الجدول الزمني لقضية التسريبات يظهر أن التقارير الأجنبية دعمت مزاعم نتنياهو بشأن صفقة الرهائن
أصر نتنياهو على أن حماس لا تريد التوصل إلى اتفاق، وأنها قد تهرب رهائن إلى إيران، وبعد أيام، ظهرت هذه التأكيدات في الصحف، والآن أحد مساعديه متهم بسرقة وتسريب معلومات سرية
كشف قاض يوم الأحد أن إيلي فيلدشتاين، المتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اعتقل الأسبوع الماضي للاشتباه في قيامه بسرقة معلومات حساسة من قاعدة بيانات للجيش الإسرائيلي وتسريبها إلى صحيفة.
ويشتبه في أن فيلدشتاين متورط في تسريب وثيقة إلى صحيفة “بيلد” الألمانية تظهر أن حماس غير راغبة في التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن في غزة.
وزعم تقرير آخر، نشرته ثم حذفته لاحقا صحيفة “جويش كرونيكل”، أن حماس ستحاول تهريب المقاتلين والرهائن من غزة إلى إيران عبر مصر.
وبحسب المحكمة، يعتقد ان التسريبات أضرت بالجهود الرامية إلى تأمين إطلاق سراح الرهائن في غزة. ولا يزال 97 رهينة اختطفوا في السابع من أكتوبر في القطاع، ولا يزال العديد منهم على قيد الحياة، إلى جانب أربعة آخرين محتجزين هناك منذ نحو عقد من الزمان.
ويقول المنتقدون إن تقريري صحيفتي “بيلد” و”جويش كرونيكل” دعمت مزاعم نتنياهو في ذلك الوقت، والتي سعت إلى الترويج إلى أهمية طلب إسرائيل إبقاء جنودها داخل غزة بينما ألقت اللوم على حماس لتعثر صفقة إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار.
ولا يُعتقد أن نتنياهو مشتبه به في هذه القضية، ولم يتم تقديم أي دليل على وجود صلة مباشرة له. وقد نأى مكتب رئيس الوزراء بنفسه عن فيلدشتاين.
وفيما يلي جدول زمني للأحداث الرئيسية المتعلقة بالقضية المعروفة حتى الآن:
أكتوبر 2023: مكتب رئيس الوزراء يعين إيلي فيلدشتاين للاتصال بالمراسلين العسكريين في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر وشن الحملة العسكرية في غزة، وفقا لتقارير وسائل إعلام عبرية. وعمل فيلدشتاين سابقًا كمتحدث باسم مكتب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وقبل ذلك كان ضابطًا كبيرًا في وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
وبحسب التقارير، فشل فيلدشتاين في اجتياز اختبار كشف الكذب، وتم رفض منحه تصريحا أمنيا. ومن غير الواضح ما إذا كان موظفًا بشكل مباشر في مكتب رئيس الوزراء أم أنه كان يعمل معه ببساطة.
أبريل-مايو 2024: الجيش يكشف وثيقة داخلية لحماس توصي بإطالة أمد الحرب في غزة بدلا من السعي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بهدف بث الانقسامات داخل إسرائيل. وقال الجيش في وقت لاحق إن الوثيقة عادية ومماثلة لوثائق أخرى عثر عليها في غزة.
31 مايو: أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن الخطوط العريضة لصفقة رهائن على مراحل بناءً على ما قال إنه عرض إسرائيلي. ولم يرد ذكر لبقاء القوات داخل محور فيلادلفيا، وهو شريط استراتيجي على الحدود بين غزة ومصر تقول إسرائيل إنه طريق تهريب رئيسي.
أغسطس: على الرغم من الآمال العريضة والجهود الدبلوماسية المكثفة والضغوط الدولية، يظل التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن بعيد المنال. ومن بين النقاط الشائكة طلب إسرائيل أن تكون أي هدنة مؤقتة والحفاظ على وجود عسكري على طول محور فيلادلفيا.
ويتهم المنتقدون في إسرائيل نتنياهو بتعقيد المحادثات من خلال تقديم مطلب فيلادلفيا، ويتساءل البعض عن مدى التزامه بالمفاوضات، نظرا إلى احتمال محسابته سياسيا بمجرد انتهاء الحرب. كما مارس أعضاء ائتلافه، بما في ذلك بن غفير، ضغوطاً على نتنياهو، وهددوا بالانسحاب من الحكومة إذا تم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
29 أغسطس: اندلع خلاف حاد بين وزير الدفاع يوآف غالانت ونتنياهو حول أهمية محور فيلادلفيا، حيث قال نتنياهو إن أهمية السيطرة على المحور تفوق تحرير الرهائن، وفقًا لتقرير إخباري لقناة 12. وانضم غالانت إلى ضباط كبار آخرين في القول بأنه يمكن مراقبة الحدود حتى لو لم تكن القوات الإسرائيلية منتشرة هناك.
