البيت الأبيض يكثف ضغوطه على إسرائيل لإنهاء القتال “عالي الكثافة” في غزة قريبا
بحسب مسؤولين فإن سوليفان الذي يقوم بزيارة إلى إسرائيل حض القادة الإسرائيليين على تقليص العمليات العسكرية ضد حماس في الأسابيع القادمة؛ بايدن يحث إسرائيل على أن تكون "أكثر حذرا" مع المدنيين في غزة
صرح البيت الأبيض يوم الخميس إن الولايات المتحدة تريد أن تنتهي الحرب بين إسرائيل وحماس “في أقرب وقت ممكن”، في الوقت الذي ضغط فيه مستشار الأمن القومي الأمريكي الزائر جيك سوليفان على إسرائيل للابتعاد عن حملتها العسكرية الشرسة والتركيز بدلا من ذلك على عمليات محددة.
في لقاء مع كبار المسؤولين الإسرائيليين في تل أبيب، قال سوليفان إن إدارة بايدن تريد من الجيش الإسرائيلي إنهاء المرحلة الحالية من القتال “عالي الكثافة” في غزة في غضون أسابيع، حسبما قال مسؤول إسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل”.
مع ذلك، واصل القادة الإسرائيليون التعهد بأن الجيش الإسرائيلي سيواصل الهجوم العسكري في قطاع غزة حتى هزيمة الحركة.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن هناك إدراك بأن الجيش الإسرائيلي سيبقى نشطا في غزة إلى ما بعد نهاية المرحلة الحالية، لكن سوليفان أوضح أن الولايات المتحدة تتوقع “تراجعا كبيرا” في شدة القتال في غضون أسابيع، مؤكدا تقريرا نشره موقع “واللا” الإخباري.
وردا على طلب للتعليق على الأمر، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، خلال مؤتمر صحفي إن سوليفان “تحدث بالفعل عن الانتقال المحتمل مما نسميه العمليات عالية الكثافة – وهو ما نراهم يفعلونه الآن – إلى عمليات أقل كثافة في وقت ما في المستقبل القريب”.
وأضاف: “لكنني لا أريد وضع طابع زمني على ذلك. آخر شيء نريد فعله هو إرسال برقية لحماس حول ما يحتمل أن يواجهوه في الأسابيع والأشهر القادمة”.
مسؤول إسرائيلي ثان قال لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن بعض المسؤولين في إدارة بايدن يضغطون من أجل إنهاء المرحلة الحالية من عمليات الجيش الإسرائيلي بحلول نهاية عام 2023.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أيضا أن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لإنهاء القتال واسع النطاق بحلول نهاية العام. ووفقا للتقرير، تريد الإدارة أن تعتمد المرحلة التالية من القتال على مجموعات أصغر من قوات النخبة الإسرائيلية التي ستدخل المناطق المأهولة بالسكان في غزة لتنفيذ مهام محددة لتحديد مواقع قادة حماس وقتلهم، وإنقاذ الرهائن وتفكيك أنفاق حماس قبل الانسحاب.
ورد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التقرير قائلا إن رئيس الوزراء “أوضح أن إسرائيل ستواصل الحرب حتى نكمل جميع أهدافها”.
وفي بيانه الصادر عن اجتماعات سوليفان مع نتنياهو وأعضاء كابينت الحرب الإسرائيلي، قال البيت الأبيض أنه تم إطلاع مستشار الأمن القومي الأمريكي بالتفصيل على حملة الجيش الإسرائيلي في غزة، “بما في ذلك أهدافها، ومراحلها وتحديد الظروف للتحولات مع مرور الوقت من عمليات تطهير عالية الكثافة مقابل عمليات جراحية أقل كثافة ضد فلول حماس”.
وفي أعقاب تصريحات كيربي، حث بايدن نفسه إسرائيل مرة أخرى على بذل المزيد من الاهتمام لحماية المدنيين في غزة.
وقال بايدن للصحفيين بعد حدث في مركز أبحاث طبية بالقرب من واشنطن: “أريدهم أن يركزوا على كيفية إنقاذ أرواح المدنيين – وليس التوقف عن ملاحقة حماس، ولكن أن يكونوا أكثر حذرا”.
خلال اجتماعاته في تل أبيب، أخبر سوليفان المسؤولين الإسرائيليين أيضا أن بدء محادثات جادة بشأن “اليوم التالي” في غزة سيساعد على منح إدارة بايدن المزيد من الوقت لمواصلة دعم الحرب، حسبما أفاد موقع “واللا” نقلا عن مسؤول أمريكي كبير.
