الجيش الإسرائيلي: القوات عثرت على قاذفات صواريخ بالقرب من ساحة لعب ومسبح في غزة
مقتل جندي في عملية برية، ليرتفع بذلك عدد الجنود القتلى إلى 29؛ فرنسا تدعو إلى هدنة إنسانية في القتال بينما تواصل حماس إطلاق الصواريخ على إسرائيل
أعلن الجيش الإسرائيلي يوم السبت مقتل أحد جنوده في اليوم السابق خلال عملية برية في غزة، كما قال إن قواته عثرت على قاذفات صواريخ لحركة حماس بالقرب من مسبح وساحة لعب في القطاع.
وقُتل الرقيب يوناتان ميمون (20 عاما)، من وحدة الاستطلاع التابعة للواء “ناحال”، خلال معارك في الجزء الشمالي من القطاع. وبمقتله يرتفع عدد الجنود القتلى في الهجوم البري الإسرائيلي في غزة إلى 29، وإلى 346 منذ الهجوم الضخم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر.
كما أصيب جندي آخر من وحدة الاستطلاع التابعة للواء ناحال وضابط في سلاح المدرعات بجروح خطيرة خلال القتال، حسبما أفاد الجيش.
في غضون ذلك، شارك الجيش مقطع فيديو لقواته خلال عثورها على مواقع لإطلاق الصواريخ في مناطق مدنية، وسط الجهود للكشف عن البنى التحتية لحركة حماس وتدميرها. تستخدم الحركة مثل هذه المواقع لإطلاق الصواريخ على المراكز السكانية الإسرائيلية.
وأظهرت اللقطات المصورة أن القوات عثرت على أربع قاذفات على بعد حوالي خمسة أمتار من مسبح للأطفال، ونحو 30 مترا من منازل سكنية في شمال قطاع غزة. وأظهر مقطع فيديو آخر القوات تعثر على عدد من قاذفات الصواريخ داخل ساحة لعب للأطفال ومجمع ترفيهي.
وقال الجيش في بيان أن “هذا دليل آخر على استمرار حركة حماس الإرهابية في استخدام السكان المدنيين كدروع بشرية لأغراض إرهابية”.
وواصلت حماس إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل يوم الأحد، مستهدفة البلدات الحدودية لغزة التي تم إخلاؤها إلى حد كبير.
في الوقت نفسه، استمر الجيش بتنفيذ غارات جوية على أهداف تابعة لحماس بينما واصلت القوات تعميق هجومها البري في قطاع غزة.
وقال الجيش أنه منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة قبل أسبوع، تم ضرب أكثر من 2500 هدف من قبل القوات البرية والبحرية والجوية، وأن القوات البرية قامت أيضا بتوجيه طائرات لضرب بنى تحتية، ومواقع تخزين أسلحة، ونقاط مراقبة، ومراكز قيادة تابعة لحركة حماس.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 30 فلسطينيا قُتلوا في قصف إسرائيلي على حي المغازي في وسط غزة في وقت متأخر السبت. ولا يمكن تأكيد أرقام حماس بشكل مستقل، وقد تم اتهام الحركة بتضخيم عدد القتلى.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش ينظر فيما إذا كانت قواته عملت في المنطقة في ذلك الوقت.
يوم الأحد، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 9770 فلسطينيا قُتلو. الأعداد لا تفرق بين مقاتلي الحركة والمدنيين أو بين الذين قُتلوا في ضربات إسرائيلية وأولئك الذين قُتلوا بمئات الصواريخ الطائشة التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية المسلحة وسقطت داخل القطاع.
ولقد حض الجيش الإسرائيلي سكان شمال غزة على التحرك جنوبا في ظل تكثيف عملياته في منطقة مدينة غزة. وقال أنه سيسمح للمدنيين بالتحرك جنوبا عبر ممر إخلاء لمدة أربع ساعات يوم الأحد.
وقد نزح ما يقدر عددهم بنحو 800 ألف فلسطيني إلى الجنوب من مدينة غزة والمناطق الشمالية الأخرى في أعقاب دعوات إسرائيلية متكررة للإخلاء، لكن مئات الآلاف ما زالوا في الشمال، بما في ذلك العديد ممن غادروا ثم عادوا لاحقا لأن إسرائيل تشن أيضا غارات جوية في الجنوب.
