البيت الأبيض: الجهود جارية لتحرير الرهائن والتواصل إلى هدنة طويلة
وسط تقارير متضاربة بشأن وضع المفاوضات، بلينكن يقول إن الولايات المتحدة ترفض تغييرات دائمة في وضع غزة؛ المتحدث باسم مجلس الأمم القومي يقول إن مبعوث الشرق الأوسط ماكغورك يجري محادثات “متزنة وجادة”.
أجرى مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط محادثات في المنطقة يوم الثلاثاء مع تزايد الآمال للتوصل إلى اتفاق جديد محتمل لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس مقابل هدنة أطول في غزة.
وقال البيت الأبيض إنه سيدعم هدنة أطول من تلك التي استمرت لمدة أسبوع في شهر نوفمبر، وأكد أن بريت ماكغورك تواجد في مصر لإجراء مناقشات وأنه من المقرر أن يقوم بزيارة بلدان الأخرى.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الثلاثاء إن إدارة بايدن تعارض أي تغيير دائم في أراضي غزة، ولكنه أبقى الباب مفتوحا لدعم محتمل لأي “ترتيبات انتقالية” لحل الصراع مع إسرائيل.
وقال بلينكن للصحفيين في أبوجا بنيجيريا “إذا كانت هناك حاجة لترتيبات انتقالية لتمكين حدوث ذلك، فهذا شيء آخر. ولكن عندما يتعلق الأمر بالوضع الدائم لغزة مستقبلا، فلقد كنا واضحين ولا نزال واضحين بشأن عدم التعدي على أراضيها”.
تأتي التطورات بعد أن أفاد موقع “أكسيوس” الإخباري بأن إسرائيل اقترحت على حماس، عبر الوسطاء القطريين والمصريين، هدنة تصل مدتها إلى ثلاثة أشهر مقابل إطلاق سراح الرهائن.
إلا أن حماس رفضت العرض، حسبما نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤول مصري كبير لم تذكر اسمه. وقال المسؤول إن قادة حماس يرفضون أيضا مغادرة غزة ويطالبون إسرائيل بالانسحاب الكامل من القطاع والسماح للفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم.
ونقلت أخبار القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين لم تذكر أسماءهم قولهم إنه لم يتم إبلاغ القدس برفض حماس للعرض.
وأفاد التقرير أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال لعائلات الرهائن في الأيام الأخيرة إن هناك عرض إسرائيلي على الطاولة، رافضا الخوض في التفاصيل.
مساء الثلاثاء، بثت القناة 12 تسجيلات لنتنياهو وهو يقول لذوي الرهائن إن قيام قطر بلعب دور الوسيط بين إسرائيل وحركة حماس يمثل “إشكالية”، وبدا أنه يعبر عن خيبة أمله من واشنطن لعدم قيامها بممارسة ضغوط أكبر على الدولة الخليجية، التي تستضيف قادة حماس.
يوم الثلاثاء، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض: “من المؤكد أن أحد الأشياء التي يتحدث عنها [ماكغورك] في المنطقة هو احتمال التوصل إلى صفقة رهائن جديدة، والتي ستتطلب هدنة انسانية لمدة معينة”.
وقال إن “المحادثات متزنة وجادة للغاية بشأن محاولة التوصل إلى صفقة رهائن أخرى”، لكنه وضح في وقت لاحق أنه لن يصف المحادثات إلا بأنها “مناقشات” وليست “مفاوضات”، موضحا أن الطريق ما زالت طويلة قبل التوصل الى اتفاق.
اختطف المسلحون بقيادة حماس 253 شخصا من إسرائيل إلى قطاع غزة في 7 أكتوبر، عندما اقتحم الآلاف منهم المناطق الجنوبية لإسرائيل وقتلوا حوالي 1200 شخص وسط ارتكابهم لأعمال وحشية مروعة.
ويُعتقد أن 132 رهينة تم اختطافهم في ذلك اليوم ما زالوا في غزة – وليسوا جميعهم على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر مقابل إطلاق سراح أسرى أمنيين فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية. وتم إطلاق سراح أربعة رهائن قبل ذلك، وأنقذت القوات الإسرائيلية إحداهم. كما تم انتشال جثث ثماني رهائن وقتل الجيش ثلاث رهائن عن طريق الخطأ. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 28 ممن ما زالوا محتجزين لدى حماس، مستندا على معلومات استخباراتية جديدة ونتائج توصلت إليها القوات العاملة في غزة.
