الجيش الإسرائيلي ألحق أضرارا جسيمة بـ 16 مقبرة في غزة خلال عملياته العسكرية – تقرير
تقرير CNN يعتمد على صور أقمار اصطناعية، وعلامات تشير إلى سير مركبات مدرعة ثقيلة في المقابر، وروايات شهود عيان من ضمنهم مراسلين تم اقتيادهم في مقبرة في ناقلة جنود مدرعة

تسبب جنود الجيش الإسرائيلي الذين يقاتلون ضد حركة حماس في قطاع غزة بأضرار جسيمة لما لا يقل عن 16 مقبرة في القطاع الساحلي الفلسطيني، حيث تعمل الوحدات العسكرية داخل المقابر، بما في ذلك من خلال استخدامها كمواقع عسكرية، وفقا لتقرير يوم السبت.
ولقد تم تدمير شواهد قبور ونبش قبور. في بعض الحالات، تم استخراج جثث، حسبما ذكرت CNN، بالاستناد على صور أقمار اصطناعية، ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، وروايات شهود عيان، بما في ذلك من مراسليها الذين سافروا في قافلة للجيش الإسرائيلي.
ويشكل التدمير المتعمد للمقابر انتهاكا للقانون الدولي ما لم يصبح الموقع هدفا عسكريا.
اندلعت الحرب الجارية في 7 أكتوبر، عندما نفذت حماس هجوما كبيرا على إسرائيل أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص. كما قام آلاف المسلحين الذين تسللوا عبر الحدود من غزة باختطاف أكثر من 240 شخصا واقتادوهم كرهائن إلى القطاع.
ردا على الهجوم، بدأت إسرائيل حملة عسكرية عبر البحر والجو والبر تهدف إلى القضاء على قدرات حماس العسكرية والإطاحة بها عن السلطة في غزة، وإطلاق سراح الرهائن. ولا يزال ما لا يقل عن 105 رهائن في الأسر، بعضهم بحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي لم يعد على قيد الحياة.

بحسب تقرير CNN فإن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “لم يتمكن من تفسير تدمير المقابر الـ 16 التي قدمت CNN إحداثياتها، لكنه قال إن الجيش في بعض الأحيان ليس لديه خيار آخر سوى استهداف المقابر التي زعم أن حماس تستخدمها لأغراض عسكرية”.
وأضاف: “يقع على عاتقنا التزام جدي باحترام الموتى ولا توجد هناك سياسة تهدف لإنشاء مواقع عسكرية خارج المقابر”.
لكن الشبكة الإخبارية قالت إن تحقيقها وجد أن الجيش الإسرائيلي استخدم بعض المقابر كما يبدو كمواقع عسكرية، حيث قامت جرافات بتسوية مناطق واسعة لتحويلها إلى نقاط إنطلاق. وأضافت أن بعض المواقع أقيمت حولها سواتر لتحصينها.
في الأسبوع الماضي، مرت ناقلة جند مدرعة إسرائيلية، كانت تقل طاقما إخباريا تابعا لقناة CNN، مباشرة عبر مقبرة البريج الجديدة في مخيم البريج في وسط غزة. وتمكن فريق CNN من رؤية القبور على جانبي السيارة على شاشة عرضت ما صورته الكاميرا الأمامية. وقالت الشبكة إنها تمكنت من تأكيد الموقع باستخدام تحديد الموقع الجغرافي للقطات وصور الأقمار الاصطناعية الخاصة بها.
الموقع الآخر الذي تعرض لأضرار هو حي الشجاعية في مدينة غزة، حيث شوهدت مركبات عسكرية في موقع المقبرة. وأشارت شبكة CNN إلى أن وسائل الإعلام المحلية أفادت أن الجزء الأوسط من المقبرة قد تم تطهيره بالفعل قبل الحرب، ولكن تم تسوية مناطق أخرى بالأرض مؤخرا، حيث يعمل الجيش الإسرائيلي في المنطقة منذ 10 ديسمبر.
في 18 ديسمبر، نشر الجيش الإسرائيلي صورة تظهر ما قال إنها منصة إطلاق صواريخ تم وضعها في المقبرة. وقالت CNN إنها لم تتمكن من التحقق من متى أو أين تم التقاط الصورة.
كما أظهرت صور الأقمار الاصطناعية أعمال تجريف في مقبرة بني سهيلة، شرقي خان يونس في جنوب غزة، حيث أقيمت تحصينات عسكرية في أواخر ديسمبر وأوائل يناير.
في مقبرة الفالوجا في حي جباليا شمال مدينة غزة، ومقبرة التفاح شرق مدينة غزة، ومقبرة في حي الشيخ عجلين بمدينة غزة، ظهرت علامات تشير إلى مرور مركبات مدرعة فوق القبور.