في وقت سابق من اليوم، قال وزير الدفاع يوآف غالانت لسوليفان في تصريحات علنية قبل لقائهما إن حرب الجيش الإسرائيلي ضد حماس في غزة ستستغرق “أكثر من عدة أشهر”. ولم يتحدث غالانت عن مراحل مختلفة في الحرب عندما أدلى بتصريحاته.
ووصل سوليفان إلى إسرائيل مع تصاعد التوترات بين القدس وواشنطن بشأن الحرب، مع تحذير الولايات المتحدة من تراجع الدعم للحملة العسكرية حتى مع تعهد القادة الإسرائيليين بعدم التوقف حتى يتم تدمير حماس. أثناء وجوده في إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر، أخبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن كابينت الحرب أنه لا يوجد أمامه أشهر في حربه ضد حماس.
اندلع الصراع الدائر في غزة بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، عندما قتل المسلحون الفلسطينيون حوالي 1200 شخص واختطفوا نحو 240 آخرين. ردا على ذلك، أعلنت إسرائيل الحرب على حماس، وتعهدت بالقضاء على الحركة وإعادة جميع المختطفين.
وأدت الحرب إلى مقتل أكثر من 18,600 فلسطيني في غزة، كثير منهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة. ومن المرجح أن يشمل هذا الرقم مقاتلي حماس وسكان غزة الذين قُتلوا بصواريخ طائشة أطلقتها حماس.
وتقول إسرائيل إنها قتلت ما لا يقل عن 7000 من مقاتلي حماس واعتقلت مئات آخرين، واتخذت إجراءات لحماية المدنيين، بما في ذلك نشر خرائط للمناطق الآمنة.
وقال كيربي للصحفيين: “أعتقد أننا جميعا نريد أن تنتهي [الحرب] في أقرب وقت ممكن”، مضيفا أنها “قد تنتهي اليوم” إذا تراجعت حماس، لكن “هذا لا يبدو مرجحا في الوقت الحالي”.
مضيفا أن واشنطن “لا تملي الشروط” على إسرائيل وأن الجدول الزمني الذي قدمه غالانت “متسق” مع ما قاله المسؤولون الإسرائيليون في السابق. لكن أثناء وجوده في إسرائيل، طرح سوليفان “أسئلة صعبة” على المسؤولين الإسرائيليين حول مسار هجومهم على القطاع الفلسطيني، بحسب كيربي.
WH's John Kirby:
"What needs to happen to end the war today… there's three of them, and they're not that difficult: Lay down your arms, turn over those who were responsible for the October 7th attacks, and give up all the hostages.
“Three simple things." pic.twitter.com/vPtNFPy9ey
— Jacob N. Kornbluh (@jacobkornbluh) December 14, 2023
وقال سوليفان لقناة تلفزيونية إسرائيلية أنه وفريقه أجروا “محادثات مكثفة ومفصلة” مع نتنياهو وكابين الحرب حول الموعد الذي سينتقل فيه الجيش الإسرائيلي من القتال عالي الكثافة في غزة إلى التركيز على القتال الأقل حدة الذي قد يشمل استهداف كبار قادة حماس.
كما قال في مقابلة أجرتها معه أخبار القناة 12 إن “إسرائيل ستواصل بذل جهودها العسكرية لملاحقة حماس لبعض الوقت، لأنهم، على سبيل المثال، سيواصلون مطاردة كبار قادة حماس، [يحيى] السنوار و[محمد] ضيف و[مروان] عيسى، ونحن لا نعرف بالضبط كم من الوقت سيستغرق ذلك”، في إشارة إلى ثلاثة من كبار قادة حماس في غزة.
“لذا فإن القضية حقا هي متى ستتحول إسرائيل من العمليات العسكرية عالية الكثافة الجارية اليوم إلى مرحلة مختلفة من هذا الصراع، مرحلة أكثر دقة وأكثر استهدافا وأكثر توجها نحو أمور مثل هؤلاء الأفراد ذوي القيمة العالية؟ … لقد أجرينا محادثة بناءة للغاية حول هذه المراحل”.
وردا على سؤال حول تعليقات غالانت بأن تفكيك حماس سيحتاج إلى أكثر من بضعة أشهر، قال سوليفان: “ما سمعت الوزير غالانت يقوله اليوم هو أن القتال ضد حماس سيستمر لعدة أشهر. وضد أي جماعة إرهابية لا يزال لديها قادة هم مرتكبو أسوأ مذبحة ضد الشعب اليهودي منذ الهولوكوست، سيستغرق الأمر وقتا حتى يتم العثور على هؤلاء القادة والتعامل معهم، ومن الواضح أن ذلك قد يستغرق أشهرا”.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد تقوم “بإخراج إشارة قف”، أجاب سوليفان: “أنا لست هنا للوعظ أو الإملاء. إسرائيل صديق وشريك. نجلس ونتشاور ونتحدث كأصدقاء. يتحدث الرئيس بايدن مع رئيس الوزراء نتنياهو كصديق… نحن نعمل من خلال ما نعتبره مزايا وعيوب استراتيجية وتكتيكية لمختلف مسارات العمل. ونحن نقدم المدخلات الخاصة بنا”.
