البيت الأبيض: بايدن أثار قضية الرهائن الأميركيين المحتجزين في غزة خلال اجتماعه مع ترامب
قال سوليفان إن الإدارة المنتهية ولايتها أرسلت "إشارة" إلى فريق ترامب الانتقالي بأنها مستعدة للتعاون من أجل التوصل إلى اتفاق؛ رئيس الولايات المتحدة يلتقي بعائلات الرهائن الأميركيين المتبقين
قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن الرئيس جو بايدن أثار قضية الرهائن الأميركيين المحتجزين في غزة خلال اجتماعه في المكتب البيضاوي يوم الأربعاء مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وقال سوليفان خلال مؤتمر صحفي إن الإدارة المنتهية ولايتها أرسلت أيضًا “إشارة” إلى فريق ترامب الانتقالي مفادها أنها مستعدة للتعاون من أجل تأمين صفقة الرهائن.
وقال كبير مساعدي بايدن إن أسر الرهائن الأميركيين حثت على مثل هذا التعاون عندما التقى الرئيس بهم يوم الثلاثاء، وأضاف أن رده كان “نعم حاسمة” وأن الإدارة الحالية ستستغل كل يوم متبقي لها للعمل من أجل إعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس إلى أحبائهم.
وقال ترامب للصحافيين بشكل منفصل إنه وبايدن “تحدثا كثيرًا عن الشرق الأوسط” خلال لقائهما.
وقال ترامب “أردت أن أعرف آراءه حول أين نتواجد وما يفكر فيه. وقد أطلعني عليها، وكان كريما للغاية”. وفي خطاب ألقاه في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في يوليو، حذر ترامب أن من يحتجزون رهائن أمريكيين “سيدفعون الثمن” إذا لم يعودوا بحلول توليه منصبه. كما تكهن في عدة مناسبات أن العديد من الرهائن لم يعودوا على قيد الحياة.
وفي وقت لاحق من ظهر الأربعاء، التقى بايدن عائلات الرهائن الأميركيين السبعة المتبقين. وكان الرئيس الأميركي قد التقى المجموعة عدة مرات منذ أن أشعل هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 الحرب الدائرة في غزة، وكان آخر لقاء له معهم برفقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في نهاية يوليو.
وخلال اجتماع الأربعاء، أبلغ بايدن العائلات بالجهود الأميركية الأخيرة لتأمين إطلاق سراح أحبائهم وأكد التزامه بإعادة الرهائن إلى ديارهم، بحسب بيان البيت الأبيض.
وقال يوناتان ديكل حين، والد الرهينة الأمريكي الإسرائيلي ساغي ديكل حين، لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إن بايدن تحدث عن عددا من المبادرات التي تسعى إدارته إلى تحقيقها لمحاولة التوصل إلى اتفاق.
وقال ديكل حين إن العائلات اغتنمت الفرصة للتعبير عن امتنانها لبايدن على مشاركته الشخصية من أجل أحبائهم على مدار العام الماضي.
وخلال اجتماع العائلات مع سوليفان يوم الثلاثاء، حثت عائلات الرهائن الأميركيين إدارة بايدن على العمل مع نظرائهم في فريق ترامب الانتقالي من أجل تأمين صفقة الرهائن قبل تولي الرئيس المنتخب منصبه في غضون شهرين.
وقال ديكل حين “مطالبنا… من كلتا الإدارتين في الوقت الحالي هي أن تعملا معًا، ليس لتجهيز إدارة ترامب لتولي منصبها في أواخر يناير، بل لإنجاز ذلك الآن في هذه اللحظة الفريدة”.
وقال إن العائلات تسعى إلى “لحظة من طراز ريغان”، في إشارة إلى تعاون الرئيس الأميركي آنذاك جيمي كارتر والرئيس المنتخب رونالد ريغان على إطلاق سراح الرهائن الأميركيين في السفارة في إيران خلال الفترة الانتقالية بين إدارتيهما. وأطلقت الجمهورية الإسلامية سراح الرهائن في يوم تنصيب ريغان.
