الجيش الإسرائيلي: الأسلحة التي تم العثور عليها في مستشفى الشفاء تثبت “بشكل لا لبس فيه” أنه استخدم لأغراض عسكرية
وسط العملية العسكرية في محيط مستشفى الشفاء، التي يقول مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إن حماس تستخدمها كمقر رئيسي، ينشر الجيش صورا لقنابل يدوية ومعدات كانت مخزنة في المنشأة
أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء أن قواته عثرت على معدات عسكرية، بما في ذلك أسلحة، خلال مداهمتها لأكبر مستشفى في غزة.
وفي العملية التي بدأت قبل الفجر واستمرت معظم يوم الأربعاء، دخلت القوات الإسرائيلية مستشفى الشفاء، حيث قال صحفي في الموقع لوكالة فرانس برس إن الجيش الإسرائيلي قام بتفتيش غرفة تلو الأخرى، بعد أيام من القتال مع مسلحي حماس في محيط المنشأة.
وحاصر الجيش الإسرائيلي مستشفى الشفاء لعدة أيام، وقال إن لدى حماس مركز قيادة عمليات رئيسي تحت المنشأة، وتستخدم المرضى والطاقم والمدنيين الذين يحتمون هناك كدروع للمسلحين. وأكدت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء أن حماس والجهاد الإسلامي يستخدمان مستشفى الشفاء ومستشفيات أخرى في غزة، والأنفاق تحتها، “لإخفاء ودعم عملياتهما العسكرية واحتجاز الرهائن”.
وقال المتحدث باسم الجيش دانييل هجاري للصحفيين: “عثرنا في المستشفى على أسلحة ومواد استخباراتية وتكنولوجيا ومعدات عسكرية”.
“عثرنا أيضًا على مقر عمليات به معدات اتصالات… تابعة لحماس” و”زي حماس”، أضاف.
ونشر الجيش صورا لبنادق وقنابل يدوية ومعدات أخرى قال إنه عثر عليها في مستشفى الشفاء.
IDF releases evidence of Hamas weapons found inside Shifa Hospital's MRI center, during the raid by the elite Shaldag unit and other forces of the 36th Division inside the medical center today. pic.twitter.com/HrtzHmpELR
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) November 15, 2023
وقال هجاري إن “هذا يثبت بشكل لا لبس فيه أن المستشفى استخدم للإرهاب، في انتهاك تام للقانون الدولي”.
وأظهر مقطع الفيديو الذي نشره الجيش من داخل المستشفى ثلاثة حقائب القماش قال إنه عثر عليها مخبأة حول مختبر التصوير بالرنين المغناطيسي، تحتوي كل منها على بندقية هجومية وقنابل يدوية وزي حماس، بالإضافة إلى خزانة تحتوي على عدد من البنادق الهجومية بدون ذخيرة. كما تم اكتشاف جهاز كمبيوتر محمول وأخذه للتحليل.
وقال المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس في مقطع الفيديو: “لا يجب أن تكون هذه الأسلحة داخل المستشفى”، مضيفًا أنه يعتقد أن المواد كانت “مجرد غيض من فيض”. وقال الجيش إن البحث مستمر، لكنه لم يعرض أدلة على وجود أنفاق أو مركز عسكري كبير.
ونفت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة هذه المزاعم، قائلة إن القوات الإسرائيلية “لم تجد أي معدات أو أسلحة في المستشفى”.
وقال الجيش إنه نفذ “عملية دقيقة وموجهة ضد حماس في منطقة محددة في المستشفى”، وأن فرق طبية رافقت الجنود وجلبت حاضنات وإمدادات أخرى.
ولا يبدو أن الجيش وصل الأجزاء الواقعة تحت المستشفى، التي يعتقد على نطاق واسع أن مركز القيادة الرئيسي لحماس يقع فيها.
وقال الجيش إنه سيواصل العمل في مستشفى الشفاء من أجل العثور على معلومات استخباراتية وأصول حماس، وأضاف أن القوات تبحث أيضًا عن الرهائن، رغم أنها لم تعثر على أي منهم.