وتم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولا.
وتحتجز حماس أيضا مدنييّن إسرائيلييّن، هما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في عامي 2014 و2015 تباعا، بالإضافة الى جثتي الجنديين الإسرائيليين أورون شاؤول و هدار غولدين منذ عام 2014.
وقال كيربي إن البيت الأبيض سيدعم هدنة جديدة، لكنه رفض تحديد إطار زمني.
وأضاف “إذا كان ذلك سيمنحنا الفرصة لإخراج الرهائن وإدخال المزيد من المساعدات، فسنؤيد بالتأكيد هدنة إنسانية لمدة أطول من الأسبوع الذي تمكنا من إنجازه”، لكنه لم يبلغ حد التعبير عن دعمه لوقف إطلاق نار دائم.
وأضاف المتحدث باسم البيت الأبيض أن هدنة جديدة في القتال قد تساهم نظريا في تحقيق سلام طويل الأمد بين إسرائيل وحماس، لكنه حذر من أن المناقشات لا تزال في مرحلة مبكرة.
وقال كيربي: “من الممكن أن يكون لذلك بعض الآثار الأكبر على الصراع نفسه، لكن من السابق لأوانه معرفة ذلك الآن”.
وأبدى المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري لهجة متفائلة بشأن جهود الوساطة خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء وقال : “إننا ننخرط في مناقشات جادة مع الجانبين. لقد قدمنا أفكارا لكلا الجانبين، نحن نتلقى دفقا مستمرا من الردود من كلاهما وهذا في حد ذاته سبب للتفاؤل”.
ويواجه نتنياهو ضغوطا متزايدة بعد أن فقدت إسرائيل 24 جنديا يوم الاثنين في أسوأ يوم لخسائر قواتها حتى الآن في غزة وبسبب الفشل في إعادة الرهائن المتبقين.
وأفاد تقرير مؤخرا بأن هدف الحرب المعلن المتمثل في تدمير حماس يُنظر إليه على نحو متزايد على أنه غير متوافق مع إعادة الرهائن.
ومع ذلك، قال كيربي إن “الإسرائيليين فقط هم من يستطيعون الإجابة” على السؤال عما إذا كانت خسائر القوات عاملا في المفاوضات.
وقال “لقد كان هذا يوما رهيبا للجيش الإسرائيلي بالأمس، وهذا عدد هائل من القوات التي تخسرها في يوم واحد”.
ولقد وقف بايدن بثبات خلف إسرائيل منذ هجوم 7 أكتوبر، ولكن كانت هناك توترات متزايدة مع نتنياهو بشأن عدد الضحايا في غزة وحول خطط إسرائيل بشأن موعد انتهاء الحرب.
وتقول حماس إن أكثر من 25 ألف شخص قُتلوا في العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة التي شنتها في أعقاب مذبحة حماس. هذا الرقم لم يتسن التأكد منه، ولا يميز بين مقاتلي الحركة والمدنيين، ويشمل مدنيين قُتلوا بمئات الصواريخ الفلسطينية الطائشة. وتقول إسرائيل إنها قتلت أكثر من 9 آلاف من عناصر حماس، بالإضافة إلى ألف مسلح قُتلوا في إسرائيل في أعقاب هجوم 7 أكتوبر.
يوم الأحد، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الولايات المتحدة ومصر وقطر يمارسون ضغوطا على إسرائيل وحماس لقبول خطة شاملة من شأنها إنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، وأن تؤدي في نهاية المطاف إلى تطبيع كامل بين إسرائيل وجيرانها ومحادثات من أجل إقامة دولة فلسطينية.
ورد نتنياهو في بيان مصور، رافضا بشكل قاطع “إنهاء الحرب، وخروج قواتنا من غزة، وإطلاق سراح جميع القتلة والمغتصبين من [قوة] النخبة وترك حماس دون مساس”، وقال رئيس الوزراء إن هذه هي مطالب الحركة. ومع ذلك، في اليوم التالي، ورد أن رئيس الوزراء أبلغ أقارب الرهائن أنه لا يوجد أي اقتراح لحماس مطروح على الطاولة.