إسرائيل في حالة حرب - اليوم 371

بحث

الجيش الإسرائيلي: حزب الله كان يستعد لإقتحام الجليل بعد 7 أكتوبر؛ قمنا بمداهمة 1000 موقع بشكل سري

الجيش يكشف عن أن 3000 مسلحو كانوا في مواقعهم لاقتحام شمال البلاد وأن الضربات أبعدتهم؛ بعد ذلك نفذت قوات خاصة 70 عملية في لبنان لمصادرة أسلحة وهدم مواقع وأنفاق

كشف الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء أنه حتى قبل أن يبدأ رسميا عملياته البرية في جنوب لبنان في وقت سابق من اليوم، قامت قواته بتنفيذ عشرات العمليات السرية عبر الحدود طوال فترة الحرب الحالية وتدمير العديد من المواقع والأنفاق التابعة لحزب الله.

كما كشف الجيش أنه بعد أيام من الهجوم الشامل الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر في جنوب إسرائيل، تم وضع آلاف المسلحين بالقرب من الحدود اللبنانية في خطة لاقتحام الجليل وتنفيذ مذبحة مماثلة هناك.

وأطلع الجيش الصحافيين على المعلومات الجديدة قبل أن يعقد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هغاري مؤتمرا صحفيا باللغتين العبرية والانجليزية، عرض خلاله صورا وخرائط من خطة الغزو الشامل الفاشلة وشرح بالتفصيل المهام التي قامت بها القوات الخاصة في جنوب لبنان، والتي ساعدت الحملة العسكرية على تفكيك التهديد المباشر وإبعاد حزب الله عن الحدود.

وقال الجيش إن قوات خاصة نفذت منذ ذلك الحين أكثر من 70 عملية صغيرة، ودمرت العديد من المواقع والأنفاق التابعة لحزب الله وآلاف الأسلحة التي كان من الممكن أن يتم استخدامها في خطة الجماعة لاقتحام الجليل.

ووفقا للجيش الإسرائيلي فإن القوات وصلت في عملياتها على مدى الأشهر الماضية بهدوء إلى نحو 1000 موقع تابع لحزب الله في جنوب لبنان، بعضها على بعد بضعة كيلومترات من السياج الحدودي، بما في ذلك أنفاق وخنادق خبأت فيها الجماعة الأسلحة. وقال الجيش إن المواقع التي تم العثور عليها كانت داخل قرى لبنانية وفي مناطق حرجية.

وقد نُفذت هذه العمليات منذ بدايات الحرب بين إسرائيل وحماس، وبعد أن قال الجيش أنه نجح في صد وحدة “الرضوان” بعيدا عن المنطقة الحدودية، مما مكن القوات الخاصة الإسرائيلية بالدخول إلى لبنان دون أن يتم اكتشافها تقريبا. ولم تكن هناك اشتباكات مباشرة مع مقاتلي حزب الله وسط أي من العمليات.

ووفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، كان هناك 2400 عنصر من وحدة الرضوان و 500 آخرين من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية – الذين حصلوا على تدريبهم من الرضوان – في الانتظار في القرى الواقعة في جنوب لبنان لمهاجمة إسرائيل في الأيام التي تلت الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر، 2023 من غزة، والذي قُتل خلاله نحو 1200 شخص في إسرائيل وتم اختطاف 251 آخرين إلى القطاع.

في إيجازه الصحفي، عرض هغاري خريطة تظهر خطة حزب الله المزعومة “لاحتلال الجليل”.

خريطة عثر عليها الجيش الإسرائيلي في لبنان في الأشهر الأخيرة، تُظهر خطة حزب الله لقواته النخبة “الرضوان” لشن غزو شامل لشمال إسرائيل، في صورة نشرها الجيش الإسرائيلي في 1 أكتوبر، 2024. (Israel Defense Forces)

وكانت القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي تتوقع غزوا من لبنان في ذلك الوقت وقامت بتعزيز دفاعاتها. في الأسابيع التي تلت، نفذت عددا من الضربات ضد مقاتلي حزب الله ومواقعه على طول الحدود، مما تسبب في انسحاب الآلاف من عناصر الرضوان لعدة كيلومترات إلى الوراء.

وبحسب الجيش فإن العمليات اللاحقة التي نفذتها القوات الخاصة التابعة للجيش الإسرائيلي، من ضمنها مهندسون قتاليون، استمرت أحيانا لثلاثة حتى أربعة أيام. في المجموع، تم تنفيذ 200 ليلة من العمليات.

وقال هغاري أنه تم تدمير عشرات الأنفاق التي كانت معدة للاستخدام خلال خطة الغزو، لكنه أشار إلى أن أيا منها لم يعبر إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.