1 سبتمبر: تم العثور على جثث الرهائن هيرش غولدبرغ بولين، وعيدن يروشالمي، وأوري دانينو، وأليكس لوبانوف، وكارمل غات، وألموغ ساروسي في نفق بغزة. وتم العثور على جثث الرهائن الستة وعليهم علامات عنف تشير إلى أنهم أعدموا قبل يوم أو يومين عندما اقتربت القوات من الموقع، وفقًا للجيش.
وزاد ذلك من الشكوك حول حكمة الاعتماد على العمليات العسكرية لإنقاذ الرهائن، وأحيا الاحتجاجات التي تضغط على نتنياهو وحكومته لإبرام صفقة لإطلاق سراح الرهائن المتبقين وهم لا يزالون على قيد الحياة، حتى لو كان ذلك يعني وقف الهجوم العسكري.
4 سبتمبر: أكد نتنياهو للصحافة الأجنبية على أهمية السيطرة على محور فيلادلفيا، قائلاً إنه يمكن استخدامه لإدخال الأسلحة وإخراج الرهائن من القطاع.
“إنهم يستطيعون بسهولة تهريب الرهائن إلى صحراء سيناء في مصر، حيث يختفون. ولا يحتاجون حتى إلى الاختباء تحت الأرض. إنهم يختفون في سيناء ثم ينتهي بهم الأمر في إيران أو اليمن. إنهم يختفون إلى الأبد”.
وأضاف “إننا بحاجة إلى شيء ما للضغط على حماس، لمنعها، والضغط عليها لإطلاق سراح الرهائن المتبقين. لذا، إذا أردنا إطلاق سراح الرهائن، فيتعين علينا السيطرة على محور فيلادلفيا”.
5 سبتمبر: نشرت صحيفة “جويش كرونيكل” اللندنية مقالا زعمت فيه أن وثيقة تم الكشف عنها في قطاع غزة تثبت أن زعيم حماس يحيى السنوار يخطط لتهريب نفسه وبعض الرهائن من غزة إلى مصر عبر محور فيلادلفيا ومن هناك إلى إيران.
ونقلت بعض وسائل الإعلام العبرية اليمينية التقرير، وقام يائير، نجل نتنياهو، بمشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي.
وظهر نتنياهو على شبكة فوكس نيوز الأميركية، حيث كرر بعض الادعاءات حول أهمية السيطرة على محور فيلادلفيا، وقال إنها “تمنع غزة من أن تصبح جيباً إرهابياً إيرانياً مرة أخرى، وهو ما قد يهدد وجودنا، ولكنها أيضا الطريقة لمنعهم من تهريب الرهائن الذين يحتفظون بهم خلال وقف إطلاق النار إلى مصر، أو إلى سيناء، حيث قد يختفون، ثم ينتهي بهم الأمر في إيران أو اليمن، ويضيعون إلى الأبد”.
وزعم نتنياهو أيضا أن التقارير عن إحراز تقدم نحو التوصل إلى اتفاق هي “رواية كاذبة”، وألقى باللوم على حماس في عرقلة المحادثات، “إنهم لا يوافقون على أي شيء: لا على محور فيلادلفيا، ولا على مفاتيح تبادل الرهائن بالإرهابيين المسجونين، ولا على أي شيء”.
6 سبتمبر: نشرت صحيفة “بيلد” الألمانية تقريرا زعمت فيه أن وثيقة عثر عليها جنود على حاسوب السنوار في غزة تظهر أن حماس غير مهتمة بإنهاء الحرب بسرعة، وتعطي الأولوية بدلاً من ذلك للحفاظ على قدراتها العسكرية و”إستنزاف” الجيش الإسرائيلي.
وزعم التقرير أن حماس تتبع استراتيجية تعتمد على الحرب النفسية ضد عائلات الرهائن وغيرهم، وزرع الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي.
8 سبتمبر: نتنياهو ذكر تقرير بيلد في بداية اجتماع حكومته الأسبوعي، وقال إنه يستند إلى وثيقة رسمية لحماس، ووصف الاحتجاجات المطالبة بصفقة الرهائن بأنها “فخ حماس”.
وفي اليوم نفسه، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ تحقيقا داخليا في تسريب الوثائق لصحيفة “بيلد”، ووصفها بأنها “جريمة خطيرة”.
10 سبتمبر: دانييل هاغاري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نفى رسميًا أن يكون لدى الجيش أي علم بالمعلومات الاستخباراتية المزعومة التي استند إليها تقرير صحيفة “جويش كرونيكل”. وجاء هذا التعليق في أعقاب عدة تقارير وصف فيها مسؤولون دفاعيون هذه المزاعم بأنها لا أساس لها.
12 سبتمبر: الجيش الإسرائيلي أخذ صحافيين في جولة في جنوب غزة لدحض المزاعم بأنه لا يزال يمكن استخدام الأنفاق تحت الحدود بين مصر وغزة للتهريب، مما أثار الشكوك حول ضرورة الاحتفاظ بالسيطرة على محور فيلادلفيا.
