الجيش الإسرائيلي: تم استجواب 300 مسلح من غزة قدموا تفاصيل عن قواعد حماس في مستشفيات القطاع
قال الجيش إنه يتم التحقيق مع المشتبه بهم في منشأة جديدة في جنوب إسرائيل؛ وقال أن سكان غزة يقدمون معلومات عن أنشطة حماس بأعداد غير مسبوقة
أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الإثنين أنه أنشأ منشأة اعتقال في جنوب إسرائيل لاستجواب المعتقلين من قطاع غزة، وقام باستجواب حوالي 300 مسلح من حماس والجهاد الإسلامي وجماعات أخرى في المنشأة حتى الآن.
وقال الجيش إن المعتقلين قدموا للمحققين مواقع شبكات أنفاق حماس ومستودعات الأسلحة في غزة، بالإضافة إلى تفاصيل عن أساليب عمل الحركة، بما في ذلك استخدامها على نطاق واسع للدروع البشرية.
الوحدة 504 التابعة لمديرية المخابرات العسكرية الإسرائيلية – المتخصصة في الاستخبارات البشرية – تضم عشرات الجنود الناطقين باللغة العربية المتواجدين على الأرض في قطاع غزة، إلى جانب الوحدات القتالية، لإجراء استجوابات ميدانية وتقديم معلومات استخباراتية للقوات، قال الجيش.
وقد ضاعفت الوحدة 504 عدد أفرادها وسط القتال، وأنشأت وحدة فرعية جديدة مخصصة لجنوب إسرائيل.
وبالإجمالي، استجوبت الوحدة حوالي 500 فلسطيني وأجرت ملايين المكالمات لتوجيه المدنيين لإخلاء شمال غزة منذ بداية القتال في القطاع.
وقال ضابط كبير في الوحدة 504: “كل تحقيق يؤدي إلى تجريم مواقع جديدة، والاستخبارات البشرية التي تظهر… هي طبقة لا يمكن فصلها عن الصورة الاستخباراتية الكاملة”.
ونشر الجيش ثلاثة مقاطع فيديو تظهر معتقلين يشرحون بالتفصيل لمحققي الوحدة 504 استخدام حماس للمستشفيات لأغراض عسكرية. ووصفوا كيف اختبأوا في مستشفيي الشفاء والرنتيسي، ومبنى الصليب الأحمر، ومراكز طبية أخرى، بينما استخدمت حماس هذه المواقع لمحاربة الجنود الإسرائيليين.
وفي حين أن بعض المعتقلين مشتبه بهم بالإرهاب، فإن آخرين يعملون في حكومة حماس، ويبدو أن بعضهم غير متورط ولكن لديهم علم بأنشطة الحركة.
وتقول إسرائيل إن حماس تستخدم مستشفى الشفاء ومستشفيات أخرى كدروع لنشاطها العسكري، وقالت أن مستشفى الشفاء على وجه التحديد هشمل مركز عمليات رئيسي للحركة تحت الأرض.
ونشر الجيش يوم الأحد لقطات جديدة لشبكة الأنفاق والمخابئ تحت الأرض التي يقول إنها مدفونة تحت المستشفى، بينما تواصل القوات الإسرائيلية العمل داخل المنشأة وحولها. ونشر الجيش الإسرائيلي يوم الأحد لقطات من كاميرا مراقبة من مستشفى الشفاء تظهر مسلحين من حماس يقومون بإحضار مواطن نيبالي وتايلندي تم اختطافهما من إسرائيل في 7 أكتوبر، عندما اقتحم آلاف المسلحين الحدود إلى إسرائيل من غزة وقتلوا حوالي 1200 إسرائيلي، واحتجزوا حوالي 240 رهينة من جميع الأعمار.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس، وأعلنت الحرب وشنت هجوما قالت إنه يهدف إلى تدمير البنية التحتية للحركة واستهداف جميع المناطق التي تعمل فيها حماس، بينما تسعى إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
والقوات البرية الإسرائيلية تعمل في شمال غزة منذ ما يقرب من شهر، مع التركيز على الأهداف العسكرية في هذا الجزء من القطاع، وعلى وجه التحديد مستشفى الشفاء.
وكان المسؤولون الإسرائيليون يسعون إلى عرض أدلة على إساءة استخدام حماس لمستشفى الشفاء أمام العالم، لدعم تأكيداتهم بأن الحركة تستخدم المدنيين والبنية التحتية المدنية كدروع، وبالتالي حشد الدعم للعملية الإسرائيلية.
في مقطع فيديو قدمه الجيش يوم الاثنين لجزء من استجواب مشتبه به تم اعتقاله الأسبوع الماضي، يقول المشتبه به إنه كان في مستشفى الشفاء في مدينة غزة، حيث كان يلجأ حوالي 50,000 شخص، و”الأطباء كانوا منزعجين من وجود [عناصر] حماس والتنظيمات داخل المستشفى”.
وقدر المعتقلون أنه كان هناك حوالي 100 من هؤلاء العناصر وأن بعضهم يرتدون زي طاقم التمريض وغيرهم من الطاقم الطبي من أجل أن “يزرعوا أنفسهم في أقسام المستشفى”، حتى في قسم الطوارئ.