وقال إن المدخلات مبنية على ثلاثة عوامل، “أولا، ما الذي سيساعد في إنهاء حماس كتهديد عسكري أو إرهابي لإسرائيل؟ نقطة. ثانيا، ما الذي يضمن دعم وحماية السكان المدنيين في غزة، الذين لا علاقة لهم بحماس؟ وثالثا، كيف يمكننا أن نضع إسرائيل والولايات المتحدة في أقوى موقف ممكن للتعامل مع المجموعة الأوسع من الخصوم الذين نواجههم في هذه المنطقة؟ هذا ما جلسنا لمناقشته اليوم. وكانت هناك درجة واسعة من التقارب حول الأهداف الاستراتيجية وبعض الخطوات التي يتعين علينا اتخاذها من هنا لتحقيقها”.
وفيما يتعلق بالرهائن، لم يخض سوليفان في التفاصيل، لكنه قال إن الولايات المتحدة وإسرائيل تتطلعان إلى “استكشاف ما هو ممكن في مرحلة أخرى من إطلاق سراح الرهائن”.
وقال إن الولايات المتحدة “مصممة على عدم التوقف عند أي شيء لضمان عودة كل واحد منهم بأمان إلى عائلته”.
بعد لقاء القادة الإسرائيليين، سيتوجه سوليفان يوم الجمعة إلى الضفة الغربية للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حسبما قال مسؤولون أمريكيون ومسؤولون في السلطة الفلسطينية لـ”تايمز أوف إسرائيل”.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن سوليفان “سيناقش الجهود الجارية لتعزيز الاستقرار في الضفة الغربية، بما في ذلك من خلال الجهود المبذولة لمواجهة الإرهاب، ودعم قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية من خلال المنسق الأمني الأمريكي لإسرائيل والسلطة الفلسطينية، والجهود المستمرة لتجديد وتنشيط السلطة الفلسطينية والمبادرات الرامية إلى محاسبة عنف المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين”.
خلال المقابلة مع القناة 12، سُئل سوليفان عن الرؤيتين الأمريكية والإسرائيلية المختلفتين لغزة ما بعد الحرب، حيث تحدث بايدن عن سلطة فلسطينية متجددة بينما يعارض نتنياهو إي دور للسلطة الفلسطينية.
وقال سوليفان إن وجهة النظر الأمريكية “تتمثل في أن الحكم في الضفة الغربية وقطاع غزة يحتاج في نهاية المطاف إلى أن يكون متصلا، ويجب أن يكون متصلا في ظل سلطة فلسطينية متجددة ومجددة”.
وعندما سُئل عما يعنيه هذا بالضبط، قال سوليفان: “سوف يتطلب الأمر الإصلاح، وتحديثا لكيفية تعامل السلطة الفلسطينية مع الحكم، ومشاركة دول أخرى في المنطقة للمساهمة بالموارد المالية وأشكال الدعم الأخرى”.
وقال إنه يمكن التوصل إلى توافق في الآراء بشأن هذا الأمر “إذا تناولنا الأمر جميعا بحسن نية”.
وفي نهاية المطاف، أوضح قائلا: “يجب أن يكون الهدف هو ربط الضفة الغربية وغزة تحت قيادة مشتركة لا تمثل أي شكل من أشكال التهديد الإرهابي لإسرائيل. ونحن عازمون على التوصل إلى ذلك”.
وقال إن الحكومة الإسرائيلية مستعدة لمناقشة هذه القضية: “أجرينا بعض هذه المحادثات اليوم حول شكل مسألة الحكم والإدارة المدنية، ومسألة الأمن ومسألة إعادة الإعمار. وفي كل مجال من هذه المجالات، هناك عمل يجب القيام به للحصول على إجابات واضحة للمضي قدما”.
“في قلب هذه الإجابات يجب أن تكون تطلعات الشعب الفلسطيني نفسه. ولكن يجب أخذ احتياجات إسرائيل الأمنية في الاعتبار أيضا، ونحن مصممون على القيام بالأمرين معا”.
ساهمت في هذا التقرير وكالات