الجيش الإسرائيلي: العملية البرية في مدينة غزة “تعزز الضغط” على حماس
أنباء عن معارك بالقرب من مستشفى الشفاء؛ الجيش الإسرائيلي: الغارات على القادة الميدانيين "تضر بشكل كبير" بقدرة المجموعة على الرد؛ رئيس أركان الجيش: إسرائيل يمكنها "الوصول إلى أي مكان في الشرق الأوسط"
تابعت القوات الإسرائيلية دخولها البري يوم الاثنين في قطاع غزة وأفادت تقارير بأنها تقترب من مستشفى الشفاء الرئيسي في القطاع – الذي تقول اسرائيل أنه يقع فوق مركز قيادة حماس – بينما تواصل قصف شبكة الأنفاق التابعة لحماس وقدراتها العسكرية، بعد شن ضربات مكثفة ضد الحركة في الليلة السابقة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانييل هجاري إن القوات البرية “تعزز الضغط على مدينة غزة”، التي يعتقد أنها المعقل الرئيسي لحماس، بعد أن تمكنت من عزل ومحاصرة القطاع الشمالي.
وقال إن الجيش قتل العديد من قادة حماس الميدانيين خلال الغارات الجوية والعمليات الليلية، بحيث “يضر بشكل كبير بقدرة حماس على تنفيذ هجمات مضادة”.
وبالنسبة لشبكة أنفاق حماس، قال هجاري إن قوات الهندسة القتالية تقوم بهدم كل نفق تصادفه باستخدام “أجهزة مختلفة ومتنوعة”.
وأشاد وزير الدفاع يوآف غالانت أيضا بعمليات الجيش الإسرائيلي في غزة خلال اليوم الأخير، وقال إنه وافق على خطط عسكرية إضافية للعملية البرية.
وقال غالانت في بيان بالفيديو إن “الجمع بين القوات الجوية والقوات البرية يهز قطاع غزة”.
وتعليقا على قادة حماس الميدانيين الذين قتلتهم إسرائيل في الغارات الجوية، قال غالانت إن “بعضهم كانوا من قمنا بتصفيتهم قبل يوم أو يومين وتم استبدالهم بآخرين، وتم تصفيتهم أيضا”.
وقال غالانت إن زعيم حماس يحيى السنوار “يختبئ في مخبأه ويترك القادة الميدانيين يموتون… قادتنا يذهبون إلى مقدمة القوة، ويقودون وينجزون”.
وبحسب الجيش، عثرت القوات الإسرائيلية العاملة في شمال غزة على عدة منصات إطلاق صواريخ وأكثر من 50 صاروخا في مجمع تستخدمه حركة شبابية وفي مسجد.
ونشر الجيش مقطع فيديو لقائد الكتيبة 50 في لواء “ناحال”، المقدم تومر صايغ، يظهر فيه العشرات من منصات إطلاق الصواريخ التي عثرت عليها قواته داخل مبنى يستخدمه اتحاد الكشافة الفلسطينية.
وقال صايغ إن منصات إطلاق الصواريخ الفارغة كانت موجهة نحو عسقلان أو مدن وسط إسرائيل. وقال الجيش أنه تم تدمير منصات إطلاق الصواريخ في وقت لاحق.
وفي الخارج، تم العثور على حوالي 50 صاروخا تحمل شعار حركة الجهاد الإسلامي في موقع تخزين تحت الأرض.
بشكل منفصل، نشر الجيش مقطع فيديو للواء المدرع 460 يعثر على عدد من منصات إطلاق الصواريخ الفارغة تحت الأرض بجوار مسجد في شمال غزة. وأظهر الفيديو أسلاك كهربائية تمر من منصة الإطلاق إلى داخل المسجد، والذي يتم تشغيلها منه.
Israeli forces operating in the northern Gaza Strip have located several rocket launchers and some 50 rockets, located in a compound used by a youth movement and a mosque, the military says.
