الجيش الإسرائيلي: رفات رهائن إسرائيليين تمت استعادة جثثهم تُظهر أنهم لم يُقتلوا في غارة إسرائيلية
تم إبلاغ عائلتين من عائلات الرهائن الثلاث أن الأطباء لم يتمكنوا من تحديد السبب الدقيق لوفاة رون شيرمان ونيك بيزر؛ معيان شيرمان تقول إن ابنها تعرض للتسمم بقنبلة غاز ألقاها الجيش الإسرائيلي وتلقي باللائمة على الحكومة
أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء أن الجنديين اللذين تم استعادة جثتيهما بعد أن كانا محتجزين في غزة لم يُقتلا جراء عمل عسكري مباشر، داحضا مزاعم حماس بأن الاثنين قُتلا في غارة جوية إسرائيلية.
تم انتشال جثتي الرقيب رون شيرمان (19 عاما) والعريف نيك بيزر بالإضافة إلى جثة المدني إيليا توليدانو (28 عاما)، الذين تم اختطافهم في 7 أكتوبر، من أحد أنفاق حركة حماس في جباليا في 14 ديسمبر.
يوم الأربعاء، قدم ممثلو الجيش الإسرائيلي لعائلتي شيرمان وبيزر تقرير التشريح الذي أظهر أنه لم يكن على جثتيهما علامات صدمة إو إطلاق نار، مما يُشير إلى أنها لم يُقتلا بشكل مباشر جراء غارة جوية إسرائيلية أو أي نشاط آخر للجيش الإسرائيلي.
ونظرا لحالة الجثتين، لم يتمكن المسؤولون الطبيون حتى الآن من تحديد سبب الوفاة.
كما حصلت العائلتان على نتائج العملية التي تم فيها انتشال الرفات.
في شهر نوفمبر، نفذ الجيش الإسرائيلي غارة جوية بالقرب من الموقع الذي تم العثور على الجثث فيه، مستهدفا قائد كتيبة شمال غزة في حركة حماس، أحمد الغندور، الذي كان مختبأ في نفق.
وأظهر مقطع فيديو دعائي نشرته حركة حماس بعد أسبوع من العثور على شيرمان وبيزر وتوليدانو الرهائن الثلاث وزعم أنهم قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية.
وخلص تحقيق الجيش، الذي تم عرضه على العائلتين، إلى أن الجيش لم يكن على دراية بوجود رهائن محتجزين في المنطقة عندما نفذ الغارة على النفق.
وتم العثور على الجثث خلال عمليات مسح للنفق، دون أي معلومات استخباراتية مسبقة، بحسب النتائج التي توصل إليها الجيش الإسرائيلي.
قبل يوم من العثور على رفاتهم، تم العثور على جثتي ضابط الصف زيف دادو والمدنية عيدن زخاريا، اللذين قُتلا في 7 أكتوبر، في المنطقة نفسها.
في هذه المرحلة، لا يمكن للجيش تأكيد أو نفي احتمال تعرض الرهائن للاختناق أو الخنق أو التسمم أو أي سبب آخر يتعلق بشكل غير مباشر بهجوم للجيش الإسرائيلي أو بعمل لحماس.
ولم تكتمل بعد اختبارات السموم، التي قد تلقي الضوء على سبب الوفاة.
والدة شيرمان، الدكتورة معيان شيرمان، وهي طبيبة بيطرية، قالت إن نتائج التقرير تشير إلى أن ابنها قُتل بالغاز السام الذي يُزعم أن الجيش الإسرائيلي يستخدمه في الأنفاق، متهمة الحكومة بتعريض الرهائن للخطر عن عمد.
وكتبت الدكتورة شيرمان في منشور على فيسبوك، “ليس على يد حماس، فكروا أكثر في اتجاه أوشفيتس والحمامات ولكن بدون النازيين وبدون حماس. ليس بنيران عرضية ولا بنيران صديقة، ولكن بقتل عمد: قنابل غاز سام”.
“لا يوجد مستقبل لهذا البلد إذا كان هذا ما يفعلونه لك بعد أن تخلوا عنك في ذلك السبت”، في إشارة إلى 7 أكتوبر، مضيفة “ماذا كان سيكون القرار لو كان ابن بيبي [رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو] هناك في أنفاق الإرهابيين، أو حفيد [وزير الدفاع يوآف] غالانت؟ أو ابن [رئيس أركان الجيش الإسرائيلي] هرتسي هليفي. هل كان سيتم تسميمهم هم أيضا بقنابل غاز؟”
واستذكرت رؤية “نظرة الرعب” في وجه ابنها في مقطع الفيديو الذي يظهر اختطافه وألقت باللائمة على “الاهمال الإجرامي لحكومة من المنحطين الأقوياء” في عملية الاختطاف الجماعي التي حدثت في 7 أكتوبر.
وقال دانيئل توليدانو، الشقيق الأكبر لإيليا توليدانو، للقناة 12 إن عائلته سمعت عن نتائج التحقيق عبر وسائل الإعلام. “من الواضح أنهم يعلمون سبب الوفاة”، كما قال، مضيفا أنه معني بالاطلاع على نتائج التحقيق.
وأضاف “حتى لو توفي إيليا أثناء نومه، لا يزال ذلك تحت مسؤولية حماس”.
خدم بيزر وشيرمان في مديرية التنسيق والارتباط غزة، التي تنسق التصاريح ومرور البضائع عبر معبر “إيرز” إلى داخل غزة.
سيطر مسلحو حماس على معبر إيرز في 7 أكتوبر، عندما اقتحموا البلدات الإسرائيلية قرب حدود غزة، وقتلوا نحو 1200 شخص، واختطفوا أكثر من 240 آخرين.
تم اختطاف توليدانو من مهرجان “سوبر نوفا” الموسيقي مع صديقته مايا شيم (21 عاما)، التي تم إطلاق سراحها في الأول من ديسمبر في إطار هدنة مؤقتة تم خلالها إطلاق سراح 105 رهائن من المدنيين.
يعتقد أن 132 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة – ليسوا جميعهم على قيد الحياة. وتم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك، وأنقذت القوات إحدى الرهائن. كما تم استعادة جثث ثماني رهائن وقتل الجيش ثلاث رهائن عن طريق الخطأ في الشهر الماضي. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 27 من الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، بالاستناد على معلومات استخباراتية جديدة ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة.
كما تم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولا.
وتحتجز حماس مدنيين إسرائيليين، هما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في عامي 2014 و2015، على التوالي، بالإضافة إلى رفات الجنديين الإسرائيليين أورون شاؤول وهدار غولدين منذ عام 2014.
ولقد أسفرت العملية العسكرية الإسرائيلية ضد حماس عن مقتل 24 ألف شخص في غزة، وفقا لإحصائيات غير مؤكدة قدمتها السلطات الطبية التي تديرها حماس في غزة. تشمل هذه الأرقام مقاتلين وضحايا صواريخ طائشة أطلقتها الجماعات المسلحة باتجاه إسرائيل. وتقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 9 آلاف مسلح في غزة وتلقي باللوم على حماس في سقوط الضحايا من غير المقاتلين متهمة الحركة باستخدام المدنيين كدروع بشرية.