الجيش الإسرائيلي: القوات اخترقت دفاعات حماس وتقترب من مدينة غزة؛ مقتل قائد مجموعة الصواريخ المضادة للدبابات
قال القادة إن مقتل 16 جنديًا كان "ثمنًا باهظًا"، لكنهم يتعهدون بخوض الحرب "حتى النهاية"؛ حاملو جوازات السفر الأجنبية في غزة يبدأون المغادرة إلى مصر مع بعض المصابين
أعلن مسؤولون عسكريون يوم الأربعاء أن القوات الإسرائيلية اخترقت خط الدفاع الأول لحماس واقتربت من مدينة غزة، قائلين إن مقتل 16 جنديا هذا الأسبوع في غزة وبالقرب منها كان “ثمنا باهظا”. وتم الإعلان عن وفاة الجندي السابع عشر صباح الخميس.
في غضون ذلك، واصل الجيش قصف القطاع وقام بتصفية قائد مجموعة الصواريخ المضادة للدبابات التابعة للحركة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانييل هجاري أنه “من خلال التخطيط المسبق والمعلومات الاستخبارية الدقيقة والهجمات المشتركة [من البر والجو والبحر]، اخترقت قواتنا الخطوط الدفاعية الأمامية لحماس في شمال قطاع غزة”.
وقال الجنرال إيتسيك كوهين، قائد الفرقة 162 في الجيش، إن القوات الإسرائيلية تقدمت في عمق غزة وأصبحت “على أبواب مدينة غزة”.
وقال كوهين لمراسلين بالقرب من القطاع أنه خلال الأيام الخمسة الماضية، “لقد دمرنا الكثير من قدرات حماس، وهاجمنا منشآتها الاستراتيجية، وكل مجموعات متفجراتها، وأنفاقها تحت الأرض وغيرها من المرافق التي دمرناها بالكامل”.
ومع ذلك، حذر من أنها “مهمة طويلة” ولا يزال هناك الكثير من العمل.
وواصلت القوات الجوية الإسرائيلية توفير الغطاء للقوات والدبابات التي تقاتل داخل القطاع. وقال الجيش أنه قتل قائد مجموعة الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات التابعة لحماس محمد عصار في إحدى غاراته الجوية يوم الأربعاء.
بحسب الجيش، كان عصار “مسؤولا عن جميع وحدات الصواريخ المضادة للدبابات التابعة لحماس في جميع أنحاء قطاع غزة، وقاد الوحدات في الأوقات الروتينية، وساعد في نشاطها في حالات الطوارئ”.
ونشر الجيش مقطع فيديو يظهر الغارة الجوية.
צה״ל בהכוונת מודיעין אמ"ן ושב"כ, חיסל את מחמד עצאר, ראש מערך הנ״ט של ארגון הטרור חמאס באמצעות מטוס קרב. במסגרת תפקידו, עצאר היה אחראי על כלל מערכי הנ״ט בחטיבות השונות ברצועת עזה, ניהל את הכוח בשגרה וסייע בהפעלתו בחירום >> pic.twitter.com/DdTi33x0zL
— צבא ההגנה לישראל (@idfonline) November 1, 2023
وقال الجيش أنه تم تنفيذ العديد من الهجمات الصاروخية تحت قيادته.
وقتل أحد هذه الصواريخ 11 جنديا في ناقلة جند مدرعة من طراز “نمر” في غزة يوم الثلاثاء. ولقي جنديان إسرائيليان آخران حتفهما عندما أطلقت قذيفة “آر بي جي” على المبنى الذي كانا فيه.
وأيضا جنديان آخران عندما مرت دبابتهما فوق عبوة ناسفة يوم الثلاثاء، وقتل آخر بقذائف هاون أطلقت على الحدود يوم الأربعاء، مما يرفع عدد القتلى في الجيش منذ صباح الثلاثاء إلى 16.
وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح الخميس عن مقتل الملازم (احتياط) يوفال زيلبر (25 عاما) من رمات غان، الذي كان قائد سرية في لواء القدس.
وقال الجيش إن زيلبر قُتل في اشتباكات مع مسلحين من حماس يوم الأربعاء. ولم يتم تقديم مزيد من التفاصيل على الفور.
وتسلط حصيلة القتلى الضوء على التهديدات التي يواجهها الجنود مع تحول الجيش إلى قتال خطر في شوارع غزة بعد أسابيع من حملة جوية مدمرة. ويُعتقد أن منطقة القتال داخل المدن مليئة بالقنابل والعبوات الناسفة وتتخللها شبكة واسعة من الأنفاق التي يستخدمها المسلحون لنصب الكمائن أو مباغتة الجيش.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي في رسالة إلى القوات يوم الأربعاء إن “الثمن الباهظ والمؤلم” الذي يتم دفعه خلال الحرب ضد حماس “ضروريا”.
“نحن في خضم الحرب. ستكون حربا طويلة وسنخوضها حتى النهاية. نحن نتحرك بشكل استباقي ونقاتل العدو في أراضيهم، ونضربهم في نفس الأماكن التي عملوا فيها على خططهم وفي نفس المناطق التي جاء منها الإرهابيون الأشرار”، كتب هاليفي.
وأضاف: “نحن نتقدم في مراحل الحرب، ونعمل داخل أراضي العدو، مدعمين بنيران دقيقة وكثيفة. النشاط سيستمر ويتكثف وفقا لمراحل الحرب وأهدافها كما حددتها الحكومة الإسرائيلية”.