The IDF publishes a video of the commander of the Nahal Brigade’s 50th Battalion, Lt.… pic.twitter.com/lndgRtr2mK
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) November 6, 2023
وقال الجيش أيضا إن قائد القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، اللواء يارون فينكلمان، دخل قطاع غزة يوم الاثنين برفقة قوات برية لإجراء تقييم.
وقال الجيش إن التقييم، مع رئيس فيلق الهندسة القتالية، العميدعيدو مزراحي وضباط آخرون تناول مسألة أنفاق حماس.
The head of the IDF Southern Command, Maj. Gen. Yaron Finkelman, entered the Gaza Strip today with ground forces to carry out an assessment, the military says. The assessment, with the head of the Combat Engineering Corps, Brig. Gen. Ido Mizrahi, dealt with the issue of Hamas… pic.twitter.com/mEtsHYTqkB
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) November 6, 2023
وفي غزة، ادعى مدير عام المستشفيات في القطاع أن سطح مبنى في مستشفى الشفاء، وهو الأكبر في القطاع، تعرض لأضرار جراء غارة إسرائيلية، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وفي حديثه لقناة الجزيرة، ادعى محمد زقوت أن الغارة أدت إلى مقتل نازحين كانوا يحتمون بالطابق العلوي. وأضاف أن الألواح الشمسية الموجودة على السطح دمرت في الهجوم. ونفت إسرائيل في وقت لاحق هذا الادعاء.
وفي ليلة الاثنين، تم الإبلاغ عن قتال عنيف في منطقة المستشفى، بما يشمل استخدام الجيش الإسرائيلي لقنابل الإضاءة.
يوم الأحد، كشف الجيش عن معلومات استخباراتية جديدة تظهر أن حماس تستخدم المستشفيات لتنفيذ عملياتها. واتهم الجيش في السابق حماس ببناء قاعدة عملياتها الرئيسية تحت منطقة مستشفى الشفاء، إضافة إلى تخزين الوقود لأهداف عسكرية.
ونفى مسؤول كبير في حماس هذه الاتهامات للصحفيين في بيروت يوم الاثنين. وادعى أسامة حمدان أن الحفرة التي تظهر في الصورة التي قدمها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي تستخدم لتخزين الوقود.
مع احتدام القتال في غزة، زار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أسطول الطائرات المقاتلة من طراز F-35I التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، حيث قال إن إسرائيل “تعرف كيف تصل إلى أي مكان في الشرق الأوسط”، على ما يبدو في تحذير لإيران ووكلائها.
“لقد مضى شهر بالفعل على الحرب، ونضرب حماس بشدة، ونضرب قيادة حماس، ونضرب قادتها، ونضرب الإرهابيين، وندمر البنية التحتية لحماس في غزة، ونحن أيضًا مستعدون دائمًا لمناطق أخرى”، قال هاليفي لجنود في قاعدة “نيفاتيم” الجوية. “هذه القاعدة [الجوية] تعرف كيف تصل إلى أي مكان في الشرق الأوسط”.
وأخبر هاليفي الجنود أنه رأى مؤخرًا طائرة من طراز F-35I تقدم الدعم الجوي للقوات على بعد حوالي 200 متر في قطاع غزة.
“لم نفعل شيئا كهذا من قبل. مع الذخائر الثقيلة جدا، هناك علاقة جيدة جدا بين ما تحتاجه القوة [البرية] وما تعرف الطائرة أن تقدمه. هذا الارتباط بين الجو والأرض، كنا نعلم دائمًا أنه قوي، ونرى الآن أنه أقوى بكثير مما كنا نتوقع”.
وأجرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الإثنين مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن مرة أخرى، حيث قال متحدث باسم الأخير إن الاثنين ناقشا إمكانية هندة إنسانية في الحرب.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن الولايات المتحدة تعتقد أن مثل هذه الوقفات في القتال ستساعد في تمكين المدنيين من الوصول إلى مواقع أكثر أمانًا في غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحتاجين، وتمكين إطلاق سراح الرهائن المحتمل.