وقال منذر الحايك، وهو متحدث باسم حركة فتح، ل CNN إن ابنته دينا قُتلت في صراع غزة 2014 الذي أطلقت عليه إسرائيل اسم عملية “الجرف الصامد”. في أوائل يناير حاول العثور على قبرها في مقبرة الشيخ رضوان في مدينة غزة، لكنه لم يتمكن من تحديد موقع قبرها أو قبر جدته، حسبما قال.
وقال الحايك “قامت قوات الاحتلال بتدميرها وجرفتها بالجرافات. إن المشاهد مروعة. نريد أن يتدخل العالم لحماية المدنيين الفلسطينيين”.
وقال الشاعر الفلسطيني المعروف مصعب أبو توهة، الذي انتقل للإقامة في العاصمة المصرية القاهرة أثناء القتال، لشبكة CNN إن شقيقه أخبره أن مقبرة بيت لاهيا، في شمال غزة، حيث دفن شقيقه الأصغر وجده، تعرضت لأضرار بالغة. وفي مكالمة فيديو، أظهر شقيق أبو توهة الأضرار وقال إنه لم يتمكن من العثور على القبرين. وقالت شبكة CNN إنها راجعت مكالمة الفيديو التي أظهرت أنقاضا متناثرة في جميع أنحاء المقبرة. وأضافت أن آثار المركبات العسكرية الثقيلة يمكن رؤيتها أيضا في صور الأقمار الصناعية.
ومع ذلك، لم يتم المساس إلى حد كبير بمقبرتين أخريين في منطقة الحرب.
صور الأقمار الاصطناعية لمقبرة قريبة من حي التفاح، والتي تضم بالأساس جثث جنود بريطانيين وأستراليين قُتلوا في الحربين العالميتين الأولى والثانية، أظهرت أن حفرة كانت الضرر الوحيد الذي تعرضت له المقبرة. في وسط غزة، تدير لجنة مقابر الكومنولث الحربية مقبرة تضم قبور مسيحيين وبعض الجنود اليهود من الحرب العالمية الأولى، والتي لم يتم المساس بها على الرغم من ظهور مؤشرات على حدوث قتال في المنطقة المحيطة بالموقع بما في ذلك مركبات مدمرة.
كما التقط جنديان إسرائيليان صورة لهما وهما يحملان العلم الإسرائيلي ويقفان بجانب قبر لجندي يهود في المقبرة، وتم مشاركة الصورة على وسائل التواصل الاجتماعي.
IDF soldiers in the Gaza Strip at the grave of a Jewish soldier who fell in the First World War. pic.twitter.com/veKoTSvwZE
— ((????3⃣????????????????3⃣)) ???????? I Stand with Israel! ???????? (@w3bsag3) January 12, 2024
اعترفت إسرائيل بنقل جثث من مقبرة في خانيونس وسط قطاع غزة، قائلة الأسبوع الماضي إنها تبحث عن رفات رهائن اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر.

وردا على استفسار لقناة NBC حول هذا الموضوع، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه “ملتزم بتنفيذ مهمته الملحة لإنقاذ الرهائن والعثور على جثث الرهائن المحتجزين في غزة وإعادتها”.
وتابع البيان: “عندما يتم تلقي معلومات استخباراتية أو عملياتية مهمة، يقوم جيش الدفاع بعمليات إنقاذ رهائن دقيقة في مواقع محددة حيث تشير المعلومات إلى احتمال وجود جثث رهائن”.
“إن عملية تحديد هوية الرهائن، التي تتم في مكان آمن وبديل، تضمن الظروف المهنية المثالية واحترام المتوفى. وتتم إعادة الجثث التي يتم تحديد أنها ليست للرهائن بكرامة واحترام”.
“لولا قرار حماس المستهجن باحتجاز الرجال والنساء والأطفال والرضع الإسرائيليين كرهائن، ما كانت ستكون هناك حاجة لمثل هذه العمليات”.
في الدعوى التي قدمتها ضد إسرائيل لمحكمة العدل الدولية متهمة إياها بارتكاب جريمة إبادة جماعية، أثارت جنوب أفريقيا أيضا مسألة تدنيس المقابل المزعومة.