الجيش الأميركي يعلن تفريغ الحمولة الأولى من المساعدات على الميناء العائم في غزة
القيادة المركزية الأمريكية: هذا جهد متواصل متعدد الجنسية لإيصال مساعدات إضافية الى المدنيين الفلسطينيين في غزة عبر ممر بحري
أعلن الجيش الأميركي الجمعة أن الحمولة الأولى من المساعدات الانسانية المخصصة لغزة عبر الميناء العائم الذي أقامته واشنطن، تمّ تفريغها وبدأت الشاحنات بنقلها نحو القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في بيان “اليوم قرابة الساعة التاسعة صباحا (بتوقيت غزة، 06:00 ت.غ)، بدأت الشاحنات التي تحمل المساعدات الانسانية بالتحرك نحو الشاطئ عبر الميناء الموقت في غزة”.
وأضافت أن “هذا جهد متواصل متعدد الجنسية لإيصال مساعدات إضافية الى المدنيين الفلسطينيين في غزة عبر ممر بحري طابعه إنساني بالكامل”.
أنجزت الولايات المتحدة الخميس إرساء الميناء. وقال قائد القوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط الأدميرال براد كوبر لصحافيين في واشنطن “أعتقد أن حوالى 500 طن (من المساعدات) ستصل في اليومين المقبلين”.
وأظهرت صور نشرتها سنتكوم يوم الخميس رفع المساعدات الإنسانية على بارجة في ميناء أشدود الإسرائيلي القريب.
ووفقا للمنظمات الدولية، يواجه قطاع غزة نقصاً حاداً في الغذاء والمياه الصالحة للشرب، كما أنه معرض لخطر المجاعة وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس.
وقد انخفضت المساعدات التي تدخل بشكل حاد منذ أن سيطرت القوات الإسرائيلية الأسبوع الماضي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح. وترفض مصر تنسيق نقل المساعدات عبر المعبر ما دامت إسرائيل تسيطر عليه.
وتؤكد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أن إيصال المساعدات عن طريق البحر أو إلقاءها من الجو لا يعوّض عن فتح المعابر البرية والسماح بدخول المزيد من شاحنات المساعدات إلى غزة.
وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة الخميس: “نضع اللمسات الأخيرة على خططنا التنفيذية للتأكد من استعدادنا للتعامل مع (المساعدات) عندما يصبح الرصيف العائم عاملا بكامل طاقته، مع ضمان سلامة موظفينا”.
وأضاف: “لتجنب أهوال المجاعة، لا بد أن نستخدم أسرع وأوضح طريق للوصول إلى شعب غزة، ولذلك نحتاج إلى الوصول إليهم برا في الوقت الحالي”.
وكرر أن الأمم المتحدة تفضّل الطريق البري، معتبرا أن المساعدات الإنسانية “لا يمكن ولا ينبغي أن تعتمد على رصيف عائم بعيدا عن الأماكن حيث الحاجات الأكثر إلحاحا”.
وأعلن الجيش الأمريكي في وقت سابق من يوم الخميس أنه انتهى من تثبيت الرصيف بعد سبعة أشهر من القتال العنيف في غزة.
ويشكل البناء النهائي الذي تم بين عشية وضحاها عملية تسليم معقدة، بعد أكثر من شهرين من أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن بذلك من أجل مساعدة الفلسطينيين.
حذر مارتن جريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ اليوم الخميس من أن المجاعة خطر وشيك في غزة مع نفاد مخزونات الأغذية.
وتخشى مصر أن تكون إسرائيل على وشك شن هجوم كبير في رفح. وبدأ الجيش الإسرائيلي بإرسال قوات إلى رفح الأسبوع الماضي فيما وصفها بأنها عملية “دقيقة”، ويسيطر الجنود حاليا على منطقة صغيرة نسبيا جنوب شرق المدينة. ولكن تعهدت إسرائيل منذ أشهر بشن هجوم كبير في المدينة كجزء من حربها على حماس، والتي اندلعت في أعقاب الهجوم الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر على البلاد.
