إسرائيل في حالة حرب - اليوم 646

بحث

البنتاغون: الغارات على المنشآت النووية في إيران أعاد برنامجها النووي مدة عامين إلى الوراء

ناطق باسم البنتاغون يردد تصريحات ترامب ويقول إن المنشآت المستهدفة في الهجمات الأخيرة "دُمّرت بالكامل"، بينما يصرح وزير الخارجية الإيراني أن "التكنولوجيا والمعرفة ما زالت موجودة"

صورة فضائية مقدمة من شركة Maxar Technologies والمؤرخة في 1 يوليو 2025، تظهر مجمع منشأة فوردو لتخصيب الوقود في وسط إيران. (Satellite image ©2025 Maxar Technologies / AFP)
صورة فضائية مقدمة من شركة Maxar Technologies والمؤرخة في 1 يوليو 2025، تظهر مجمع منشأة فوردو لتخصيب الوقود في وسط إيران. (Satellite image ©2025 Maxar Technologies / AFP)

تشير تقييمات الاستخبارات الأمريكية إلى أن الضربات التي استهدفت مواقع نووية إيرانية أعادت برنامج إيران الذري إلى الوراء بما يصل إلى عامين، بحسب ما أعلن البنتاغون يوم الأربعاء.

وقال المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل للصحفيين: “لقد أضعفنا برنامجهم بما لا يقل عن عام إلى عامين – التقييمات الاستخباراتية داخل وزارة الدفاع تقدّر ذلك”، وأضاف لاحقا: “نعتقد أن الفترة أقرب إلى عامين”.

واستهدفت قاذفات أمريكية من طراز B-2 موقعين نوويين إيرانيين بقنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات الشهر الماضي، بينما استهدفت غواصة صواريخ موجهة موقعا ثالثا بصواريخ توماهوك.

وشنت إسرائيل حملة جوية غير مسبوقة استهدفت منشآت نووية إيرانية وعلماء وقيادات عسكرية رفيعة في 13 يونيو، في محاولة لإنهاء البرنامج النووي الإيراني، الذي تقول طهران أنه لأغراض مدنية، بينما تصر واشنطن وقوى أخرى أنه يهدف إلى الحصول على أسلحة نووية.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أمضى أسابيع يسعى عبر المسار الدبلوماسي لاستبدال الاتفاق النووي مع طهران الذي ألغاه خلال ولايته الأولى في 2018، لكنه قرر في النهاية اللجوء إلى الخيار العسكري.

وشملت العملية الأمريكية أكثر من 125 طائرة أمريكية، من بينها قاذفات شبح ومقاتلات وطائرات تزود بالوقود جوا، بالإضافة إلى غواصة صواريخ موجهة.

ونتائج هذه الضربات محط مراقبة شديدة لمعرفة مدى تأثيرها على البرنامج النووي الإيراني، بعد أن قال ترامب تقريبا فور وقوعها إن برنامج إيران “دُمّر بالكامل”، وهو ما كرره بارنيل خلال إفادته يوم الأربعاء.

المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية شون بارنيل خلال مؤتمر صحفي في البنتاغون، 2 يوليو 2025، في واشنطن. (AP Photo/Mark Schiefelbein)

عادة ما تستغرق أجهزة المخابرات الأمريكية أسابيع أو أكثر للتوصل إلى مثل تلك الاستنتاجات.

وقال بارنيل: “جميع معلومات المخابرات التي اطلعنا عليها دفعتنا إلى الاعتقاد بأن منشآت إيران دمرت تماما”.

وقال رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة مطلع الأسبوع إن إيران قد تنتج اليورانيوم المخصب في غضون بضعة أشهر، مما أثار الشكوك إزاء مدى فاعلية الضربات الأمريكية في تدمير برنامج طهران النووي.

وحذر العديد من الخبراء من أن إيران نقلت على الأرجح مخزونا من اليورانيوم عالي التخصيب بدرجة تقترب من اللازمة لصنع الأسلحة من موقع فوردو الواقع على عمق كبير في الجبل قبل الضربات، وربما تخفيه حاليا.

غير أن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث قال الأسبوع الماضي أنه لا علم لديه بمعلومات مخابرات تشير إلى أن إيران نقلت اليورانيوم عالي التخصيب لحمايته من الضربات الأمريكية.

وأشار تقييم أولي صادر عن وكالة مخابرات الدفاع الأسبوع الماضي إلى أن الضربات ربما أخرت البرنامج النووي الإيراني بضعة أشهر فقط. لكن مسؤولين في إدارة ترامب قالوا إن هذا التقييم غير موثوق وتم تحديثه بمعلومات استخباراتية جديدة تشير إلى أن البرنامج تعرض لضرر بالغ.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن الضربات على موقع فوردو النووي تسببت في أضرار جسيمة.

وأضاف عراقجي في مقابلة بثتها قناة “سي.بي.إس نيوز” أمس الثلاثاء: “لا أحد يعلم على وجه التحديد ما حدث في فوردو. ومع ذلك، ما نعرفه حتى الآن هو أن المنشآت تضررت بشدة”.

وأضاف أنه رغم الأضرار بالمنشآت المستهدفة، فـ”لا يمكن تدمير تكنولوجيا التخصيب وعلومه بالقصف”.

وعندما سئل عن ما إذا كانت طهران ستعود إلى تخصيب اليورانيوم، قال عراقجي إن طهران “في طور التقييمات… ووضع السياسات”.

وتابع: “لقد مررنا أيضًا بـ12 يومًا من حرب فرضت علينا بالإضافة إلى كل ما فعلناه من أجل هذا البرنامج النووي. ولذلك، لن يتخلى الناس بسهولة عن التخصيب”.

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ينتظر لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإجراء محادثات في الكرملين بموسكو، 23 يونيو 2025. (Alexander Kazakov, Sputnik, Kremlin Pool Photo via AP)

وقالت الولايات المتحدة وإسرائيل إن الضربات تهدف إلى منع إيران من الحصول على أسلحة نووية وإضعاف قدراتها الصاروخية بشكل كبير.

وتدعي إيران، التي تعلن صراحة سعيها لتدمير إسرائيل، أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط، لكنها قامت بتخصيب اليورانيوم حتى نسبة 60%، وهي أعلى من النسبة المطلوبة للأغراض المدنية وخطوة قصيرة نحو المستوى اللازم لصنع الأسلحة، كما منعت المفتشين الدوليين من فحص منشآتها النووية ووسعت من قدراتها الصاروخية الباليستية.

وتقول إسرائيل إن لديها معلومات استخباراتية تشير إلى أن طهران كانت تتخذ خطوات فعلية لبناء قنبلة. كما حذرت من أنها قد تتخذ خطوات عسكرية إضافية إذا رأت أن إيران تحاول إعادة بناء برنامجها النووي والصاروخي.

اقرأ المزيد عن