الجيش الإسرائيلي: المسلحون الفلسطينيون لم يظهروا مقاومة تذكر في جنين، ولا تزال هناك بعض الأهداف في المدينة
رفع مسؤولو الصحة الفلسطينيون عدد القتلى إلى 10؛ قائد أركان الجيش يجري تقييما في المدينة مع استعداد القوات لليوم الثاني من العملية
من المقرر أن تستمر عملية الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين شمال الضفة الغربية يوم الثلاثاء، بعد ليلة هادئة في الغالب شهدت تجنب المسلحين الفلسطينيين مواجهة القوات الإسرائيلية، مما يشير على الأرجح إلى اقتراب نهاية الحملة، الآن في يومها الثاني.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانيال هجاري إن الجيش يهدف إلى تفتيش نحو عشرة مواقع في مخيم اللاجئين المضطرب بالمدينة في الساعات المقبلة.
وقال إن الجيش لديه معلومات استخبارية بأن المواقع كانت تستخدم لتصنيع متفجرات وأسلحة أخرى.
وشنت إسرائيل عملية كبرى في وقت مبكر من يوم الاثنين للقضاء على ما تقول إنه بؤرة للإرهاب في المدينة. ونفذ فلسطينيون من المنطقة عددا من الهجمات ضد إسرائيليين في السنوات الأخيرة، ويقول المراقبون إن السلطة الفلسطينية فقدت السيطرة على الأرض.
شارك أكثر من 1000 جندي إسرائيلي في العملية، التي يبدو أنها الأكبر في الضفة الغربية منذ حوالي 20 عامًا.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون صباح الثلاثاء إن عشرة أشخاص قتلوا وأصيب ما لا يقل عن 100 آخرين، من بينهم 20 مدرجين في حالة خطيرة، خلال الغارات الجوية الإسرائيلية والاشتباكات مع القوات الإسرائيلية في اليوم السابق.
وانقطعت إمدادات المياه والكهرباء عن مخيم جنين خلال العملية. وقال هجاري إن مسؤول اتصال الجيش بالفلسطينيين يعمل على إصلاح الإمدادات بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية. وقال إنذ لك “حدث بشكل رئيسي بسبب المكان الذي دمرنا فيه الطرق، حيث كانت هناك متفجرات مخبأة”.
ولم تكن هناك اشتباكات كبيرة بين عشية وضحاها يوم الاثنين أو صباح الثلاثاء، حتى عندما دخل قائد الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي المدينة بالضفة الغربية لإجراء تقييم مع القوات.
وقال هجري في اتصال مع الصحافيين إن “قوة المسلحين الليلة كانت منخفضة. لقد فروا من الأهداف التي وصلنا إليها”، مشيرًا إلى أنه من المرجح أن تنتهي العملية في غضون أيام وليس أسابيع.
وقال إن جميع القتلى الفلسطينيين شاركوا في القتال، لكن كان هناك بعض غير المقاتلين بين الجرحى.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه منذ الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين، استجوبت القوات أكثر من 120 فلسطينيا مشتبها بهم. وتم الإفراج عن العديد منهم، في حين تم أخذ آخرين لمزيد من الاستجواب.
وقال هجاري إن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن هناك نحو 300 مسلح فلسطيني في مخيم جنين للاجئين. وقال إن الجيش لديه معلومات استخباراتية عن هويات ما لا يقل عن 160 فلسطينيا مسلحا.
#صور شهداء #مخيم_جنين من تاريخ03-07-2023 حتى الساعة 9:45صـ من تاريخ 04-07-2023
الشهيد سميح أبو الوفا
الشهيد حسام أبو ذيبة
الشهيد أوس حنون
الشهيد نور الدين مرشود
الشهيد محمد الشامي
الشهيد أحمد عامر
الشهيد مجدي عرعراوي
الشهيد علي الغول
الشهيد مصطفى قاسم
الشهيد عدي خمايسةلمتابعة… pic.twitter.com/QlMDyb1lLG
— Newpress | نيو برس (@NewpressPs) July 4, 2023
وفر نحو 3000 فلسطيني من مخيم جنين ليل الاثنين هربا من القتال.
وقال هجاري: “يُسمح لأي شخص يريد مغادرة المخيم”، موضحًا أن الجيش الإسرائيلي لم يأمر بالإخلاء وأنه لا يوجد إغلاق مفروض على جنين.
وبدأت العملية العسكرية بعيد الساعة الواحدة فجرا بقليل يوم الاثنين مع سلسلة من الغارات الجوية ضد أهداف متعددة في المدينة، بما في ذلك غرفة حرب مشتركة بين مختلف الجماعات المسلحة في المدينة.
وخلال الحملة، قال الجيش الإسرائيلي إن القوات عثرت على مواقع تخزين الأسلحة، ومختبرات المتفجرات مع مئات الأجهزة الناسفة الجاهزة، وغرف الحرب التي استخدمها مسلحون فلسطينيون لمراقبة القوات الإسرائيلية، وغيرها من “البنية التحتية للإرهاب”، وهدمتها.
Footage shows IDF demolishing a war room used by Palestinian gunmen in Jenin to track Israeli forces. pic.twitter.com/grwfWSLIiM
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) July 4, 2023
واشتبكت القوات أيضا مع مسلحين فلسطينيين ونفذت نحو 20 غارة بطائرات مسيّرة ضد أهداف مختلفة في مخيم اللاجئين.