وقبل ساعات من المداهمة الإسرائيلية، قالت الولايات المتحدة إن معلوماتها الاستخباراتية تشير إلى أن استخدام المسلحين لمستشفى الشفاء والمستشفيات الأخرى – والأنفاق الموجودة تحتها – لدعم العمليات العسكرية واحتجاز الرهائن.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، للصحفيين في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء إن مستشفى الشفاء “مستشفى شرعي نشط… نريد حماية مرضاه قدر الإمكان”.
لكنه أوضح أن “ما تفعله حماس… هو انتهاك لقانون الحرب”.
وردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة أعطت موافقة مسبقة للجيش الإسرائيلي لمداهمة مستشفى الشفاء، قال كيربي أن واشنطن لا تتوقع أن تقدم إسرائيل إشعارا مسبقا بعملياتها العسكرية في غزة.
وغرد ديف هاردن، المدير السابق لبعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الضفة الغربية وقطاع غزة، يوم الأربعاء أنه من المعروف في القطاع أن مسلحي حماس يستخدمون مستشفى الشفاء كمركز للقيادة ويستخدمون سيارات الإسعاف للتنقل.
وكتب هاردن: “كان هناك شك/إدراك على نطاق واسع منذ عام 2014 أن حماس تستخدم مجمع مستشفى الشفاء كمركز قيادة وقاعدة للعمليات”، مشيرا إلى أن ذلك يستند إلى تقييمات من مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين.
وحماس “استخدمت سيارات الإسعاف لنقل أفرادها”، أضاف، اعتمادا على محادثات مع رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر آنذاك.
والتقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء في تل أبيب بوفد أمريكي برئاسة مبعوث البيت الأبيض في الشرق الأوسط بريت ماكغورك وكبيرة الدبلوماسيين في وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، حيث شدد على أن عملية الجيش الإسرائيلي “لتحرير مستشفى الشفاء من سيطرة حركة حماس” تدل على عزم إسرائيل وقدرتها على استئصال حماس بالكامل من كل ركن من أركان غزة، قال مكتب رئيس الوزراء.
وأضاف البيان أن المجموعة ناقشت عددا من المواضيع، مع التركيز على مسألة تحرير الرهائن المحتجزين في غزة.
وأثارت المداهمة العسكرية على مستشفى الشفاء إدانات من الأمم المتحدة والأردن والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، التي وصفتها بأنها انتهاك للقانون الدولي.
وبموجب القانون الإنساني الدولي، يمكن أن تفقد المستشفيات مكانتها المحمية إذا استخدمها المقاتلون لأغراض عسكرية. ولكن يجب منح المدنيين متسعاً من الوقت للفرار، ويجب أن يكون أي هجوم متناسباً مع الهدف العسكري – مما يضع المسؤولية على عاتق إسرائيل لإثبات أنها كانت أهدافاً عسكرية كبيرة بما يكفي لتبرير الحصار المفروض عليها.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى وجود ما لا يقل عن 2300 مريض وموظف ونازح فلسطيني داخل مستشفى الشفاء. وفي وقت سابق من الحرب، كان عشرات الآلاف من الفلسطينيين الفارين من القصف الإسرائيلي يحتمون بالمستشفى، لكن معظمهم غادروا في الأيام الأخيرة، مع اقتراب القتال.
وأثارت الوكالات العالمية، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، مخاوف بشأن سلامة المرضى والطاقم الطبي بعد المداهمة.
ولم تبلغ حماس أو الجيش الإسرائيلي عن وقوع أي اشتباكات داخل المستشفى. وقال الجيش إن قواته قتلت خمسة مسلحين خارج المسشتفى في بداية العملية.
واندلعت الحرب بعد أن شن مسلحو حماس هجوما في 7 أكتوبر، حيث اجتاحوا البلدات الجنوبية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1200 اسرائيلي، واختطاف حوالي 240 آخرين إلى غزة. وأعلنت إسرائيل بعد ذلك الحرب بهدف الإطاحة بنظام الحركة في قطاع غزة، والذي تحكمه منذ سيطرتها عليه في عام 2007.
وقالت وزارة الصحة في غزة يوم الأربعاء أن 11,500 فلسطينيا قتلوا في غزة منذ بداية الحرب، من بينهم 4710 أطفال على الأقل و3160 امرأة. ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، وهي لا تميز بين المدنيين والمسلحين، وتشمل أيضا الأشخاص الذين قتلوا نتيجة سقوط صواريخ فلسطينية طائشة.