البيت الأبيض يقول إن إسرائيل “تبذل جهودا” لتوفير حماية أفضل للمدنيين في غزة
المتحدث بإسم مجلس الأمن القومي جون كيربي يشيد بالجيش الإسرائيلي لنشره خريطة على الإنترنت لمساعدة سكان غزة على تجنب القتال؛ "ليس هناك الكثير من الجيوش الحديثة التي يمكنها أن تفعل ذلك"
قال مسؤول أمريكي كبير يوم الأحد إن البيت الابيض يعتقد أن إسرائيل “تبذل جهودا” لتقليل عدد القتلى في صفوف المدنيين في غزة، مع تزايد القلق الدولي بشأن أعداد القتلى في الحرب المستأنفة مع حماس.
متحدثا مع البرامج الحوارية الأمريكية يوم الأحد، أصر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيري على ان الاستخبارات الأمريكية لم تكن على علم بأي خطة سرية مسبقة لحركة حماس لهجومها الوحشي في 7 أكتوبر على إسرائيل والذي أدى إلى اندلاع الصراع.
في الأسبوع الماضي، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن السلطات الإسرائيلية حصلت على مثل هذه الوثيقة قبل عام من وقوع الهجوم، وزعم تقرير للقناة 12 الإسرائيلية يوم الأحد أن خطط هجوم لحركة لحماس على نطاق الاعتداءات التي وقعت في 7 أكتوبر كانت في أيد إسرائيلية منذ عام 2018.
اندلعت الحرب بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، والذي شهد تسلل حوالي 3000 مسلح عبر الحدود إلى إسرائيل من قطاع غزة عن طريق البر والجو والبحر، حيث قاموا بقتل حوالي 1200 شخص واختطاف أكثر من 240 رهينة تحت غطاء سيل من آلاف الصواريخ على البلدات والمدن الإسرائيلية.
ردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة حماس الحاكمة لقطاع غزة، وبدات حملة عسكرية أدت إلى تدمير مساحات شاسعة من القطاع ومقتل آلاف المدنيين وفقا لأرقام فلسطينية لم يتم التحقق منها. وأثارت هذه الخسائر انتقادات دولية وضغوطا على إسرائيل، بما في ذلك من الولايات المتحدة.
وقال كيربي لبرنامج “هذا الأسبوع” على شبكة ABC إن إسرائيل استجابت للنداءات الأمريكية لحماية المدنيين.
وقال: “نعتقد أنهم تقبلوا رسائلنا هنا المتمثلة في محاولة تقليل الخسائر في صفوف المدنيين إلى الحد الأدنى”، بما في ذلك عن طريق نشر خريطة على الإنترنت للأماكن التي يمكن لسكان غزة الذهاب إليها بحثا عن الأمان.
وتابع قائلا: “لا توجد الكثير من الجيوش الحديثة التي يمكنها أن تفعل ذلك… لتوضيح خطواتها التالية بهذه الطريقة. لذا فهم يبذلون جهدا”.
وسئل كيربي أيضا عن زيارة الصليب الأحمر للرهائن المتبقين، والتي قالت إسرائيل والولايات المتحدة إنها جزء من اتفاق الهدنة الذي انتهى يوم الجمعة.
وقال كيربي: “وافقت حماس على السماح للصليب الأحمر بالوصول إلى هؤلاء الرهائن أثناء سريان الهدنة، وبالطبع لم يحدث ذلك وما زال لا يحدث”، مضيفا أن ذلك “غير مقبول”.
نقلت أخبار القناة 12 مساء الأحد عن مسؤول دبلوماسي إسرائيلي لم يذكر اسمه قوله إن الجيش الإسرائيلي “قام بتحديث” و”أدخل تعديلات” على خططه لتوسيع عملياته في جنوب قطاع غزة في ضوء المخاوف الأمريكية. ونقل عن المسؤول قوله: “لم نتجاهل النقاط الأمريكية، وسيتضح ذلك في الأيام القليلة المقبلة”.