وقال هجاري: “لم يكن هناك أي مكان في المخيم لم نصله”.
وأظهرت لقطات مصورة خلال الليل أيضا تخريب موقع مقبرة يوسف الديني في ضواحي مدينة نابلس بالضفة الغربية. وقال هجاري إن السلطة الفلسطينية غير قادرة على منع أعمال الشغب لكن العلاقات الأمنية معها صامدة.
وقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مساء الإثنين إن التنسيق الأمني مع إسرائيل سيظل معلقًا وسيتم قطع العلاقات الأخرى أيضًا، احتجاجًا على عملية جنين. وهدد عباس بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل عدة مرات في الماضي، وأعلن تعليقه تامًا في يناير، لكن ظلت أجزاء كثيرة من التنسيق قائمة من الناحية العملية.
وعلى الرغم من النهاية الوشيكة للعملية، قال قائد القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي الميجور جنرال يهودا فوكس يوم الإثنين أنها لن تكون عملية لمرة واحدة.
“هذه العملية لليست قائمة لوحدها. هذا اليوم ليس قائما وحده. هناك سلسلة من العمليات هنا، مثلما كنا هنا قبل أسبوع وقبل أسبوعين. سننتهي من هذه العملية، وسنعود في غضون أيام قليلة أو أسبوع، ولن نقبل أن تكون [جنين] مدينة ملجأ للإرهاب”، قال فوكس.
وحث قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيين على الانضمام للقتال ضد الجيش الإسرائيلي، مع تهديد بعض المقاتلين المتمركزين في غزة بالتدخل.
واستعدادا لاحتمال إطلاق صواريخ من قطاع غزة، ألغت السلطات حفلا موسيقيا كبيرا في مدينة سديروت الجنوبية مساء الاثنين، لكنها لم تتخذ أي إجراءات احترازية أخرى. وخلال العام الماضي، أطلقت حركة الجهاد الإسلامي صواريخ على إسرائيل من غزة ردا على مقتل أو اعتقال أعضائها في الضفة الغربية.
وأصيب جندي إسرائيلي بجروح طفيفة خلال القتال نتيجة شظايا قنبلة يدوية ألقاها جنود إسرائيليون آخرون صباح الاثنين. وقال الجيش الإسرائيلي إن الرقيب الأول “عين”، من وحدة دوفديفان النخبة – الذي لا يمكن تحديد هويته إلا من خلال رتبته وأول حروف اسمه بالعبرية – “أصر” على العودة إلى وحدته بعد تلقي العلاج.
وداخليا، أشار الجيش إلى العملية باسم “بايت فغان”، أي المنزل والحديقة، في إشارة إلى الاسم التوراتي لجنين، وقد استخدم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أيضا هذا الاسم. لكن وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أصرت على أن العملية ليس لها اسم رسمي.
ويبدو أن الجيش يحاول التقليل من حجم الحملة من خلال عدم إعطائها اسمًا. ووصفها هجاري بأنها “مداهمة على مستوى اللواء”.
منذ أسابيع هناك تكهنات حول عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة في الضفة الغربية، بعد سلسلة من هجمات إطلاق النار والمقاومة الشديدة لعمليات الجيش الإسرائيلي في المدن الفلسطينية.
في الشهر الماضي، قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية سيارة تقل ثلاثة مسلحين فلسطينيين كانوا قد فتحوا للتو النار على نقطة تفتيش في شمال الضفة الغربية بالقرب من جنين، في أول عملية قتل مستهدفة في الضفة الغربية منذ عام 2006.
وجاء هذا الحادث بعد أيام من استخدام طائرات مروحية هجومية في عملية عسكرية في جنين قُتل فيها سبعة فلسطينيين، بينهم فتيان اثنان، وأصيب ثمانية جنود في انفجار قنبلة كبيرة على جانب طريق وفي اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين.
في الأسبوع الماضي، أظهرت لقطات فلسطينيين في منطقة جنين وهم يحاولون إطلاق صاروخين محليي الصنع باتجاه بلدات إسرائيلية. وسقط الصاروخان في المناطق الخاضعة للسيادة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية ولم يعبرا الحدود إلى داخل إسرائيل. وتم العثور على صاروخ محلي الصنع خلال عملية يوم الاثنين في جنين.
لطالما اعتبر الجيش شمال الضفة الغربية، وخاصة مدينة جنين ومحيطها، “بؤرا للإرهاب”، أبرزتها سلسلة من الهجمات في أوائل عام 2022 والتي نفذ العديد منها مسلحون من سكان المنطقة.
بحسب الجيش الإسرائيلي، منذ العام الماضي، نفذ سكان من المنطقة حوالي 50 هجوم إطلاق نار، وفر 19 فلسطينيا مطلوبا إلى جنين لالتماس اللجوء هناك من القوات الإسرائيلية.
تصاعدت التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في جميع أنحاء الضفة الغربية على مدار العام ونصف العام الأخيرين، حيث شن الجيش عمليات ليلية شبه يومية وسط سلسلة من الهجمات الفلسطينية.
منذ بداية هذا العام، قتلت الهجمات الفلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية 24 شخصا.
وفقا لحصيلة جمعها “تايمز أوف إسرائيل”، قُتل ما لا يقل عن 144 فلسطينيا من الضفة الغربية خلال تلك الفترة، معظمهم أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، لكن بعضهم كان من المدنيين غير المتورطين في القتال والبعض الآخر قُتل في ظروف غامضة.