وحذر ديكل حين من أنه إذا انتظر الجانبان حتى تولي ترامب منصبه في العشرين من يناير للتوصل إلى اتفاق، “فهناك احتمال حقيقي للغاية ألا يبقى أي من الرهائن على قيد الحياة، وسيكون من المستحيل تقريبا استعادة رفات القتلى”.
ويعتقد أن نحو نصف الرهائن الـ101 المتبقين ما زالوا على قيد الحياة.
وانتقد ديكل حين الحكومة الإسرائيلية لـ “التخلي” عن الرهائن لأكثر من 400 يوم، لكنه أكد أن إدارة بايدن فعلت “كل ما في وسعها” للتفاوض على صفقة، رغم المقاومة من إسرائيل وحماس.
وفي الوقت الذي يتواجدون فيه في واشنطن هذا الأسبوع، تعمل عائلات الرهائن الأميركيين الإسرائيليين أيضا على تنظيم اجتماعات إضافية مع بعض المرشحين الذين أعلن عنهم ترامب مؤخرا إلى جانب المشرعين الجمهوريين، نظرا لأن الحزب الجمهوري من المرجح أن يسيطر على مجلسي الكونغرس العام المقبل.
والتقت عائلات الرهائن الأميركيين مع كبار موظفي السيناتور ماركو روبيو، الذي أعلن ترامب الأربعاء أنه سيكون مرشحه لمنصب وزير الخارجية.
وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، ذكرت القناة 13 أن مسؤول الجيش الإسرائيلي بشأن الرهائن اللواء نيتسان ألون حذر مؤخرا وزراء الحكومة من أن “الوقت قصير والظروف تتدهور” بالنسبة للرهائن.
ونقلت القناة عن ألون قوله إن “الركود” في هذه القضية غير مقبول. كما قال ألون أن حماس “تعرضت لضربات في كل مكان” في غزة، وأن “الشتاء قادم وظروف الرهائن تتدهور”.
ونقل عن الجنرال قوله إن إنجازات الجيش الإسرائيلي خلقت الظروف المناسبة للتوصل إلى اتفاق.
وهذا هو الموقف الذي عبر عنه أيضا وزير الدفاع المقال مؤخرا يوآف غالانت الأسبوع الماضي أمام عائلات الرهائن، حيث أشار إلى أن نتنياهو يستمر في الحرب لأسباب سياسية، وليس بسبب المخاوف الأمنية، مما منع التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.
وفي تصريحات تسربت بسرعة من اجتماع لكتلة حزب الليكود في أواخر الشهر الماضي، يمكن سماع نتنياهو وهو يستبعد إنهاء الحرب مقابل الإفراج عن الرهائن، مما زاد من تعقيد المفاوضات. وزعم منتقدوه أن رفضه إنهاء الحرب ينبع من مخاوف من أن يؤدي هذا إلى انهيار ائتلافه، الذي يضم عناصر من أقصى اليمين تريد استمرار القتال وإنشاء المستوطنات في شمال غزة.
وفي حين قال مسؤولون أميركيون لتايمز أوف إسرائيل إن الولايات المتحدة غضبت سرا من نتنياهو بعد أن أضاف شروطًا إلى اقتراح إسرائيلي أدت إلى فشل التوصل إلى اتفاق في يوليو، فإن واشنطن ألقت علنا بمعظم اللوم على حماس في استمرار تعثر المفاوضات.
انتقد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن رفض حماس للمقترحات الأخيرة للتوصل إلى اتفاق قصير الأمد في تصريحات أدلى بها للصحفيين يوم الأربعاء، وأضاف أن رفض الحركة المشاركة في المفاوضات الأخيرة هو ما دفع قطر إلى مطالبة مسؤولي حماس في الدوحة بمغادرة البلاد، رغم أنه لم يتم تحديد جدول زمني لمغادرة قادة حماس.
وبينما أكد بلينكن على مسؤولية إسرائيل في زيادة المساعدات الإنسانية في مختلف أنحاء غزة، فقد انتقد المجتمع الدولي لفشله في تحميل حماس المسؤولية عن استمرار الحرب. وقال “يذهلني عدم وجود أي تركيز على حماس منذ اليوم الأول تقريبا، والصمت التام السائد في مختلف أنحاء العالم بشأن حماس”.