشمل إجراءات من قبل الجيش، مثل تحسين تطبيق حظر السفر على المتهربين من التجنيد في المطار، وتحسين التنسيق مع الشرطة عند مواجهة المتهربين.
ومن الأمور اللافتة، أكد المسؤولو العسكريون في الاجتماع أن الجيش سيقلص بشكل كبير الفترة الزمنية بين تلقي الفرد لأمر التجنيد الأول وإعلانه متهربًا من الخدمة.
حتى الآن، كان يستغرق الأمر عدة أشهر لاعتبار شخص يتجاهل أوامر التجنيد متهربا، ما يؤدي إلى تأخير كبير في الإجراءات العقابية.
وسيؤدي تقليص هذه الفترة إلى إمكانية اتخاذ إجراءات ضد المتهربين بشكل أسرع، ما قد يؤدي إلى فرض إجراءات قانونية ضد أعداد كبيرة من الشباب الحريديم، وهو ما من شأنه أن يثير غضب القيادة الدينية الحريدية.

وقال الجيش إن هذه الإجراءات ستُطبق ضد المتهربين من جميع فئات المجتمع، وليس فقط من المجتمع الحريدي.
وفي الشهر الماضي، قال بار خليفة للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست إن 1212 فقط، أي 5%، من بين 24 ألف حريدي تلقوا إشعارات تجنيد أولية منذ يوليو 2024، قد بدأوا بالفعل إجراءات التجنيد.