ولقد اتهمت إسرائيل حماس مرارا بمحاولة منع الفلسطينيين من إخلاء شمال غزة، بما في ذلك من خلال إطلاق النار عليهم أو قصف مسارات الإخلاء، بسبب رغبتها بإبقاء المدنيين في محيط مراكز نشاطها لاستخدامهم كدروع بشرية.
يوم السبت، قال الجيش إن حماس استغلت قيام الجيش الإسرائيلي بالاستعدادات لفتح ممر إخلاء، وأطلقت قذائف هاون وصواريخ موجهة مضادة للدبابات على القوات التي عملت على فتح الطريق للمدنيين. وأضاف الجيش أن حماس فعلت ذلك “لمنع فتح [الطريق] أمام حركة سكان قطاع غزة”. ولم تقع إصابات في صفوف الجنود جراء الهجوم، وفقا للجيش الإسرائيلي.
يوم السبت، قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن إسرائيل تقوم “بتفكيك كتيبة بعد كتيبة من حماس” وستقوم بالقضاء على قائد الحركة في غزة يحيى السنوار.
وقال غالانت إن القوات الإسرائيلية تهاجم أهدافا إرهابية في مدينة غزة من الجنوب والشمال، وقد دخلت المناطق الحضرية.
وأضاف أن “حماس ليس لها حدودا”، كما أظهرت المجزرة التي ارتكبتها الحركة في 7 أكتوبر، وتعهد قائلا: “قيادة حماس مسؤولة، وسنصل إلى تلك القيادة”، مضيفا “سوف نصل إلى [قائد حماس في غزة] يحيى السنوار وسنقضي عليه. إذا وصل سكان غزة إلى هناك قبلنا، فإن ذلك سيختصر الحرب”.
وقال أنه عندما تنتهي الحرب “لن يكون هناك حماس في غزة. لن يكون هناك أي تهديد أمني من غزة على إسرائيل، وستكون لإسرائيل الحرية المطلقة في اتخاذ أي إجراء أمني تسعى إليه ضد أي شخص يرفع رأسه في غزة [لتهديدها]”.
واصل الجيش الإسرائيلي هجومه البري في الجزء الشمالي من القطاع يوم السبت، حيث واجهت قوات المشاة والدبابات محاولات عديدة من قبل نشطاء حماس للخروج من الأنفاق لمهاجمة الجنود.
وقال الجيش إن القوات قتلت عددا من المسلحين وعثرت على أنفاق سيتم تدميرها لاحقا. وفي إحدى المواجهات، قال الجيش الإسرائيلي إن القوات البرية اشتبكت مع مجموعة مكونة من 15 من نشطاء حماس، وقتلت العديد منهم، وقصفت مواقع المراقبة الخاصة بهم.
كما واصل الجيش تنفيذ غارات جوية على أهداف في أنحاء القطاع، وقال إنه ضرب حوالي 120 هدفا في القطاع خلال اليوم، بما في ذلك مجمعات تابعة لحماس ومواقع إطلاق مضادة للدبابات.
أعلنت إسرائيل الحرب، بهدف القضاء على حماس، في أعقاب الهجوم المباغت والكبير الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر، حيث اقتحم الآلاف من المسلحين الحدود وقتلوا حوالي 1400 شخص، واختطفوا أكثر من 240 شخصا آخرين. هجوم حماس جاء تحت سيل من آلاف الصواريخ التي أطلقتها الحركة باتجاه إسرائيل. وواصلت حركة حماس إطلاق الصواريخ على إسرائيل، مما أدى إلى نزوح أكثر من 200 ألف إسرائيلي.
ويرفض القادة الإسرائيليون وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في القطاع في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الإسرائيلي هجومه، وتحذر اسرائيل من أن حماس ستستغل أي توقف في القتال من أجل مجهودها الحربي.
يوم الأحد، انضمت فرنسا إلى الولايات المتحدة في الدعوات لـ”هدنة انسانية” في القتال.
ودعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا إلى هدنة انسانية “فورية” في الحرب بين إسرائيل وحماس مع ارتفاع عدد الضحايا في قطاع غزة، التي يعيش سكانها على إمدادات متضائلة تُتهم حماس بنهبها.
وقالت كولونا للصحفيين خلال زيارة إلى قطر إن “هدنة انسانية فورية ومستدامة ودائمة ضرورية للغاية، وينبغي أن تكون قادرة على أن تؤدي إلى وقف لإطلاق النار”.
ساهمت في هذا التقرير وكالات