البرلمان الأردني يعرض خريطة تضم الأردن وإسرائيل تحت ألوان العلمين الأردني والفلسطيني، ويدعو إلى طرد السفير الإسرائيلي
ردا على استخدام سموتريتش لخارطة "إسرائيل الكبرى" التي شملت الأردن، مشرعون يعرضون الخريطة تحت ألوان العلمين الأردني والفلسطيني؛ وزارة الخارجية تعمل على تخفيف التوترات
أوصى البرلمان الأردني يوم الأربعاء بطرد السفير الإسرائيلي، بينما عرض في وسط القاعة خريطة تظهر الأردن وإسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة – كلها تحت ألوان العلمين الأردني والفلسطيني.
جاء التصويت وعرض الخريطة ردا على كلمة وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، في نهاية الأسبوع، والتي ادعى فيها أن الشعب الفلسطيني هو “اختراع” بينما وقف على منصة حملت خريطة “إسرائيل الكبرى” التي تضم أراضي المملكة الهاشمية، وفقا للتطلعات المتشددة لبعض المتطرفين في الهامش.
سيتطلب طرد السفير الإسرائيلي إيتان سوركيس موافقة الحكومة الأردنية، وهو سيناريو غير محتمل. استدعت وزارة الخارجية الأردنية سوركيس ليل الاثنين احتجاجا على خطاب سموتريتش.
عمليات التصويت الرسمية لطرد السفير هي إجراء شائع في أوقات التوترات المتصاعدة بين القدس وعمّان. في مايو 2021، دعا المشرعون الأردنيون الحكومة بالاجماع إلى طرد السفير الإسرائيلي في خضم عملية “حارس الأسوار”، وهي حرب استمرت 11 يوما بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
متحدثا في باريس في مراسم تأبين خاصة أقيمت يوم الأحد لناشط يميني بارز في حزب “الليكود”، وصف سموتريتش الشعب الفلسطيني بأنه “خدعة” عمرها أقل من 100 عام وأن الناس مثله ومثل أجداده هم “الفلسطينيون الحقيقيون”.
وقال سموتريتش: “لا وجود للفلسطينيين لأنه لا وجود لشعب فلسطيني”، في تصريح حظي بتصفيق حار في صفوف الحاضرين، كما يظهر من مقطع فيديو للحدث تم نشره على الإنترنت.
“The Palestinian people is an invention.”
Israeli Finance Minister Bezalel Smotrich claimed there’s “no such thing” as the Palestinian people during a conference in Paris, France pic.twitter.com/81EWqq80IH
— TRT World (@trtworld) March 20, 2023
وقال رئيس حزب “الصهيونية الدينية” القومي المتطرف ووزير المالية الإسرائيلي: “هل تعلمون من هم الفلسطينيون؟ أنا فلسطيني”، وأشار أيضا إلى جدته التي وُلدت في بلدة المطلة في شمال البلاد قبل 100 عاما، وجده، جيل ثالث عشر في القدس، باعتبارهما “فلسطينيين حقيقيين”.
واستطرد سموتريتش قائلا: “هذه الحقيقة ينبغي أن تُسمع في البيت الأبيض في واشنطن. يجب على العالم بأسره أن يسمع هذه الحقيقة لأنها الحقيقة – والحقيقة تنتصر”.
وأثارت التصريحات رد فعل عنيف من وزارة الخارجية الأردنية التي وصفتها بـ”تحريض متهور وانتهاك للأعراف الدولية ومعاهدة السلام الأردنية”.
في مواجهة الغضب الأردني بسبب خطاب الوزير، سعت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى تهدئة التوتر، وكتبت في تغريدة نشرتها باللغتين العبرية والانجليزية إن “إسرائيل ملتزمة باتفاق السلام مع الأردن الموقعة في عام 1994. لم يطرأ أي تغيير على موقف دولة إسرائيل، التي تعترف بوحدة أراضي المملكة الهاشمية “.
وقال دبلوماسي إسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الأربعاء أن اسرائيل “تتفهم الحساسيات الأردنية”، مضيفا أنهم “يعملون على إرسال رسائل تصالحية”.
وقال المسؤول “علاقة إسرائيل بالأردن ضرورية للهدوء والاستقرار في المنطقة. لقد أوصلت لهم الرسالة”، مؤكدا أن وزارة الخارجية تعمل “بناء على قرار الحكومة لتعزيز العلاقات مع الأردن لأنها مهمة”.
وانضمت الولايات المتحدة إلى عدة دول أخرى يوم الثلاثاء في إدانة التصريحات.
لسموتريتش تاريخ في الإدلاء بتصريحات مثيرة للجدل ضد الفلسطينيين، ومواطني إسرائيل العرب، واليهود غير الأرثوذكس، ومجتمع الميم.
في وقت سابق من هذا الشهر، أثار الوزير ردود فعل غاضبة في العالم بعد أن دعا إلى “محو” بلدة فلسطينية في أعقاب هجوم نفذه مسلح فلسطيني أسفر عن مقتل شقيقين إسرائيليين، قبل أن يتراجع في وقت لاحق عن تصريحاته ويعتذر.
جاءت التصريحات بعد ساعات من لقاء جمع بين وفدين إسرائيلي وفلسطيني يوم الأحد في قمة إقليمية نادرة نسبيا، وإن كانت منخفضة المخاطر في شرم الشيخ المصرية، حيث أعاد الطرفان التزامهما بتهدئة التوترات قبل أيام من بداية شهر رمضان.
ساهم لازار بيرمان وجيكوب ماغيد في هذا التقرير