“إننا نناضل من أجل حقنا وحق الأجيال القادمة في العيش بأمان وازدهار في وطننا”.
وفي وقت سابق، قال وزير الدفاع يوآف غالانت في مؤتمر صحفي إن الحرب تكلف “ثمنا باهظا”، قائلا أن الجنود الذين سقطوا هم “أبناءنا جميعا”.
وقال إن إسرائيل “يجب أن تضرب العدو من أجل الذين سقطوا، من أجل الأحياء، من أجل شعب إسرائيل ومن أجل دولة إسرائيل”.
وأضاف غالانت: “تدور معارك ضارية في غزة. الجيش الإسرائيلي يتقدم على طريق هزيمة حماس. الحرب تسير وفق الأهداف. حماس تتلقى ضربات قاسية. لقد تم إسقاط أكثر من 10 آلاف قذيفة على مدينة غزة، وتم إصابة آلاف الأهداف، وتدمير آلاف المواقع، وتم القضاء على آلاف الإرهابيين”.
وقال إن الجنود يواجهون مسلحين من حماس يخرجون من الأنفاق والمستشفيات والمدارس، وتعهد بأن إسرائيل “لن تتوقف حتى نصل إلى جميع الإرهابيين، من جميع الرتب. العدو ليس أمامه سوى خيارين – الموت أو الاستسلام دون قيد أو شرط”.
وقال كل من غالانت وهليفي إن إسرائيل تعمل بلا هوادة لضمان إطلاق سراح 242 أسيرا اختطفتهم الجماعات المسلحة في غزة خلال هجوم 7 أكتوبر، وغالبيتهم من المدنيين. وقال مسؤول كبير في حماس أنه إذا أتيحت الفرصة، فإن الحركة الفلسطينية سوف تكرر مثل هذه المذابح مرارا.
وفي إطار جهود اسرائيل لتحرير الرهائن، تحدث وزير الخارجية إيلي كوهين يوم الأربعاء مع رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولجاريك، وانتقد بشدة سلوك المنظمة حتى الآن.
وقال مكتب كوهين إنه أبلغ سبولجاريك أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر يجب أن تطلب مقابلة جميع الرهائن وتقديم المساعدة الطبية لهم.
وقال كوهين لسبولجاريك: “ليس للصليب الأحمر الحق في الوجود إذا لم ينجح في زيارة الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس الإرهابية”، مشيرا إلى أن “الأطفال والنساء والناجين من المحرقة” محتجزون.
في غضون ذلك، سُمح لمئات الأشخاص في غزة الذين يحملون جوازات سفر أجنبية بالخروج من القطاع يوم الأربعاء، وغادروا عبر معبر رفح المصري مع عشرات الفلسطينيين المصابين بجروح خطيرة والذين سمح لهم المغادرة لتلقي العلاج الطبي.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن المواطنين الأمريكيين الذين يتطلعون إلى مغادرة غزة سيكونون قادرين على القيام بذلك، مع خروج بعضهم يوم الأربعاء والبعض الآخر خلال الأيام المقبلة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إنه يعتقد أن ما يقارب من 700 أمريكي يقيمون في غزة، وقد تواصل حوالي 400 منهم مع السلطات الأمريكية منذ اندلاع الحرب للتعبير عن رغبتهم في المغادرة.
وقال ميلر إن الولايات المتحدة تعمل على إخراج هؤلاء المواطنين الـ 400 من غزة مع 600 من أفراد أسرهم.
وقد فر ما يقدر بنحو 800 ألف فلسطيني إلى جنوب القطاع من مدينة غزة والمناطق الشمالية الأخرى في أعقاب دعوات إسرائيلية متكررة للإخلاء، لكن مئات الآلاف ما زالوا في الشمال، بما في ذلك العديد ممن غادروا ثم عادوا لاحقًا لأن إسرائيل تنفذ أيضا غارات جوية في الجنوب.
وتقول إسرائيل إن هجومها يهدف إلى تدمير البنية التحتية لحماس، وتعهدت بالقضاء على الحركة بأكملها. وتقول إنها تستهدف جميع المناطق التي تعمل فيها حماس، بينما تسعى إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
واندلعت الحرب في 7 أكتوبر عندما اقتحم نحو 3000 مسلح بقيادة حماس الحدود إلى إسرائيل من قطاع غزة عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1400 إسرائيلي تحت غطاء إطلاق آلاف الصواريخ على البلدات الإسرائيلية.
وكانت الغالبية العظمى من القتلى عندما استولى المسلحون على البلدات الحدودية من المدنيين – بما في ذلك الأطفال الرضع والمسنين. وتم إعدام عائلات بأكملها في منازلها، وتم ذبح أكثر من 260 شخصًا في مهرجان في الهواء الطلق، وسط أعمال وحشية مروعة.
ووفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس، قُتل أكثر من 8700 فلسطيني في الحرب، وأصيب أكثر من 22 ألف شخص. وهذا الرقم، الذي لا يمكن تأكيده، سيكون غير مسبوق خلال عقود من العنف الإسرائيلي الفلسطيني. وقد اتُهمت حماس بتضخيم عدد القتلى بشكل مصطنع، ولا تميز بين المدنيين والنشطاء الإرهابيين. ويُعتقد أن بعض القتلى هم ضحايا صواريخ أطلقها الإرهابيون الفلسطينيون بشكل خاطئ.
ساهم جيكوب ماغيد، طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالات في إعداد هذا التقرير