وتقول حماس إن الحملة العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من 15,500 فلسطيني معظمهم من المدنيين. ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، ويُعتقد أنها تشمل مقاتلين ومدنيين فلسطينيين قُتلوا بسبب صواريخ طائشة أطلقتها الجماعات المسلحة.
يوم السبت، انتقدت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس إسرائيل بشدة، مرددة تعليقات مسؤولي الإدارة الذين طالبوا إسرائيل بتغيير الطريقة التي تشن بها الحرب لحماية المدنيين بشكل أفضل.
وقال هاريس من دبي: “لقد قُتل عدد كبير جدا من الفلسطينيين الأبرياء. بصراحة، حجم معاناة المدنيين والصور ومقاطع الفيديو القادمة من غزة كارثية”.
في كاليفورنيا، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يوم السبت إن إسرائيل لن تنجح في حملتها العسكرية لطرد حركة حماس من غزة ما لم تقم أيضا بحماية غير المقاتلين في البيئات الحضرية الصعبة، مستفيدة من تجربة الجيش الأمريكي في قتال تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في العراق.
وقال أوستن لمشرعين، وقادة شركات ودفاع، ومسؤولين حكوميين حضروا منتدى ريغان للدفاع الوطني: “مثل حماس، داعش كان متجذر عميقا في المناطق الحضرية. ولقد عمل التحالف الدولي ضد داعش بجد لحماية المدنيين وإنشاء ممرات انسانية، حتى خلال المعارك الصعبة”.
وأضاف “لذا فإن الدرس المستفاد ليس هو أنه يمكنك الانتصار في حرب المدن من خلال حماية المدنيين. الدرس المستفاد هو أن بإمكانك الانتصار في حرب المدن فقط من خلال حماية المدنيين”، مضيفا “إذا دفعت [المدنيين في غزة] إلى أحضان العدو، فإنك تستبدل الانتصار التكتيكي بهزيمة استراتيجية”.
تأتي هذه التصريحات مع استئناف إسرائيل لحملتها العسكرية الجوية والبرية المكثفة في أعقاب هدنة مؤقتة استمرت لأسبوع. بدأت الهدنة في 24 نوفمبر، مع إطلاق سراح المجموعة الأولى من الرهائن بعد 50 يوما في أسر حماس، وانهارت في ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة. وألقى كلا الجانبين باللائمة في انهيار اتفاق الهدنة واستئناف العنف على الطرف الآخر، إلا أن الولايات المتحدة دعمت إسرائيل وألقت باللوم على حماس في انتهاك الهدنة.
خلال الهدنة، تم إطلاق سراح 105 مدنيين من غزة، من ضمنهم 81 إسرائيليا، 23 مواطنا تايلانديا وفلبيني واحد، في المقابل تم الافراج عن 210 أسرى فلسطينيين، جميعهم من النساء والقاصرين.
كما سمحت إسرائيل بتدفق المساعدات الانسانية إلى داخل القطاع.
وأصر وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، في مقابلة أجرتها معه شبكة ABC على إن الجهود المبذولة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين متعمدة و”غير مسبوقة”.
وقال “لو أردنا القيام بذلك بسرعة، فسنلحق الضرر بعدد أكبر من المدنيين”.
The reports of ongoing hostilities and heavy bombardment in #Gaza are petrifying.
Yesterday our team visited Nassar Medical Hospital in the south. It was packed with 1,000 patients — 3 times over its capacity. Countless people were seeking shelter, filling every corner of the…
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) December 3, 2023
ويتزايد القلق الدولي بشأن عدد القتلى في غزة.
وقال رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، يوم الأحد على منصة “اكس”، المعروف سابقا باسم تويتر، “لا أستطيع العثور على كلمات قوية كفاية للتعبير عن قلقنا بشأن ما نشهده”، مطالبا بـ”وقف إطلاق النار. الآن”.