ومع قصف إسرائيل لجنوب غزة، فر نحو 600 ألف شخص أو قرابة نصف السكان النازحين الذين يلوذون بالمنطقة إلى مناطق أخرى من القطاع المحاصر، وعادوا في بعض الأحيان إلى منازل مُحيت في القصف أو لاذوا بساحات خالية.
وقال جريفيث إن المنظمة الدولية تجد صعوبة في مساعدتهم، في وقت توقف فيه تقريبا قدوم المساعدات من جنوب غزة ويفاقمفيه تجدد القتال تحديات توزيع المساعدات.
وتقول إسرائيل إن عملية رفح تهدف إلى تدمير ما تبقى من كتائب حماس في جنوب غزة وتفكيك البنية التحتية التي تستخدمها الحركة. وتتهم إسرائيل حماس بالاستيلاء على المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة، على الرغم من ظهور لقطات فيديو متعددة تظهر رجالا مسلحين فوق شاحنات المساعدات الإنسانية في غزة.
وحذر جريفيث سابقا من أن العملية العسكرية في رفح ستؤدي لسقوط قتلى وستضع العملية الإنسانية الهشة للأمم المتحدة “على عتبة الموت”.
قالت الولايات المتحدة اليوم الخميس إن الوضع الإنساني في قطاع غزة يواصل التدهور وحثت إسرائيل على بذل المزيد للسماح باستدامة دخول المساعدات الإنسانية من خلال الجزئين الجنوبي والشمالي بالقطاع.
وذكر فيدانت باتيل نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن لا تزال قلقة إزاء “التوقف التام” لحركة السفر وتدفق الوقود من خلال معبر رفح إلى قطاع غزة.
وفي الوقت الحالي، يتم استخدام ثلاثة معابر لنقل المساعدات الإنسانية من إسرائيل إلى الفلسطينيين في شمال قطاع غزة: معبر إيريز الغربي، الذي تم افتتاحه هذا الأسبوع؛ معبر إيريز الشرقي، الذي تم افتتاحه في وقت سابق من شهر مايو بالقرب من معبر إيريز القائم؛ والبوابة رقم 96، وهي مدخل الجيش إلى نحور نتساريم في وسط غزة، والتي تم استخدامها لأول مرة لتوصيل المساعدات في شهر مارس.
ويتم استخدام معبر كرم أبو سالم لتوصيل المساعدات من إسرائيل إلى جنوب قطاع غزة، لكن توقف معبر رفح كان له تأثير سلبي على إيصال المساعدات.
واندلعت الحرب في أعقاب هجوم 7 أكتوبر، عندما اقتحم أكثر من 3000 مسلح فلسطيني الحدود إلى جنوب إسرائيل وقتلوا حوالي 1200 شخص، واختطفوا 253 آخرين إلى غزة.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب على حماس، وشنت هجوما يهدف إلى الإطاحة بالحركة الحاكمة في غزة وتأمين إطلاق سراح الرهائن، الذين لا يزال 128 منهم في الأسر.
وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس إن أكثر من 35 ألف فلسطيني في القطاع قتلوا أو يعتقد أنهم قتلوا في القتال حتى الآن، على الرغم من أنه تم التعرف على حوالي 24 ألف قتيل فقط في المستشفيات. وتشمل هذه الحصيلة، التي لا يمكن التحقق منها، نحو 15 ألف مسلح تقول إسرائيل إنها قتلتهم في المعركة. وتقول إسرائيل أيضًا إنها قتلت حوالي ألف آخرين داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.
وقُتل 279 جنديا خلال الهجوم البري ضد حماس ووسط العمليات على طول حدود غزة. كما قُتل متعاقد مدني في وزارة الدفاع في قطاع غزة.