14 سبتمبر: حذفت صحيفة “جويش كرونيكل” التقرير عن خطط تهريب السنوار وجميع تقارير الكاتب إيلون بيري الأخرى، لتختتم بذلك تحقيقا داخليا بدأ في أعقاب تساؤلات حول خلفية بيري والتي أثيرت إلى جانب شكوك حول مصداقية تقاريره. وكتبت الصحيفة “لم نكن راضين عن بعض ادعاءاته”.
وقال بيري في بيان إنه رفض الكشف عن مصدره للصحيفة، ونفى أن يكون مبعوثا لنتنياهو.
27 أكتوبر: تم القبض على فيلدشتاين في مداهمة الساعة الرابعة صباحا ضمن التحقيق، والذي ظل سريًا حتى تلك النقطة. كما تم اعتقال ثلاثة آخرين، لم يتم التعرف عليهم بعد.
31 أكتوبر: أصدر مكتب نتنياهو بيانًا قال فيه إنه طالب برفع أمر حظر النشر عن “القضية السرية”. وجاء في البيان إن “أمر حظر النشر المستمر يوفر غطاءً للتشهير المتعمد والخبيث بمكتب رئيس الوزراء”.
1 نوفمبر: رفع قاضي محكمة الصلح في ريشون لتسيون مناحيم مزراحي أمر حظر النشر جزئيا في القضية، كاشفاً عن اعتقال العديد من المشتبه بهم في قضية تتعلق بالاستخدام غير المشروع لمواد سرية. وكتب مزراحي أن التسريب كان من الممكن أن يضر بالمجهود الحربي.
وأصدر مكتب رئيس الوزراء بيانا أكد فيه أنه لم يتم القبض على أحد من موظفيه ضمن التحقيق، ردا على تقارير إعلامية ربطت مكتبه بالقضية.
ونقلت قناة 12 الإخبارية عن مصدر قوله إن المشتبه به عمل مع نتنياهو عن كثب، كما نشرت عدة وسائل إعلام صورا غير واضحة تظهر الاثنين في اجتماعات أو فعاليات.
ونقل عن مصدر في القناة 12 قوله: “في اللحظة التي اندلعت فيها الفضيحة، ألقى نتنياهو به تحت الحافلة وحتى كذب بقوله إنه لا يعمل معه”.
2 نوفمبر: مكتب رئيس الوزراء نفى أن يكون تسريب صحيفة “بيلد” صادرا عنه، وقلل من خطورة القضية وتداعياتها.
“الوثيقة المنشورة لم تصل إلى مكتب رئيس الوزراء من شعبة الاستخبارات العسكرية، وقد علم رئيس الوزراء بها من وسائل الإعلام”، قال مكتب رئيس الوزراء. “الوثيقة ساعدت فقط في جهود إعادة الرهائن، وبالتأكيد لم تضر بها”.
وزعم مكتب رئيس الوزراء أن المشتبه به “لم يشارك أبدا في مناقشات أمنية، ولم يتعرض أو يتلقى معلومات سرية، ولم يشارك في زيارات سرية”.
3 نوفمبر: كشف القاضي مزراحي عن تفاصيل إضافية بشأن القضية، حيث أعلن عن اسم فيلدشتاين كمشتبه به مدني، إلى جانب ثلاثة آخرين مرتبطين بالمؤسسة الدفاعية الذين لم يتم الكشف عن أسمائهم.
وأكد مزراحي أيضا التقارير التي تشير إلى أن القضية تنطوي على شكوك في أن تسريب الوثيقة أضر بجهود تحرير الرهائن.
ورفض مكتب رئيس الوزراء توضيح الأسئلة المتعلقة بدور فيلدشتاين.
وفي رده على هذا الكشف، قال رئيس حزب الوحدة الوطنية بيني غانتس “إذا سُرقت معلومات أمنية حساسة وأصبحت أداة في حملة سياسية، فهذه ليست جريمة جنائية فحسب، بل إنها جريمة وطنية”.
وأصدر منتدى عائلات الرهائن والمفقودين بيانا قال فيه إن المعلومات التي كشفت عنها القضية “تشير إلى أن المقربين من رئيس الوزراء تصرفوا بطريقة تعرض الأمن الوطني للخطر في محاولة لإحباط عودة الرهائن”.
4 نوفمبر: كشفت وسائل إعلام عبرية عن اعتقال ضابط في الجيش الإسرائيلي ضمن التحقيق.
وزعم تقرير لهيئة البث العام الإسرائيلية “كان” أن الوثيقة المسربة التي استشهدت بها صحيفة “بيلد” الألمانية لم يتم العثور عليها من قبل قوات في غزة أثناء البحث في حاسوب السنوار، بل من خلال “نوع آخر من الاستخبارات”.
وبحسب التقرير، يخشى المدعون العامون من أن يؤدي التسريب إلى الكشف عن أساليب جمع المعلومات الاستخباراتية لحماس.