وأضاف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي: “نحن نعتبر أنفسنا في بداية هذه المحادثة، وليس في نهايتها، لذلك يمكن أن نتوقع أننا سنواصل الدعوة إلى فترات توقف محلية مؤقتة”، مع التوضيح أن الولايات المتحدة لا تزال تعارض وقف إطلاق نار دائم لأن هذه الخطوة تفيد حماس.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الدبلوماسية الأمريكية لا تزال فعالة، بالنظر إلى رفض كل من إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة دعم وقف إطلاق النار الإنساني، رفض كيربي الادعاء وأشار إلى أن القدس رفضت في البداية السماح بدخول أي مساعدات إلى غزة قبل مناقشة هذه القضية والموافقة على دخول المساعدات من مصر بعد ضغوط أمريكية كبيرة.
وقال كيربي إن بايدن أثار أيضا الحاجة إلى “محاسبة المستوطنين المتطرفين” على أعمال العنف التي ارتكبوها في الضفة الغربية… “مع تقليل التهديدات من الجماعات الإرهابية التي تعمل هناك”.
وسيتحدث الزعيمان مرة أخرى في اليوم المقبل.
ووفقا لأخبار القناة 12، تستعد إسرائيل لمواجهة ضغوط من الولايات المتحدة بشأن مسألة الهدنة الإنسانية وأن تصبح مطلبا صريحا في الأسبوع إلى 10 أيام المقبلة. ونقلت الشبكة التلفزيونية عن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر قوله في مناقشات داخلية إنه إذا لم تستجب إسرائيل للضغوط، فإن الثمن السياسي سيكون باهظا.
وفي وقت سابق من يوم الإثنين، فتح الجيش الإسرائيلي ممرا إنسانيا لمدة أربع ساعات لإخلاء الفلسطينيين من شمال غزة، مكررا إصراره منذ فترة طويلة على انتقال المدنيين جنوبا، حيث عمليات الجيش الإسرائيلي محدودة أكثر.
كما تم فتح الممر الإنساني يوم الأحد لعدة ساعات، على الرغم من تعرضه لهجوم من قبل حماس يوم السبت.
واتهمت إسرائيل حماس مرارا بمحاولة منع الفلسطينيين من إخلاء شمال غزة، بما في ذلك إطلاق النار عليهم وقصف طرق الإخلاء، بسبب رغبتها في إبقاء المدنيين حول مراكز نشاطها كدروع بشرية، أو كضحايا للمساعدة في حشد الضغط الدولي للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار، والذي تفاقم مع تزايد عدد الضحايا المدنيين.
وأعلنت إسرائيل الحرب على حماس بعد أن قام حوالي 3000 مسلح باختراق حدود غزة في 7 أكتوبر، وقتلوا حوالي 1400 شخص اسرائيلي في جنوب إسرائيل. كما احتجزوا ما لا يقل عن 240 رهينة في القطاع.
وقالت السلطات الصحية في غزة، التي تسيطر عليها حركة حماس، يوم الاثنين إن أكثر من 10 آلاف شخص، بينهم نساء وأطفال، قتلوا في الحرب. ولا يمكن التحقق من الأرقام التي أصدرتها الحركة بشكل مستقل، ويعتقد أنها تشمل مسلحيها الذين قتلوا في إسرائيل وغزة، إضافة إلى ضحايا مئات الصواريخ التي أطلقتها الجماعات المسلحة والتي سقطت داخل القطاع.
وتقول إسرائيل إن هجومها على غزة يهدف إلى تدمير البنية التحتية لحماس، وتعهدت بالقضاء على الحركة بأكملها. وتقول إنها تستهدف جميع المناطق التي تعمل فيها حماس بينما تسعى إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
ساهم جيكوب ماغيد في إعداد هذا التقرير