نفق لحزب الله في لبنان هاجمه جيش الدفاع الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة، في صورة نشرها الجيش الإسرائيلي في 1 أكتوبر، 2024. (Israel Defense Forces)

وأضاف: “دخل جنودنا البنى التحتية تحت الأرض لحزب الله، وكشفوا عن مخابئ أسلحة مخفية، وصادروا ودمروا الأسلحة – بما في ذلك أسلحة متقدمة إيرانية الصنع”، مضيفا أن “هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به”.

وقال المتحدث العسكري إن “حزب الله بنى وجهز وأعد هذه البنية التحتية على مدى سنوات عديدة استعدادا لليوم الذي سيقوم فيه بتنفيذ عملية غزو لشمال إسرائيل”، في خطة مشابهة لهجوم السابع من أكتوبر.

وأظهر الجيش للصحافيين عشرات الأسلحة التي عثرت عليها القوات الخاصة من داخل أنفاق حزب الله ومخابئه، بما في ذلك بنادق هجومية وأسلحة رشاشة وقاذفات (آر بي جي) وصواريخ مضادة للدبابات وعبوات ناسفة وألغام وقذائف هاون ومعدات مثل أجهزة اتصال لاسلكية – بعضها كان من نفس طراز أجهزة حزب الله التي تم تفجيرها الشهر الماضي في عملية نُسبت على نطاق واسع إلى إسرائيل، على الرغم من أن الأجهزة التي عرضها الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء لم تنفجر في ذلك الوقت.

أسلحة ومعدات حزب الله التي صادرها الجيش الإسرائيلي من لبنان في الأشهر الأخيرة معروضة في القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي في صفد، 1 أكتوبر 2024. (Emanuel Fabian/Times of Israel)

وفي حديثه للصحافيين في موقع الأسلحة المعروضة التي صادرتها القوات الخاصة، قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن “كل ما ترونه هنا – أسلحة وصواريخ ومتفجرات وقذائف آر بي جي – هي أشياء عثر عليها جيش الدفاع، والتي خططت منها قوة رضوان لمهاجمة مواطنين إسرائيليين وقتلهم واختطافهم”.

وقال مسؤولون عسكريون إن الاسلحة التي تم العثور عليها هي أقل من 1٪ مما تم العثور عليه في مواقع حزب الله. من الناحية العملية، من الصعب على الجنود حمل العشرات من الأسلحة الثقيلة إلى البلاد عبر التضاريس الصعبة، لكن بعض الجنود قبلوا التحدي.

أسلحة ومعدات حزب الله التي صادرها الإسرائيلي من لبنان في الأشهر الأخيرة، في صورة نشرها الجيش الإسرائيلي في 1 أكتوبر، 2024. (Israel Defense Forces)

وقال الجيش الإسرائيلي إن عمليات القوات الخاصة كانت ناجحة، ومع ذلك لم تكن كافية لتحقيق هدف الحرب الإسرائيلي الجديد الذي أضيف مؤخرا – تمكين عودة عشرات الآلاف من النازحين من شمال إسرائيل إلى منازلهم بأمان.

ولذلك، أطلق الجيش ما وصفه بـ”عمليات محدودة ومحلية ومستهدفة” في جنوب لبنان، نفذتها فرقة كاملة، بهدف هدم البنية التحتية لحزب الله في منطقة الحدود.

للعملية نفس الأهداف التي كانت وراء عمليات الوحدات الخاصة، ولكن الآن يمكن للجيش أن يكون أقل صمتا بشأن أنشطته، حيث يقوم بتدمير شبكات الأنفاق والمواقع الأخرى التي لا يمكن عادة تدميرها بواسطة قوات صغيرة تعمل بهدوء. في السابق، كان الجيش يضرب مواقع حزب الله التي يتم مداهمتها من الجو بعد انسحاب القوات.

وقال مسؤولون عسكريون إن الجيش يخطط لتعزيز دفاعاته وعمليات المراقبة على الحدود في أعقاب العملية البرية ضد حزب الله، والتأكد من عدم عودة الجماعة إلى المنطقة.

مركبات مدرعة إسرائيلية في منطقة تجمع في شمال إسرائيل بالقرب من الحدود الإسرائيلية اللبنانية، 1 أكتوبر، 2024. (AP/Baz Ratner)

الجيش الإسرائيلي “لن يذهب إلى بيروت”

في المؤتمر الصحفي، قال هغاري، إن قوات الجيش الإسرائيلي لن تدخل بيروت أو أي مدينة كبيرة في لبنان، مضيفا أن العملية البرية ستكون قصيرة قدر الإمكان.