وقال مشتبه به آخر ذكر أن اسمه حمودة رياض أسعد شمالة، وهو أب لثلاثة أطفال من مدينة غزة، إنه كان مهندس تطبيقات إنترنت في وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة ولجأ مع عائلته إلى مبنى الهلال الأحمر في المدينة عندما بدأت الحرب لأنها مانت تعتبر “آمنة”.
وقال إن المجمع المكون من 10 طوابق كان يستضيف حوالي 40 ألف شخص، بما في ذلك عناصر حماس الذين “استمر نشاطهم” داخل المبنى.
وقال أثناء الاستجواب إنه رآى فرشات تخبأ داخلها “قذائف أو [بنادق] كلشنات”.
“لو قذيفة واحدة انفجرت عن طريق الخطأ، يمكن أن تقتل 50 شخصا”.
“يوميا ترى هذا المشهد. لا أحد يقدر أن يحاسبهم. من يستطيع أن يحاسبهم أصلا؟” وأضاف: “إذا وقفت عنصر حماس، يمكن أن يقتلك”.
وقال سمالة إن “العدد البشري هناك كان عامل حماية للمكان. الناس درع بشري لهذا العتاد. لأن الجيش لن يضرب مبنى فيه 40 ألف” شخص.
“كان الأمر خطير جدا، الموصوع كان مرعب. أنا ذهبت إلى مكان ليوفر لي الأمان، أنت تجلب الخطر لي في المكان الآمن”.
وفي مقطع استجواب ثالث قدمه الجيش، قال المشتبه به، الذي ذكر أن اسمه عبد الرحمن علاء إبراهيم سمور، إنه يستطيع الإجابة على أسئلة حول ما رآه في مستشفى المعسكر في غزة، التابع للأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى) وفي مستشفى الرنتيسي بالمدينة.
وقال سمور إنه مكث في مستشفى الرنتيسي لمدة خمسة أيام وشاهد “كتائب القسام يحتلون المستشفى”.
وأضاف أن عددهم يبلغ حوالي 100، وكانوا يعملون بـ”نظام خيام، كل مجموعة لوحدها [في مجموعات] مكونة من 4-5 أفراد”، مضيفًا أنهم كانوا يقومون بـ”تنفيذ هجمات”.
وقال سمور إن حماس وآخرين أجروا عمليات في المستشفى “على نطاق واسع”. لقد كان هناك الكثير منهم، وكان الأمر مخيفًا حقًا”.
وقال إنه رأى في المستشفى السويدي “سبعة أفراد” على الأقل يرتدون ملابس مدنية ومسلحين.
وقال سمور إن العناصر عملوا في المستشفى وناموا هناك. “منطقة آمنًة، يمكنك الدخول والخروج دون أن يراك أحد”
وقال إنهم استخدموا المستشفى “للإنطلاق، التحضير لبعث المجموعات”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الوحدة 504 لديها أيضا مصادر في قطاع غزة تقدم معلومات يتم ترجمتها إلى معلومات استخباراتية للقوات البرية العاملة في القطاع الفلسطيني منذ أواخر الشهر الماضي.
“لقد تلقينا آلاف المكالمات الهاتفية من [الفلسطينيين الراغبين في تقديم المعلومات] بحجم لم يسبق له مثيل في الوحدة. ومن الواضح أن سكان قطاع غزة غير راضين عن سلوك حماس الهمجي. المواطن العادي يفهم أن حماس تجلب كارثة لسكان غزة سيكون من الصعب عليهم التعافي منها”، أضاف الضابط.
وكجزء من جهود الجيش الإسرائيلي لإجلاء الفلسطينيين من شمال غزة خلال الهجوم البري، أجرت الوحدة 504 أكثر من 30 ألف مكالمة، وأرسلت أكثر من 10 ملايين رسالة نصية، وأكثر من تسعة ملايين رسالة مسجلة إلى المدنيين في غزة. كما أسقط الجيش الإسرائيلي نحو أربعة ملايين منشور يحذر الفلسطينيين من مخاطر البقاء في شمال غزة، قال.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الإخلاء من شمال غزة سمح له بتنفيذ ضربات أقوى والعمل على نطاق أوسع في المنطقة ضد البنية التحتية لحماس. واستمرت الغارات الجوية في جنوب غزة في الوقت نفسه، ولم يعلن الجيش الإسرائيلي سوى عن منطقة المواصي الصغيرة على طول الساحل “منطقة آمنة”.
وقال وزير الدفاع يوآف غالانت يوم الإثنين، عقب تقييم عمليات الشاباك في الجبهة الجنوبية: “عمل الشاباك في التحقيق مع الإرهابيين الذين تم القبض عليهم في الميدان من قبل القوات، إلى جانب عمل منسقي الشاباك داخل قطاع غزة مع القوات البرية، هو عنصر حاسم يصبح بمثابة العيون التي تعرف القوات من خلالها إلى أين تتجه”.
“كل مقاتل يقوم بمناورات في الميدان يفهم أنه… تم تحقيق هدفين مهمين – أولا، محاربة حماس وهزيمتها، وإلحاق الضرر بالإرهابيين، ومن أرسلوهم، وكبار قادتهم وبنيتهم التحتية. كما إنهم يدركون جيدًا أنهم من خلال أفعالهم يعيدون الرهائن في أسرع وقت ممكن”، قال وزير الدفاع، مضيفًا أن عودة الرهائن تمثل أولوية قصوى.
وقال: “إنها أمامي مباشرة – صور الأطفال وصور العائلات دائما على رأس قائمة الأولويات”.