إسرائيل في حالة حرب - اليوم 347

بحث
تحليل

التحالف الإقليمي ضروري بالنسبة لإسرائيل كالهواء للتنفس

نجحت إسرائيل وحلفاؤها باعتراض 99٪ من هجوم الصواريخ الإيراني؛ يجب على الإسرائيليين مواجهة الواقع: لولا التحالف الإقليمي والتعاون مع دول مثل الأردن، لكانت إسرائيل تبدو مختلفة تماما هذا الصباح؛ إمكانية التحالف المستقبلي مع السعودية أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى

طائرة مقاتلة شارك في اعتراض الهجوم الإيراني على إسرائيل، 14 أبريل، 2024. (IDF Spokesperson)
طائرة مقاتلة شارك في اعتراض الهجوم الإيراني على إسرائيل، 14 أبريل، 2024. (IDF Spokesperson)

يُعد يوم الأحد 14 أبريل 2024، يوما حاسما في تاريخ الحروب الإسرائيلية: تمكنت إسرائيل وحلفاؤها من اعتراض 99٪ من الهجوم الصاروخي الإيراني خلال ساعات الليل.

كما تقول الآية التاسعة من الإصحاح 23 في سفر العدد “هوذا شعب يسكن وحده و بين الشعوب لا يحسب”، لكن الرسالة الموجهة إلى الإسرائيليين في هذا الصباح التاريخي يجب أن تكون عكس ذلك – لا تستطيع إسرائيل أن تتدبر أمورها لوحدها ويجب أن تأخذ بعين الاعتبار الدول الأخرى عند اتخاذ القرارات العسكرية والسياسية والإقليمية.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو استراتيجي فاشل، وهذا أمر مفهوم لدى جميع شعوب المنطقة منذ عودته إلى السلطة قبل نحو عام ونصف. ولهذا السبب كانت رسالة وزير الدفاع يوآف غالانت هذا الصباح واضحة بشكل خاص: “لقد تمكنا، بالتعاون مع الشركاء الأمريكيين وغيرهم من الشركاء، من جعل الأضرار  قليلة جدا في أراضي دولة إسرائيل، وهو إنجاز مثير للإعجاب للغاية حققه جيش الدفاع بامتياز “.

وأضاف: “لقد رأى العالم كله الليلة من هي إيران – دولة إرهاب تهاجم دولة إسرائيل من مسافة 1500 كيلومتر وتحاول تفعيل جميع وكلائها. لكن العالم رأى أيضا قوة التحالف – وكيف أن إسرائيل تقف مع الولايات المتحدة ودول أخرى وتوقف هذا الهجوم بطريقة لا يوجد لها مثيل”.

جارنا من الشرق – الأردن – لم يُذكر شفهيا في بيان غالانت، لكن خلال الليل اتضح أن طياري سلاح الجو الأردني شاركوا في حملة التصدي للصواريخ بعيدة المدى.

وبقدر ما هو معروف، فقد شاركت دول أخرى، إما عن طريق أنظمة الكشف المبكر، أو بالمساعدات الاستخباراتية، أو بوسائل أخرى. حتى أن بعض الشظايا الناجمة عن الاعتراضات سقطت على أراضي المملكة. بل وورد في بعض التقارير أن هناك عدة قتلى في الأراضي الأردنية.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتصل بالرئيس الأمريكي جو بايدن من مقر وزارة الدفاع (كيريا) في تل أبيب، 14 أبريل، 2024. (GPO)

لم يذكر غالانت في بيانه الأردن أو دول أخرى بالاسم، ولكن على الإسرائيليين أن يلقوا نظرة مباشرة إلى الواقع الإقليمي الجديد والمهم. إن التحالف الدفاعي الإقليمي الذي يضم عدة دول – بما في ذلك إسرائيل – أصبح حقيقة واقعة. ومن دون هذه المساعدات، وخاصة المساعدات الأمريكية، لكان شكل إسرائيل مختلفا هذا الصباح.

لقد أوفت الولايات المتحدة بالتزامها طويل الأمد بعدم السماح للتهديد الإيراني بالمس بإسرائيل، وقد اتخذ الرئيس جو بايدن خطوات دراماتيكية – فقد غادر منزله في ديلاوير وتوجه بالطائرة خصيصا إلى البيت الأبيض، واجتمع مع كبار فرقه الأمنية، وقرب القوات الأمريكية من وضع هجومي، وأرسل كل بطاريات الاعتراض إلى المنطقة وأصدر بيانات دعم قوية طوال الليل.

وسار زعماء من مختلف أنحاء العالم على خطاه، سواء على مستوى التصريحات أو حتى على مستوى المساعدة الفعلية. قليلون يثقون بحكم نتنياهو في هذا الوقت. لذلك، لم يضيّع بايدن الكثير من الوقت، وفور انتهاء الهجوم أُعلن أن الرئيس الأمريكي أبلغ إسرائيل أن واشنطن لن تدعم هجوما إسرائيليا مضادا.

ويأتي الهجوم الإيراني غير المسبوق ردا على اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان، حسن رضا زاهدي، في الأول من أبريل الماضي. وتتوقع الولايات المتحدة أنه على الرغم من الهجوم الشرس – وبفضل حقيقة أنه لم تقع إصابات تقريبا – فإنهم سيوقفون الآن تحركات “العين بالعين”، “هذا يكفي”، أو “Don’t” كما اعتاد بايدن أن يقول.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعقد اجتماعا لكابينت الحرب في تل أبيب فجر 14 أبريل، 2024. (Courtesy)

دول المنطقة تطلب من إسرائيل شيئا واحدا فقط في المقابل: المضي قدما في المفاوضات لحل الأزمة مع الفلسطينيين في منطقة الضفة الغربية من أجل مستقبل شعوب المنطقة. فماذا سترد إسرائيل بقيادة نتنياهو على هذه الدول؟ يمكن معرفة الإجابة مسبقا – لا وألف لا.

اقرأ المزيد عن