متحدثا باللغة الانجليزية بعد إحاطة مماثلة باللغة العبرية، قال هغاري إن القوات الإسرائيلية “لن تذهب إلى بيروت. لن نذهب إلى المدن في جنوب لبنان. تركيزنا ينصب على منطقة تلك القرى، المنطقة المجاورة لحدودنا. سنفعل في هذه المنطقة ما هو ضروري لتفكيك وتدمير البنية التحتية لحزب الله”.

وعندما سُئل عن المدة التي من المرجح أن تستمر فيها العمليات البرية، قال هغاري: “لن أكشف للعدو، لكننا نفعل ذلك في أقصر وقت ممكن، أيام، أسابيع… سنفعل الشيء الضروري”.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يعمل “لتمكين جميع [النازحين] الإسرائيليين البالغ عددهم ستين ألفا من العودة بأمان إلى منازلهم في شمال إسرائيل”.

أسلحة ومعدات حزب الله التي صادرها الإسرائيلي من لبنان في الأشهر الأخيرة، في صورة نشرها الجيش الإسرائيلي في 1 أكتوبر، 2024. (Israel Defense Forces)

وقال الجيش في وقت لاحق أنه بعد إجراء تقييم، فإنه استدعى أربعة ألوية احتياطية وقوات أخرى للمشاركة في العمليات الجارية على الجبهة الشمالية. يتألف اللواء الإسرائيلي عموما من عدة آلاف من الجنود.

وقال الجيش إن استدعاء جنود الاحتياط الإضافيين “سيسمح بمواصلة القتال ضد منظمة حزب الله الإرهابية”.

ويرى الجيش الإسرائيلي فرصة في أن تؤدي الضربات الكبيرة الأخيرة على حزب الله، والتي أسفرت عن مقتل قياداته العليا بالكامل، إلى تغيير في توازن القوى في لبنان، مع استعادة الحكومة السيطرة على مناطق في البلاد، وخاصة الجنوب، من أيدي الجماعة المدعومة من إيران.

أسلحة ومعدات حزب الله التي صادرها الجيش الإسرائيلي من لبنان في الأشهر الأخيرة معروضة في القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي في صفد، 1 أكتوبر 2024. (Emanuel Fabian/Times of Israel)

ومع ذلك، فقد قدّر الجيش أن حزب الله لا يزال يمتلك قدرات إطلاق الصواريخ والقذائف، وهو ما أبرزته صواريخ أطلقها صباح الثلاثاء على وسط إسرائيل والتي أسفرت عن إصابة شخصين. وقال مسؤولون عسكريون إن الجيش لا يهدف إلى “تجفيف المحيط” وتدمير كل صاروخ، لكنه سيعمل على نزع سلاح الجماعة قدر الإمكان.

وقال غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، للصحافيين “إننا نوسع عملية جيش الدفاع في جنوب لبنان. نحن نقضي على منظمة حزب الله في جنوب لبنان ونقطع ذراعها، قوة الرضوان، على طول خط التماس بأكمله”.

وأضاف: “ما سنفعله هنا هو تعبير عن معنى إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان. نحن نغير الوضع الأمني، من البداية إلى النهاية”.

وزير الدفاع يوآف غالانت (وسط الصورة) ينظر إلى أسلحة صادرتها قوات الجيش الإسرائيلي في لبنان في صورة نُشرت في الأول من أكتوبر، 2024، والتقطت قبل عدة أيام. (Shahar Yurman)

منذ الثامن من أكتوبر، تهاجم قوات حزب الله بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، حيث قالت الجماعة إنها تفعل ذلك إسنادا لغزة وسط الحرب الدائرة هناك.

حتى الآن، أسفرت المناوشات عن مقتل 26 مدنيا على الجانب الإسرائيلي ومقتل 22 جنديا إسرائيليا. كما وقعت عدة هجمات من سوريا دون وقوع إصابات.

قبل التصعيد في الأسبوعين الأخيرين، أعلن حزب الله عن مقتل 516 من عناصره على يد إسرائيل خلال المناوشات الجارية، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم أيضا في سوريا. كما قُتل 92 عنصرا آخر من جماعات مسلحة أخرى وجندي لبناني وعشرات المدنيين.

وتقول وزارة الصحة اللبنانية إن أكثر من ألف لبناني قُتلوا وأصيب ستة آلاف خلال الأسبوعين الماضيين، دون تحديد عدد المدنيين بين القتلى والجرحى. وتقول إسرائيل إن العديد من عناصر حزب الله من بين القتلى. وتقول الحكومة اللبنانية إن مليون شخص – أي خمس سكان البلاد – نزحوا من منازلهم.

اقرأ المزيد عن